gtgtg
06-12-2010, 11:00 PM
المقدمة
الحمد لله الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ، والصلاة والسلام على نبي الأمم ، سيدنا محمد الأجل الأكرم ، وعلى آله وصحبه ، ومن تبعهم بإحسان إلى اليوم الأعظم ، وبعد .
فان هذا البحث يتكلم عن الفيزياء بشكل عام وعن تقنية النانو بشكل خاص فلنبدأ الآن بتعريف بسيط للفيزياء:الفيزياء لفظ اشتق من اليونانية فيزيكوس φυσικη (طبيعي)، والكلمة مشتقة من الجذر فيزيس φύσις (طبيعة). الفيزياء هو علم الطبيعة ، فبدءا من الكوارك البالغ الصغر إلى الكون العظيم الممتد ، تحاول الفيزياء صياغة قوانين رياضية تحكم هذا العالم المادي الطبيعي و سبر أغوار تركيب المادة و مكوناتها الأساسية ، و القوى الأساسية التي تتبادلها الجسيمات و الأجسام المادية ، إضافة إلى نتائج هذه القوى. أحيانا في الفيزياء الحديثة تضاف لهذه المجالات دراسة قوانين التناظر و الانحفاظ ، مثل أنظمة حفظ الطاقة و الزخم و الشحنة الكهربائية.(1). و لأجل هذا يدرس الفيزيائيون مجالا واسعا من الظواهر الفيزيائية تمتد من المجالات الصغيرة المدى إلى المجالات الواسعة المدى ، و من الجسيمات تحت-ذرية التي تتكون منها جميع المادة الباريونية (فيزياء الجسيمات) إلى درساة سلوك الأجسام الفيزيائية في العالم الكلاسيكي إلى دراسة حركة النجوم في الفضاء المادي سواء ضمن السرعات العادية أو قريبا من سرعة الضوء و أخيرا دراسة الكون بمجمله.
تقنية النانو
لقد كان التطور التكنولوجي هو السمة الفريدة في القرن العشرين , و قد أجمع الخبراء على أن أهم تطور تكنولوجي في النصف الأخير من القرن الماضى هو اختراع الإلكترونيات ، فقد أدى تطورها إلى ظهور ما يسمى بشرائح المايكرو (Microchips) والتي بدورها أدت إلى ثورة علمية وتقنية في جميع المجالات. وحتى الخمسينات من القرن الماضى لم يكن هناك غير التلفاز الأبيض و الأسود , ولم توجد إلا عشرة حواسب في العالم أجمع تقريباً, ولم تكن هناك هواتف نقالة أو ساعات رقمية أو الانترنت , كل هذه الاختراعات يعود الفضل فيها بعد الله سبحانه وتعالى ، إلى تلك الشرائح ، و التي أدى ازدياد الطلب عليها إلى انخفاض أسعارها بشكل سهل دخولها في تصنيع جميع الالكترونيات الاستهلاكية التي تحيط بنا اليوم.
وخلال السنوات القليلة الماضية , برز إلى الأضواء مصطلح جديد ألقى بثقله على العالم وأصبح محط الاهتمام بشكل كبير , هذا المصطلح هو تقنية النانو أو كما يسميه البعض بتكنولوجيا النانو. فهذه التقنية و بكل بساطة ستمكننا من صنع أي شيء نتخيله وذلك عن طريق صف جزيئات المادة بجانب بعضها البعض بشكل يفوق الخيال , فلنتخيل إنتاج حواسيب بالغة الدقة يمكن وضعها على رأس قلم أو دبوس , ولنتخيل أسطولاً من الروبوتات النانومترية الطبية والتي يمكن حقنها في الدم أو ابتلاعها لتعالج الجلطات الدموية والأورام السرطانية والأمراض الأخرى المستعصية.
وهذه التقنية الواعدة تبشر بقفزة هائلة في جميع فروع العلم , ويرى المتفائلون أنها ستلقي بظلالها على كافة مجالات الطب الحديث و الاقتصاد العالمي و العلاقات الدولية وحتى الحياة اليومية للفرد العادي.
ما هى تقنية النانو؟
تقنية النانو (Nanotechnology) قد يَعرفها البعض وقد يجهلها البعض الآخر، وقد يخاف منها آخرون. و قد ظهرت مفاهيم مختلفة لتعريف تقنية النانو، فهناك من يصف النانو بأنها التقنية القادرة على تحقيق درجات عالية من الدقة في وظائف وأحجام وأشكال المواد ومكوناتها، وهذا بدوره يساعد على التحكم في وظائف الأدوات المستعملة في ميادين الطب والصناعة والهندسة والزراعة والعقاقير والاتصالات والدفاع والفضاء وغيرها...، وآخر يعرفها بأنها علم التعامل مع أشياء أصغر من الصغر نفسه. ومصطلح "تقنية النانو" مشتق من اللغة اليونانية وتعني عالم الأقزام الخرافي المتناهي في الصغر، و تقنية النانو معناها التقنيات التي تصنع علي مقياس النانومتر(شكل1), وهي أصغر وحدة قياس مترية وتعادل واحد من ألف مليون من المتر ، أي واحد من مليار من المتر ، ويمثل ذلك أدق وحدة قياس مترية معروفة حتى الآن ، والنانومتر يعادل عشرة أضعاف وحدة القياس الذري المعروفة بالأنجستروم ، و حجم النانو أصغر بحوالي 80.000 مرة من قطر شعرة الرأس ، فهى حقاً تقنية المنمنمات.
ويصف توماس كيني من جامعة ستانفورد حجم النانو بأمثلة كثيرة، مثل كونه يشبه عرض الحمض النووي منقوص الأوكسجينDNAأو بحجم عشر ذرات هيدروجين، أو معدّل نموّ ظفر الإنسان في ثانية واحدة، أو ارتفاع قطرة ماء بعد بسطها كليّا على سطح مساحته متر مربّع واحد.
شكل(1) شكل توضيحي لمقارنة وحدة النانومتر بالمقاييس الأخرى:
(أ) قطر الذرة يبلغ عدة إنغسترومات (عشرات من النانومتر) ؛ (ب) اتساع جزيئات الDNA حوالى 2.5 نانومتر ؛ (ج) الخلية الحيوية (كرات الدم الحمراء) يبلغ قطرها آلاف النانومترات ؛ (د) شخص طوله متران ، يمثل 2 مليار نانومتر.
وقد يجد القارئ العادى غير المتخصص تناقضاً فى تعريف تقنية النانو ، ولكن الأهم فيها أنها منظومة ظاهرة فى جميع مناحى حياتنا اليومية ، فعندما يهاجم فيروس ما جسم الإنسان، فبالطبع لا يمكن قتله بأى آلة حادة، ولكن لابد أن نبحث عن آلة صغيرة جداً تهاجم الفيروس، فالنانو هي التقنية التي تصنع هذه الآلة الدقيقة.
ولتقريب مفهوم تقنية النانو للقارئ العادى ،فكلنا يعرف طعم البرتقال , ونتفق جميعا بأنه مهما اختلفت طريقة تقديم البرتقال فلن يتغير طعمه و لو قمنا بتقطيعه وعصره عصراً شديداً فلن يتغير طعمه أبداً.
شكل(2)
أما فى تقنية النانو فالأمر مختلف فقد يصبح البرتقال شياً آخر مختلفاً فى الشكل والطعم واللون.
والآن نستطيع أن نعطى تعريفاً مختصراً لتقنية النانو، على أنها مجموعة من الأدوات والتقنيّات والتطبيقات التي تتعلّق بتصنيع بنية معيّنة وتركيبها باستخدام مقاييس غاية فى الصغر.
