المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مجرتنا درب التبانة



مروة إبراهيم
02-22-2011, 07:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه،
أعجبتني هذه الفقرات من كتاب Philip’s Atlas of The Universe 2005, by Sir Patrick Moore
عن مجرتنا درب التبانة، وكيف عرفنا بعض المعلومات عن شكلها وتركيبها
بعض التطورات الفلكية عبر التاريخ
أحببت أن أنقلها لكم:

المشكلة الكبرى عند محاولة معرفة شكل مجرتنا بصورة مباشرة هي أننا نسكن فيها، فالأمر كأن شخص يقف في السيرك القومي ويحاول أن يحدد شكل القاهرة :(144):.
وقد اعتقد الكثير من الناس (وهو شيء طبيعي) أن الشمس وكواكبها تقع على قرب من مركز المجرة.

ولكن في العام 1940 عثر على أول معلومات موثوقة عن شكل مجرتنا طريق علم الفلك الراديوي. كان من المعروف أن هناك قدر كبير من المادة المنتشرة بين النجوم وكان من المنطقي افتراض أن كمية كبيرة من هذه المادة عبارة عن هيدروجين بصفته أكثر العناصر انتشاراً.

وفي العام 1944 حسب العالم الهولندي فان دي هالست أن هذه السحب من غاز الهيدروجين البارد والتي تنتشر عبر المجرة لابد أن تنبعث منها موجات راديوية لها طول موجي خاص: 21,1 سم وقد أثبتت صحة حساباته بالفعل، وتم قياس أماكن وسرعات هذه السحب وتبين التركيب الحلزوني لمجرتنا _ولم يكن في الأمر مفاجأة_فالكثير من المجرات الأخرى حلزونية أيضا.

وهانحن الآن بإمكاننا أن نرسم صورة لما يبدو عليه شكل وحجم مجرتنا حقاً.
وجد أن قطرها 100000 سنة ضوئية
لها مركز منتفخ يبلغ عرضه 10000 سنة ضوئية
تقع الشمس على مسافة من 25000 إلى 30000 سنة ضوئية من مركز المجرة ولا تبعد كثيرا عن المستوى الأساسي وتقع بالقرب من حافة أحد الأذرع الحلزونية للمجرة

وإلى جانب البناء الرئيسي توجد هالة مجرية تحتوي على الأشياء القديمة جدا مثل الحشود/العناقيد الكروية وبعض النجوم المتقدمة في السن
في الحقيقة, يوجد نوعين بارزين من النجوم في المجرة: النجوم الشابة وتوجد في الغالب في نواة المجرة
والنجوم المتقدمة في العمر وتوجد في الحشود/العناقيد الكروية أو في الأجسام الأخرى في هالة المجرة


http://i912.photobucket.com/albums/ac325/marwaibrahim/bbbbbbbbb.jpg
مركز مجرتنا كما تم رصدها بواسطة القمر الصناعي ايراس باستخدام الأشعة تحت الحمراء ، تلسكوب الأشعة تحت الحمراء الذي يحمله ايراس في استطاعته أن يرينا عبر سحب الأتربة والغازات التي تحجب عنا النجوم والأجسام الأخرى إذا ما رصدناها بالتلسكوبات البصرية. هذا الانتفاخ هو مركز المجرة، العقد والبقع الصفراء والخضراء هي عبارة عن سحب عملاقة من الغازات والأتربة البين نجميه ارتفعت درجة حرارتها بفعل النجوم القريبة والبعض الآخر ترتفع درجة حرارته بفعل تكون النجوم الجديدة بداخلها.

لكن مع الأسف لا يمكننا النظر مباشرة إلى مركز المجرة حيث يحتجب خلف سحب قاتمة ناحية كوكبة القوس.
ولكن هذه السحب لا يمكنها الوقوف في طريق الإشعاعات تحت الحمراء وبهذا تم تحديد مكان مركز مجرتنا في العام 1983 باستخدام القمر الصناعي ايراس (Infra-Red Astronomical Satellite IRAS) واشتبه في وجود ثقب أسود مركزي ضخم يمثل مصدر لأشعة إكس وموجات راديو معروف بالاسم ساجتريوس إيه ستار *Sag A. وتم التحقق من هذا في عام 2002 باستخدام التلسكوب YEPUN أحد التلسكوبات الأربعة في VLT وتم رصد العديد من النجوم أيضا في المنطقة المركزية احدهم يسمى S2 حيث وجد أنه يتبع جسما مركزيا ويتم دورته حوله كل 15,2 سنة وبالاقتراب منه إلى ما يبلغ حوالي 17 ساعة ضوئية (وهي مسافة تساوي ثلاثة أضعاف متوسط المسافة بين الشمس وبلوتو) وجد أن سرعته المدارية تبلغ 5000 كيلومتر في الساعة! وهذا يعني أن كتلة الثقب الأسود ساجتريوس إيه ستار تماثل حوالي 2,6 مليون مرة قدر كتلة الشمس وبالقرب منه توجد دوامات من السحب الغازية ونجوم شديدة السطوع.


http://i912.photobucket.com/albums/ac325/marwaibrahim/aaaaaaaad.jpg
في صورة التقطها YEPUN أحد تلسكوبات VLT في عام 2002 يشير السهمان الأصفران إلى موقع*Sag A، ألوان النجوم في هذه الصورة مرتبطة بدرجات حرارتها فالنجوم الزرقاء درجة حرارتها أعلى من الحمراء.

تدور المجرة حول مركزها وتستغرق الشمس 225 مليون سنة لتكمل دورتها. ولا يتخذ دوران المجرة نمطاً معيناً. توضح قوانين كيبلر في المجموعة الشمسية أن الأجسام الأقرب للمركز (في هذه الحالة ستكون الشمس) تتحرك أسرع من الأجسام البعيدة فمثلا يتحرك عطارد أسرع من الأرض وكذلك الأرض أسرع من المريخ ولكن على مستوى المجرة الحال ليس هكذا فالسرعات عند الحافة أكبر منها عند المركز، التفسير الوحيد لهذا أن أغلب كتلة المجرة ليست محتشدة عند المركز على الإطلاق بل لابد من وجود كمية مهولة من المادة بعيداً عن المركز، مادة لا يمكننا رؤيتها ولا نعرف ماهيتها ولكن كل ما نستطيع قوله أنها موجودة ، هذه المادة "المفقودة" تمثل اللغز المحير في علم الفلك الحديث .
في الوقت الحاضر يقتصر مصطلح الطريق اللبني أو درب التبانة على الحزمة اللامعة من النجوم في السماء ولكن في بعض الأحيان نطلق على مجرتنا "مجرة الطريق اللبني"هذه الحزمة الرائعة عند رؤيتها بتلسكوب واسع المجال أو نظارة الميدان أو حتى بالعين المجردة في ليلة مظلمة لها منظر آسر حقاً، وحينها ليس من السهل تذكر أن كل ذرة صغيرة هي شمس ضخمة في حقيقة الأمر.

http://www.noao.edu/images/milky-way-rising_top.jpg
الطريق اللبني
Image Credit: K. Don and NOAO/AURA/NSF