تمام دخان
08-19-2010, 02:37 AM
http://www.s3udy.net/pic/salam_kalam001_files/6.gif
في طبيعة المادة النسبوية و الكمومية و المتآثرة
لـ : جان مارك ليفي لوبلون
http://www.al-wed.com/pic/8124.gif
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
تعتبر هذه الحلقات بمثابة قراءة في محاضرات السيد جان مارك ليفي لوبلون , أتمنى أن أوفق في نقل صورة واضحة عن محتوى كل محاضرة من محاضراته التي سنتكلم عنها بالتتالي إن شاء الله ...
بسم الله نبدأ ...
-إن المفاهيم الحديثة للمادة ترتبط بشكل وثيق مع مطلع القرن العشرين ... فقد حازت الصورة الحديثة للمادة على قبول جميع الفيزيائيين و اعترافهم بصلاحيتها دون احتجاج و من أجل إيضاح هذه المفاهيم الحديثة علينا أن نراجع بعض الأمور التقليدية السابقة التي تم البناء عليها ...
"ولكن لا تظن أن خاصية اللون وحدها هي ما تفقده الأجسام الأساسية .إنها مجردة كذلك من أي حرارة , فاترة أم باردة أم مغلية , فهي تهيم على وجهها دون صوت و دون مذاق و لا تصدر أي رائحة ... بشكل عام , كل ما هو ذو طبيعة فانية , من مادة لينة أو مرنة أو قاصمة أو هشة أو مسامية أو نادرة , لابد و أن يكون أمرا غريبا عن الذرات , إذا ما أردنا إرجاع الكون برمته إلى أسس سرمدية يستند عليها إلى الأبد".
لوكريتوس, طبيعة الأشياء
لنبدأ بالعودة إلى العصور القديمة (ديموقريطس ــــ ايبيكريوس ــــ لوكريتوس ــــ .....) فقد قالوا بأن المادة التي نتعامل معها ما هي إلا مجموعة مؤلفة من عناصر غير مرئية لا يمكن إدراكها بالحواس , يسمح ترتيبها و سلوكها بتفسير سلوك المادة على المستوى العياني ...
ينجم عن هذه الفكرة برنامجين أو لنقل منهجين أو مشروعين ...
أولا : التحليل أي هبوط نحو أعماق المادة من أجل اكتشاف مكوناتها الأولية ... طبعا لم يتاح تطبيق هذا المنهج بشكل جيد إلا في العصور الحديثة و شوهد تقدم واسع فيه ... دعنا نسميها حرق مراحل ...
http://hazemsakeek.com/up/download.php?img=1128
جدول مستويات الترتيب في المادة ..... هبوط تحليلي
لاحظ النقلة النوعية عبر التسلسل التاريخي ... ففي العصور القديمة و الوسطى وصل التحليل حتى الميلمتر و لم نحتاج لغيرها حتى القرن التاسع عشر حيث تم الوصول إلى الـ 10-9 م أو ما يعرف بالنون متر (ذرات و جزيئات)...
فلتحقيق هذه القفزة الكبيرة مرة أخرى أي لزيادة الدقة بمقدار 106 أي بمقدار مليون مرة
أي كما الانتقال من الميلمتر إلى النانو متر كان لابد من المرور بعدة قرون لذلك ....إلا أننا اكتسبنا زيادة أخرى بمقدار مليون مرة مع الوصول في بدايات القرن العشرين إلى مستوى ما داخل الذرة (الفمتومتر أو الفيرمي ) أي 10-15 م - تم اكتشاف النواة الذرية عام 1913 –
بعد ذلك أي حوالي عام 1935 تم سبر البنية الداخلية للنوى حيث توجّت بالخمسينيات باكتشاف الهدرونات (أقل من 10-16 م ) ...
و في السبعينيات تم الوصول إلى مستوى الكواركات و الغليونات 10-18 م ...
لاحظ أن الزيادة من 10-9 م إلى 10-18 م أي بمقدار ((9)) درجات أي بمقدار مساو تقريبا لكل ما تحقق خلال ألفي سنة من العصور القديمة و لغاية القرن العشرين ...
يعتبر هذا الهبوط نحو الأولية نجاحا باهرا يفخر به الفيزيائيون , و من يدري ماذا يخبئ لنا العلم بعد الكواركات ...