تاريخ تقنية النانو:
منذ آلاف السنين قصد البشر استخدام النانو دون أن يعرفوا هذا المصطلح ، فاستخدمت في صناعة الصلب والمطاط و الفلكنه وكلها تمت اعتماداً على خصائص عشوائية للحجوم الذرية لتلك المواد. ولا يمكن تحديد حقبة أو عصر بعينه لاستخدام هذه التقنية فقد ذُكر أن صانعى الزجاج فى العصور الوسطى كانوا يستخدمون حبيبات الذهب النانوية الغروية فى تلوين الزجاج ، ويعضد ذلك كأس الملك الرومانى لايكورجوس الموجود فى المتحف البريطانى منذ القرن الرابع الميلادى، والذى يحتوى على جسيمات من الذهب والفضة نانوية الحجم، حيث يلاحظ تغير لون الكأس من اللون الأخضر إلى اللون الأحمر الغامق عندما يتعرض لمصدر ضوئى. وفى عام 1959 تحدث الفيزيائى الأمريكى الشهير ريتشارد فيمان فى محاضرة ألقاها أمام الجمعية الفيزيائية الأمريكية تحت عنوان " هناك مساحة واسعة فى الأسفل" وضح خلالها أن المادة عند المستويات المتناهية فى الصغر ( النانو الآن) ، بعدد قليل من الذرات ، تتصرف بشكل مختلف عن حالتها عندما تكون بالحجم المحسوس ، كما أشار إلى إمكانية إيجاد طرق لتحريك ذرات وجزيئات المادة بشكل مستقل للوصول إلى الحجم المطلوب. وفي عام1986 وضع عالم الرياضيات الأمريكي اريك دريكسلر المؤسس الفعلي لهذا العلم كتابا اسماه محركات التكوين بسط فيه الأفكار الأساسية لعلم النانو. وفى عام 1991 تم اكتشاف ظاهرة فيزيائية جديدة لأول مرة وهى النانوتيوب في شركة NEC للصناعات الإلكترونية في اليابان بواسطة العالم سوميو ليجيما، حينما كان يدرس الرماد الناتج عن عملية التفريغ الكهربي بين قطبين من الكربون باستخدام ميكروسكوب إلكتروني عالي الكفاءة ، وكانت النتيجة أنه وجد أن جزيئات الكربون تأخذ ترتيبًا يشبه الأنابيب في داخل بعضها البعض. وفي عام 1993 تمكن العالم دونالد بثيون من شركة IBM لتكنولوجيا الحاسبات في الولايات المتحدة الأمريكية من رصد نانوتيوب مكونة من طبقة واحدة (single-wall) يبلغ قطر الأنبوب الواحد منها 12 نانومتر، وانطلق العلماء بعد ذلك في مجال النانوتيوب، حتى استطاع فريق من العلماء الصينيين حديثاً من رصد أصغر نانوتيوب في العالم الذي يصل قطره إلى 0.5 نانومتر فقط، مع العلم أن أقل قطر لأصغر شيء نظريًّا هو 0.4 نانومتر. وفي عام 2003م تم معرفة أسرار هذه التقنية والتحكم بعالم المواد النانونية. وفي عام 2004م بدأت مرحلة التطبيقات الصناعية لهذه التقنية ، حيث استخدمت المواد النانوية في صناعة المطاط الماليزي وكانت النتائج مذهلة فقد قفزت الخصائص الميكانيكية للمطاط من 12 إلى 20 ضعفاً بإضافة أجزاء بسيطة من المواد النانوية. ولقد حظيت تقنية النانو فى الوقت الحاضر بالاهتمام الكبير نظراً لتطبيقاتها المتوقعة فى المجالات المختلفة وخاصة المجالات الطبية والعسكرية والحوسبة والاتصالات.
طرق تحضير المواد النانومترية:
خلافاً لما يحدث عند تحضير وتصنيع المواد المحسوسة (الحجمية) ، فإن الخواص الفيزيائية والكيميائية للمادة الخام المستخدمة فى تحضير المواد النانوية ، تلعب دوراَ هاماً للغاية. فقد اكتشف العلماء أن بعض المركبات عندما تصنع بأحجام نانومترية فإنها تكتسب خواص فريدة لا تتوافر لها عندما تكون في الحجم المحسوس , فعلى الرغم من تطابق التكوين الكيميائي في الحالتين إلا أن المادة النانومترية المتناهية في الصغر تكتسب صفات وخواص كهربية وضوئية ومغناطيسية استثنائية نتيجة للترتيب الجديد الذي تأخذه الذرات , فالبورسلين مثلا يعتبر مادة مهمة ولكنها هشة ، وسبب هشاشتها أن الفراغ بين جزيئاتها (المكون من الرمل) كبير نسبيا مما يقلل من تماسكها فيمكن اخذ البورسلين الموجود في الصحون المكسورة مثلاً وتفكيكه إلي مكوناته الذرية الأصغر ثم إعادة ترتيب هذه المكونات فنحصل على بورسلين أقوي من الحديد يمكن استعماله في البناء أو في صناعة سيارات خفيفة الوزن لا تحتاج إلي كثير من الوقود. ومثال آخر ، البترول يتشابه في تركيبه مع الكثير من المواد العضوية, فتقنية النانو تمكننا من صناعة أو تخليق مكونات بترولية من أي نفايات أو مخلفات عضوية بعد تفكيكها إلي مكوناتها الذرية ثم إعادة تجميعها فنحصل على بترول . وبناء علي هذا المفهوم يمكن صناعة التيتانيوم (المعدن الأشد صلابة علي الأرض الذي تصنع منه مركبات الفضاء) من أي خردة معدنية ، ويمكن صناعة ملابس عادية واقية من الرصاص من النفايات والمخلفات وغيرها من التطبيقات التي تعد بمثابة انقلاب جذري في العلاقة بين الصناعة والمواد الأولية بل ومجمل نظام التبادل الاقتصادي العالمي.
وهناك طرق عديدة لتصنيع المواد النانوية تم تقسيمها إلى قسمين رئيسيين(شكل 3) ، أحدهما من أعلى إلى أدنى (top-down) حيث يتم تكسير المادة الأصلية (الكبيرة) شيئاً فشيئاً حتى الوصول إلى الحجم النانوى. وتستخدم عدة طرق لذلك منها الحفر الضوئى ، القطع ، الكحت والطحن. واستخدمت هذه التقنيات فى الحصول على مركبات إلكترونية مجهريه كشرائح الحاسب وغيرها. أما الطريقة الثانية فهى تبدأ من أسفل لأعلى(bottom –up)، بعكس الطريقة الأولى ، حيث يتم بناء المادة النانوية انطلاقاً من ذرات وجزيئات يتم ترتيبها حتى نصل إلى الشكل والحجم النانوى المطلوب. وهذه الطريقة غالباً ما تكون طرق كيميائية ، وتتميز بصغر حجم المواد الناتجة ، وقلة الفاقد والحصول على روابط قوية للمادة النانوية الناتجة. وتجدر الإشارة بأن هناك العديد من الطرق التى لا يمكن حصرها فى هذا المقال.
شكل(3) رسم توضيحى لوصف طرق تحضير المواد النانوية.
ويستخدم عدد من الأجهزة النانوية لدراسة تركيب المواد الناتجة من تلك العمليات مثل: المجهر الإلكترونى الإنفاذى (TEM) ، المجهر الإلكترونى الماسح (TFM) ، مجهر القوى الذرية (AFM) ، وحيود الأشعة السينية(XRD). وفى عام 1981 اخترع العالمان جيرد بينج وهنريك الميكروسكوب النفقى الماسح (STM)، الذى يقوم بتصوير الأجسام بحجم النانو، ومنذ ذلك التاريخ فقد زادت الاهتمامات البحثية المتعلقة بتصنيع ودراسة التركيبات النانوية للمواد.
