المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التجربة الرهيبة .. لآينشتاين الجزء الرابع



ماستر مروان
01-27-2011, 09:32 PM
الفصل الرابع
استمر صراع ( جون كاربنتر ) طويلاً لإثبات قيام البحرية الأميركية بتلك التجربةالرهيبة ، التي حاولت فيها إخفاء سفينة حربية كاملة ، لولا أن أصيب طاقمهابأضرار فادحة ، حتمت إيقاف التجربة وعدم تكرارها .
وعلى الرغم من سيل الخطابات والرسائل ، ومن شهود العيان ، الذين وصفوا ماحدث على سطح السفينة ، ظل الأمر كله أشبه بلعبة عبثية ، مع غياب الدليلالمادي الحاسم ، على حدوث تلك التجربة ، خاصة وأن كل الشهود كانوا من نزلاءالمصحات النفسية السابقين ، ومن بحارة السفينة أيضًا .
ومع مواصلة البحرية صمتها العنيد ، بدأ الموقف ينحسر ، وراح اهتمام العامة يقل تدريجيًا ، و ..
وفجأة ، وصلت رسالة بالغة الخطورة ..
رسالة تحمل توقيع العالم الفيزيائي المعروف ( ألند ) ..
وفي رسالته ، قال ( ألند ) :
- لن يمكنكم أن تتصوروا عظمة تجربة ( أينشتين ) التي لم يعترف بها أحد .. لقد دفعت يدي حتى المرفق ، داخل حقل الطاقة الفريد هذا ، بمجرد أن بدأ فيالتدفق ، في عكس اتجاه عقارب الساعة ، حول السفينة ( de-173 ) ، ولقد شعرت به يعبر يدي المحدودة داخله .. أما الهواء حول السفينة ،فقد تحول في بطء إلى لون قاتم ، قبل أن يتكون سديم رمادي ضبابي ، أشبهبالسحاب الخفيف ، أظنه الجسيمات الذرية ، أو الهواء المتأين ، حول السفينةالتي راحت تختفي تدريجيًا عن الأعين البشرية .. هذا الحقل يوحي بأن هناككهربية صافية تحيط به بمجرد تدفقه ، ولقد كان من القوة ، بحيث كاد يبتلعجسدي كله ، عندما بلغت كثافته أقصاها ، إذ راح يتحرك بغتة في اتجاه عقاربالساعة ، وأظن أن هذا الانعكاس في الحقل ، هو سبب فشل التجربة .
رسالة كهذه ، من عالم له مكانته مثل ( ألند ) ، كانت تكفي لكسر حاجز صمتالبحرية بعنف ، مما أجبر قيادتها على الإدلاء ببيان رسمي ، قالت فيهباختصار ، أقل ما يوصف به هو أنه مخل ، وغير مشبع :
- لا يوجد في ملفات البحرية كلها ، ما يحمل اسم ( تجربة فيلادلفيا ) .
ولقد فجر هذا البيان المختصر ، موجة من السخط والغضب في كل الأوساط .
بل موجة من السخرية أيضًا ، فقد كتب ( جون ) ، في مقاله التالي ، أنه لميسمع أو يقرأ ، في حياته كلها ، بيانًا أكثر سخافة وسذاجة ، من بيان قيادةالبحرية هذا ، إذ أنه ليس بالضرورة أن تحمل التجربة ، في ملفات البحرية ،اسم ( تجربة فيلادلفيا ) ، الذي أطلقه هو على الأمر ، وأنه من المحتم أنيكون لها كود سري خاص ، مثل ( الرجل الخفي ) ، أو ( الفراغ ) أو أي اسم آخر ..
ثم عاد ينشر شهادة البروفيسير ( ألند ) ، وكأنه يتحدى بها كل قيادات البحرية .
وانتقلت العدوى إلى عشرات الصحفيين الآخرين ، الذين راحوا يتساءلون بدورهمعن صحة التجربة من عدمها ، في الوقت نفسه الذي سعوا فيه للقاء البروفيسير ( ألند ) ، والتأكد من حقيقة ما ذكره في رسالته ..
وقبل حتى أن يعلن ( ألند ) صحة ما ورد في رسالته ، وصلت رسالة أخرى من عالم آخر ، إلى مكتب ( جون كاربنتر ) .
من البروفيسير ( فالنتين ) ، أحد أشهر علماء الطاقة في الولايات المتحدة الأميركية كلها .
وعلى عكس رسالة ( ألند ) ، لم يكن ( فالنتين ) شاهدًا على ما حدث ، وإنماكان ينقل حديثًا ، دار بينه وبين عالم آخر شهير ، وهو الدكتور ( جيسوب ) ..
وفي رسالته ، قال ( فالنتين ) :
- ( جيسوب ) أخبرني أن التجربة قد أجريت ، بواسطة مولدات مغناطيسية ، منالنوع المستخدم في البحرية ، والمعروفة باسم ( معادل المغناطيسية ) ، ولقدأصدرت تلك المولدات ذبذبات عالية للغاية ، ورنينًا مرتفعًا ، أوجد حقلاًمغناطيسيًا هائلاً ، حول السفينة .
