المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ♥♣ موسوعة العباقرة والعلماء ♥♣



نادية
04-08-2010, 07:23 PM
أبو الهندسة أرخميدس (287212ق.م)
اكتشافاته سطرت اسمه في صفحات التاريخ


ولد أرخميدس عام 287 قبل الميلاد في جزيرة صقلية، وكان والده فلكياً شهيراً، وكمعظم الشباب آنذاك سافر إلى الإسكندرية ثم إلى اليونان طلباً للدراسة، ويعد الكثير من مؤرخي الرياضيات والعلوم أن أرخميدس من أعظم علماء الرياضيات في العصور القديمة وهو أبو الهندسة.
من أشهر اكتشافاته، طرق حساب المساحات والأحجام والجانبية للأجسام، وأثبت القدرة على حساب تقريبي دقيق للجذور التربيعية وأخترع طريقة لكتابة الأرقام الكبيرة.
وهو نفسه الذي حدد قيمة (باي) (Pi) وهي العلاقة بين محيط الدائرة ونصف قطرها بدقة عالية.
أما في مجال الميكانيكا فأرخميدس هو مكتشف النظريات الأساسية لمركز الثقل للأسطح المستوية والأجسام الصلبة واستخدام الروافع ومخترع قلاووظ أرخميدس.
ومن أبرز القوانين التي اكتشفها يجيء قانون طفو الأجسام داخل المياه والذي صار يعرف بقانون أرخميدس.
وقد قتل أرخميدس عام 212 قبل الميلاد على يد الرومان بسبب أدوات القتال التي تسببت في أن يحارب الرومان ثمانية أشهر لفتح اليونان.
قانون أرخميدس
ملك سيراكوس شك في أن الصائغ الذي صنع له التاج قد غشه وأدخل في التاج فضة بدلاً من الذهب الخالص وطلب من أرخميدس أن يبحث له في هذا الموضوع بدون إتلاف التاج.
وعندما كان يغتسل في حمام عام، لاحظ أن منسوب الماء ارتفع عندما انغمس في الماء، وقد قيل إنه خرج عارياً في الشارع يجري ويصيح (أوريكا، أوريكا) أي وجدتها وجدتها، لأنه تحقق من أن هذا الاكتشاف سيحل معضلة التاج.
وقد تحقق أرخميدس من أن جسده أصبح أخف وزناً عندما نزل في الماء، وأن الانخفاض في وزنه يساوي وزن الماء الذي أزاحه، وأيضاً تحقق من أن حجم الماء المزاح يساوي حجم الجسم المغمور.
وعندئذ تيقن من أنه يمكنه أن يعرف مكونات التاج دون أن يتلفه وذلك بغمره في الماء !!! فإن حجم الماء المزاح بغمر التاج فيه لا بد أن يساوي نفس حجم الماء المزاح بغمر وزن ذهب خالص مساوً لوزن التاج.
وكانت النتيجة أن الصائغ فقد رأسه بهذه النظرية.
أرخميدس و(باي)
حدد أرخميدس قيمة (باي) وهي نسبة محيط الدائرة إلى قطرها، أو محيط الدائرة أطول كم مرة من قطرها، وهذه القيمة تستخدم في حساب مساحات الدوائر وما شابها وأحجام الكرات والاسطوانات.
وطريقته في حساب ذلك اعتمدت على رسم أشكال هندسية متساوية الأضلاع داخل وخارج الدائرة حتى حدد حدوداً لقيمة (باي).
وقال أرخميدس: إن القيمة الدقيقة (باي) هي بين 310/71 و31/7 وعندما وصل إلى قيمة (باي) اكتشف صعوبة الأرقام اليونانية وأنها لا تصلح للعمليات الرياضية المعقدة، ومن ثم اقترح نظاماً رقمياً آخر يمكنه تخزين أرقام كبيرة بسهولة.
وقيمة (باي) هي : 3.14159 26535 89793 23846 26433 83279 50288 41971 69399 37510 وهي قيمة تقترب من الحقيقة ولا يمكن قياسها تحديداً.
قلاووظ أرخميدس
هو عبارة عن أنبوب يحيط بحلزون استخدمه القدماء لرفع المياه من الخزانات. وهو مكون من قضيب خشبي طوله حوالي متر محاط بحلزوني من مواد مرنة مثبتة في ألواح خارجية، وقد علق فيتروفيوس في القرن الأول الميلادي على ذلك قائلا: (إنه محاكاة طبيعية) لقوقعة حلزونية.
وفي عصر الرومان كان قلاووظ أرخميدس يعمل بالسير فوقه مثل ماكينات الغزل اليدوية اليوم، ولكن في القرن الخامس عشر، كان يعمل بذراع تدوير.
في مايو 1839 سفينة أرخميدس حلت بدلاً عن البدال التقليدي الذي يدور بالبخار مستخدماً دافعاً يعمل بنظرية الحلزون.
في البداية عارض الناس التصميم وأحتاج إلى أربع سنوات ليثبت أنه أفضل من سابقه.
واستخدمه المصريون منذ 2000 عام ومازالوا إلى الآن يستخدمونه في الري ورفع المياه ويتراوح قطره من ربع بوصة إلى 12 قدماً.