أشكال المواد النانومترية:
تحضر المواد النانوية على أشكال مختلفة منها:
1- النقاط الكمية Quantum Dots
وهى عبارة عن نانوى شبه موصل ثلاثى البعد ، تتراوح أبعاده ما بين 2 إلى 10 نانومتر. وعندما يكون قطر النقطة الكمية 10 نانومتر فإنه يمكن صف 3 ملايين نقطة كمية بجوار بعضها البعض بطول يساوى عرض إصبع إبهام الإنسان (شكل4).
شكل(4) نقاط كمية متحدة مكونة فلم رقيق من البوليمر
2- الفولورين Fullerene
جزيئات نانوية مكونة من ذرات كربون مترابطة ثلاثيا تعطي شكل كريات لها بناء يماثل الجرافيت , ولكن بدلاً من الشكل السداسي النقي, فإنها تحتوى على أشكال خماسية (و احتمال سباعية) من ذرات الكربون, مما يؤدى لانثناء الطبقات إلى كريات أو أسطوانات ، و يعد أكثر الفولورينات شهرة هو الجزيء C60 ، حيث تترتب الـ60 ذرة كربون على رؤوس مجسم عشريني ناقص . وشكل المجسم العشريني الناقص يشبه كرة القدم (شكل5) ، و يتميز بأنه جزيء ممغنط و غير قابل للاحتكاك. وتم اكتشاف الفولورين قدراً عام 1944 عندما لاحظ أوتوهان وجود سلاسل من الكربون أثناء إجرائه لتجارب كانت تستهدف تكوين ذرات ثقيلة من ذرات أخف عن طريق امتصاصها للنيوترونات . إذ أن بحثه كان منصباً في الكشف عن الفروق الصغيرة في الوزن بين بعض ذرات العناصر الثقيلة التي يقوم بتبخيرها في قوس كربوني .
(أ) (ب)
شكل(5) (أ) فولورينC60فى الصورة الجزيئية ؛(ب) فولورينC60فى الصورة البلورية
وأثناء مشاهدته لتلك النتائج ، لاحظ أن القوس أنتج أيضا سلاسل من الكربون كان لها (قدراً) نفس الوزن الجزيئي للمعدن، وحيث أنه لم يكن مهتما بسلاسل الكربون فقد دوَّن ملاحظاته بشأنها في نهاية تقريره ثم انطلق وراء الهدف الرئيسي من بحثه ولم تتم متابعة النتائج التي توصل إليها بشأن سلاسل الكربون إلا فى عام 1985م عن طريق هارولد كروتو و معه كل من روبرت كيرل و ريتشارد سمالي الذين توصلوا إلى أن سلاسل الكربون تلك ما هي إلاّ صورة جديدة من صور الكربون.
3- الكرات النانوية Nanoballs
تنتمى الكرات النانوية إلى فئة الفلورينات (C60) ، مع الاختلاف فى التركيب شيئاً قليلاً وذلك لأنها متعددة القشرة، وخاوية المركز ، وبسبب تركيبها الذى يشبه البصل فقد أطلق عليها العلماء اسم bucky أى البصل. وقد يصل قطرها إلى ما يزيد عن 500 نانومتر (شكل6).
شكل(6) شكل توضيحى لكرة نانوية
4- الجسيمات النانوية Nanoparticles
فى تقنية النانو يعرف الجسيم بأنه أصغر وحدة(شيء) له الخواص الكيميائية والفيزيائية للمادة الحجمية. والجسيمات النانوية لها أبعاد تتراوح بين 1 إلى 100 نانومتر(شكل7).
شكل(7) جسيم نانوى
5- الأنابيب النانوية Nanotubes
المواد المستخدمة فى تقنية النانو تخضع لشرط أساسى ، هذا الشرط هو مقياس النانو 1-100 نانومتر لذلك فإن المواد المستخدمة يجب أن يتم تقطيعها إلى أجزاء لا تزيد أقطارها عن 100 نانومتر. فالأنابيب النانوية تتكون من خليط من مواد موصلة ومواد أشباه موصلة أسطوانية الشكل مجوفة يتراوح قطر الأنبوب بين 1 إلى 100 نانومتر.
ويمكن إدخال عدة أنابيب ذات أنصاف أقطار متدرجة فى الصغر لتصبح على الشكل
التالى:
شكل(8) مجموعة من الأنابيب النانوية المتداخلة والمختلفة الخواص.
وكل أنبوبة من هذه الأنابيب تؤدى وظيفة مختلفة عن الأخرى. وأشهر الأنابيب النانوية أنابيب الكربون متناهية الصغر Carbon Nanotubes ، والتى سوف نفرد لها مقالاً خاصاً لأهميتها العلمية والتطبيقية.
6- الأسلاك النانوية Nanowires
وهى عبارة عن أسلاك ذات بعد واحد (شكل9)، أقطارها تقل عن نانومتر واحد وبأطوال مختلفة ، تكون فى الغالب نسبة طولها إلى عرضها أكثر من 1000 مرة. وتتميز عن الأسلاك العادية (ثلاثية البعد) بقوة التوصيل الكهربى ، نتيجة لحصر الإلكترونات كمياً فى إتجاه جانبى واحد مما يجعلها تحتل مستويات طاقة محددة تختلف عن المستويات العريضة فى المادة الحجمية.
شكل(9) صورة ميكروسكوبية لأسلاك نانوية
7- الألياف النانوية Nanofibers
من أشهر الألياف النانوية الألياف المصنوعة من البوليمرات. ويكون عدد ذرات سطح الألياف كبير مقارنة بالعدد الكلى ، وهذا يكسب الألياف خواص ميكانيكية ( كالشدة ‘ والصلابة،...) تؤهلها للاستخدام كمرشحات فى تنقية السوائل والغازات ، وفى العديد من التطبيقات الطبية والعسكرية (شكل10).
شكل(10) ألياف نانوية
8- المركبات النانوية Nanocomposites
وهى عبارة عن مواد يضاف إليها جسيمات نانوية تكسبها خواصاً مميزة إضافية. فعند إضافة أنابيب نانوية (الكربون مثلاً) إلى مادة ما ، تزداد خواص التوصيل الكهربى والحراري لتلك المادة نتيجة لإضافة أنابيب الكربون النانوية لها. وقد يحدث أيضاً تحسن فى الخصائص الضوئية والميكانيكية ( الصلابة ، الشدة) نتيجة لإضافة مواد نانوية معينة لبعض المواد. ومن أشهر المركبات النانوية الموجودة الآن المركبات البوليمرية.
