محمد عريف
08-02-2010, 02:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يقبع مفاعل الماء المضغوط تحت قبة خرسانية ضخمة لدرجة أنها يمكن أن تستوعب قاعة رياضية ... يبلغ سمك القبة عند القاعدة 122 سم تقل تتدريجياً إلي 61 سم عند القمة .. وتزن حوالي 28 ألف طن ... كانت مسكية من الخارج بطبقة خرسانية خشنة .. جري تقطيعها وإزالتها أولا بواسطة مناشير ألماسية ... ثم تم عمل حفرة في جدار القبة الخرسانية لإزالة وعاء المفاعل ومولدات البخار الثلاثة .. وهي إحدي أكثر المهام سهولة.
ثم تم إخراج مولدات البخار الثلاثة دفعة واحدة خارج القبة ... وتم تنقير وإزالة السطح الخرساني لوعاء المفاعل ... ووعاء المفاعل عبارة عن وعاء عملاق من الفولاذ الكربوني له بطانة من الفولاذ الغير قابل للصدأ .. تم تقطيع الهيكل المعدني الذي كان يثبت قلب المفاعل ويوصل الماء عبر الأنابيب ... وذلك بواسطة نفاثات مائية وأدوات قطع ... وقد نفذت تلك العملية بالتحكم عن بعد وتحت الماء.
بعد ذلك تم ملء قلب المفاعل بالخرسانة لانقاص احتمال تبعثر أجزائه في القرون القادمة ... ثم تم رفع الوعاء بواسطة برج .. لترحيله إلي مكب النفايات ذات المستوي الأشعاعي المنخفض في بارنويل بساوث كارولينا ... بينما تم ترحيل الهيكل المعدني الذي كان يثبت قلب المفاعل في أربعة براميل عملاقة من الفولاذ والخرسانة إلي جانت 60 برميلاً من الوقود المستهلك إلي يوكا ماونتن في نيفادا
http://www.oloommagazine.com/images/Articles/19/SCI2003b19N8-9_H02_00611.jpg
بجوار القبة الخرسانية توجد قاعة التوربين البخاري ( العفنة ) الذي كان فيما مضي يقوم بتحويل طاقة البخار الساخن إلي طاقة كهربية ... كان يدخل إلي تلك القاعة ثلاثة مواسير ضخمة تحمل بخاراً تحت ضغط 70 كيلو جرام علي السنتيمتر المربع ... ودرجة حرارته 260 سليزيوس ... ويخرج أسفل منها مواسير أخري تعيد الماء إلي قلب المفاعل لتسخينه من جديد ... وقد تم تفكيكها ونقلها عبر عربات سكة حديد لا غطاء لها.
ويعد أحد حوافز العمل في هذا الموقع هو سرعة انجاز المهمة لتقليل تكلفة التفكيك التي تميل إلي الأرتفاع مع مرور الزمن ... بالاضافة إلي القواعد واللوائح دايمة التغيير ... التي تؤدي أحياناً إلي تأخير بناء المنشأت ... وبالتالي يمكن أن يؤدي إلي تأخير الهدم ... وتعد أحد أبرز المشكلات المستقبلية هي أماكن تخزين النفايات ذات المستوي الأشعاعي المنخفض ... فإذا لم يكن هناك عدد كاف من المستودعات الجديدة .. فإن الأسعار يمكن أن ترتفع ... أو يصبح التخلص من النفايات غير متاح .... حيث يمكن أن تبلغ نفقات التخلص من النفايات حوالي 600 دولار للقدم المكعبة.
وبعد الأنتهاء من عملية التفكيك وجب تنظيف الموقع بحيث لا يعطي جرعات إشعاعية ضارة وعالية ... وهي مهمة صعبة شيئاً ما ... ومع ذلك فإنه ستبقي هناك معدلات إشعاعية عالية بعض الشئ عن الخلفية الأشعاعية للمنطقة.
