المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسغ إلكتروني» يزيح لوحات المفاتيح والماوس



علاء البصري
11-06-2012, 08:02 AM
http://im13.gulfup.com/sbIG1.jpg

واجهات التفاعل تتغير، والمعالجات تأتي وتذهب، لكن لوحة المفاتيح وجارها الماوس ظلا جزءا من جهاز الكومبيوتر «بي سي» لنحو 30 سنة. إلا أنهما اليوم على وشك مواجهة منافسة شديدة من قبل تقنيتين لتحسس الإيماءات، من شأنهما تقليص كمية الطباعة، وعمليات النقر الضرورية للتحكم في الكومبيوتر العادي.
* رسغ رقمي
* وعن طريق تعقب حركات اليد بشكل دقيق، فإن النموذج الأولي لمشروع «ديجيتس» الذي يركب على رسغ اليد الذي قام بتطويره فريق من أبحاث «مايكروسوفت» في كمبردج في المملكة المتحدة يتيح للإشارات والإيماءات التواصل بالزمن الحقيقي مع أي جهاز.
وتقوم تشكيلة من مصابيح الصمام الثنائي الباعث للضوء (إل إي دي) مركبة على حمالة بلاستيكية توضع على رسغ اليد بصورة مواجهة للكف، بعكس ضوء الأشعة تحت الحمراء بعيدا عن أصابع المستخدم. ويقوم ضوء ليزر بالتألق عبر اليد لإبراز اتجاه الأصابع، لتقوم كاميرا بعد ذلك بقراءة الانعكاسات وليشيد البرنامج نموذجا لحركة اليد، تكون دقيقة لحدود واحد في المائة من السنتيمتر الواحد.
ويقول رئيس هذا المشروع ديفيد كيم إن مشروعه هذا أبصر النور من صلب الرغبة في الحصول على تقنية أكثر دقة من مستشعر الألعاب التي تنتجها شركة «إكسبوكس كينيكت». وكان الهدف هو تعقب الحركة، من دون ربط المستخدم بأي جهاز معين. و«كان علينا استخدام تقنيات صغيرة تستهلك طاقة أقل، وعليها أن لا تتداخل مع النشاطات اليومية، مع الرغبة كذلك في إمكانية الحصول على تفاعل مستمر»، كما يقول.
والجهاز هو بحجم كرتين من رياضة كرة الطاولة مربوطتين معا، وبحاجة حاليا إلى أن تكونا موصولتين إلى كومبيوتر لابتوب. لكن كيم ينوي أن يقلص حجمهما إلى حجم ساعة اليد، وجعلهما تعملان لا سلكيا. وفي عرض جرى في ندوة أقيمت في كمبردج في ولاية ماساتشوستس في أميركا حول برمجيات واجهات التفاعل وتقنياتها، تمكن هذا النظام من التحكم بألعاب الفيديو، والهواتف الذكية، وأجهزة الكومبيوتر.
ونظام «ديجيتس» هذا ليس الأول، إذ يقوم مستشعر «ليب موشن» من إنتاج شركة مقرها مدينة سان فرانسيسكو، تحمل الاسم ذاته، ويتربع عادة على مكتب، بقراءة عدد من الإيماءات المختلفة، بينما يقوم مستخدموه بتحريك أياديهم المرفوعة فوق رؤوسهم. لكن الشركة لم تكشف عن أي تفاصيل حول كيفية عمل هذا المستشعر.
ويقول ثاد ستارنر من معهد جورجيا للتقنيات في ولاية أتلنتا في أميركا، الذي هو أيضا الرئيس الفني لمشروع «بروجيكت غلاس» التابع لـ«غوغل»، «إن (ديجيتس) عمل رائع فعلا».
* التحكم بالإشارات
* ولا يزال «ديجيتس» في مراحله الأولى، وفقا لستارنر، الذي يستخدم كومبيوترا يمكن ارتداؤه ووضعه على الجسم منذ 20 سنة. ومع ذلك فهو متحمس لإمكانية مزاوجة واجهات التفاعل الحساسة التي يجري التحكم بها بدقة، مع الشاشات التي تركب عادة على الزجاج الأمامي للطائرات والسيارات التي تبدو كزوج نظارات من دون عدسات، والتي تتيح لمستخدميها الاطلاع على البيانات، من دون الحاجة إلى إدارة رؤوسهم، أو الجهاز الذي يعملون عليه.
ويضيف: «يمكن تصور استخدام الإيماءات الرقيقة في الصفوف مثلا لسحب الملاحظات أثناء التدريس»، إذ يقوم جهاز ستارنر بتغذية المعلومات إلى شاشة موجودة أمام عينه اليسرى. فخلال مقابلة صحافية مع مجلة «نيو ساينتس»، قام برنامج التعرف على الأصوات الذي كان يصغي إلى الحوار المتبادل بسحب رسائل البريد الإلكتروني التي تبادلها مع هذه المجلة في الماضي. وقام هذا النظام في وقت لاحق بدفع أطروحة أحد التلاميذ أمام مجال نظره، في خطوة تفاعلية سريعة مع الأجهزة الإلكترونية، لكونها تناسب هذا الحوار.
ويتابع ستارنر أن القوة الفعلية لـ«ديجيتس» هي في التعرف المستمر، والقدرة لا على التعرف على الأوامر المستقلة فحسب، كالضغط على الإبهام والخنصر معا من أجل القفز إلى ملف جديد في جهاز «آي باد»، بل ترجمة حركات اليد المتتالية أيضا. وبعض أعماله الحالية تنطوي على تعليم لغة الإشارات الأميركية للأطفال الذين يعانون من إعاقة سمعية عن طريق استخدام ألعاب الفيديو.
ويضيف: «لو كان لدينا ساعات رسغ تتابع حركة الأصابع أثناء ممارستهم الألعاب، لأمكننا النظر إلى حركة أصابعهم مع الوقت، وتمكنا من توجيههم». وتابع أن «إضافة أجهزة الكومبيوتر التي يمكن ارتداؤها إلى ترسانة واجهات التفاعل بين الكومبيوتر والإنسان، تمثل تكافلا بين الإنسان والآلة الذي لم نرَه قبلا. فالحصول على معلومات وبيانات في جزء من الثانية يجعلك قويا أكثر في تقرير مصير حياتك والتحكم بها. وهذا ما قد يقودنا إلى مرحلة نستخدم فيها النظم من دون تفكير