المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التجربة الرهيبة .. لآينشتاين الجزء الثاني



ماستر مروان
01-27-2011, 09:30 PM
لفصل الثانى
منذ وضع نظريته النسبية ، عام1905م ،سجل " ألبرت أينشتين " اسمه في تاريخ العلم الحديث ، كواحد من أكثر العلماءعبقرية وجرأة ، خاصة وأن نظريته المدهشة قد صنعت منعطفا هائلا في مسارالعلم الفيزيائي كله...
ولأن طبيعة العلماء تدفعهم دوما للبحث والدراسة ، مهما حققوا من نتائج ، ومن نجاحات ، فقد انشغل العالم الفذ ، منذ أوائل العام1916م ، في دراسة ما أطلق عليه اسم " نظرية الحقل الموحد " .
ففي ذلك الحين ، راودت " أينشتين " فكرة ألا تكون الجاذبية الأرضية قوة علىالاطلاق ، بل مجرد خاصية من خواص ما أسماه " الزمكان " أو ارتباط طاقةالزمن بالمكان .
وتمادى " أينشتين " في بحثه هذا ، الى درجة قوله : بأن ما يطلق عليه اسمالمادة ، ليس أكثر من منطقة ، حدث فيها تركيز بالغ القوة ، الطاقة ذلكالحقل الموحد ، بحيث صارت ملموسة و محسوسة .
باختصار ، أراد صاحب النظرية النسبية أن يثبت ، أن المادة هي صورة من صور الطاقة ، وليس العكس .
وعلى الرغم مما يتمتع به "ألبرت آينشتين" من مصداقية واحترام في الأوساطالعلمية والفيزيائية ، إلا أن نظريته الجديدة هذه قوبلت بشيء من التحفظوالحذر ، باعتبار أن كل قواعد العلم تؤكد أن المادة والطاقة تتواجدان جنباًإلى جنب في الحياة ، وأن المادة يمكن أن تتحول إلى طاقة ، بالاحتراق أوالتبخر مثلاً ، في حين تقول نظرية "أينشتين" الجديدة أن كل ما يحدث هو أنالطاقة تعود إلى حالتها الأولى فحسب ، عندما تتحلل من صورتها المادية.
وعلى الرغم من الاعتراضات العديدة ، واصل "آينشتين" العمل في نظريته هذه ،وفي محاولاته لإثبات أن الجاذبية ليست قوة في حد ذاتها ، وإنما هي تأثير منتأثيرات الاندماج ، أو التناغم بين عدة قوى أخرى ، على رأسها المجالاتالكهرومغنطيسية الأرضية.
وفي عام1927م ، بدأ "آينشتين" يمزج نظريته هذه ، معنظرية تبادل الطاقة ، التي تقول : إن كل نوع من الطاقة يمكن أن ينشأ مننوع آخر منها ، تماماً كما يمكن توليد الكهرباء بواسطة مغنطيس ، فيالمولدات الكهربائية العادية ، في الوقت نفسه الذي يمكن فيه توليدالمغنطيسية من الكهرباء ، كما نجد في المغناطيس الكهربي.
وهنا ، وضع العالم الفيزيائي العبقري يده ، على حقائق "نظرية الحقل الموحد".
وهذا الحقل هو ما ينشأ من مزج الطاقة الكهربية بالمجال المغناطيسي للأرض ، والجاذبية الأرضية ، والأشعة الكونية والنووية معاً.
وطوال عمره ، الذي تجاوز السادسة والسبعين ، ظل "آينشتين" وحده في هذاالملعب ، يسعى لإثبات "نظرية الحقل الموحد" ، في حين يصر باقي العلماء علىأنه يلاحق هدفاً وهمياً ، في محاولة عابثة ، لإيجاد قواعد لنظام الفوضى "على حد قولهم".
ولكن هناك بعض الأدلة ، التي تشير إلى أن "آينشتين" قد أجرى بالفعل تجربة عملية ، على تأثير الحقل الموحد هذا.
وأنها كانت تجربة رهيبة ...
إلى أقصى حد ...
ففي "نيوجيرسي" عام1954م وعندما لحق الصحفي "جونكاربنتر" بذلك الرجل "فيليب دوران" الذي يتصوره سكان بلدته مجنوناً ،وجمعتهما جلسة واحدة هادئة ، قال "فيليب" :
- كان هذا في أكتوبر1943م ، عندما أخبرونا أنهمسيجرون تجربة خاصة جداً ، على سلاح جديد ، لو نجح ، فسيؤدي إلى سحقالأسطولين ، الألماني والياباني معاً ، بأقل خسائر ممكنة ... وفي ذلك اليوم، اجتمع كبار القادة في "فيلادلفيا" في القاعدة البحرية هناك ، وجاء بعضالمدنيين ، أحدهم كان طويل الشعر أشيبه ، صاحب شارب كث ، أثار سخريةالبحارة وكان من الواضح أنهم يولونه جميعاً اهتماماً بالغاً ، وهو يشرف علىتركيب بعض الأجهزة التي لم أر مثلها قط ، ثم جاءت السفينة دي ئي 173.
راح "فيليب" يلهث على نحو عجيب ، من فرط الانفعال ، عندما بلغ هذه النقطة ، فناوله "جون" قدحاً من الماء ، وهو يسأله في اهتمام :
هز "فيليب" رأسه نفياً ، وهو يشرب من قدح الماء ، ثم أجاب :
- أظنني رأيته في مكان ما ، ولكنني لست أذكر أين بالضبط ؟!