وتقدر تكلفة تفكيك منشأة شغلت علي مدي 40 عاماً ما يعادل 0.2 سنت لكل كيلو واط ساعة انتجته المنشاة خلال هذه المدة ... ويدفع المستهلكون اليوم بصورة عامة ... ثمانية أو تسعة سنتات قيمة الكيلو واط ساعة مما يجعل المبلغ السابق صغيراً بالنسبة لهم ... لكنه سيكون كبيراً بالنسبة لشركة تدرس بناء منشأة مثلها.
http://www.oloommagazine.com/images/Articles/19/SCI2003b19N8-9_H02_00613.jpg
شبكة مؤلفة من 24 عينا تحمل تجميعات الوقود ذي النشاط الإشعاعي طول الواحدة من هذه العيون نحو 3.6 متر في الأعلى، وهذه التجميعات تغطى بفولاذ سمكه 6.3 سنتيمتر وتوضع في صومعة من الخرسانة سمكها 72 سنتيمترا وارتفاعها 5.8 متر (في اليمين).
http://www.oloommagazine.com/images/Articles/19/SCI2003b19N8-9_H02_00612.jpg
نظرا لعدم وجود مرفق مركزي متاح حتى الآن للمواد ذات المستوى الإشعاعي العالي، فإن المنشآت النووية التجارية تخصص أمكنة مستقلة لتخزين الوقود المستهلك وتضع فيها براميل نفاياتها العملاقة. وفي بعض المنشآت (في اليسار) تُوضع هذه الحاويات من الفولاذ والخرسانة أفقيا، لكن في المنشأة مين يانكي وضعت البراميل شاقوليا تحت مجازات أرضية في قطعة أرض مساحتها نحو 300 24 متر مربع.
ومن المعلوم أن كل محطة يوجد بها قاعدة لتخزين النفايات عالية المستوي الأشعاعي ... وتعتبر تكلفة التخلص النهائي من تلك النفايات عالية جداً ... وإلي أن يتوفر حل لها ... ستظل هناك رقعة كبيرة واحدة من الخرسانة في هذا الموقع لن تتراكم عليها الثلوج ... بسبب الحرارة الناتجة من النشاط الإشعاعي لبراميل الوقود المستهلك ... حيث يولد كل برميل واحد منها حوالي 17 كيلو واط ... وضعت هذه البراميل في صومعة خرسانية سمكها 72 سم ... ثم تم هدم بركة الوقود المستهلك هذه بواسطة العمال ... وهي المنظومة الأخيرة العاملة من المنشأة القديمة
وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين
المقال الأصلي علي هذا الرابط
http://www.oloommagazine.com/Articles/ArticleDetails.aspx?ID=585
وأترك لكم المقارنة والتعليق ... وأرجو لكل من لاحظ خطأ ما ... أن ينبهني إليه
مقالنا القادم بإذن الله بعد انتهاء الشهر الفضيل
وجزاكم الله خيراً
يقبع مفاعل الماء المضغوط تحت قبة خرسانية ضخمة لدرجة أنها يمكن أن تستوعب قاعة رياضية ... يبلغ سمك القبة عند القاعدة 122 سم تقل تتدريجياً إلي 61 سم عند القمة .. وتزن حوالي 28 ألف طن ... كانت مسكية من الخارج بطبقة خرسانية خشنة .. جري تقطيعها وإزالتها أولا بواسطة مناشير ألماسية ... ثم تم عمل حفرة في جدار القبة الخرسانية لإزالة وعاء المفاعل ومولدات البخار الثلاثة .. وهي إحدي أكثر المهام سهولة.
ثم تم إخراج مولدات البخار الثلاثة دفعة واحدة خارج القبة ... وتم تنقير وإزالة السطح الخرساني لوعاء المفاعل ... ووعاء المفاعل عبارة عن وعاء عملاق من الفولاذ الكربوني له بطانة من الفولاذ الغير قابل للصدأ .. تم تقطيع الهيكل المعدني الذي كان يثبت قلب المفاعل ويوصل الماء عبر الأنابيب ... وذلك بواسطة نفاثات مائية وأدوات قطع ... وقد نفذت تلك العملية بالتحكم عن بعد وتحت الماء.
بعد ذلك تم ملء قلب المفاعل بالخرسانة لانقاص احتمال تبعثر أجزائه في القرون القادمة ... ثم تم رفع الوعاء بواسطة برج .. لترحيله إلي مكب النفايات ذات المستوي الأشعاعي المنخفض في بارنويل بساوث كارولينا ... بينما تم ترحيل الهيكل المعدني الذي كان يثبت قلب المفاعل في أربعة براميل عملاقة من الفولاذ والخرسانة إلي جانت 60 برميلاً من الوقود المستهلك إلي يوكا ماونتن في نيفادا
http://www.oloommagazine.com/images/Articles/19/SCI2003b19N8-9_H02_00611.jpg
بجوار القبة الخرسانية توجد قاعة التوربين البخاري ( العفنة ) الذي كان فيما مضي يقوم بتحويل طاقة البخار الساخن إلي طاقة كهربية ... كان يدخل إلي تلك القاعة ثلاثة مواسير ضخمة تحمل بخاراً تحت ضغط 70 كيلو جرام علي السنتيمتر المربع ... ودرجة حرارته 260 سليزيوس ... ويخرج أسفل منها مواسير أخري تعيد الماء إلي قلب المفاعل لتسخينه من جديد ... وقد تم تفكيكها ونقلها عبر عربات سكة حديد لا غطاء لها.
