العمري انا
05-08-2010, 10:16 AM
المهندس/ عبدالحفيظ احمد العمري
.. في اواخر الخمسينات من القرن العشرين صُدمت الولايات المتحدة الامريكية باطلاق الاتحاد السوفيتي – انذاك- للقمر لصناعي سبوتنيك Sputnik وقبل ان يفيق الامريكان من الصدمة اطلق الروس يوري جارجارين ليكون اول رائد فضاء يدور حول الارض.
هذه الصدمات كلها لامريكا جعلت الرئيس الاسبق جون كينيدي ينتفض ومعه ادارته يدعو لاعادة النظر في المناهج التعليمية لعرفة الخلل الموجود فيه وما سبب تقدم الروس عليهم وتمخض عن مشروع ارسال رائد فضاء إلى القمر خلال عقد الستينات وتحقق ذلك بهبوط رحلة ابوللو 11 عام 1969م وكان نيل ارمسترنج اول انسان تطأ قدماه القمر ..
انما سقت هذ المقدمة لنعلم ان تحسين التعليم ومناهجه هو الخطوة الاولى لتقدمنا ...
الواقع الراهن
ليس جلدا للذات ولا اجترارا للمأساة ان نعترف بتردي وضعنا التعليمي في العالم العربي عامة وفي بلادنا خاصة لان الامر بات واضحا لكل ذي عينين..
وعد الاعتراف بذلك معناه اغفال طرف الخيط الذي يقودنا لحل مشكلة التردي في التعليم في تقصي الاسباب لذلك ووضع الحلول للخروج من هذا المأزق..
خيوط العنكبوت
اقول بداية لن نرمي بالمسؤولية في تردي الوضع التعليمي على جهة معينة بذاتها لان ذلك هو اكبر الخطأ في مواجهتنا لمشكلة تردي التعليم فالمسؤولية هي مسؤولية الجميع من وزارات التعليم المعنية إلى المجتمع وصنّاع القرار والاعلام وكل حسب دوره في عملية الاصلاح بدون استثناء فالواقع المعاش يجعلنا ندرك ان الاطراف متشابكة وكل واحد يحاول يرمي المسؤولية على غيره ويتنصل منها فتختلط الامور وتصبح مثل خيوط العنكبوت .
دعونا نرفع شعار (تعليم في خطر) على غرار الشعار الامريكي (امة معرضة للخطر ) الذي تقدمت به لجنة قومية لاصلاح التعليم عام 1983م والذي اعيد تقييمه عام 1988م ومن ثم وثيقة ( امريكا 2000) عام 1991م كل هذا في امريكا بكل تقدمها العلمي والتكنولوجي ...فماذا عسانا ان نقول نحن ؟!!
خصوصا والفجوة التكنولوجية technological hole بيننا والغرب تصل إلى اربعمائة عام وكأن القوم في القرن الحادي والعشرين ونحن في القرن السابع عشر رغم اننا معاصرون لهم ؟!!
معالم على الطريق
الجماعات مركز اشعاع ثقافي في كل دول العالم فما هو حال جامعاتنا ؟
اقول بصراحة لم تؤد جامعاتنا المطلوب منها ومستوى التعليم داخله يفتقر لابشط الشروط المطلوبة عالميا فالكتاب لم يتداول في ايدي طلاب الجامعة ولا المراجع العلمية وحكاية ( الملازم) والتصوير وغيرها خزعبلات لا تسمن ولا تغني من جوع لان معلومة (الملازم) مفككة ومشوهه والدكتور قد يُعذر في عدم اصدار كتاب لكن ما حال الجامعة ؟
- لماذا لا ُتوفر مطبعة في كل جامعة او جامعتين لاصدار كتب متخصصة ؟
- في صنعاء عاصمة الثقافية العربية 2004 م عدد المطبوعات المهولة كانت العلمية متواضعة للغاية ؟ دعونا نقود حملة مشابهه لصنعاء عاصمة لثقافية العربية ولنطبع كتبنا الجامعية ؟!!