أومأ "جون" برأسه متفهماً ، وسأله :
- ماذا حدث بعد قدوم السفينة دي ئي173؟!
تنهد "فيليب" في عمق ، قائلاً وقد عاوده ذلك اللهاث والانفعال :
- كانت هناك سفينتان أخريان ، على جانبي دي ئي173وعلى متنها تلك الأجهزة العجيبة ، ولقد راحتا تبثان طاقة ما ، نحو السفينة ... في البداية ، بدا الأمر أشبه بأزيز ينتشر في الهواء ، ثم تحول إلى طنينقوي ، وبعدها أصبح ارتجاجاً عنيفاً ، جعلني أغلق عيني في قوة ، ورأسي يكادينفجر ، وعندما فتحتهما ثانية ، كان هناك ضباب رمادي خفيف ، يحيط بالسفينةدي ئي173ثم لم يلبث ذلك الضباب أن أصبح شفافاً ، واختفت داخله السفينة تماماً ، حتى لم يعد يظهر سوى أثرها على سطح الماء.
اتسعت عيناه ، وكأنما يستعيد تلك اللحظات الرهيبة ، وهو يلوح بكفيه في الهواء ، متابعاً في انفعال :
- كنت أسمع صراخاً رهيباً ، ينبعث من الفراغ الذي تركته السفينة خلفها ،كأنما يعاني بحارتها عذاباً يفوق احتمال البشر ، ولكن الكل أكدوا أنهم لايسمعون شيئاً ، وأنني أتوهم فحسب ، حتى عادت السفينة للظهور ، وتلاشت تلكالسحابة الرمادية وعرفنا ما حدث.
كان الهلع محفوراً على ملامحه ، وهو ينطق الجملة الأخيرة ، مما دعا "جون" إلى أن يسأله في لهفة :
- وماذا حدث؟!
اتسعت عينا الرجل أكثر ، وهو يلوح بذراعيه كلهما ، مجيباً :
- أمور رهيبة ... رهيبة إلى حد لا يمكن وصفه.
ثم مال نحوه ، مضيفاً في ارتياع :
- الرجال أصيبوا بصدمة هائلة ... بعضهم شعر بآلام مفزعة ، في كل خلية منجسده والبعض الآخر شاهد أشباحاً والبعض الثالث فوجئ بمخلوقات عجيبة تهاجمه ... المهم أنهم عانوا جميعاً من عذاب لا مثيل له ، خلال الدقائق القليلة ،التي اختفوا فيها مع دي ئي173.
اتسعت عينا "جون" عن آخرهما ، وهو يحدق في وجه "فيليب" الذي شحب حتى نافس وجوه الموتى ، من هول ما تستعيده ذاكرته.
ولم تكن هذه أول مرة يسمع فيها الصحفي "جون كاربنتر" بأمر تجربة "فيلادلفيا" الرهيبة هذه.
ففي عام1953م ، التقى بضابط سابق من البحرية ، همسفي أذنه بأنه قد سمع ، من بعض القادة القدامى ، أن تجربة علمية مدهشة قدأجريت ، في منطقة أمنية خاصة ، في ساحة بحرية في "فلادلفيا" لإخفاء مدمرةكاملة ، كوسيلة لابتكار سلاح سري خفي ، قادر على مباغتة الأسطول اليابانيفي عرض المحيط الهادي.
ومنذ ذلك الحين ، ترامى إلى مسامعه الكثير من الأحاديث ، حول التجربةالرهيبة ، ولكنها كلها لم تحمل جملة تأكيد واحدة ، مما جعله يتجاهل الأمربرمته ، ولا يوليه الاهتمام الكافي ، باعتبار أن كل ما يسمعه مجرد إشاعات ،أو أمور أسيء فهم مدلولاتها ، كما يحدث في كثير من الأحيان.
حتى التقى بذلك الرجل "فيليب دوران".
فعلى الرغم من أن الكل يعتبر "فيليب" هذا مجنوناً ، إلا أن كونه أحد مشاةالبحرية ، خلال الحرب العالمية الثانية ، في منطقة "فيلادلفيا" بالذات ،كان يمنح حديثه شيئاً من المنطقية.
ثم أنه كان أول شاهد عيان على ما حدث ...
وبحركة مفاجئة ، هب "جون" من مقعده ، واندفع نحو كومة مهملة من الصحف ،والتقط من بينها صحيفة قديمة ، وضعها أمام "فيليب" ، وهو يشير إلى صورة فيواجهتها متسائلاً :
- هل يمكنك أن تجد ذلك الأشيب طويل الشعر ، كث الشارب هنا ؟!
ألقى "فيليب" نظرة ممعنة على الصورة ، قبل أن يشير إلى أحد الأفراد فيها وهو يجيب في ثقة وحزم :
- إنه هذا الرجل.
وتألقت عينا "جون كاربنتر" في شدة ...
فالرجل الذي تعرّفه "فيليب" في الصورة ، باعتباره ذلك الذي كان يشرف على الأجهزة ، في تجربة "فيلادلفيا" ، لم يكن سوى "آينشتين" ...
"ألبرت أينشتين" ... شخصياً.