ويعد أحد حوافز العمل في هذا الموقع هو سرعة انجاز المهمة لتقليل تكلفة التفكيك التي تميل إلي الأرتفاع مع مرور الزمن ... بالاضافة إلي القواعد واللوائح دايمة التغيير ... التي تؤدي أحياناً إلي تأخير بناء المنشأت ... وبالتالي يمكن أن يؤدي إلي تأخير الهدم ... وتعد أحد أبرز المشكلات المستقبلية هي أماكن تخزين النفايات ذات المستوي الأشعاعي المنخفض ... فإذا لم يكن هناك عدد كاف من المستودعات الجديدة .. فإن الأسعار يمكن أن ترتفع ... أو يصبح التخلص من النفايات غير متاح .... حيث يمكن أن تبلغ نفقات التخلص من النفايات حوالي 600 دولار للقدم المكعبة.
وبعد الأنتهاء من عملية التفكيك وجب تنظيف الموقع بحيث لا يعطي جرعات إشعاعية ضارة وعالية ... وهي مهمة صعبة شيئاً ما ... ومع ذلك فإنه ستبقي هناك معدلات إشعاعية عالية بعض الشئ عن الخلفية الأشعاعية للمنطقة.
وتقدر تكلفة تفكيك منشأة شغلت علي مدي 40 عاماً ما يعادل 0.2 سنت لكل كيلو واط ساعة انتجته المنشاة خلال هذه المدة ... ويدفع المستهلكون اليوم بصورة عامة ... ثمانية أو تسعة سنتات قيمة الكيلو واط ساعة مما يجعل المبلغ السابق صغيراً بالنسبة لهم ... لكنه سيكون كبيراً بالنسبة لشركة تدرس بناء منشأة مثلها.
http://www.oloommagazine.com/images/Articles/19/SCI2003b19N8-9_H02_00613.jpg
شبكة مؤلفة من 24 عينا تحمل تجميعات الوقود ذي النشاط الإشعاعي طول الواحدة من هذه العيون نحو 3.6 متر في الأعلى، وهذه التجميعات تغطى بفولاذ سمكه 6.3 سنتيمتر وتوضع في صومعة من الخرسانة سمكها 72 سنتيمترا وارتفاعها 5.8 متر (في اليمين).
http://www.oloommagazine.com/images/Articles/19/SCI2003b19N8-9_H02_00612.jpg
نظرا لعدم وجود مرفق مركزي متاح حتى الآن للمواد ذات المستوى الإشعاعي العالي، فإن المنشآت النووية التجارية تخصص أمكنة مستقلة لتخزين الوقود المستهلك وتضع فيها براميل نفاياتها العملاقة. وفي بعض المنشآت (في اليسار) تُوضع هذه الحاويات من الفولاذ والخرسانة أفقيا، لكن في المنشأة مين يانكي وضعت البراميل شاقوليا تحت مجازات أرضية في قطعة أرض مساحتها نحو 300 24 متر مربع.
ومن المعلوم أن كل محطة يوجد بها قاعدة لتخزين النفايات عالية المستوي الأشعاعي ... وتعتبر تكلفة التخلص النهائي من تلك النفايات عالية جداً ... وإلي أن يتوفر حل لها ... ستظل هناك رقعة كبيرة واحدة من الخرسانة في هذا الموقع لن تتراكم عليها الثلوج ... بسبب الحرارة الناتجة من النشاط الإشعاعي لبراميل الوقود المستهلك ... حيث يولد كل برميل واحد منها حوالي 17 كيلو واط ... وضعت هذه البراميل في صومعة خرسانية سمكها 72 سم ... ثم تم هدم بركة الوقود المستهلك هذه بواسطة العمال ... وهي المنظومة الأخيرة العاملة من المنشأة القديمة
وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين
المقال الأصلي علي هذا الرابط
http://www.oloommagazine.com/Articles/ArticleDetails.aspx?ID=585
وأترك لكم المقارنة والتعليق ... وأرجو لكل من لاحظ خطأ ما ... أن ينبهني إليه
مقالنا القادم بإذن الله بعد انتهاء الشهر الفضيل
وجزاكم الله خيراً