فراس الظاهر
01-06-2007, 07:01 PM
وجدت هذا الموضوع في موقع http://www.ascssf.org.sy/conf-fayez-temps.htm
يستطيع أيَ منا أن يلغي أحلامه بمجرد أن يتحول إلى حالة اليقظة. توصف الأحلام تبعاً لذلك بكونها تخيلية. بالمقابل إذا تحرك أحدنا نحو هدف, يمحو فعلته بالعودة من حيث أتى في الاتجاه المعاكس, يتحدث العلماء عن الأبعاد المكانية بسبب ذلك بقولهم إنها أبعاد تخيلية, أما التيار الزمني فهو تيار مفروض, لا نملك أية حيلة لإيقافه أو العودة به إلى الوراء, ‘نه بعد حقيقي وفق مصطلحات الفيزيائين المعاصرين. ومن المنظور النفسي ما الزمن إلا كينونة تذهنية , إنه بهذا المعنى لا زمني. الحق نقول إن الزمن معضلة منغلقة رغم انفتاحه, إنه الهم الوجودي في أعرض تجلياته, لا غرو في أن يكون من الأوليات الإنسانية الرئيسة.
في بحثنا عن تعرف الزمن, لا نستطيع الركون إلى أحاسيسنا المباشرة, لو فعلنا ذلك, لخلصنا مثلاً أن الشمس هي التي تدور حول الأرض, وأنها بذلك تصنع الزمن وتقدمه ‘لينا على طبق من ذهب. يتلقى الدماغ تيارات متباينة من المعلومات لكل تيار منها زمن خاص, كيف يوائم الدماغ بين تلك الأزمنة؟ ما علاقة سيالة الزمن الفيزيائية بهذه العملية وبكل عمليات الترميز التي تجري في الدماغ؟ هل تملك السيالة المذكورة تواجداً مستقلاً على الإطلاق؟ هل هي موجودة في الأصل, أي دور تلعبه الساعات البيولوجية الذاتية. إن الساعة البيولوجية هي جزء أصيل في البنيوية الحية.
إن كان الزمن الحقيقي مجرد تذهن أي مجرد تخييل, ويمكننا إيقافه بالامتناع عن التفكير والنمذجة. لا نستطيع مثل هذه الممارسة, ذلك لأننا نستبصر الزمن. لكن إن حاولنا دراسته وتحليله انتهينا إلى لا شيء, إنها نفس النتيجة التي نخلص إليها عند دراسة الإلكترون. لماذا نعيش جميعاً الآن؟ لقد عاش الجميع الآن! هل حقاً أن الجميع قد عاشوا الآن؟ إن كانت الآنات غير منتهية فالجميع سيعيشون حتماً. لكننا خاصون لأننا نتحاور الآن, إذن لن يعيش الجميع ولن تكون الآنات غير منتهية. ربما لم يعش حتى الآن أكثر من 10 % من الجميع.
يستغرق الآن كي يتبدد ما بين ثانيتين إلى ثلاث ثوانِ . إنه وقت تكة الساعة وهو الزمن اللازم لقراءة بيت شعر, وفي غمرة التبدد. يكامل الدماغ الوقت كما يكامل مشاهد السينما, إنه يستطيع خلق إحساس خاص بزمن متسارع أو زمن متباطئ, كما تتسارع أو تتباطأ مشاهد السينما. على أن التكامل الذي يجريه الدماغ هو تكامل مستقبلي, وعلة ذلك أن الآن الذاتي, والآن بصورة عامة, غير متزامن مع الإحساس. نجد تأكيداً لذلك في ظاهرة الخدع البصرية, أجريت تجربة في هذا السياق جمع فيها عدد من الأشخاص ضمن حجرة مظلمة , انطوى الطور الأول من التجربة على إضاءة الحجرة بكرات حمراء منيرة تليها مباشرة كرات خضراء, أما الطور الثاني فقد صمم على أساس لحظ فاصل معتم بين النوعين من الكرات, أفاد المجرب عليهم في الطورين أنهم شاهدوا تبدلاً مفاجئاً في ألوان الكرات في كل من الطورين ولم يتحدث أي منهم عن الفاصل المعتم, لقد تبين أن الدماغ ينتظر ظهور الكرات الخضراء ولو جاء متأخراً ليملأ الفترة المنقضية بكرات خضراء.