ثانيا :التركيب أي صعود نحو التفاصيل من أجل تفسير خواص المادة بدلالة سلوك مكوناتها .
أظن أن الجدول التالي سيوضح الذي نقصده من مرحلة التركيب ...
http://hazemsakeek.com/up/download.php?img=1129
جدول مستويات الترتيب في المــــــادة ... صعود تركيبي
يدل عدد علامات الاستفهام عن مستوى فهمنا لخواص المرحلة انطلاقا من خواص المرحلة التي قبلها ...
-
إن أفضل فهم نملكه هو عند الانتقال من مستوى النوى و الالكترونات إلى مستوى الذرات و الجزيئات , و مع ذلك لا تزال هناك إشارة استفهام واحدة ,أي انه غير كامل لأنه عندما يتعلق الأمر بذرات ثقيلة أو جزيئات ضخمة فإنه لا يمكننا التأكد من الحصول على فهم كاف لتفسير الخواص بالرغم من وجود امكانيات حاسوبية كبيرة ...
-أما عند الانتقال من مستوى الذرات و الجزيئات إلى المادة الاتيادية فسيكون الأمر أكثر تعقيدا من سابقتها .
-إن خواص المادة الاعتيادية مفهومة من حيث المبدأ و بإمكاننا تفسيرها عبر الالكترونية كالموصلية الكهربية و الحرارية و تماسك المواد و تحولات المادة و لكننا لا نزال بعيدين عن فهم تفاصيل هذه الخواص بالكامل فيما يخص العلاقة بالذرات و الجزيئات ...
لنأخذ مثالا بسيطا و شائعا ألا و هو الماء ...
جميعنا يعلم أن الجليد أقل كثافة من الماء , فلو لم يكن الجليد يطفو على الماء لفنت الحياة البحرية ... حكمة الله اقتضت ذلك ...
إلا أن هذه الظاهرة غريبة فالجسم الصلب كما نعلم يوافق تجمعا للذرات أكثر ترتيبا من حالته السائلة أي أكثر تراصا .
بعبارة أخرى ...
لو لم يتواجد لدينا هذا التفسير الاستدلالي (الآتي من التجربة) فإننا لغاية الآن لم نكن قادرين على التنبؤ بهذه الظاهرة .
لنفرض الآن أننا كنا جاهلين بالخواص العيانية للماء و لا نعرف عنه سوى خواصه كجزيء H2o (بنية , شكل , أنماط , ...)
فلن نكون قادرين على التنبؤ بأن الجليد يطفو فوق سطح الماء لولا وجود الحقائق التجريبية.
بالنسبة للأطوار الأخرى من الباريونات و الميزونات إلى النوى فهي مسألة أقل تعقيدا , لذلك تم تطوير بحوث ما يعرف بالجسيمات دون النووية .
أما فكرة الصعود من الكواركات إلى الباريونات و الميزونات فهي من الصعوبة بمكان في الوقت الحاضر ..
أما مسألة الانتقال من المادة الاعتيادية الغير عاااااقلة إلى المادة الحية فهي فعلا تستحق أربع علامات استفهام .
هناك بحوث تهدف إلى تفسير علم الحياة ( البيولوجيا ) و حتى علم النفس ( السيكولوجيا) انطلاقا من الفيزياء و الكيمياء , إلا أن نجاحاتها إن صح تسميتها نجاحات تحتاج لا تزال متواضعة جدا و قد تكون غير مجدية أيضا ...
هناك سؤال يطرح نفسه ...؟!!!
ما هو سبب هذا النجاح المتفاوت و غير الواضح لمرحلة الصعود التركيبي في فهم مستوى انطلاقا من المستوى الذي يقع دونه ؟.
أتعرفون أين تكمن الإجابة ... سأخبركم ... تكمن الإجابة في أن المادة بالرغم من ظاهرها الاعتيادي تسلك سلوكا مختلفا تماما عما نحن معتادون عليه و بشكل خاص عند المقاييس الصغيرة أي عند المستوى الذري ...
الآن نصل إلى لب موضوع محاضرتنا الأولى و هو ...
الصفات الأوليــــــــــــة و الثانويــــــــــــة للمــــــــــادة .......
تابعونـــــــــــــــــــــــا ...:(32):
http://www.ibtesama.com/vb/imgcache2/92124.gifhttp://www.ibtesama.com/vb/imgcache2/92124.gifhttp://www.ibtesama.com/vb/imgcache2/92124.gif
تحيـــاتــي
...