___________________________________ ___________________________________ ____________--الشيخ الرئيس ابن سينا.. مبدع في مجالات كثيرة


بيروت- د. بسام عليق
ولد ابن سينا في قرية أفشنة ( في منطقة بخارى ) في عصرٍ كثرت فيه مذاهب الفلسفة والحكمة، ونشأ في بيت عريق بخدمة الدولة،حيث كان والده معتمد الضرائب في خزينة الدولة، فتعهَّد ابنه باكراً بتعليمه وإحاطته بالمربين لينهل معارف زمانهم.
كان الصبي ابن سينا موهوباً ذكياً ذا عقل خصب وذاكرة قوية، فبدت عليه ملامح النبوغ منذ صغره، واتّسم بنزعة علمية متَّقدة، تجلَّت بقوة الملاحظة والميل إلى الاستقراء، فحفظ القرآن قبل بلوغه عشر سنوات، وشغفه لعلم الطب جعله من أعلامه وهو في السابعة عشرة من عمره.
يُعتبر ابن سينا من العباقرة الذين قلّما تجود بهم الطبيعة، فهو من أعلام جبابرة الفكر بشتى مظاهره، نبغ في الفلسفة وفي الطب، ألّف في الفقه واللغة وفي المنطق والنفس والأخلاق، تعمّق في الإلهيات والعلوم الماورائية ودرس الطبيعيات والكيمياء والهندسة وعلم طبقات الأرض، كتب في السياسة والاقتصاد، نظم الشعر وفسّر القرآن، كتب في الموسيقى وأحسن الضرب على العود، وألّف فيها كتاباً سماه "المدخل إلى صناعة الموسيقى" أبدع في الأدب وفي الفلك والأرصاد "وكان على وشك بناء مرصد في أصفهان".
ورثت البشرية عن ابن سينا تراثاً غنياً يفوق تعداده (276 كتاباً ) أشهرها: كتاب الإرشادات في المنطق، الشفاء في الحكمة، لسان العرب في اللغة (وهو غير لسان العرب لابن منظور)، كتاب القانون في الطب وهو من أعظم وأشهر كتبه على الإطلاق.
فاق ابن سينا من سبقه وأعجز من لحقه، شغل الناس بعبقريته الفذة وإطلاعه الواسع، وما يدل على علو شأنه وتقدير معاصريه له، كثرة الألقاب التي أطلقوها عليه، منها حجة الحق، شرف الملك، الحكيم الوزير، الدستور، حكيم الشرق والغرب، ويبقى أشهرها الشيخ الرئيس أبو علي الحسين بن عبد الله بن علي بن سينا.
عاش أبو علي في عصر اشتدَّ فيه الصراع على الحكم في المنطقة الشرقية من الدولة العباسية ودخل في منازعات الأمراء وتقلّبت عليه الأحوال، فتعرض للسجن مراراً وذاق حلو الحياة ومرّها، وكان عليه أيضاً أن يتحمَّل ما تجلبه الشهرة من غيرة ومتاعب خاصة، وأنه كان فخوراً بنفسه، الأمر الذي أثار عليه غضب المسؤولين ومكيدة الحسَّاد فأصبحت حياته سلسلة من الأحداث المتتالية.
انغماسه بالحياة العامة ورحلاته الكثيرة أثَّرت على نظرياته فكانت فلسفته أقرب إلى الناحية العقلية منها إلى الروحية والتصوفية، وكان للتجربة والقياس مكاناً عظيماً عنده، فنراه يحارب التنجيم وبعض نواحي الكيمياء بحجج العقل والبرهان، وكان يقدِّس العقل ويعتبره أعلى قوى الإنسان، وقال بسلطان العقل الذي يتغلَّب على سلطان النفس، هذا ما نلاحظه بقوله "حسبنا ما كُتِب من شروحٍ لمذاهب القدماء، فقد آن لنا أن نضع فلسفة خاصة بنا"، ونراه يخالف أفلاطون وأرسطو وغيرهم من فلاسفة اليونان في كثير من النظريات والآراء، وبالرغم من هذا التقديس للعقل يؤكد ابن سينا محدودية العقل الإنساني وبالتالي حاجة الإنسان إلى القوانين المنطقية، لهذا يعتبر أن المنطق من الأبواب التي يدخل منها إلى الفلسفة كما أنه الموصل إلى الاعتقاد الحق.
