محمد عريف
02-26-2010, 04:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعضاء المنتدي الكرام
هذا الموضوع منشور بمجلة العلوم ( الترجمة العربية لمجلة ساينتفك أمريكان )
عدد مايو 2001
معرفة علمية
العدسات اللاصقة
القاسية منها واللينة
http://www.oloommagazine.com/images/Articles/19/SCI2001b19N5_H14_001942.jpg
تتقولب العدسات اللاصقة اللينة لتأخذ شكل العين الذي لا يكون كرويا تماما. (يجب أن تنحت العدسات القاسية لكي تلبس العين تماما، وإلا فإنها تنزلق إن لم يكن شكلها صحيحا مناسبا). إن تكوّر القرنية cornea يجعل شكل العدسة اللاصقة إلى حد ما كشكل جبل، له سفوح منبسطة ومنحدرات حادة وذُرا مخروطية. والعدسات اللينة تغطي المنطقتين الحافّوية والصلبوية اللتين تجاوران قرنية العين (في حين لا تستقر العدسات القاسية إلا فوق القرنية وحدها)،
ونظرا إلى أحجام هذه العدسات تتمكن الأجفان من حفظها جزئيا في أمكنتها.
وتسهم طبقة الدمع السائلة الرقيقة بقوى التوتر السطحي (الخاصة الشعرية) في الإمساك بنوعي العدسات اللينة والقاسية في أمكنتها.
http://www.oloommagazine.com/images/Articles/19/SCI2001b19N5_H14_001943.jpg
تتألف العدسات الثنائية البؤرة (المحرق) النصف الكروية، سواء منها القاسية أو اللينة، من حلقات متحدة المركز مصنوعة من مواد "تصحح" الرؤية إلى درجات متفاوتة، فعند النظر إلى جسم ما يقوم الدماغ تلقائيا باختيار الرؤية الفضلى التي توفرها إحدى البؤرتين.
يمكن أن تُلْحَم مواد تختلف في معامِلاتها (قرائنها) الضوئية optical index بصهرها في منخفضات تقع في خلفيات العدسات القاسية لتوليد عدسات ثنائية البؤرة bifocal، مثلما يحدث ذلك في العدسات الزجاجية.
ويُجرى تصحيح اللانقطية astigmatism في العين بتثقيل weighting العدسات عند أحد جوانبها، لكي توضع في العين على نحو مناسب.
توضع أقراص لدْنة (پلاستيكية) صغيرة في عيون الملايين من الأمريكيين، فتحرف الضوء الذي يدخل إلى عيونهم وتزيد وضوح الرؤية عندهم. ففي العام 1999 كان ما يقرب من 34 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية يضعون عدسات لاصقة، وفقا لما يقوله مجلس العدسات اللاصقة.
ومعظمهم يضع عدسات لينة(أو "هلاما مائيا") معدّة لكي ترمى بعد يوم واحد أو بعد أسبوعين أو بعد أشهر عدة. وتحتاج هذه العدسات إلى تنظيف يومي.
أما العدسات اللينة "المديدة الاستعمال" فيمكن وضعها باستمرار ـ ليلا ونهارا ـ لمدة تصل إلى الأسبوع (تدرس إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عدسات تدوم 30 يوما).
ويستعمل أقل من 15 في المئة من واضعي العدسات اللاصقة ما يدعى بالعدسات الجاسئة rigid المنفذة للغازات، التي يمكنها أن تدوم أعواما إذا اعتُني بها كما ينبغي.
وهذه العدسات الجاسئة مصنوعة من الپوليمرات (المتماثرات) اللدْنة التي لا تمتص الماء أو تجتذبه ـ مثل بيوتيرات أسيتات السليولوز أو السيليكون المتعدد الأكريلات أو الپوليمرات المطاطية السيليكونية.
ويصف <T.D. گرَبْ> [عالم المواد في جامعة كورنِلْ] البنية الجزيئية لهذه المواد بأنها بنية مفتوحة تحتوي على ثغرات كبيرة يستطيع الأكسجين المرور عبرها.