في طبيعة المادة النسبوية و الكمومية و المتآثرة
لـ : جان مارك ليفي لوبلون
http://www.al-wed.com/pic/8124.gif
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
تعتبر هذه الحلقات بمثابة قراءة في محاضرات السيد جان مارك ليفي لوبلون , أتمنى أن أوفق في نقل صورة واضحة عن محتوى كل محاضرة من محاضراته التي سنتكلم عنها بالتتالي إن شاء الله ...
بسم الله نبدأ ...
-إن المفاهيم الحديثة للمادة ترتبط بشكل وثيق مع مطلع القرن العشرين ... فقد حازت الصورة الحديثة للمادة على قبول جميع الفيزيائيين و اعترافهم بصلاحيتها دون احتجاج و من أجل إيضاح هذه المفاهيم الحديثة علينا أن نراجع بعض الأمور التقليدية السابقة التي تم البناء عليها ...
"ولكن لا تظن أن خاصية اللون وحدها هي ما تفقده الأجسام الأساسية .إنها مجردة كذلك من أي حرارة , فاترة أم باردة أم مغلية , فهي تهيم على وجهها دون صوت و دون مذاق و لا تصدر أي رائحة ... بشكل عام , كل ما هو ذو طبيعة فانية , من مادة لينة أو مرنة أو قاصمة أو هشة أو مسامية أو نادرة , لابد و أن يكون أمرا غريبا عن الذرات , إذا ما أردنا إرجاع الكون برمته إلى أسس سرمدية يستند عليها إلى الأبد".
لوكريتوس, طبيعة الأشياء
لنبدأ بالعودة إلى العصور القديمة (ديموقريطس ــــ ايبيكريوس ــــ لوكريتوس ــــ .....) فقد قالوا بأن المادة التي نتعامل معها ما هي إلا مجموعة مؤلفة من عناصر غير مرئية لا يمكن إدراكها بالحواس , يسمح ترتيبها و سلوكها بتفسير سلوك المادة على المستوى العياني ...
ينجم عن هذه الفكرة برنامجين أو لنقل منهجين أو مشروعين ...
أولا : التحليل أي هبوط نحو أعماق المادة من أجل اكتشاف مكوناتها الأولية ... طبعا لم يتاح تطبيق هذا المنهج بشكل جيد إلا في العصور الحديثة و شوهد تقدم واسع فيه ... دعنا نسميها حرق مراحل ...
http://hazemsakeek.com/up/download.php?img=1128
جدول مستويات الترتيب في المادة ..... هبوط تحليلي
لاحظ النقلة النوعية عبر التسلسل التاريخي ... ففي العصور القديمة و الوسطى وصل التحليل حتى الميلمتر و لم نحتاج لغيرها حتى القرن التاسع عشر حيث تم الوصول إلى الـ 10-9 م أو ما يعرف بالنون متر (ذرات و جزيئات)...
فلتحقيق هذه القفزة الكبيرة مرة أخرى أي لزيادة الدقة بمقدار 106 أي بمقدار مليون مرة
أي كما الانتقال من الميلمتر إلى النانو متر كان لابد من المرور بعدة قرون لذلك ....إلا أننا اكتسبنا زيادة أخرى بمقدار مليون مرة مع الوصول في بدايات القرن العشرين إلى مستوى ما داخل الذرة (الفمتومتر أو الفيرمي ) أي 10-15 م - تم اكتشاف النواة الذرية عام 1913 –
بعد ذلك أي حوالي عام 1935 تم سبر البنية الداخلية للنوى حيث توجّت بالخمسينيات باكتشاف الهدرونات (أقل من 10-16 م ) ...
و في السبعينيات تم الوصول إلى مستوى الكواركات و الغليونات 10-18 م ...
لاحظ أن الزيادة من 10-9 م إلى 10-18 م أي بمقدار ((9)) درجات أي بمقدار مساو تقريبا لكل ما تحقق خلال ألفي سنة من العصور القديمة و لغاية القرن العشرين ...
يعتبر هذا الهبوط نحو الأولية نجاحا باهرا يفخر به الفيزيائيون , و من يدري ماذا يخبئ لنا العلم بعد الكواركات ...
ثانيا :التركيب أي صعود نحو التفاصيل من أجل تفسير خواص المادة بدلالة سلوك مكوناتها .