كتب كثيراً في فضائل الأخلاق ورذائلها مؤكداً على فضائل القوة الشهوية وهي:"العفة، القناعة، السخاء"، والقوة الغضبية وهي:"الشجاعة، الصبر، الحزم"، وفضائل القوة النطقية وهي:"الحكمة، البيان، وجود الحس، أصالة الرأي، الحزم، الصدق، الرحمة، حسن العهد، التواضع …".
وهو القائل بأن السعادة القصوى لا تأتي إلا عن طريق العلم، وأفضل الحركات الصلاة، وأنفع البرّ الصدقة، وأزكى السِّر الاحتمال، وتشبّع ابن سينا بأعلى القيم الأخلاقية والروحية فنراه يقول في النفس :
هبطت إليك من المحلِ الأرفعِ ورقاء ذات تعزّز وتمنّعِ
كذلك قال: هذِّب النفس بالعلوم لترقى وزر الكل فإن للكل بيت
فإن أشرقت فإنك حيُّ وإذا أظلمت فإنك ميت
ويضيف: ليس بعامر بنيان قوم إذا أخلاقهم كانت خرابا
ويقول في العمل:"إن خير العمل ما صدر عن خالص نيَّة، وخير النيَّة ما صدر عن الحكمة، ومعرفة الله أول الأوائل".
كثيراً ما كان ابن سينا يعطي من أوقاته لتدبير شؤون الدولة خدمة منه لعامة الناس، ويعبِّر عن هذا بقوله: عندما تلتقي السلطة بالحكمة، وتخضع السياسة للقيم الأخلاقية وإلى بعد النظر الفلسفي، فيخف عنها القهر ويبتعد الظلم وتعمُ النعم على البشر، لهذا نراه يجمع ثلاث صفات قلَّما تجتمع برجل واحد: السياسة والكتابة والصناعة.
كان الشيخ الرئيس كثير الحركة غزير الحيوية لا يستقر على حال، يقضي الليالي بطولها ما بين القراءة والكتابة، وعندما تتعقَّد مسألة معه كان يذهب للمسجد ليعود منشرحاً صدره ليستكمل رائعة من روائعه.
تمتاز مؤلفاته إجمالاً بالوضوح في البيان والدقة العملية وحسن التبويب والتصنيف ما يثير في النفس الإعجاب والتقدير، ويعتبر من أعظم أطباء الحضارة العربية الإسلامية، ومؤلفاته الطبية جعلته من عباقرة التاريخ الخالدين، وكتاب "القانون في الطب" أكبر موسوعة طبية وصلت إلينا من القرون الوسطى دوَّن فيه معارف القدماء والمعاصرين إضافة إلى تجاربه وآرائه حتى استغنى الأطباء به عن أي كتاب آخر، وقد فاق القانون كتب جالينوس وأبقراط لذلك اعتمدت دراسته في جميع كليات الطب في الجامعات الأوروبية حتى مطلع العصر الحديث ونجده كثيراً ما ينافس مَنْ سبقه مردداً: وأما الحكيم الفاضل جالينوس قد قال … ونحن نقول ….
يقول مايرهوف أن أهمية هذا الكتاب تتضح من شدة الطلب عليه، الأمر الذي جعل طبعاته وترجماته متتالية، ويقول أوسلرOSLER : إنَّ كتاب القانون عاش مدة أطول من أي كتاب آخر ككتابٍ مقدس أوحد في الطب.
يشتمل كتاب القانون على خمسة كتب: الأول مخصص للعلوم الكليَّة من علم الطب، ويبحث في وظائف الأعضاء وعلم تصنيف الأمراض وعلم الأمراض والأمزجة والأخلاط وأسباب الأمراض بصفة عامة من جهة النبض والهضم وتدبير الصحة ومبادئ المعالجات : حمامات، مسهلات …
الكتاب الثاني خاص بالأدوية المفردة، وهو قسمان الأول درس دقيق في ماهيَّة الدواء: صفاته، مفعوله، طريقة حفظه، مع بيانات تشرح أثر كل دواء في كل عضو، والقسم الثاني يحتوي على المفردات الطبية نفسها مرتبة ترتيباً أبجدياً.
الكتاب الثالث يهتم بالأمراض الموضعية لكل عضو بشكل منفصل، ومصنفة من شعر الرأس حتى أخمص القدم .