تطبيقات تقنية النانو:
مما لا شك فيه أن هناك حاجة ملحة لمرور بعض الوقت حتى نرى تطبيقات أكثر لهذه التقنية على أرض الواقع ، فقد نحتاج لفترة زمنية تتراوح ما بين 10 إلى 15 عاماً قبل أن ينتج سوبر كمبيوتر بحجم المعصم. وسيكون لكل مجال حظه الوافر من هذه التقنية ولا نستطيع أن نعرّج فى هذا المقال على كل المجالات، ولكن سيكون للمجال الطبى الحظ الأوفر من هذه التقنية ، فسيصبح للأطباء القدرة على السيطرة على بعض الأورام الصغيرة التي لا يمكن التأثير عليها في السابق. وقد تمكن باحثون في جامعة هانج يانج بكوريا الجنوبية من إدخال جسيمات نانوية من الفضة إلى المضادات الحيوية ، ومن المعروف أن الفضة قادرة على قتل حوالي 650 جرثومة دون أن تؤذي الجسم البشري. كما سيتمكن العلماء من خلال تقنيةالنانو (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8 8_%D8%AA%D9%83%D9%86%D9%88%D9%84%D9 %88%D8%AC%D9%8A)من صنعيمكنها الإبحار في جسد الإنسان لإجراء عملية جراحية والخروج من دون جراحة. ولقد دخلت صناعة النانو حيز التطبيق في مجموعه من السلع التي تستخدم الأكاسيد النانوية على أنواعها (الألمنيوم والتيتانيوم وغيرها) ، خصوصا في مواد التجميل والمراهم المضادة للأشعة. وهذه الجسيمات النانوية تحجب الأشعة فوق البنفسجية كلها ويبقى المرهم في الوقت نفسه شفافا. كما يتوقع أن تساهم تقنية النانو فى تنقية مياه الشرب وذلك برش قليل من جسيمات نانوية داخل أنابيب المياه لتنقيتها من أدق الجزيئات والرواسب العالقة بها. أما فى المجال العسكرى ، فحدث و لحرج ، فيمكن من خلال تقنية النانو الدخول في صناعات الموجات الكهرومغناطيسية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AC%D8%A 7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%87%D8 %B1%D9%88%D9%85%D8%BA%D9%86%D8%A7%D 8%B7%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D8%A9)التي تتمكن بمجرد ملامستها للجسم على إخفائه مثلالطائرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D8%B 1%D8%A9)أوالسيارة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B 1%D8%A9)ومن ثم لا يراهاالرادار (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%AF%D8%A 7%D8%B1)ويعلن اختفاءها . وبالنانو سيكون بمقدورنا صنع سيارة لا يستطيع حجمالحشرة (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%AD% D8%B4%D8%B1%D8%A9&action=edit&redlink=1)وطائرة في حجمالبعوضة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B9%D9%88%D8%B 6%D8%A9)وزجاج طارد للأتربة وغير موصل للحرارة وأيضا صناعةالأقمشة (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%A3% D9%82%D9%85%D8%B4%D8%A9&action=edit&redlink=1)التي لا يخترقهاالماء (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A1)بالر غم من سهولة خروجالعرق (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%B9% D8%B1%D9%82&action=edit&redlink=1)منها. وفى مجال الحاسبات الرقمية سيظهر فى القريب العاجل حاسبات ذات ذاكرة نانوية قادرة على حفظ المعلومات أكثر بآلاف المرات من الذاكرة الموجودة حالياً.
النانو و الدول العربية:
في الخمسينيات ، أي في بداية التفكير فى تقنية النانو، تخيل عالم أمريكي اختراع طريقة لوضع المعلومات الموجودة فى مكتبة الكونجرس الأمريكى (أكبر مكتبة في العالم) على سن دبوس، وقتها كان هذا الكلام محض خيال، واليوم وبعد ظهور تقنية النانو أوشك هذا الحلم الأمريكى أن يتحقق. وبدأ اهتمام الأمريكان بهذه التقنية ورصدوا لها مبالغ خيالية ، وباستخدام النانو استطاع الجيش الأمريكي صنع بدله للجنود تتناسب مع أي طقس، فإذا كانوا في الصحراء تصيب النانو البدلة بالرطوبة، وإذا كانوا في مكان بارد تصيب النانو البدلة بالحرارة.
ولا يخفى على أحد أن إسرائيل بدأت فعلاً فى تطبيق تقنية النانو فى المجالات العسكرية وتحاول أن يكون لها السبق على الدول العربية فى هذا المجال.
أما الدول العربية فقد اجتمعت وتحمست وتكلمت عن تقنية النانو ، ولكنها للأسف الشديد لم تفعل شيئاً ملموساً على أرض الواقع ، باستثناء القليل منهاً. واليوم الحكومات العربية أمامها فرصة ذهبية لامتلاك هذه التقنية ، لأنها لديها مقومات هذه التقنية من موارد مالية وعقول بشرية. وهذا يتطلب رصد ميزانيات للإنفاق على هذه التقنية ، والتعاون المشترك فيما بينها، والاستفادة من علاقاتها الطيبة بالدول التى بدأت فعلاً تتقدم فى تقنية النانو مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية. ولا ننكر أنه توجد عوائق لدى الكثير من الدول العربية ، وأكبر عائق يقف أمام تطور تقنية النانو فى تلك الدول هو الموارد المالية ، لأن الأجهزة المستخدمة فى النانو عالية التكاليف ، كما أن ثمة عائق آخر لا يقل أهمية عن الموارد المالية، ألا وهو توفير البيئة العلمية القادرة على استقطاب العلماء المتميزين فى هذا المجال.
النانو والمملكة العربية السعودية:
لقد أدركت المملكة العربية السعودية أهمية هذه التقنية وتطبيقاتها المستقبلية ، وكان هذا واضحاً من اهتمام خادم الحرمين الشريفين شخصياً ، وتبرعه من ماله الخاص ، وإنشاء معاهد متخصصة فى تقنية النانو ، واستقطاب الكوادر العلمية المتميزة فى هذا المجال ، وإبرام العديد من الاتفاقيات المشتركة مع المعاهد العالمية المتخصصة في تقنية النانو. والمتتبع لأنشطة معهد الملك عبد الله لتقنية النانو سيرى أن هناك بحوثاً عملية تطبيقية قد أجريت باسم المعهد، وهذا يبشر بأن المملكة في المستقبل القريب ستكون لها الريادة في هذا المجال بما لديها من إمكانات مادية وبشرية.
و فيما يلي مجموعة من الصور تقرب لنا مفهوم تقنية النانو :-
.
الخاتمة
لقد انطلقت الثورة العلمية الجديدة (تقنية النانو) ، وانطلقت معها بعض الدول وأنشأت المعاهد والمراكز المتخصصة في هذا المجال. ومن الخطأ فعل ما يفعله كثيرون بالابتعاد وعدم الاقتراب من هذه التقنية ، خوفاً من عدم فهمها أو لصعوبة استيعابها، على الرغم من بساطتها، وشئنا أم أبينا، فهذه التقنية قادمة وتطبيقاتها ستكون هى محور حياتنا اليوميّة فى المستقبل القريب ..
المراجع
أولاً: المراجع العربية:
1- مقدمة فى تقنية النانو، محمد الصالحى وعبد الله الضويان، من مطبوعات جامعة الملك سعود، 1428 هـ.
2- تقنية النانو أين ستقودنا ، عبدا لله الضويان و محمد الصالحى من مطبوعات جامعة الملك سعود، 1428 هـ.
3- مقالات من الموقع العربى :www.islam-online.net (http://www.islam-online.net/).
4- مقالات من جريدة الأهرام المصرية.
5- مجلة النانو (معهد الملك عبد الله لتقنية النانو) ، العدد الأول – نوفمبر 2008م.
ثانياً:ً المراجع الأجنبية:
1-Dutta and H. Hofmann "Nanomaterials", Electronic Book. (2005).
2-http://unit.aist.go.jp/nanotech (http://unit.aist.go.jp/nanotech2-)
http://uw.physics.wisc.edu/ (http://uw.physics.wisc.edu/)3-
http://www.technologyreview.com/nanotech (http://www.technologyreview.com/nanotech)4-
http://www.technologyreview.com/Nanotech (http://www.technologyreview.com/Nanotech/)5-
6-http://www.technologyreview.com/Nanotech (http://www.technologyreview.com/Nanotech)
http://en.wikipedia.org (http://en.wikipedia.org/)7-
http://www.sciencedaily.com (http://www.sciencedaily.com/)8-
9-http://www.nanotechnology.com (http://www.nanotechnology.com/).
10-Dutta,I. M. Reaney, P. R. I. Cabarrocas and H. Hofmann"
Nanomaterials" , Nanostructured Mater. 6(1995)843.