أظن أن الجدول التالي سيوضح الذي نقصده من مرحلة التركيب ...
http://hazemsakeek.com/up/download.php?img=1129
جدول مستويات الترتيب في المــــــادة ... صعود تركيبي
يدل عدد علامات الاستفهام عن مستوى فهمنا لخواص المرحلة انطلاقا من خواص المرحلة التي قبلها ...
-
إن أفضل فهم نملكه هو عند الانتقال من مستوى النوى و الالكترونات إلى مستوى الذرات و الجزيئات , و مع ذلك لا تزال هناك إشارة استفهام واحدة ,أي انه غير كامل لأنه عندما يتعلق الأمر بذرات ثقيلة أو جزيئات ضخمة فإنه لا يمكننا التأكد من الحصول على فهم كاف لتفسير الخواص بالرغم من وجود امكانيات حاسوبية كبيرة ...
-أما عند الانتقال من مستوى الذرات و الجزيئات إلى المادة الاتيادية فسيكون الأمر أكثر تعقيدا من سابقتها .
-إن خواص المادة الاعتيادية مفهومة من حيث المبدأ و بإمكاننا تفسيرها عبر الالكترونية كالموصلية الكهربية و الحرارية و تماسك المواد و تحولات المادة و لكننا لا نزال بعيدين عن فهم تفاصيل هذه الخواص بالكامل فيما يخص العلاقة بالذرات و الجزيئات ...
لنأخذ مثالا بسيطا و شائعا ألا و هو الماء ...
جميعنا يعلم أن الجليد أقل كثافة من الماء , فلو لم يكن الجليد يطفو على الماء لفنت الحياة البحرية ... حكمة الله اقتضت ذلك ...
إلا أن هذه الظاهرة غريبة فالجسم الصلب كما نعلم يوافق تجمعا للذرات أكثر ترتيبا من حالته السائلة أي أكثر تراصا .
بعبارة أخرى ...
لو لم يتواجد لدينا هذا التفسير الاستدلالي (الآتي من التجربة) فإننا لغاية الآن لم نكن قادرين على التنبؤ بهذه الظاهرة .
لنفرض الآن أننا كنا جاهلين بالخواص العيانية للماء و لا نعرف عنه سوى خواصه كجزيء H2o (بنية , شكل , أنماط , ...)
فلن نكون قادرين على التنبؤ بأن الجليد يطفو فوق سطح الماء لولا وجود الحقائق التجريبية.
بالنسبة للأطوار الأخرى من الباريونات و الميزونات إلى النوى فهي مسألة أقل تعقيدا , لذلك تم تطوير بحوث ما يعرف بالجسيمات دون النووية .
أما فكرة الصعود من الكواركات إلى الباريونات و الميزونات فهي من الصعوبة بمكان في الوقت الحاضر ..
أما مسألة الانتقال من المادة الاعتيادية الغير عاااااقلة إلى المادة الحية فهي فعلا تستحق أربع علامات استفهام .
هناك بحوث تهدف إلى تفسير علم الحياة ( البيولوجيا ) و حتى علم النفس ( السيكولوجيا) انطلاقا من الفيزياء و الكيمياء , إلا أن نجاحاتها إن صح تسميتها نجاحات تحتاج لا تزال متواضعة جدا و قد تكون غير مجدية أيضا ...
هناك سؤال يطرح نفسه ...؟!!!
ما هو سبب هذا النجاح المتفاوت و غير الواضح لمرحلة الصعود التركيبي في فهم مستوى انطلاقا من المستوى الذي يقع دونه ؟.
أتعرفون أين تكمن الإجابة ... سأخبركم ... تكمن الإجابة في أن المادة بالرغم من ظاهرها الاعتيادي تسلك سلوكا مختلفا تماما عما نحن معتادون عليه و بشكل خاص عند المقاييس الصغيرة أي عند المستوى الذري ...
الآن نصل إلى لب موضوع محاضرتنا الأولى و هو ...
الصفات الأوليــــــــــــة و الثانويــــــــــــة للمــــــــــادة .......
تابعونـــــــــــــــــــــــا ...:(32):
http://www.ibtesama.com/vb/imgcache2/92124.gifhttp://www.ibtesama.com/vb/imgcache2/92124.gifhttp://www.ibtesama.com/vb/imgcache2/92124.gif
تحيـــاتــي
...