الكتاب الرابع يدرس الأمراض التي تصيب الجسم عامة ولا تختص بعضو واحد مثل: الحميات، السموم، القروح، الأورام، الجذام، الكسور، وخصص باباً فيه للزينة.
وأخيراً وضع ابن سينا في الكتاب الخامس من القانون الأدوية المركبة أو "الأقرباذين"، وشرح فيه كيفية تركيبها وكيف يمكن للصيدلي أن يصنعها، وحدَّد فيه خمسة مقاييس غير التأثيرات العلاجية يجب أن تؤخذ بالحسبان أثناء تصنيع الدواء، وهي: سرعة استحالته وبطؤها، سرعة جموده وبطؤها، طعم الدواء، رائحته، لونه.
لخّص ابن سينا كتاب القانون في قالب شعري بكتاب آخر سمَّاه (الأرجوزة في الطب) يشمل على 1329 بيتاً هي بمثابة دستور للطب بكافة أقسامه، ويشغل القسم الخاص بالأدوية على الأبيات من رقم 997 إلى 1119 وقد ترجمت هذه الأرجوزة وأخذت اهتماماً واسعاً.
طبع كتاب القانون في القرن الخامس عشر 16 مرة وفي القرن السادس عشر 20 مرة، وبقي يدرّس في أوروبا حتى القرن الثامن عشر وفي الشرق الإسلامي حتى القرن التاسع عشر، وأكثر ما يثير قارئ القانون المنهجية التي اعتمدها ابن سينا في كتابه، فنراه يبدأ بتشريح العضو، يذكر العضلات والعظام واحداً واحداً تماماً كما هي معروفة اليوم، ثمّ يتكلم عن وظيفة العضو وكيفية وقايته من الأمراض وأخيراً يذكر الأمراض التي تصيبه فيتحدث عن أسبابها وطرق الاستدلال عليها وكيفية علاجها.
في علم التشريح لم يترك عضواً إلا وتكلم عنه حتى عن تشريح الأسنان، وفي كلامه عن الأعصاب والعضلات يتناول أعصاب الوجه والجبهة والمقلة والجفن واللسان والشفة فضلاً عن أعصاب النخاع الشوكي والصدر.
اهتم ابن سينا كثيراً بفحص البول ويؤكد على "قوامه، رائحته، صفاته، كدرته، زبده، رواسبه، مقداره"، كذلك إلى لون البراز وقوامه ورائحته ولونه، وأعطى للنبض عناية خاصة واعتبر أنّ له أهمية شديدة بالتشخيص وقال أنّ له توازناً موسيقياً.
يعتبر ابن سينا أول من وصف مرض الفيلاريا "داء الفيل" انتشاره وطرق علاجه، وهو أول من وصف داء الجمرة الخبيثة وقال أنها تنتقل بالماء والتراب، وأيضاً هو أول من وصف مرض دودة "الأنكلوستوما" وسمَّاها كما تعرف اليوم بالدودة المستديرة.
علَّل الميول الشاذة عند بعض الأشخاص، وتكلَّم عن الخنثى وأوصى فيها بقطع العضو الضعيف الخفي.
كشف ابن سينا قبل ألف عام وبدقة متناهية السرطان ووصفه بأنه الورم الذي ينتقل من عضو إلى عضو، وحدد السبيل لعلاجه يكون بالجراحة المبكرة في أطوار الورم الأولى، وأوصى بأن الاستئصال يجب أن يكون واسعاً وعميقاً وكبيراً، وأن يعقِّم الطبيب حواف المنطقة الباقية بعد الاستئصال بالكي، ويقول: مع هذا فإن الشفاء منه ليس أكيداً.
برع بدراسة أحوال العقم وتحدث عن أسبابه العضوية منها والنفسية وذكر أن إحدى مسبباته عدم التوافق النفسي والجنسي بين الزوجين.
عالج ابن سينا منذ عشرة قرون داء الصرع وبعض الأمراض العصبية والعقلية بما يشبه العلاج بالصدمات الكهربائية، وذلك بواسطة نوع من السمك يعرف بالرعاد، حيث يوضع في الماء شريطان من المعدن، ويمسك بهما المريض، فيحدث هذا النوع من السمك أثناء حركته الفجائية نوع من الموجات تؤدي إلى رعشة تصيب المريض مما يجعله لا يقوى على مسك الشريطين مدة طويلة، فيلقي بهما أرضاً ومن خلال عدد من الجلسات يحدث لديه الشفاء.
