جاســم الفــواز
10-19-2010, 02:23 PM
حادثة تشرنوبيل
انفجر في الساعة الواحدة وثلاث وعشرون دقيقة صباحا بالتوقيت المحلي لمدينة بريبيات من يوم السبت 26 نيسان في العام 1985 أحد المفاعلات النووية في محطة تشرنوبيل للطاقة الواقعة على بعد 110كم شمال العاصمة الأوكرانية كييف.
http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc60cb43b43e.jpg (http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc60cb43b43e.jpg)http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsca2446278eb.jpg (http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsca2446278eb.jpg)http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc883e772b1d.jpg (http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc883e772b1d.jpg)
استمرت الحياة بشكل طبيعي في بريبيات المدينة العصرية التي شيدت لعمال المفاعل وأسرهم والتي تبعد حوالي 2 كم عن مفاعل تشرنوبيل, ولم يتم إخلاء السكان منها إلا بعد حوالي 36 ساعة من بدء الحادثة, أما في القرى والبلدات المجاورة فقد تأخر الإخلاء لعدة أيام, وفي كييف فقد واصل الناس استعداداتهم لعيد العمال ومسيرته التي سار فيها الناس بعد أربعة أيام غير مدركين لحجم الكارثة ولشدة الإشعاع الساقط على رؤسهم.
http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc32de699404.jpg (http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc32de699404.jpg)http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc80c88048f7.jpg (http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc80c88048f7.jpg)http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamscc263376ba6.jpg (http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamscc263376ba6.jpg)
وقد رصد الإشعاع بعد 48 ساعة من الحادث في العديد من الدول ومنها السويد إلا إن السلطات السوفيتية رفضت الاعتراف بان خلل ما قد حدث ولكن بعد تهديد الدبلوماسيين السويديين بإبلاغ وكالة الطاقة الذرية اضطر السوفييت لإصدار بيان تضمن خمسة جمل: ( وقع حادث في محطة تشرنوبيل للطاقة الذرية. وقد تعرض أحد المفاعلات للضرر. وجاري اتخاذ الإجراءات لإزالة عواقب الحادث. كما وتقدم المساعدة للضحايا. وقد شكلت لجنة حكومية )
ولكن كلمة (الضرر) لم تعكس حجم الكارثة أو تعبر عن حقيقة انصهار المفاعل وانفتاح قلبه واحتراق أجزاؤه الجرافيتية عند الدرجة 2500 مئوية مرسلة نحو السماء عامود من النويدات المشعة ارتفاعه آلاف الأقدام.
وخرج أول تصريح سوفيتي بعد أسبوعين من الحادثة وفيه أكدت الحادثة على لسان عالم الفيزياء فليخوف الذي قال:( حتى الآن لازال احتمال الكارثة قائم فكمية كبيرة من جرافيت المفاعل ووقوده في حالة متوهجة ). لقد استمرت دائرة الإشعاع بالتوسع السريع حيث تحدثت وسائل الإعلام عن أن عدد القتلى بلغ الألفين. وفي 29 أبريل قالت مصادر الدفاع الأمريكية إن هذا الرقم يبدو منطقيا لان عدد العاملين في المحطة يبلغ أربعة آلاف عامل وقيل أيضاً أن الصور التي نقلتها الأقمار الصناعية الأوربية إضافة للمصادر الاستخباراتية الأمريكية أن الحادث آخذ بالتصاعد وأن مفاعل آخر في نفس المحطة آخذ بالانصهار. ولكن خطر انتقال النيران إلى المفاعلات الأخرى فقد عولج واقعياً منذ اليوم الأول
http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc683c517cad.jpg (http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc683c517cad.jpg)http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc754d1ea879.jpg (http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc754d1ea879.jpg)
وفي الأيام الأولى من شهر أيار عاد انبعاث الإشعاع إلى التزايد, وبدأ الخوف من انهيار قاعدة المفاعل وحدوث انفجار رهيب ناتج عن تسرب الوقود النووي المنصهر إلى خزانات المياه تحت المفاعل. وكان الخوف قائم أيضاً من مواصلة قلب المفاعل الغوص في الأرض والتسبب في تلوث إمدادات المياه إلى كييف المدينة التي يعيش فيها حوالي 2مليون نسمة .