وعلى نقيض ذلك، تكون پوليمرات الهلام المائي شرهة للماء تمتصه أو تجتذبه بكميات تختلف من علامة تجارية إلى أخرى.
والماء الذي يتنقل عبر البنية الجزيئية للعدسات اللينة هو الذي يحمل الأكسجين معه.
وعندما تكون الأجفان مسدلة، توقِف العدسات اللاصقة تدفق الأكسجين إلى القرنية الحساسة الصافية، معيقة بذلك ترميم الأنسجة الاعتيادي (الروتيني).
وبعض خلائط الپوليمرات الشرهة للماء تنقل الأكسجين أكثر من غيرها، ولكن مثل هذه الخلائط، بحسب رأي <G. گروب> [من شركة بوش ولامب] تشجع أيضا الپروتينات الموجودة في الدمع على الالتصاق بالعدسات، فتؤوي الپروتينات المترسبة المُمْرِضات (العوامل المرضية) وتزيد احتمالات العدوى.
ويقول گروب إن التحدي الذي يواجهه صانعو العدسات "المديدة الاستعمال" هو إيجاد المزيج الپوليمري المتناسب.
<N. لوبيك>
http://www.oloommagazine.com/images/Articles/19/SCI2001b19N5_H14_001944.jpg
تنحت المخارط التي يوجهها الحاسوب "الكريات" اللدْنة التي تُصنع منها العدسات القاسية المنفذة للغازات وبعض العدسات اللينة. ويقوم الفنيون بتوجيه هذا النحت مستعملين خريطة تضاريسية (طوبغرافية) لعين المريض.
يمكن استعمال القوالب المصبوبة لإنتاج العدسات اللاصقة اللينة على المستوى التجاري بسرعة.
وتصنع إحدى الشركات، وهي سيبا فيجن، القوالب اللدنة انطلاقا من قوالب معدنية رئيسية مصممة لكل نمط محتمل من الرؤية ومن شكل العين؛ فيُحقن الپوليمر في القالب، ثم "يُنضج" بالأشعة فوق البنفسجية. وبعد ذلك يتم تَمْييه (1) العدسات وإعطاؤها شكلها النهائي.
هل تعلم...
إن الدمع تصنعه الغُدة الدمعية بشكل رئيسي.
وإن معظمه يتألف من الماء والملح، وأنه يحمل أيضا الپروتينات والگلوكوز (سكر العنب) والپوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم والكلور وثنائي الكربونات والألمنيوم والنتروجين (الآزوت) وحمضي الليمون والأسكوربيك (الڤيتامين C) والإنزيمات الحالّة ومواد أخرى.
ويختلف هذا المزيج من شخص إلى آخر. وليس مستغربا أن يخلّف الدمع رواسب غير مرغوبة على العدسات اللاصقة ـ ولكنه ينظف القرنية ويحميها.
إن نحو اثني عشر نوعا من التهاب القرنية keratitis تنشأ عن الحساسية المفرطة أو عن العدوى (الخمج) الميكروبية، اللذين يفاقمهما استعمال العدسات اللاصقة، وهما ينتجان غالبا بسبب قصور العناية الصحية(2).
والمُمْرِضات الأكثر احتمالا كائنات من الجنسين أكانثاميبا Acanthameba وسودوموناس Pseudomona الموجودة في ماء الصنبور، فتسبب الاحمرار والتقرحات والعداوى.
والتهاب القرنية مرض نادر، يحدث فقط في 41 حالة من أصل 100000 شخص يضعون العدسات اللاصقة المصممة للاستعمال اليومي (ويزيد هذا المعدل خمس مرات عند واضعي العدسات المديدة الاستعمال)، وفقا لما يقوله الدكتور <R. ديڤيز> [من الجمعية الأمريكية لقياس البصر](3).
إن العدسات اللاصقة قد تؤثر في الملتحمة(4) أيضا، ويحدث التهاب الملتحمة conjunctivitis لدى واضعي العدسات المديدة الاستعمال أكثر من حدوثه لدى واضعي عدسات الاستعمال اليومي بنحو أربع إلى خمس مرات، علما بأن حدوثه حتى في الحالة الأخيرة هو أيضا نادر جدا.