يبدع الشيخ الرئيس في وصف الأمراض وتبويبها، من ناحية أعراضها وعلاماتها وعلاجها، فيصف القرحة الدرنية "السلِّيّة" والتهاب السحايا البدئي والثانوي وأنواع الحميات المختلفة وفي تصلب الرقبة وسرطان الكبد وسرطان الثدي عند النساء وأمراض الغدد وأحياناً كثيرة يصعب إضافة أيّ جديد على وصفه رغم تقدم الزمن ووسائل التشخيص والعلاج، وأكثر ما تتجلى عبقريته قدرته على التشخيص التفريقي للأمراض المتقاربة في أعراضها، فمثلاً يميّز بين التهاب الحجاب الحاجز وذات الجنب وذات الرئة والتهاب السحايا، وما بين حصى المثانة وحصى الكلية ويفصّل بين المغص ( الكولنج ) المعوي والمراري والكلوي، أو ما بين الشلل النصفي واللقوة والشلل التالي لسبب محيطي أو بسبب مركزي في الدماغ، وكذلك ما بين السكتة الدماغية واحتقان الدماغ وما بين الصرع ونوبات الهستيريا وشرح لألم العصب مثلث التوائم .
أما في السل الرئوي فنراه يفصل الكلام عن مراحله الثلاث في جسم الإنسان قبل هذه السنين بدون توفر أجهزة التصوير والأشعة وما ذكره لا يختلف عمَّا تذكره كتب اليوم، كما أنه يوصي لعلاجه بمواد مأخوذة من التربنتين والعفص والجوز لأن هذه الأدوية الثلاثة مضادة للسل وقد كانت لفترة قريبة، بل وحتى اليوم متداولة بين الناس .
أورد ابن سينا ما يزيد عن سبعمائة وستين دواءً في كتابه، مع طرق تحضيرها واستعمالها مرفقة بملاحظاته الشخصية عليها، ولا تزال معظم هذه الأدوية تحتفظ باسمها العربي حتى الآن، منها: المسك، العنبر، الكافور، الصندل، الزعفران، الحشيش، … .
التزم ابن سينا في كل مؤلفاته بالاتجاه العلمي السليم القائم على تقديم اليقين على الظن والتجربة على الخيال، وابتعد عن البحث في الأمور الغيبية وتتجلى هذه الاتجاهات خاصة عندما يشرح مرض "المالينخوليا" الذي كان ينسبه البعض إلى قوى غيبية أو إلى الجن.
ويُعتبر أبو علي ابن سينا المبتكر الأول للتحليل النفسي والعلاج النفساني الذي يقول بالتلقين والإيحاء وله نوادر طبية رائعة جداً في هذا الاختصاص من الطب.
يرى ابن سينا أنّ وضع الطبيب وحالته المعنوية أمام مريضه هامة جداً وتترك أثراً عظيماً في شفاء المرض فيقول:"ينبغي على الطبيب أن يكون دائماً مبشِّراً بالصحة، فانّ للعوارض النفسانية تأثيرات عظيمة".
كما أوصى بالرضاعة من الأم لأنها أفضل غذاء للطفل، وبحال تعذر ذلك لأي سبب يوصي بأن يُعهد الطفل إلى مرضعة أخرى، ويصل به الأمر بمطالبة الدولة أن تُشرِّع قوانين تلزم الرضاعة من الأم.
اعتبر أنَّ الرياضة إحدى الأركان الهامة لسلامة الصحة، ومن الغريب فعلاً أن نجد شرحاً لمختلف أنواع الرياضات التي تناسب الإنسان في كافة مراحل حياته مع تأكيد على الأثر الجيد الذي تتركه الرياضة في الوضع النفسي وفي الحياة الروحية، وكان يحضُّ دائماً على الالتزام بقواعد حفظ الصحة والوقاية ويفضلها على العلاج الدوائي، وإذا أمكن تدبير بعض الحالات بواسطة الأغذية فلا داعي للجوء إلى الأدوية، ويوصي بشرب مياه الينابيع لأنها الأفضل للصحة.