أبطال هذه الحادثة كثر ومنهم بالدرجة الأولى كل من جابه المفاعل من علماء ومهندسين وفنيين وطيارين وغواصين حتى أطلق عليهم اسم ( المنظفين ) و ( المصفين ), فهم من عمل على إطفاء النيران وضخ الماء إلى قلب المفاعل المفتوح, وتغطيته بالنتروجين السائل, وإلقاء الرمال والرصاص عليه من الطائرات المروحية, ومنهم من غاص في خزانات المياه تحت المفاعل لفتح بوابات المياه ولحفر الأنفاق تحت المفاعل لتركيب نظام لأنابيب التبادل الحراري. وبعد ذلك جاء دور من أمضى الصيف يشيد تابوتاً حجريا ًكبيراً من الخرسانة والحديد الصلب فوق المفاعل لعزله تماماً عن البيئة المحيطة.
http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc12e8e017b5.jpg (http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc12e8e017b5.jpg)
والآن وبعد مضي 24 عاماً على الكارثة تكشفت الكثير من الحقائق والأسرار فقد اتضح أن معظم الإجراءات التي اتخذت قد أخفقت إلى حد ما فمعظم المواد التي ألقيت من المروحيات أخطأت الهدف, كما أن عملية النيتروجين السائل أوقفت بعد دقائق من بدايتها ولحسن الحظ أدى كل هذا إلى تكوين صخرة زجاجية بدلاً من حدوث انفجار كبير. أما بقية الوقود فقد تجمد في غرفة تحت المفاعل. وتجدر الإشارة إلى أن مدير المحطة ومعه المسئولين عن تشغيل المحطة قد أدينوا بهذه الحادثة بتهمة انتهاك معايير السلامة وحكم عليهم بالسجن ونحن نعلم الآن أن معظم المعايير التي اتهموا بانتهاكها لم تكتب أصلاً إلا بعد الحادثة ولكن السبب الحقيقي وراء الكارثة كان التصميم الضعيف المتصدع للمفاعل.
http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc23b61dec61.gif (http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc23b61dec61.gif)
نقلاً عن موقع الإسلام والعلم www.islamsc.com (http://www.islamsc.com)
انفجر في الساعة الواحدة وثلاث وعشرون دقيقة صباحا بالتوقيت المحلي لمدينة بريبيات من يوم السبت 26 نيسان في العام 1985 أحد المفاعلات النووية في محطة تشرنوبيل للطاقة الواقعة على بعد 110كم شمال العاصمة الأوكرانية كييف.
http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc60cb43b43e.jpg (http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc60cb43b43e.jpg)http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsca2446278eb.jpg (http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsca2446278eb.jpg)http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc883e772b1d.jpg (http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc883e772b1d.jpg)
استمرت الحياة بشكل طبيعي في بريبيات المدينة العصرية التي شيدت لعمال المفاعل وأسرهم والتي تبعد حوالي 2 كم عن مفاعل تشرنوبيل, ولم يتم إخلاء السكان منها إلا بعد حوالي 36 ساعة من بدء الحادثة, أما في القرى والبلدات المجاورة فقد تأخر الإخلاء لعدة أيام, وفي كييف فقد واصل الناس استعداداتهم لعيد العمال ومسيرته التي سار فيها الناس بعد أربعة أيام غير مدركين لحجم الكارثة ولشدة الإشعاع الساقط على رؤسهم.
http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc32de699404.jpg (http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc32de699404.jpg)http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc80c88048f7.jpg (http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc80c88048f7.jpg)http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamscc263376ba6.jpg (http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamscc263376ba6.jpg)
وقد رصد الإشعاع بعد 48 ساعة من الحادث في العديد من الدول ومنها السويد إلا إن السلطات السوفيتية رفضت الاعتراف بان خلل ما قد حدث ولكن بعد تهديد الدبلوماسيين السويديين بإبلاغ وكالة الطاقة الذرية اضطر السوفييت لإصدار بيان تضمن خمسة جمل: ( وقع حادث في محطة تشرنوبيل للطاقة الذرية. وقد تعرض أحد المفاعلات للضرر. وجاري اتخاذ الإجراءات لإزالة عواقب الحادث. كما وتقدم المساعدة للضحايا. وقد شكلت لجنة حكومية )
ولكن كلمة (الضرر) لم تعكس حجم الكارثة أو تعبر عن حقيقة انصهار المفاعل وانفتاح قلبه واحتراق أجزاؤه الجرافيتية عند الدرجة 2500 مئوية مرسلة نحو السماء عامود من النويدات المشعة ارتفاعه آلاف الأقدام.