الحمد لله الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ، والصلاة والسلام على نبي الأمم ، سيدنا محمد الأجل الأكرم ، وعلى آله وصحبه ، ومن تبعهم بإحسان إلى اليوم الأعظم ، وبعد .
فان هذا البحث يتكلم عن الفيزياء بشكل عام وعن تقنية النانو بشكل خاص فلنبدأ الآن بتعريف بسيط للفيزياء:الفيزياء لفظ اشتق من اليونانية فيزيكوس φυσικη (طبيعي)، والكلمة مشتقة من الجذر فيزيس φύσις (طبيعة). الفيزياء هو علم الطبيعة ، فبدءا من الكوارك البالغ الصغر إلى الكون العظيم الممتد ، تحاول الفيزياء صياغة قوانين رياضية تحكم هذا العالم المادي الطبيعي و سبر أغوار تركيب المادة و مكوناتها الأساسية ، و القوى الأساسية التي تتبادلها الجسيمات و الأجسام المادية ، إضافة إلى نتائج هذه القوى. أحيانا في الفيزياء الحديثة تضاف لهذه المجالات دراسة قوانين التناظر و الانحفاظ ، مثل أنظمة حفظ الطاقة و الزخم و الشحنة الكهربائية.(1). و لأجل هذا يدرس الفيزيائيون مجالا واسعا من الظواهر الفيزيائية تمتد من المجالات الصغيرة المدى إلى المجالات الواسعة المدى ، و من الجسيمات تحت-ذرية التي تتكون منها جميع المادة الباريونية (فيزياء الجسيمات) إلى درساة سلوك الأجسام الفيزيائية في العالم الكلاسيكي إلى دراسة حركة النجوم في الفضاء المادي سواء ضمن السرعات العادية أو قريبا من سرعة الضوء و أخيرا دراسة الكون بمجمله.
تقنية النانو
لقد كان التطور التكنولوجي هو السمة الفريدة في القرن العشرين , و قد أجمع الخبراء على أن أهم تطور تكنولوجي في النصف الأخير من القرن الماضى هو اختراع الإلكترونيات ، فقد أدى تطورها إلى ظهور ما يسمى بشرائح المايكرو (Microchips) والتي بدورها أدت إلى ثورة علمية وتقنية في جميع المجالات. وحتى الخمسينات من القرن الماضى لم يكن هناك غير التلفاز الأبيض و الأسود , ولم توجد إلا عشرة حواسب في العالم أجمع تقريباً, ولم تكن هناك هواتف نقالة أو ساعات رقمية أو الانترنت , كل هذه الاختراعات يعود الفضل فيها بعد الله سبحانه وتعالى ، إلى تلك الشرائح ، و التي أدى ازدياد الطلب عليها إلى انخفاض أسعارها بشكل سهل دخولها في تصنيع جميع الالكترونيات الاستهلاكية التي تحيط بنا اليوم.
وخلال السنوات القليلة الماضية , برز إلى الأضواء مصطلح جديد ألقى بثقله على العالم وأصبح محط الاهتمام بشكل كبير , هذا المصطلح هو تقنية النانو أو كما يسميه البعض بتكنولوجيا النانو. فهذه التقنية و بكل بساطة ستمكننا من صنع أي شيء نتخيله وذلك عن طريق صف جزيئات المادة بجانب بعضها البعض بشكل يفوق الخيال , فلنتخيل إنتاج حواسيب بالغة الدقة يمكن وضعها على رأس قلم أو دبوس , ولنتخيل أسطولاً من الروبوتات النانومترية الطبية والتي يمكن حقنها في الدم أو ابتلاعها لتعالج الجلطات الدموية والأورام السرطانية والأمراض الأخرى المستعصية.
وهذه التقنية الواعدة تبشر بقفزة هائلة في جميع فروع العلم , ويرى المتفائلون أنها ستلقي بظلالها على كافة مجالات الطب الحديث و الاقتصاد العالمي و العلاقات الدولية وحتى الحياة اليومية للفرد العادي.
ما هى تقنية النانو؟
تقنية النانو (Nanotechnology) قد يَعرفها البعض وقد يجهلها البعض الآخر، وقد يخاف منها آخرون. و قد ظهرت مفاهيم مختلفة لتعريف تقنية النانو، فهناك من يصف النانو بأنها التقنية القادرة على تحقيق درجات عالية من الدقة في وظائف وأحجام وأشكال المواد ومكوناتها، وهذا بدوره يساعد على التحكم في وظائف الأدوات المستعملة في ميادين الطب والصناعة والهندسة والزراعة والعقاقير والاتصالات والدفاع والفضاء وغيرها...، وآخر يعرفها بأنها علم التعامل مع أشياء أصغر من الصغر نفسه. ومصطلح "تقنية النانو" مشتق من اللغة اليونانية وتعني عالم الأقزام الخرافي المتناهي في الصغر، و تقنية النانو معناها التقنيات التي تصنع علي مقياس النانومتر(شكل1), وهي أصغر وحدة قياس مترية وتعادل واحد من ألف مليون من المتر ، أي واحد من مليار من المتر ، ويمثل ذلك أدق وحدة قياس مترية معروفة حتى الآن ، والنانومتر يعادل عشرة أضعاف وحدة القياس الذري المعروفة بالأنجستروم ، و حجم النانو أصغر بحوالي 80.000 مرة من قطر شعرة الرأس ، فهى حقاً تقنية المنمنمات.
ويصف توماس كيني من جامعة ستانفورد حجم النانو بأمثلة كثيرة، مثل كونه يشبه عرض الحمض النووي منقوص الأوكسجينDNAأو بحجم عشر ذرات هيدروجين، أو معدّل نموّ ظفر الإنسان في ثانية واحدة، أو ارتفاع قطرة ماء بعد بسطها كليّا على سطح مساحته متر مربّع واحد.
شكل(1) شكل توضيحي لمقارنة وحدة النانومتر بالمقاييس الأخرى:
(أ) قطر الذرة يبلغ عدة إنغسترومات (عشرات من النانومتر) ؛ (ب) اتساع جزيئات الDNA حوالى 2.5 نانومتر ؛ (ج) الخلية الحيوية (كرات الدم الحمراء) يبلغ قطرها آلاف النانومترات ؛ (د) شخص طوله متران ، يمثل 2 مليار نانومتر.
وقد يجد القارئ العادى غير المتخصص تناقضاً فى تعريف تقنية النانو ، ولكن الأهم فيها أنها منظومة ظاهرة فى جميع مناحى حياتنا اليومية ، فعندما يهاجم فيروس ما جسم الإنسان، فبالطبع لا يمكن قتله بأى آلة حادة، ولكن لابد أن نبحث عن آلة صغيرة جداً تهاجم الفيروس، فالنانو هي التقنية التي تصنع هذه الآلة الدقيقة.
ولتقريب مفهوم تقنية النانو للقارئ العادى ،فكلنا يعرف طعم البرتقال , ونتفق جميعا بأنه مهما اختلفت طريقة تقديم البرتقال فلن يتغير طعمه و لو قمنا بتقطيعه وعصره عصراً شديداً فلن يتغير طعمه أبداً.
شكل(2)
أما فى تقنية النانو فالأمر مختلف فقد يصبح البرتقال شياً آخر مختلفاً فى الشكل والطعم واللون.
والآن نستطيع أن نعطى تعريفاً مختصراً لتقنية النانو، على أنها مجموعة من الأدوات والتقنيّات والتطبيقات التي تتعلّق بتصنيع بنية معيّنة وتركيبها باستخدام مقاييس غاية فى الصغر.