- الغاء الانتساب خطوة صائبة لكي يكون الحضور عاملا فاعلا لكن بوجود معامل متخصصة ( في التخصصات العلمية التطبيقية) حتى يتنسنى للطالب ان يرى المعلومة لا ان يسمع عنها ؟!
- دعونا نغرس في طلابنا ان العلم للعلم وليس للشهادة والوظيفة ( التي لم تعد تأتي الا بطلوع الروح)وهذا من خلال اشاعة العلم كثقافة منذ المدرسة في منهاجها الدراسي وفي اعلامنا المسموع والمقروء والمرئي وفي مدارسنا الخاصة .
- دعونا نتخلص من حكاية ان على الطالب ان يخزّن المعلومات في ذهنه قبل الامتحان ليتقيأها على ورقة الاجابة اثناء تأدية الامتحان وانتهى الامر ولا وجود لتلك المعلومة في حياته اليوميه؟!!!!
- ربط العلوم النظرية بالعملية ( بالمعامل كما سبق) وبالتشجيع على التعليم الفني الذي اصبح في واقعنا كأنه سلة مهملات لمن يفشل في التعليم العام مما يؤدي إلى نفور الطلاب منه وعدم الدخول فيه الا اضطرارا فيولد لديهم شعورا بالدونية ...اقول هذه وظيفة اعلامنا الذي يجب ان يغرس في طلابنا ان التعليم الفني سبب نهضة اغلب بلدان العالم ( المانيا اكبر دليل) وليس سلة مهملات كما نعتقد...
- العامل البشري هو رأس الحربة في هذه المعركة ضد التدني في تعليمنا فيجب ان نرفع من الكفاءات والمهارات في كل اختصاص ليتسنى لها ان تستفيد من التجهيزات المتاحة فلا تصبح تلك التجهيزات عبئا على مخازن المؤسسات التعليمية..
- المحافظة على الهوية في زمان العولمة مطلوب وهويتنا العربية والاسلامية يجب المحافظة عليها في مناهجنا ..دعونا نحذف عبارة ثقافة اسلامية مثلا ونعيدها كما كانت تربية اسلامية لان لفظة ثقافة تشعر الطالب ان هذه المادة هامشية فلا يعطيها اهتمامه ..
- تبسيط العلوم واشاعة الثقافة العلمية واجب وطني كبير في ظل الانفتاح التكنولوجي الرهيب في هذا العصر حتى لا نعيش في عزلة عما يحدث في عالمنا المعاصر ولا نمثل شذوذا ..
كم من طلابنا ينفرون من مواد مثل الرياضيات او الفيزياء والمواد العلمية عموما بسبب عدم تبسيط هذه العلوم في المناهج وفي غير المناهج ولا يظن القارىء ان تعليم هذه العلوم مقصور على المدارس فقط فأين دور القنوات الفضائية والصحف والكتب المسلية في هذا المضمار وأي عذر لهؤلاء في ظل ثورة الاتصالات التي نعيشها وشبكة المعلومات الدولية internet الموفرة موسوعة عالمية للجميع ؟
- اذا اردنا نصل إلى ما وصل اليه الاخرون يجب ان نمر بالمراحل التالية :-
1/ استيراد التكنولوجيا الحديثة ( نحن في هذا الطور الان لكن للاستهلاك فقط للاسف )
2/ حسن التعامل مع هذه التكنولوجيا
3/ تدريس الاسس والمواد العلمية التي توصل إلى هذه التكنولوجيا
4/ اشاعة هذه المواد في كل شرائح المجتمع من دارس لها إلى ممول إلى مستهلك إلى مهتم إلى ...الخ
5/ بداية نواة في توليف وتقليد مثل تلك الصناعات
6/ اخيرا التميز في التقنية والتميز في صناعة مبتكرة لها طابعنا الخاص ...
... الحديث ذو شجون ولا ينتهي وما هذه الا علامات على الطريق إلى المستقبل في هذا الزمان الذي نعيشه حيث البقاء للأقوى والأقوى اليوم منْ يمتلك المعلومة والتقنية لا منْ يستوردها ؟!!!