أعضاء المنتدي الكرام
هذا الموضوع منشور بمجلة العلوم ( الترجمة العربية لمجلة ساينتفك أمريكان )
عدد مايو 2001
معرفة علمية
العدسات اللاصقة
القاسية منها واللينة
http://www.oloommagazine.com/images/Articles/19/SCI2001b19N5_H14_001942.jpg
تتقولب العدسات اللاصقة اللينة لتأخذ شكل العين الذي لا يكون كرويا تماما. (يجب أن تنحت العدسات القاسية لكي تلبس العين تماما، وإلا فإنها تنزلق إن لم يكن شكلها صحيحا مناسبا). إن تكوّر القرنية cornea يجعل شكل العدسة اللاصقة إلى حد ما كشكل جبل، له سفوح منبسطة ومنحدرات حادة وذُرا مخروطية. والعدسات اللينة تغطي المنطقتين الحافّوية والصلبوية اللتين تجاوران قرنية العين (في حين لا تستقر العدسات القاسية إلا فوق القرنية وحدها)،
ونظرا إلى أحجام هذه العدسات تتمكن الأجفان من حفظها جزئيا في أمكنتها.
وتسهم طبقة الدمع السائلة الرقيقة بقوى التوتر السطحي (الخاصة الشعرية) في الإمساك بنوعي العدسات اللينة والقاسية في أمكنتها.
http://www.oloommagazine.com/images/Articles/19/SCI2001b19N5_H14_001943.jpg
تتألف العدسات الثنائية البؤرة (المحرق) النصف الكروية، سواء منها القاسية أو اللينة، من حلقات متحدة المركز مصنوعة من مواد "تصحح" الرؤية إلى درجات متفاوتة، فعند النظر إلى جسم ما يقوم الدماغ تلقائيا باختيار الرؤية الفضلى التي توفرها إحدى البؤرتين.
يمكن أن تُلْحَم مواد تختلف في معامِلاتها (قرائنها) الضوئية optical index بصهرها في منخفضات تقع في خلفيات العدسات القاسية لتوليد عدسات ثنائية البؤرة bifocal، مثلما يحدث ذلك في العدسات الزجاجية.
ويُجرى تصحيح اللانقطية astigmatism في العين بتثقيل weighting العدسات عند أحد جوانبها، لكي توضع في العين على نحو مناسب.
توضع أقراص لدْنة (پلاستيكية) صغيرة في عيون الملايين من الأمريكيين، فتحرف الضوء الذي يدخل إلى عيونهم وتزيد وضوح الرؤية عندهم. ففي العام 1999 كان ما يقرب من 34 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية يضعون عدسات لاصقة، وفقا لما يقوله مجلس العدسات اللاصقة.
ومعظمهم يضع عدسات لينة(أو "هلاما مائيا") معدّة لكي ترمى بعد يوم واحد أو بعد أسبوعين أو بعد أشهر عدة. وتحتاج هذه العدسات إلى تنظيف يومي.
أما العدسات اللينة "المديدة الاستعمال" فيمكن وضعها باستمرار ـ ليلا ونهارا ـ لمدة تصل إلى الأسبوع (تدرس إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عدسات تدوم 30 يوما).
ويستعمل أقل من 15 في المئة من واضعي العدسات اللاصقة ما يدعى بالعدسات الجاسئة rigid المنفذة للغازات، التي يمكنها أن تدوم أعواما إذا اعتُني بها كما ينبغي.
وهذه العدسات الجاسئة مصنوعة من الپوليمرات (المتماثرات) اللدْنة التي لا تمتص الماء أو تجتذبه ـ مثل بيوتيرات أسيتات السليولوز أو السيليكون المتعدد الأكريلات أو الپوليمرات المطاطية السيليكونية.
ويصف <T.D. گرَبْ> [عالم المواد في جامعة كورنِلْ] البنية الجزيئية لهذه المواد بأنها بنية مفتوحة تحتوي على ثغرات كبيرة يستطيع الأكسجين المرور عبرها.