لا بدَّ من الإشارة إلى لغزٍ يُحيِّر الباحثين في شخصية هذا العالم العملاق وحياته الخاصة، وهو التوفيق بين فلسفته وإلهياته، وبين تصوفه وخمرياته، وكيف أنّه يوصي الناس أحياناً بأمرٍ ما لا يلتزم هو به، حيث يُقال بأنّ ابن سينا لم يعرف الاعتدال في حياته، بالقدر الذي كان مفرطاً به في التنقيب والكتابة والإبداع، كان بنفس النسبة مفرطاً بمواصلة النساء ومخالطاً في الطعام ومكثراً من الشراب مع العلم بأنه هو القائل:

ثلاثٌ هنَّ من شَرَك الحمام وداعيةُ الصحيح إلى السقامِ
دوامُ مدامةٍ ودوامُ وطءٍ وإدخالُ الطعامِ على الطعامِ

هكذا نرى من خلال شيخنا الكبير وغيره من أعلام العرب أنّهم حملوا الشعلة بعدما التقطوها مطفأة من العصور السالفة، فأوقدوا نارها، ونفخوا فيها من روحهم لِتُشع وتشيد بمجد الحضارة الإنسانية.
اهتم العلماء المعاصرون في الشرق والغرب بتحقيق كتب ابن سينا ونشرها، فوضعوا الدراسات عنها وأقاموا المهرجانات والندوات إحياءً لذكراه الألف، إن كان في الدول العربية أو في إيران وتركيا وأوزبكستان أو في منظمة اليونسكو كذلك في بعض الدول الأوروبية والأمريكية، إضافة إلى الفاتيكان الذي أسهم بتخليد ذكراه بأن فتح مكتباته أمام الفيلسوف المصري محمود الخضيري لمدة عام كامل للإطلاع على آثار ابن سينا العربية منها واللاتينية، هذا ولم تزل جامعة باريس، وعرفاناً منها بالجميل، تحتفظ بصورتين كبيرتين في قاعتها الكبرى، واحدة لابن سينا والأخرى للرازي، كذلك هو الحال في الكثير من الدول العربية والإسلامية، ومؤخراً وأثناء ترميم مكتبة "بودليين" الأثرية في مدينة اكسفورد وبعدما أُزيل طلاءٌ قديمٌ عن جدار إحدى القاعات، تبين للمهندسين وجود ثلاث صور كانت تُزيّن الجدار، اثنتان لأرسطو وأفلاطون والثالثة لابن سينا .
ابن سينا ذاك العملاق الذي تخاطفته الأمم وتسابقت في نسبته إليها، كان صنيع عصره وبيئته، فهو قمة من قمم الثقافة العربية الإسلامية، أدى رسالته في الشرق كما في الغرب، وشغل الأذهان في العصور الوسطى كما في الحديثة، ولسوف يُذكر دائماً وأبداً في طليعة علماء العالم الذين مهّدوا الطريق أمام مسيرة العلم والمعرفة، وهو بلا ريب حلقة هامة من حلقات تاريخ الفكر الإنساني.
خاتمة:
صحيح أنّ ابن سينا تمتّع بذكاءٍ وقّاد، لكن الصحيح أيضاً أنّه حظي مبكراً بمحيطٍ أنعش ذكاءه وساعد على تنمية عبقريته، وأنّ إمكانيات المعرفة والإطلاع مع التربية الواعية كانت متوفرة له، فقضى عمره في البحث والتنقيب لإسعاد البشرية وتطورها، فلتكن سيرته دعوةً للالتزام بخصال الجد والاجتهاد الحق في سبيل تقدم المعرفة الإنسانية ولرفعِ رواسب الجهل والكسل، أيضاً فلتشكل ذكراه صحوةً للأولياء (أهل ومسؤولين) بأن يولوا العناية اللازمة برجال الغد، وأن يوفروا لهم البيئة الصالحة والقوانين المنفتحة لتنمو عقولهم بالاتجاه الصحيح، لكي يفجِّروا طاقاتهم، إن كان داخل البيوت أو في أروقة المدارس والجامعات، لتزيدهم تبصُّراً بتراثهم الفكري والحضاري، ولفهم القدرة على استلهام واكتشاف هذا التراث وبالتالي العمل على تطويره، لكي نكتشف ابن سينا في كل جيل لأنه حتماً موجود..
__________________



أبو عبد الله جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي
ولد على أشهر الروايات في سنة 101 هـ/721 م [1] وقيل أيضاً 117 هـ / 737 م [2]

file:///C:/********s%20and%20Settings/data/Desktop/الفراشه/♥♣%20موسوعة%20العباقرة%20والعلماء%2 0♥♣%20-%20منتديات%20العراق_files/180px-Jabir_ibn_Hayyan.jpg