تاريخ تقنية النانو:
منذ آلاف السنين قصد البشر استخدام النانو دون أن يعرفوا هذا المصطلح ، فاستخدمت في صناعة الصلب والمطاط و الفلكنه وكلها تمت اعتماداً على خصائص عشوائية للحجوم الذرية لتلك المواد. ولا يمكن تحديد حقبة أو عصر بعينه لاستخدام هذه التقنية فقد ذُكر أن صانعى الزجاج فى العصور الوسطى كانوا يستخدمون حبيبات الذهب النانوية الغروية فى تلوين الزجاج ، ويعضد ذلك كأس الملك الرومانى لايكورجوس الموجود فى المتحف البريطانى منذ القرن الرابع الميلادى، والذى يحتوى على جسيمات من الذهب والفضة نانوية الحجم، حيث يلاحظ تغير لون الكأس من اللون الأخضر إلى اللون الأحمر الغامق عندما يتعرض لمصدر ضوئى. وفى عام 1959 تحدث الفيزيائى الأمريكى الشهير ريتشارد فيمان فى محاضرة ألقاها أمام الجمعية الفيزيائية الأمريكية تحت عنوان " هناك مساحة واسعة فى الأسفل" وضح خلالها أن المادة عند المستويات المتناهية فى الصغر ( النانو الآن) ، بعدد قليل من الذرات ، تتصرف بشكل مختلف عن حالتها عندما تكون بالحجم المحسوس ، كما أشار إلى إمكانية إيجاد طرق لتحريك ذرات وجزيئات المادة بشكل مستقل للوصول إلى الحجم المطلوب. وفي عام1986 وضع عالم الرياضيات الأمريكي اريك دريكسلر المؤسس الفعلي لهذا العلم كتابا اسماه محركات التكوين بسط فيه الأفكار الأساسية لعلم النانو. وفى عام 1991 تم اكتشاف ظاهرة فيزيائية جديدة لأول مرة وهى النانوتيوب في شركة NEC للصناعات الإلكترونية في اليابان بواسطة العالم سوميو ليجيما، حينما كان يدرس الرماد الناتج عن عملية التفريغ الكهربي بين قطبين من الكربون باستخدام ميكروسكوب إلكتروني عالي الكفاءة ، وكانت النتيجة أنه وجد أن جزيئات الكربون تأخذ ترتيبًا يشبه الأنابيب في داخل بعضها البعض. وفي عام 1993 تمكن العالم دونالد بثيون من شركة IBM لتكنولوجيا الحاسبات في الولايات المتحدة الأمريكية من رصد نانوتيوب مكونة من طبقة واحدة (single-wall) يبلغ قطر الأنبوب الواحد منها 12 نانومتر، وانطلق العلماء بعد ذلك في مجال النانوتيوب، حتى استطاع فريق من العلماء الصينيين حديثاً من رصد أصغر نانوتيوب في العالم الذي يصل قطره إلى 0.5 نانومتر فقط، مع العلم أن أقل قطر لأصغر شيء نظريًّا هو 0.4 نانومتر. وفي عام 2003م تم معرفة أسرار هذه التقنية والتحكم بعالم المواد النانونية. وفي عام 2004م بدأت مرحلة التطبيقات الصناعية لهذه التقنية ، حيث استخدمت المواد النانوية في صناعة المطاط الماليزي وكانت النتائج مذهلة فقد قفزت الخصائص الميكانيكية للمطاط من 12 إلى 20 ضعفاً بإضافة أجزاء بسيطة من المواد النانوية. ولقد حظيت تقنية النانو فى الوقت الحاضر بالاهتمام الكبير نظراً لتطبيقاتها المتوقعة فى المجالات المختلفة وخاصة المجالات الطبية والعسكرية والحوسبة والاتصالات.
طرق تحضير المواد النانومترية:
خلافاً لما يحدث عند تحضير وتصنيع المواد المحسوسة (الحجمية) ، فإن الخواص الفيزيائية والكيميائية للمادة الخام المستخدمة فى تحضير المواد النانوية ، تلعب دوراَ هاماً للغاية. فقد اكتشف العلماء أن بعض المركبات عندما تصنع بأحجام نانومترية فإنها تكتسب خواص فريدة لا تتوافر لها عندما تكون في الحجم المحسوس , فعلى الرغم من تطابق التكوين الكيميائي في الحالتين إلا أن المادة النانومترية المتناهية في الصغر تكتسب صفات وخواص كهربية وضوئية ومغناطيسية استثنائية نتيجة للترتيب الجديد الذي تأخذه الذرات , فالبورسلين مثلا يعتبر مادة مهمة ولكنها هشة ، وسبب هشاشتها أن الفراغ بين جزيئاتها (المكون من الرمل) كبير نسبيا مما يقلل من تماسكها فيمكن اخذ البورسلين الموجود في الصحون المكسورة مثلاً وتفكيكه إلي مكوناته الذرية الأصغر ثم إعادة ترتيب هذه المكونات فنحصل على بورسلين أقوي من الحديد يمكن استعماله في البناء أو في صناعة سيارات خفيفة الوزن لا تحتاج إلي كثير من الوقود. ومثال آخر ، البترول يتشابه في تركيبه مع الكثير من المواد العضوية, فتقنية النانو تمكننا من صناعة أو تخليق مكونات بترولية من أي نفايات أو مخلفات عضوية بعد تفكيكها إلي مكوناتها الذرية ثم إعادة تجميعها فنحصل على بترول . وبناء علي هذا المفهوم يمكن صناعة التيتانيوم (المعدن الأشد صلابة علي الأرض الذي تصنع منه مركبات الفضاء) من أي خردة معدنية ، ويمكن صناعة ملابس عادية واقية من الرصاص من النفايات والمخلفات وغيرها من التطبيقات التي تعد بمثابة انقلاب جذري في العلاقة بين الصناعة والمواد الأولية بل ومجمل نظام التبادل الاقتصادي العالمي.
وهناك طرق عديدة لتصنيع المواد النانوية تم تقسيمها إلى قسمين رئيسيين(شكل 3) ، أحدهما من أعلى إلى أدنى (top-down) حيث يتم تكسير المادة الأصلية (الكبيرة) شيئاً فشيئاً حتى الوصول إلى الحجم النانوى. وتستخدم عدة طرق لذلك منها الحفر الضوئى ، القطع ، الكحت والطحن. واستخدمت هذه التقنيات فى الحصول على مركبات إلكترونية مجهريه كشرائح الحاسب وغيرها. أما الطريقة الثانية فهى تبدأ من أسفل لأعلى(bottom –up)، بعكس الطريقة الأولى ، حيث يتم بناء المادة النانوية انطلاقاً من ذرات وجزيئات يتم ترتيبها حتى نصل إلى الشكل والحجم النانوى المطلوب. وهذه الطريقة غالباً ما تكون طرق كيميائية ، وتتميز بصغر حجم المواد الناتجة ، وقلة الفاقد والحصول على روابط قوية للمادة النانوية الناتجة. وتجدر الإشارة بأن هناك العديد من الطرق التى لا يمكن حصرها فى هذا المقال.
شكل(3) رسم توضيحى لوصف طرق تحضير المواد النانوية.
ويستخدم عدد من الأجهزة النانوية لدراسة تركيب المواد الناتجة من تلك العمليات مثل: المجهر الإلكترونى الإنفاذى (TEM) ، المجهر الإلكترونى الماسح (TFM) ، مجهر القوى الذرية (AFM) ، وحيود الأشعة السينية(XRD). وفى عام 1981 اخترع العالمان جيرد بينج وهنريك الميكروسكوب النفقى الماسح (STM)، الذى يقوم بتصوير الأجسام بحجم النانو، ومنذ ذلك التاريخ فقد زادت الاهتمامات البحثية المتعلقة بتصنيع ودراسة التركيبات النانوية للمواد.