إن الزمان والمكان نمطان من أنماط الإلهام الذي لا ينفصل عن الإدراك. هكذا قال أينشتاين, لقد ولد مفهوم الزمان على يد الإنسان. فالزمان والمكان ليسا قضيتين مسبقتين بل مصنوعتين, كيف يمتلك الزمن وعينا وكيف يمتلك وعينا الزمن. لو دار أحدنا بسرعة حول نفسه ثم توقف فجأة لبقي الشعور بالدوران , إن شعورنا بالزمن واستحواذنا من قبل الزمن هو شعور مماثل مرده دورة الفلك حولنا, هل من سرعة للزمن يا ترى؟ إن كانت له سرعة , فبالنسبة لأي زمن, ذلك أن السرعة تقاس في مرجعية زمنية, إن كانت هناك سرعة للزمن فستوجد بالضرورة أعداد غير منتهية من أزمنة متباينة: زمن أول وزمن ثان... وهكذا.
ما هو العابر؟ ما هو الأزلي؟ كان زمان ومكان نيوتن مطلقين. لقد ترجمت المرجعية التذهنية النيوتونية المطلقة إلى كل الإنجازات التطبيقية في عصرنا. نشير هنا إلى هامش الخطأ الزمني المنسوب إلى النيوتونية, لا يلحظ لضآلته في عالم التطبيقات. إن كانت هناك بداية ونهاية لزمن, حق لنا أن نتسأل مرة أخرى بالنسبة لأي زمن. إن كان الوجود مجرد حالة من عدد ممكن من الحالات فلا ضرورة للزمن. لقد برزت مؤخرا مدرسة جديدة في الفيزياء تطالب بحذف الزمن واعتباره مجرد متغير رياضي. لقد تخلق الزمن في ذهن كائن منتصب ينظر إلى السماء عقب انطباعات متتالية لمشهد نجومي متكرر على صفحة دماغ ذلك الكائن. لقد دفع هذا الفعل مفهوم النبوءة إلى السطح, إذ أمكن مصادرة لحظة راهنة واعتبارها الآن وضم لحظة مماثلة إليها فيما دعي المستقبل. أما لحظة الماضي فكانت مجرد مطلب تناظري. بكلمات أوضح , يضم الآن الماضي والمستقبل بين جناحيه, إن على الزمن ألاِ يفرق بين الماضي والمستقبل من وجهة نظر ابستمولوجية. ربما كان الزمن نهجاً متبعاً في الطبيعة كي لا تحدث الأشياء دفعة واحدة. وفق لابلاس: الزمان فائض معلوماتي لأنه محتوى من المنظور المعلوماتي في اللحظة الراهنة, في حواره التاريخي مع نابليون, أشار إلى عدم ضرورة الألوهة في زمن كهذا , إنها تصبح مجرد أرشفة.
ترتكز الحياة اليومية على مبدأ ثبات الهوية, هل يمكن أن تثبت الهوية في الزمان والمكان وكيف؟ هل تتطابق الساعات في أنماطها الوجودية, بالتالي في قاسها للزمن؟ هل الساعات المستقبلية والماضية مثل الحاضرة؟ هل بمقدورنا قياس الفترات بالغة القصر؟ يفيدنا مبدأ هايزنبرغ في الريبة باستحالة قياس الفترة الزمنية والطاقة التي تفعل أثناءها بنفس الدقة. إننا عاجزون عن قياس الفترات الزمنية بالغة القصر, لو توفرت ساعة منذ البدء لقياس الزمن لما قدرت على إنجاز مهمتها ذلك أن الاصطدامات المتتالية في أتون الشواش الأصلي كانت ستمدد الهنيهات الزمنية إلى حد جعلها أزلية, إن أزلية الكون أمر مستحيل من حيث المبدأ ,لو حاولنا أن ننطلق من لحظة الآن نحو اللانهاية, مستخدمين كوسيلة العد البدائي: 1234 وهكذا لما بلغنا اللانهاية , كذا أمر الانحدار من لحظة اللانهاية في الأزل صوب الآن. إنه أمر مستحيل بدوره, لا بد من أن تكون هناك بداية للزمن. لربما أن الكون والزمن ولدا سوية, هل بدأ الزمن حقاً مع بداية الكون؟ يقول علماء الميكانيك الكوانتي إن الفراغ يتفق وعلى الدوام عن هباءات مادية تومض وتختفي. إن كان الزمن من بقايا الانفجار الأعظم الذي أتى بالكون إلى الوجود. فعلينا أن نهمله بسبب ما تقدم, إن ما يقودنا إلى هذا الاستنتاج حقيقة رصدية تتبدى بين الفينة والأخرى لتؤكد أن الكون أصغر سناً من الكثير من مكنوناته.