***
.. في اواخر الخمسينات من القرن العشرين صُدمت الولايات المتحدة الامريكية باطلاق الاتحاد السوفيتي – انذاك- للقمر لصناعي سبوتنيك Sputnik وقبل ان يفيق الامريكان من الصدمة اطلق الروس يوري جارجارين ليكون اول رائد فضاء يدور حول الارض.
هذه الصدمات كلها لامريكا جعلت الرئيس الاسبق جون كينيدي ينتفض ومعه ادارته يدعو لاعادة النظر في المناهج التعليمية لعرفة الخلل الموجود فيه وما سبب تقدم الروس عليهم وتمخض عن مشروع ارسال رائد فضاء إلى القمر خلال عقد الستينات وتحقق ذلك بهبوط رحلة ابوللو 11 عام 1969م وكان نيل ارمسترنج اول انسان تطأ قدماه القمر ..
انما سقت هذ المقدمة لنعلم ان تحسين التعليم ومناهجه هو الخطوة الاولى لتقدمنا ...
الواقع الراهن
ليس جلدا للذات ولا اجترارا للمأساة ان نعترف بتردي وضعنا التعليمي في العالم العربي عامة وفي بلادنا خاصة لان الامر بات واضحا لكل ذي عينين..
وعد الاعتراف بذلك معناه اغفال طرف الخيط الذي يقودنا لحل مشكلة التردي في التعليم في تقصي الاسباب لذلك ووضع الحلول للخروج من هذا المأزق..
خيوط العنكبوت
اقول بداية لن نرمي بالمسؤولية في تردي الوضع التعليمي على جهة معينة بذاتها لان ذلك هو اكبر الخطأ في مواجهتنا لمشكلة تردي التعليم فالمسؤولية هي مسؤولية الجميع من وزارات التعليم المعنية إلى المجتمع وصنّاع القرار والاعلام وكل حسب دوره في عملية الاصلاح بدون استثناء فالواقع المعاش يجعلنا ندرك ان الاطراف متشابكة وكل واحد يحاول يرمي المسؤولية على غيره ويتنصل منها فتختلط الامور وتصبح مثل خيوط العنكبوت .
دعونا نرفع شعار (تعليم في خطر) على غرار الشعار الامريكي (امة معرضة للخطر ) الذي تقدمت به لجنة قومية لاصلاح التعليم عام 1983م والذي اعيد تقييمه عام 1988م ومن ثم وثيقة ( امريكا 2000) عام 1991م كل هذا في امريكا بكل تقدمها العلمي والتكنولوجي ...فماذا عسانا ان نقول نحن ؟!!
خصوصا والفجوة التكنولوجية technological hole بيننا والغرب تصل إلى اربعمائة عام وكأن القوم في القرن الحادي والعشرين ونحن في القرن السابع عشر رغم اننا معاصرون لهم ؟!!
معالم على الطريق
الجماعات مركز اشعاع ثقافي في كل دول العالم فما هو حال جامعاتنا ؟
اقول بصراحة لم تؤد جامعاتنا المطلوب منها ومستوى التعليم داخله يفتقر لابشط الشروط المطلوبة عالميا فالكتاب لم يتداول في ايدي طلاب الجامعة ولا المراجع العلمية وحكاية ( الملازم) والتصوير وغيرها خزعبلات لا تسمن ولا تغني من جوع لان معلومة (الملازم) مفككة ومشوهه والدكتور قد يُعذر في عدم اصدار كتاب لكن ما حال الجامعة ؟
- لماذا لا ُتوفر مطبعة في كل جامعة او جامعتين لاصدار كتب متخصصة ؟
- في صنعاء عاصمة الثقافية العربية 2004 م عدد المطبوعات المهولة كانت العلمية متواضعة للغاية ؟ دعونا نقود حملة مشابهه لصنعاء عاصمة لثقافية العربية ولنطبع كتبنا الجامعية ؟!!