أشكال المواد النانومترية:
تحضر المواد النانوية على أشكال مختلفة منها:
1- النقاط الكمية Quantum Dots
وهى عبارة عن نانوى شبه موصل ثلاثى البعد ، تتراوح أبعاده ما بين 2 إلى 10 نانومتر. وعندما يكون قطر النقطة الكمية 10 نانومتر فإنه يمكن صف 3 ملايين نقطة كمية بجوار بعضها البعض بطول يساوى عرض إصبع إبهام الإنسان (شكل4).
شكل(4) نقاط كمية متحدة مكونة فلم رقيق من البوليمر
2- الفولورين Fullerene
جزيئات نانوية مكونة من ذرات كربون مترابطة ثلاثيا تعطي شكل كريات لها بناء يماثل الجرافيت , ولكن بدلاً من الشكل السداسي النقي, فإنها تحتوى على أشكال خماسية (و احتمال سباعية) من ذرات الكربون, مما يؤدى لانثناء الطبقات إلى كريات أو أسطوانات ، و يعد أكثر الفولورينات شهرة هو الجزيء C60 ، حيث تترتب الـ60 ذرة كربون على رؤوس مجسم عشريني ناقص . وشكل المجسم العشريني الناقص يشبه كرة القدم (شكل5) ، و يتميز بأنه جزيء ممغنط و غير قابل للاحتكاك. وتم اكتشاف الفولورين قدراً عام 1944 عندما لاحظ أوتوهان وجود سلاسل من الكربون أثناء إجرائه لتجارب كانت تستهدف تكوين ذرات ثقيلة من ذرات أخف عن طريق امتصاصها للنيوترونات . إذ أن بحثه كان منصباً في الكشف عن الفروق الصغيرة في الوزن بين بعض ذرات العناصر الثقيلة التي يقوم بتبخيرها في قوس كربوني .
(أ) (ب)
شكل(5) (أ) فولورينC60فى الصورة الجزيئية ؛(ب) فولورينC60فى الصورة البلورية
وأثناء مشاهدته لتلك النتائج ، لاحظ أن القوس أنتج أيضا سلاسل من الكربون كان لها (قدراً) نفس الوزن الجزيئي للمعدن، وحيث أنه لم يكن مهتما بسلاسل الكربون فقد دوَّن ملاحظاته بشأنها في نهاية تقريره ثم انطلق وراء الهدف الرئيسي من بحثه ولم تتم متابعة النتائج التي توصل إليها بشأن سلاسل الكربون إلا فى عام 1985م عن طريق هارولد كروتو و معه كل من روبرت كيرل و ريتشارد سمالي الذين توصلوا إلى أن سلاسل الكربون تلك ما هي إلاّ صورة جديدة من صور الكربون.
3- الكرات النانوية Nanoballs
تنتمى الكرات النانوية إلى فئة الفلورينات (C60) ، مع الاختلاف فى التركيب شيئاً قليلاً وذلك لأنها متعددة القشرة، وخاوية المركز ، وبسبب تركيبها الذى يشبه البصل فقد أطلق عليها العلماء اسم bucky أى البصل. وقد يصل قطرها إلى ما يزيد عن 500 نانومتر (شكل6).
شكل(6) شكل توضيحى لكرة نانوية
4- الجسيمات النانوية Nanoparticles
فى تقنية النانو يعرف الجسيم بأنه أصغر وحدة(شيء) له الخواص الكيميائية والفيزيائية للمادة الحجمية. والجسيمات النانوية لها أبعاد تتراوح بين 1 إلى 100 نانومتر(شكل7).
شكل(7) جسيم نانوى
5- الأنابيب النانوية Nanotubes
المواد المستخدمة فى تقنية النانو تخضع لشرط أساسى ، هذا الشرط هو مقياس النانو 1-100 نانومتر لذلك فإن المواد المستخدمة يجب أن يتم تقطيعها إلى أجزاء لا تزيد أقطارها عن 100 نانومتر. فالأنابيب النانوية تتكون من خليط من مواد موصلة ومواد أشباه موصلة أسطوانية الشكل مجوفة يتراوح قطر الأنبوب بين 1 إلى 100 نانومتر.
ويمكن إدخال عدة أنابيب ذات أنصاف أقطار متدرجة فى الصغر لتصبح على الشكل
التالى:
شكل(8) مجموعة من الأنابيب النانوية المتداخلة والمختلفة الخواص.
وكل أنبوبة من هذه الأنابيب تؤدى وظيفة مختلفة عن الأخرى. وأشهر الأنابيب النانوية أنابيب الكربون متناهية الصغر Carbon Nanotubes ، والتى سوف نفرد لها مقالاً خاصاً لأهميتها العلمية والتطبيقية.
6- الأسلاك النانوية Nanowires
وهى عبارة عن أسلاك ذات بعد واحد (شكل9)، أقطارها تقل عن نانومتر واحد وبأطوال مختلفة ، تكون فى الغالب نسبة طولها إلى عرضها أكثر من 1000 مرة. وتتميز عن الأسلاك العادية (ثلاثية البعد) بقوة التوصيل الكهربى ، نتيجة لحصر الإلكترونات كمياً فى إتجاه جانبى واحد مما يجعلها تحتل مستويات طاقة محددة تختلف عن المستويات العريضة فى المادة الحجمية.
شكل(9) صورة ميكروسكوبية لأسلاك نانوية
7- الألياف النانوية Nanofibers
من أشهر الألياف النانوية الألياف المصنوعة من البوليمرات. ويكون عدد ذرات سطح الألياف كبير مقارنة بالعدد الكلى ، وهذا يكسب الألياف خواص ميكانيكية ( كالشدة ‘ والصلابة،...) تؤهلها للاستخدام كمرشحات فى تنقية السوائل والغازات ، وفى العديد من التطبيقات الطبية والعسكرية (شكل10).
شكل(10) ألياف نانوية
8- المركبات النانوية Nanocomposites
وهى عبارة عن مواد يضاف إليها جسيمات نانوية تكسبها خواصاً مميزة إضافية. فعند إضافة أنابيب نانوية (الكربون مثلاً) إلى مادة ما ، تزداد خواص التوصيل الكهربى والحراري لتلك المادة نتيجة لإضافة أنابيب الكربون النانوية لها. وقد يحدث أيضاً تحسن فى الخصائص الضوئية والميكانيكية ( الصلابة ، الشدة) نتيجة لإضافة مواد نانوية معينة لبعض المواد. ومن أشهر المركبات النانوية الموجودة الآن المركبات البوليمرية.