وخرج أول تصريح سوفيتي بعد أسبوعين من الحادثة وفيه أكدت الحادثة على لسان عالم الفيزياء فليخوف الذي قال:( حتى الآن لازال احتمال الكارثة قائم فكمية كبيرة من جرافيت المفاعل ووقوده في حالة متوهجة ). لقد استمرت دائرة الإشعاع بالتوسع السريع حيث تحدثت وسائل الإعلام عن أن عدد القتلى بلغ الألفين. وفي 29 أبريل قالت مصادر الدفاع الأمريكية إن هذا الرقم يبدو منطقيا لان عدد العاملين في المحطة يبلغ أربعة آلاف عامل وقيل أيضاً أن الصور التي نقلتها الأقمار الصناعية الأوربية إضافة للمصادر الاستخباراتية الأمريكية أن الحادث آخذ بالتصاعد وأن مفاعل آخر في نفس المحطة آخذ بالانصهار. ولكن خطر انتقال النيران إلى المفاعلات الأخرى فقد عولج واقعياً منذ اليوم الأول
http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc683c517cad.jpg (http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc683c517cad.jpg)http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc754d1ea879.jpg (http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc754d1ea879.jpg)
وفي الأيام الأولى من شهر أيار عاد انبعاث الإشعاع إلى التزايد, وبدأ الخوف من انهيار قاعدة المفاعل وحدوث انفجار رهيب ناتج عن تسرب الوقود النووي المنصهر إلى خزانات المياه تحت المفاعل. وكان الخوف قائم أيضاً من مواصلة قلب المفاعل الغوص في الأرض والتسبب في تلوث إمدادات المياه إلى كييف المدينة التي يعيش فيها حوالي 2مليون نسمة .
أبطال هذه الحادثة كثر ومنهم بالدرجة الأولى كل من جابه المفاعل من علماء ومهندسين وفنيين وطيارين وغواصين حتى أطلق عليهم اسم ( المنظفين ) و ( المصفين ), فهم من عمل على إطفاء النيران وضخ الماء إلى قلب المفاعل المفتوح, وتغطيته بالنتروجين السائل, وإلقاء الرمال والرصاص عليه من الطائرات المروحية, ومنهم من غاص في خزانات المياه تحت المفاعل لفتح بوابات المياه ولحفر الأنفاق تحت المفاعل لتركيب نظام لأنابيب التبادل الحراري. وبعد ذلك جاء دور من أمضى الصيف يشيد تابوتاً حجريا ًكبيراً من الخرسانة والحديد الصلب فوق المفاعل لعزله تماماً عن البيئة المحيطة.
http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc12e8e017b5.jpg (http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc12e8e017b5.jpg)
والآن وبعد مضي 24 عاماً على الكارثة تكشفت الكثير من الحقائق والأسرار فقد اتضح أن معظم الإجراءات التي اتخذت قد أخفقت إلى حد ما فمعظم المواد التي ألقيت من المروحيات أخطأت الهدف, كما أن عملية النيتروجين السائل أوقفت بعد دقائق من بدايتها ولحسن الحظ أدى كل هذا إلى تكوين صخرة زجاجية بدلاً من حدوث انفجار كبير. أما بقية الوقود فقد تجمد في غرفة تحت المفاعل. وتجدر الإشارة إلى أن مدير المحطة ومعه المسئولين عن تشغيل المحطة قد أدينوا بهذه الحادثة بتهمة انتهاك معايير السلامة وحكم عليهم بالسجن ونحن نعلم الآن أن معظم المعايير التي اتهموا بانتهاكها لم تكتب أصلاً إلا بعد الحادثة ولكن السبب الحقيقي وراء الكارثة كان التصميم الضعيف المتصدع للمفاعل.
http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc23b61dec61.gif (http://www.islamsc.com/up/uploads/images/islamsc23b61dec61.gif)
نقلاً عن موقع الإسلام والعلم www.islamsc.com (http://www.islamsc.com)