عالم عربي وقد اختلفت الروايات على تحديد أصله و مكان مولده فمن المؤرخين من يقول بأنه من مواليد الكوفة على الفرات، ومنهم من يقول أن أصله من مدينة حران من أعمال بلاد ما بين النهرين . ولعل هذا الانتساب ناتج عن تشابه في الأسماء فجابر المنسوب إلى الأندلس هو العالم الفلكي العربي جابر بن أفلح الذي ولد في إشبيلية وعاش في القرن الثاني عشر الميلادي. ولكن معظم المصادر تشير إلى أنه ولد في مدينة طوس[3] من أعمال خراسان.

وقد وصف بأنه كان طويل القامة، كثيف اللحية مشتهرا بالإيمان والورع وقد أطلق عليه العديد من الألقاب ومن هذه الألقاب "الأستاذ الكبير" و"شيخ الكيميائيين المسلمين" و"أبو الكيمياء" و"القديس السامي التصوف" و"ملك الهند".






نشأته
هاجر والده حيان بن عبد الله الأزدي من اليمن إلى الكوفة في أواخر عصر بني أمية، وعمل في الكوفة صيدلانياً وبقي يمارس هذه المهنة مدة طويلة (ولعل مهنة والده كانت سبباً في بدايات جابر في الكيمياء وذلك لارتباط العلمين) وعندما ظهرت دعوة العباسيين ساندهم حيان، فأرسلوه إلى خراسان لنشر دعوتهم، وهناك ولد النابغة جابر بن حيان المؤسس الحقيقي لعلم الكيمياء.

وعندها شعر الأمويون خطر نشاط حيان بن عبد الله الأزدي في بلاد فارس فألقوا القبض عليه وقتلوه. ولهذا اضطرت عائلة حيان الأزدي أن تعود إلى قبيلة الأزد في اليمن. وهناك ترعرع جابر بن حيان الأزدي. وعندما سيطر العباسيين على الموقف سنة 132 هـ في الكوفة واستتب الأمن، رجعت عائلة جابر بن حيان إلى الكوفة. وتعلم هناك ثم اتصل بالعباسيين وقد أكرموه اعترافاً بفضل أبيه عليهم وكان أيضاً صاحب البرامكة. وتوفي جابر وقد جاوز التسعين من عمره في الكوفة بعدما فر إليها من العباسيين بعد نكبة البرامكة وذلك سنـة 197هـ (813م )[1][2] وقيل أيضا 195 هـ/810 م.[4]



تعليمه
حينما استقر جابر بن حيان في الكوفة بعد عودة عائلته من اليمن، انضم إلى حلقات الإمام جعفر الصادق ولذا نجد أن جابر بن حيان تلقى علومه الشرعية واللغوية والكيميائية على يد الإمام جعفر الصادق. وذكر أنه درس أيضا على يد الحميري. ومعظم مؤرخي العلوم يعتبرون جابر بن حيان تلقى علومه من مصدرين: الأول من أستاذه الحقيقي الإمام جعفر الصادق،[1] والثاني من مؤلفات ومصنفات خالد بن يزيد بن معاوية.[2] فعن طريق هذه المصادر تلقى علومه ونبغ في مجال الكيمياء وأصبح بحق أبو الكيمياء فقد وضع الأسس لبداية للكيمياء الحديثة.






الكيمياء في عصره

بدأت الكيمياء خرافية تستند على الأساطير البالية، حيث سيطرت فكرة تحويل المعادن الرخيصة إلى معادن نفيسة وذلك لأن العلماء في الحضارات ما قبل الحضارة الإسلامية كانوا يعتقدون المعادن المنطرقة مثل الذهب والفضة والنحاس والحديث والرصاص والقصدير من نوع واحد، وأن تباينها نابع من الحرارة والبرودة والجفاف والرطوبة الكامنة فيها وهي أعراض متغيرة (نسبة إلى نظرية العناصر الأربعة، النار والهواء والماء والتراب)، لذا يمكن تحويل هذه المعادن من بعضها البعض بواسطة مادة ثالثة وهي الإكسير. ومن هذا المنطلق تخيل بعض علماء الحضارات السابقة للحضارة الإسلامية أنه بالإمكان ابتكار إكسير الحياة أو حجر الحكمة الذي يزيل علل الحياة ويطيل العمر.