تطبيقات تقنية النانو:
مما لا شك فيه أن هناك حاجة ملحة لمرور بعض الوقت حتى نرى تطبيقات أكثر لهذه التقنية على أرض الواقع ، فقد نحتاج لفترة زمنية تتراوح ما بين 10 إلى 15 عاماً قبل أن ينتج سوبر كمبيوتر بحجم المعصم. وسيكون لكل مجال حظه الوافر من هذه التقنية ولا نستطيع أن نعرّج فى هذا المقال على كل المجالات، ولكن سيكون للمجال الطبى الحظ الأوفر من هذه التقنية ، فسيصبح للأطباء القدرة على السيطرة على بعض الأورام الصغيرة التي لا يمكن التأثير عليها في السابق. وقد تمكن باحثون في جامعة هانج يانج بكوريا الجنوبية من إدخال جسيمات نانوية من الفضة إلى المضادات الحيوية ، ومن المعروف أن الفضة قادرة على قتل حوالي 650 جرثومة دون أن تؤذي الجسم البشري. كما سيتمكن العلماء من خلال تقنيةالنانو (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8 8_%D8%AA%D9%83%D9%86%D9%88%D9%84%D9 %88%D8%AC%D9%8A)من صنعيمكنها الإبحار في جسد الإنسان لإجراء عملية جراحية والخروج من دون جراحة. ولقد دخلت صناعة النانو حيز التطبيق في مجموعه من السلع التي تستخدم الأكاسيد النانوية على أنواعها (الألمنيوم والتيتانيوم وغيرها) ، خصوصا في مواد التجميل والمراهم المضادة للأشعة. وهذه الجسيمات النانوية تحجب الأشعة فوق البنفسجية كلها ويبقى المرهم في الوقت نفسه شفافا. كما يتوقع أن تساهم تقنية النانو فى تنقية مياه الشرب وذلك برش قليل من جسيمات نانوية داخل أنابيب المياه لتنقيتها من أدق الجزيئات والرواسب العالقة بها. أما فى المجال العسكرى ، فحدث و لحرج ، فيمكن من خلال تقنية النانو الدخول في صناعات الموجات الكهرومغناطيسية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AC%D8%A 7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%87%D8 %B1%D9%88%D9%85%D8%BA%D9%86%D8%A7%D 8%B7%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D8%A9)التي تتمكن بمجرد ملامستها للجسم على إخفائه مثلالطائرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D8%B 1%D8%A9)أوالسيارة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B 1%D8%A9)ومن ثم لا يراهاالرادار (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%AF%D8%A 7%D8%B1)ويعلن اختفاءها . وبالنانو سيكون بمقدورنا صنع سيارة لا يستطيع حجمالحشرة (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%AD% D8%B4%D8%B1%D8%A9&action=edit&redlink=1)وطائرة في حجمالبعوضة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B9%D9%88%D8%B 6%D8%A9)وزجاج طارد للأتربة وغير موصل للحرارة وأيضا صناعةالأقمشة (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%A3% D9%82%D9%85%D8%B4%D8%A9&action=edit&redlink=1)التي لا يخترقهاالماء (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A1)بالر غم من سهولة خروجالعرق (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%B9% D8%B1%D9%82&action=edit&redlink=1)منها. وفى مجال الحاسبات الرقمية سيظهر فى القريب العاجل حاسبات ذات ذاكرة نانوية قادرة على حفظ المعلومات أكثر بآلاف المرات من الذاكرة الموجودة حالياً.
النانو و الدول العربية:
في الخمسينيات ، أي في بداية التفكير فى تقنية النانو، تخيل عالم أمريكي اختراع طريقة لوضع المعلومات الموجودة فى مكتبة الكونجرس الأمريكى (أكبر مكتبة في العالم) على سن دبوس، وقتها كان هذا الكلام محض خيال، واليوم وبعد ظهور تقنية النانو أوشك هذا الحلم الأمريكى أن يتحقق. وبدأ اهتمام الأمريكان بهذه التقنية ورصدوا لها مبالغ خيالية ، وباستخدام النانو استطاع الجيش الأمريكي صنع بدله للجنود تتناسب مع أي طقس، فإذا كانوا في الصحراء تصيب النانو البدلة بالرطوبة، وإذا كانوا في مكان بارد تصيب النانو البدلة بالحرارة.
ولا يخفى على أحد أن إسرائيل بدأت فعلاً فى تطبيق تقنية النانو فى المجالات العسكرية وتحاول أن يكون لها السبق على الدول العربية فى هذا المجال.
أما الدول العربية فقد اجتمعت وتحمست وتكلمت عن تقنية النانو ، ولكنها للأسف الشديد لم تفعل شيئاً ملموساً على أرض الواقع ، باستثناء القليل منهاً. واليوم الحكومات العربية أمامها فرصة ذهبية لامتلاك هذه التقنية ، لأنها لديها مقومات هذه التقنية من موارد مالية وعقول بشرية. وهذا يتطلب رصد ميزانيات للإنفاق على هذه التقنية ، والتعاون المشترك فيما بينها، والاستفادة من علاقاتها الطيبة بالدول التى بدأت فعلاً تتقدم فى تقنية النانو مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية. ولا ننكر أنه توجد عوائق لدى الكثير من الدول العربية ، وأكبر عائق يقف أمام تطور تقنية النانو فى تلك الدول هو الموارد المالية ، لأن الأجهزة المستخدمة فى النانو عالية التكاليف ، كما أن ثمة عائق آخر لا يقل أهمية عن الموارد المالية، ألا وهو توفير البيئة العلمية القادرة على استقطاب العلماء المتميزين فى هذا المجال.
النانو والمملكة العربية السعودية:
لقد أدركت المملكة العربية السعودية أهمية هذه التقنية وتطبيقاتها المستقبلية ، وكان هذا واضحاً من اهتمام خادم الحرمين الشريفين شخصياً ، وتبرعه من ماله الخاص ، وإنشاء معاهد متخصصة فى تقنية النانو ، واستقطاب الكوادر العلمية المتميزة فى هذا المجال ، وإبرام العديد من الاتفاقيات المشتركة مع المعاهد العالمية المتخصصة في تقنية النانو. والمتتبع لأنشطة معهد الملك عبد الله لتقنية النانو سيرى أن هناك بحوثاً عملية تطبيقية قد أجريت باسم المعهد، وهذا يبشر بأن المملكة في المستقبل القريب ستكون لها الريادة في هذا المجال بما لديها من إمكانات مادية وبشرية.
و فيما يلي مجموعة من الصور تقرب لنا مفهوم تقنية النانو :-
.
الخاتمة
لقد انطلقت الثورة العلمية الجديدة (تقنية النانو) ، وانطلقت معها بعض الدول وأنشأت المعاهد والمراكز المتخصصة في هذا المجال. ومن الخطأ فعل ما يفعله كثيرون بالابتعاد وعدم الاقتراب من هذه التقنية ، خوفاً من عدم فهمها أو لصعوبة استيعابها، على الرغم من بساطتها، وشئنا أم أبينا، فهذه التقنية قادمة وتطبيقاتها ستكون هى محور حياتنا اليوميّة فى المستقبل القريب ..
المراجع
أولاً: المراجع العربية:
1- مقدمة فى تقنية النانو، محمد الصالحى وعبد الله الضويان، من مطبوعات جامعة الملك سعود، 1428 هـ.
2- تقنية النانو أين ستقودنا ، عبدا لله الضويان و محمد الصالحى من مطبوعات جامعة الملك سعود، 1428 هـ.
3- مقالات من الموقع العربى :www.islam-online.net (http://www.islam-online.net/).
4- مقالات من جريدة الأهرام المصرية.
5- مجلة النانو (معهد الملك عبد الله لتقنية النانو) ، العدد الأول – نوفمبر 2008م.
ثانياً:ً المراجع الأجنبية:
1-Dutta and H. Hofmann "Nanomaterials", Electronic Book. (2005).
2-http://unit.aist.go.jp/nanotech (http://unit.aist.go.jp/nanotech2-)
http://uw.physics.wisc.edu/ (http://uw.physics.wisc.edu/)3-
http://www.technologyreview.com/nanotech (http://www.technologyreview.com/nanotech)4-
http://www.technologyreview.com/Nanotech (http://www.technologyreview.com/Nanotech/)5-
6-http://www.technologyreview.com/Nanotech (http://www.technologyreview.com/Nanotech)
http://en.wikipedia.org (http://en.wikipedia.org/)7-
http://www.sciencedaily.com (http://www.sciencedaily.com/)8-
9-http://www.nanotechnology.com (http://www.nanotechnology.com/).
10-Dutta,I. M. Reaney, P. R. I. Cabarrocas and H. Hofmann"
Nanomaterials" , Nanostructured Mater. 6(1995)843.