كان من الواضح أن ( فالنتين ) على علم بالتجربة في حينها ، وأن ( جيسوب ) أحد المشاركين فيها ، مما أثار مشاعر الكل ، ودفع سيلاً من الصحفيين ورجالالإعلام نحو ( فالنتين ) ، الذي فوجئ بهذا الجيش حوله ، وبآلاف الأسئلةالتي تخترق أذنيه ، وعقله ، وكيانه كله ، فارتبك واضطرب ، وحاول نفي معرفتهبالأمر ، على الرغم من اعترافه بإرسال تلك الرسالة إلى ( جون ) ، وكل ماقاله أمام الصحفيين هو :
- كل ما أعلمه هو أن الأمر يحتاج إلى ثلاثة من حقول الطاقة المختلفة ،لتتناسب مع مستويات الفراغ الثلاثة ، وأن الأمر يرتبط بالرنين المغناطيسيالفائق ، على نحو ما ..
وعلى الرغم مما قاله ( فالنتين ) ، فإن ( جيسوب ) أصرّ على الصمت التام ،ولم ينف أو يؤيد ما قاله زميله ، ورفض تمامًا الإدلاء بأية أحاديث صحفية ،أو حتى إجابة سؤال واحد .
وهكذا فقد ( جون ) دليلاً قويًا ، كان يمكن أن يحسم الأمر تمامًا ..
ولكن حملته نجحت في تفجير القضية ، وفي دفع العقول إلى التفكير في صحة ما حدث .
بل دفعت فريقًا من العلماء أيضًا إلى دراسة احتمالات حدوث تلك التجربة عمليًا .
وجاءت النتائج مدهشة ..
معظم العلماء أكدوا أن الأمر قابل للحدوث ، من الناحية العلمية ، إذا ماأمكن توليد حقل كهرومغناطيسي فائق ، حول جسم ما ، مع الاستعانة بقوةالجاذبية الأرضية ، والرنين البالغ ، ولكن هذا لا يمكن أن يصلح ، منالناحية العلمية ، بالنسبة للبشر والكائنات الحية .
فالهدف من التجربة ، هو كسر الانعكاسات الضوئية ، والوصول بالانكسار إلىالصفر ، بحيث تعبر الأشعة من خلال الجسم مباشرة ، على نحو يجعله غير مرئي .
ولو حدث هذا مع البشر ، فسيعني أن الضوء لن يسقط أو يستقر عند شبكية العين .
وهذا يعني أن يصاب الإنسان بالعمى التام ، فلا يرى من حوله سوى ظلام دامس .
بل كتب أحد العلماء مقالاً ، يؤكد فيه أن النظرية نفسها ، تجعل قصة ( الرجلالخفي ) ، للكاتب الشهير ( هربرت جورج ويلز ) مجرد عبث غير علمي ، باعتبارأن ذلك الرجل سيصبح أعمى ، يحتاج إلى من يمد له يد المساعدة ، خلال فترةاختفائه .
وخلال تلك الفترة ، انتبه ( جون كاربنتر ) إلى حقيقة مدهشة ، لم يحاولاستغلالها قط ، وهو يشن حملته هذه لإثبات حدوث تجربة ( فيلادلفيا ) الرهيبة .
( ألبرت أينشتين ) ..
فشهادة ( فيليب دوران ) في بداية الأحداث ، كانت تشير إلى أن ( أينشتين ) بنفسه كان يشرف على تلك المولدات المغناطيسية ، في ساحة البحرية في ( فيلادلفيا ) ، أثناء إجراء التجربة ، واسم شهير مثله ، كفيل بإثارة الموقفكله ، على نحو مختلف تمامًا .
وهنا ، وحتى لا يتورط ( جون ) فيما يمكن أن يدينه قانونًا ، راح يجري بعض الأبحاث ، حول حياة وعمل ( ألبرت أينشتين ) ..
وكانت النتائج رائعة ..
ففي عام1940 م ، نشر ( أينشتين ) نظرية ( الحقل الموحد ) لأول مرة ، ثم تم تعيينه في البحرية الأميركية ، كعالم له شأنه ، في31مايو1943م ، وحتى30يونيو1944م ، وكأنما كانت البحرية تحتاج إلى وجوده الرسمي ، في هذه الفترة بالتحديد .
والأهم أن ( أينشتين ) قد نقل مكتبه في البحرية إلى ( فيلادلفيا ) ، كما تقول الوثائق الرسمية ، من18سبتمبر1943م ، وحتى30أكتوبر من العام نفسه .
ولكن الأكثر خطورة هو أن ( أينشتين ) قد أعلن ، منذ عامين فحسب ، ردًا علىبعض معارضي نظريته ، أن لديه نتائج تجريبية مقنعة للغاية ، عن العلاقة بينالقوى الكهرومغناطيسية والجاذبية الأرضية ، وإن لم يجد بعد دليلاً رياضيًاعلى هذا ، مما يوحي بأنه قد شاهد تجربة عملية ، تؤكد هذا .
ووفقًا للتواريخ والملابسات ، لابد وأن تكون هذه هي تجربة ( فيلادلفيا ) ..
ومع نشر هذا الأمر ، قامت الدنيا ولم تقعد ، نظرًا لوجود اسم ( أينشتين ) هذه المرة ، مرتبطًا بالتجربة الرهيبة .
واندفع جيش من الصحفيين نحو ( ألبرت أينشتين ) هذه المرة ، وهو يمني نفسهبالحصول على سيل من المعلومات ، من هذا العالم العبقري البسيط ..
ولكن كانت في انتظارهم جميعًا مفاجأة ..
مفاجأة مذهلة ..
ومؤلمة ..
بحق ...