وعلى نقيض ذلك، تكون پوليمرات الهلام المائي شرهة للماء تمتصه أو تجتذبه بكميات تختلف من علامة تجارية إلى أخرى.
والماء الذي يتنقل عبر البنية الجزيئية للعدسات اللينة هو الذي يحمل الأكسجين معه.
وعندما تكون الأجفان مسدلة، توقِف العدسات اللاصقة تدفق الأكسجين إلى القرنية الحساسة الصافية، معيقة بذلك ترميم الأنسجة الاعتيادي (الروتيني).
وبعض خلائط الپوليمرات الشرهة للماء تنقل الأكسجين أكثر من غيرها، ولكن مثل هذه الخلائط، بحسب رأي <G. گروب> [من شركة بوش ولامب] تشجع أيضا الپروتينات الموجودة في الدمع على الالتصاق بالعدسات، فتؤوي الپروتينات المترسبة المُمْرِضات (العوامل المرضية) وتزيد احتمالات العدوى.
ويقول گروب إن التحدي الذي يواجهه صانعو العدسات "المديدة الاستعمال" هو إيجاد المزيج الپوليمري المتناسب.
<N. لوبيك>
http://www.oloommagazine.com/images/Articles/19/SCI2001b19N5_H14_001944.jpg
تنحت المخارط التي يوجهها الحاسوب "الكريات" اللدْنة التي تُصنع منها العدسات القاسية المنفذة للغازات وبعض العدسات اللينة. ويقوم الفنيون بتوجيه هذا النحت مستعملين خريطة تضاريسية (طوبغرافية) لعين المريض.
يمكن استعمال القوالب المصبوبة لإنتاج العدسات اللاصقة اللينة على المستوى التجاري بسرعة.
وتصنع إحدى الشركات، وهي سيبا فيجن، القوالب اللدنة انطلاقا من قوالب معدنية رئيسية مصممة لكل نمط محتمل من الرؤية ومن شكل العين؛ فيُحقن الپوليمر في القالب، ثم "يُنضج" بالأشعة فوق البنفسجية. وبعد ذلك يتم تَمْييه (1) العدسات وإعطاؤها شكلها النهائي.
هل تعلم...
إن الدمع تصنعه الغُدة الدمعية بشكل رئيسي.
وإن معظمه يتألف من الماء والملح، وأنه يحمل أيضا الپروتينات والگلوكوز (سكر العنب) والپوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم والكلور وثنائي الكربونات والألمنيوم والنتروجين (الآزوت) وحمضي الليمون والأسكوربيك (الڤيتامين C) والإنزيمات الحالّة ومواد أخرى.
ويختلف هذا المزيج من شخص إلى آخر. وليس مستغربا أن يخلّف الدمع رواسب غير مرغوبة على العدسات اللاصقة ـ ولكنه ينظف القرنية ويحميها.
إن نحو اثني عشر نوعا من التهاب القرنية keratitis تنشأ عن الحساسية المفرطة أو عن العدوى (الخمج) الميكروبية، اللذين يفاقمهما استعمال العدسات اللاصقة، وهما ينتجان غالبا بسبب قصور العناية الصحية(2).
والمُمْرِضات الأكثر احتمالا كائنات من الجنسين أكانثاميبا Acanthameba وسودوموناس Pseudomona الموجودة في ماء الصنبور، فتسبب الاحمرار والتقرحات والعداوى.
والتهاب القرنية مرض نادر، يحدث فقط في 41 حالة من أصل 100000 شخص يضعون العدسات اللاصقة المصممة للاستعمال اليومي (ويزيد هذا المعدل خمس مرات عند واضعي العدسات المديدة الاستعمال)، وفقا لما يقوله الدكتور <R. ديڤيز> [من الجمعية الأمريكية لقياس البصر](3).
إن العدسات اللاصقة قد تؤثر في الملتحمة(4) أيضا، ويحدث التهاب الملتحمة conjunctivitis لدى واضعي العدسات المديدة الاستعمال أكثر من حدوثه لدى واضعي عدسات الاستعمال اليومي بنحو أربع إلى خمس مرات، علما بأن حدوثه حتى في الحالة الأخيرة هو أيضا نادر جدا.