- الغاء الانتساب خطوة صائبة لكي يكون الحضور عاملا فاعلا لكن بوجود معامل متخصصة ( في التخصصات العلمية التطبيقية) حتى يتنسنى للطالب ان يرى المعلومة لا ان يسمع عنها ؟!
- دعونا نغرس في طلابنا ان العلم للعلم وليس للشهادة والوظيفة ( التي لم تعد تأتي الا بطلوع الروح)وهذا من خلال اشاعة العلم كثقافة منذ المدرسة في منهاجها الدراسي وفي اعلامنا المسموع والمقروء والمرئي وفي مدارسنا الخاصة .
- دعونا نتخلص من حكاية ان على الطالب ان يخزّن المعلومات في ذهنه قبل الامتحان ليتقيأها على ورقة الاجابة اثناء تأدية الامتحان وانتهى الامر ولا وجود لتلك المعلومة في حياته اليوميه؟!!!!
- ربط العلوم النظرية بالعملية ( بالمعامل كما سبق) وبالتشجيع على التعليم الفني الذي اصبح في واقعنا كأنه سلة مهملات لمن يفشل في التعليم العام مما يؤدي إلى نفور الطلاب منه وعدم الدخول فيه الا اضطرارا فيولد لديهم شعورا بالدونية ...اقول هذه وظيفة اعلامنا الذي يجب ان يغرس في طلابنا ان التعليم الفني سبب نهضة اغلب بلدان العالم ( المانيا اكبر دليل) وليس سلة مهملات كما نعتقد...
- العامل البشري هو رأس الحربة في هذه المعركة ضد التدني في تعليمنا فيجب ان نرفع من الكفاءات والمهارات في كل اختصاص ليتسنى لها ان تستفيد من التجهيزات المتاحة فلا تصبح تلك التجهيزات عبئا على مخازن المؤسسات التعليمية..
- المحافظة على الهوية في زمان العولمة مطلوب وهويتنا العربية والاسلامية يجب المحافظة عليها في مناهجنا ..دعونا نحذف عبارة ثقافة اسلامية مثلا ونعيدها كما كانت تربية اسلامية لان لفظة ثقافة تشعر الطالب ان هذه المادة هامشية فلا يعطيها اهتمامه ..
- تبسيط العلوم واشاعة الثقافة العلمية واجب وطني كبير في ظل الانفتاح التكنولوجي الرهيب في هذا العصر حتى لا نعيش في عزلة عما يحدث في عالمنا المعاصر ولا نمثل شذوذا ..
كم من طلابنا ينفرون من مواد مثل الرياضيات او الفيزياء والمواد العلمية عموما بسبب عدم تبسيط هذه العلوم في المناهج وفي غير المناهج ولا يظن القارىء ان تعليم هذه العلوم مقصور على المدارس فقط فأين دور القنوات الفضائية والصحف والكتب المسلية في هذا المضمار وأي عذر لهؤلاء في ظل ثورة الاتصالات التي نعيشها وشبكة المعلومات الدولية internet الموفرة موسوعة عالمية للجميع ؟
- اذا اردنا نصل إلى ما وصل اليه الاخرون يجب ان نمر بالمراحل التالية :-
1/ استيراد التكنولوجيا الحديثة ( نحن في هذا الطور الان لكن للاستهلاك فقط للاسف )
2/ حسن التعامل مع هذه التكنولوجيا
3/ تدريس الاسس والمواد العلمية التي توصل إلى هذه التكنولوجيا
4/ اشاعة هذه المواد في كل شرائح المجتمع من دارس لها إلى ممول إلى مستهلك إلى مهتم إلى ...الخ
5/ بداية نواة في توليف وتقليد مثل تلك الصناعات
6/ اخيرا التميز في التقنية والتميز في صناعة مبتكرة لها طابعنا الخاص ...
... الحديث ذو شجون ولا ينتهي وما هذه الا علامات على الطريق إلى المستقبل في هذا الزمان الذي نعيشه حيث البقاء للأقوى والأقوى اليوم منْ يمتلك المعلومة والتقنية لا منْ يستوردها ؟!!!
***