وقد تأثر بعض العلماء العرب والمسلمين الأوائل كجابر بن حيان وأبو بكر الرازي بنظرية العناصر الأربعة التي ورثها علماء العرب والمسلمين من اليونان.[1] لكنهما قاما بدراسة علمية دقيقة لها؛ أدت هذه الدراسة إلى وضع وتطبيق المنهج العلمي التجريبي في حقل العلوم التجريبية. فمحاولة معرفة مدى صحة نظرية العناصر الأربعة ساعدت علماء العرب والمسلمين في الوقوف على عدد كبير جداً من المواد الكيماوية، وكذلك معرفة بعض التفاعلات الكيماوية، لذا إلى علماء المسلمين يرجع الفضل في تطوير اكتشاف بعض العمليات الكيميائية البسيطة مثل: التقطير[5] والتسامي[6] والترشيح[7] والتبلور[8] والملغمة[9] والتكسيد. وبهذه العمليات البسيطة استطاع جهابذة العلم في مجال علم الكيمياء اختراع آلات متنوعة للتجارب العلمية التي قادت علماء العصر الحديث إلى غزو الفضاء.



بعض منجزات ابن حيان
هذه قائمة بسيطة وموجزة حول بعض منجزات جابر بن حيان في علوم الكيمياء:

إكتشف "الصودا الكاوية" أو القطرون (NaOH).
أول من إستحضر ماء الذهب.
أول من أدخل طريقة فصل الذهب عن الفضة بالحلّ بواسطة الأحماض. وهي الطريقة السائدة إلى يومنا هذا.
أول من أكتشف حمض النتريك.
أول من إكتشف حمض الهيدروكلوريك.
إعتقد بالتولد الذاتي.
أضاف جوهرين إلى عناصر اليونان الأربعة وهما ( الكبريت والزئبق) وأضاف العرب جوهرا ثالثا وهو (الملح).
أول من إكتشف حمض الكبريتيك وقام بتسميته بزيت الزاج.
أدخل تحسينات على طرق التبخير والتصفية والإنصهار والتبلور والتقطير.
استطاع إعداد الكثير من المواد الكيميائية كسلفيد الزئبق وأكسيد الارسين (arsenious oxide).
نجح في وضع أول طريقة للتقطير في العالم .فقد اخترع جهاز تقطير ويستخدم فيه جهاز زجاجي له قمع طويل لا يزال يعرف حتى اليوم في الغرب باسم "Alembic" من "الأمبيق" باللغة العربية . وقد تمكن جابر بن حيان من تحسين نوعية زجاج هذه الأداة بمزجه بثاني أكسيد المنجنيز.


كتبه
أسرار الكيمياء .
أصول الكيمياء .
علم الهيئة .
الرحمة .
المكتسب .
الخمائر الصغيرة .
ومجموع رسائل وكتب اخرى تم ترجمة العديد منها للاتينية .


الانتقادات
هناك من علماء المسلمين ومن المستشرقين من يشكك في شخصيته ويرى أن كتبه قد ألفت بعد هذا العصر. إذ لا يعرف أن أحدا من معاصرين قد ذكر رجلا بهذا الاسم. وأول من ذكره هو أبو بكر الرازي بعد مئة عام وبلقب آخر (أبو موسى بدلا من أبي عبد الله). وبعض الدارسين الحديثين مثل كراوس وبينين يعتقدون أن الرازي لم يكن مطلعا على مؤلفات جابر بن حيان في الكيمياء وأسلوبه مغاير تماما لأسلوب جابر بن حيان في الكيمياء.

كتب جابر تشبه رسائل إخوان الصفا التي لا يُعرف أصحابها. ويقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى (7 / 59): وَأَمَّا جَابِرُ بْنُ حَيَّانَ صَاحِبُ الْمُصَنَّفَاتِ الْمَشْهُورَةِ عِنْدَ الْكِيمَاوِيَّةِ فَمَجْهُولٌ لَا يُعْرَفُ وَلَيْسَ لَهُ ذِكْرٌ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَلَا بَيْنَ أَهْلِ الدِّينِ



وفاته
توفي في عام 815 م في الكوفة بالعراق وهو في الخامسة والتسعين من عمره .



__________________

الاستاذ مناف دحروج
04-08-2010, 11:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع مميز

نادية
04-09-2010, 11:13 PM
تشرفت بمرورك الكريم

شكراااااااااااا

Al-amal
04-15-2010, 06:32 AM
بارك الله فيك وجزااااك جنات النعيم
تسلمي على الموضوع