كيف برز الزمن المألوف التقليدي من الشواش؟ هل هذا الزمن مجرد وهم وهل نستطيع التجول عبره. هل من علاقة بين الزمن وبين الساعات التي تقيسه, يستغرقنا الزمن التقليدي بعدة أيام كي نبلغ القمر وعدة شهور كي نصل المريخ ومليون سنة كي نقترب من أقرب نجم إلى شمسنا نذكر في معرض حديثنا عن الزمن التقليدي أن هناك عمليات سريعة وأخرى بطيئة, إن أقصر فترة زمنية هي 10 -24 ثانية وأقصر فترة زمنية تجربية هي10 -23. كانت قبائل المايا تؤله الزمن. لربما أن تلك القبائل كانت محقة في نظرتها, لقد اهتموا بالزمن أيما اهتمام وكان تقويمهم أدق من التقويم الحالي بمرة ونصف.
لا تتعلق الإشكالية المطروحة بلا قوى وحركة الأجسام, بل بمسرح الأحداث , بالزمان والمكان, إنه مسرح فيزيائي وهو مسرح ذاتي باطن , لقد ربط أينشتاين الزمن بالراصد. ففي النسبية الخاصة تستطيع أن ترى ماضي ومستقبل الآخر, لكن تبقى في آنك. وفي النسبية الخاصة تتحدد الكينونة بسرعة أعظميه ممكنة هي سرعة الضوء. إن الراصد مهما كان وضعه وتغيرت حالته, يقيس نفس سرعة الضوء أما الضوء في ذاته, فهو موجود في كل الأزمنة والأمكنة, إن الجسيم الضوئي إي الفوتون يتواجد في بداية ونهاية الكون في آن معاً, لا يستشعر الفوتون مضي الزمن أثناء تجواله في الكون. يبحث العلماء عن إمكانية وجود فوتونات نفسية في أعماق كل منا تتصرف مثلما يتصرف الفوتون الضوئي, من جانب آخر يفيدنا الميكانيك الكوانتي بإمكانية أن نرصد الفوتون وهو ينطلق بسرعة تفوق سرعة الضوء, بسرعة لا نهائية. يتحقق ذلك عبر مفعول النفقية إذ يقفز الفوتون فوق الحواجز الطاقية العليا آنياً ودون أن يمتلك الطاقة الكافية للقفزة. ما الذي يحول بيننا وبين أن نوظف مفعول النفقية للقفز فوق الأزمنة والأمكنة والارتحال إلى أصقاع كونية غريبة؟
يستطيع أيَ منا أن يلغي أحلامه بمجرد أن يتحول إلى حالة اليقظة. توصف الأحلام تبعاً لذلك بكونها تخيلية. بالمقابل إذا تحرك أحدنا نحو هدف, يمحو فعلته بالعودة من حيث أتى في الاتجاه المعاكس, يتحدث العلماء عن الأبعاد المكانية بسبب ذلك بقولهم إنها أبعاد تخيلية, أما التيار الزمني فهو تيار مفروض, لا نملك أية حيلة لإيقافه أو العودة به إلى الوراء, ‘نه بعد حقيقي وفق مصطلحات الفيزيائين المعاصرين. ومن المنظور النفسي ما الزمن إلا كينونة تذهنية , إنه بهذا المعنى لا زمني. الحق نقول إن الزمن معضلة منغلقة رغم انفتاحه, إنه الهم الوجودي في أعرض تجلياته, لا غرو في أن يكون من الأوليات الإنسانية الرئيسة.
في بحثنا عن تعرف الزمن, لا نستطيع الركون إلى أحاسيسنا المباشرة, لو فعلنا ذلك, لخلصنا مثلاً أن الشمس هي التي تدور حول الأرض, وأنها بذلك تصنع الزمن وتقدمه ‘لينا على طبق من ذهب. يتلقى الدماغ تيارات متباينة من المعلومات لكل تيار منها زمن خاص, كيف يوائم الدماغ بين تلك الأزمنة؟ ما علاقة سيالة الزمن الفيزيائية بهذه العملية وبكل عمليات الترميز التي تجري في الدماغ؟ هل تملك السيالة المذكورة تواجداً مستقلاً على الإطلاق؟ هل هي موجودة في الأصل, أي دور تلعبه الساعات البيولوجية الذاتية. إن الساعة البيولوجية هي جزء أصيل في البنيوية الحية.
إن كان الزمن الحقيقي مجرد تذهن أي مجرد تخييل, ويمكننا إيقافه بالامتناع عن التفكير والنمذجة. لا نستطيع مثل هذه الممارسة, ذلك لأننا نستبصر الزمن. لكن إن حاولنا دراسته وتحليله انتهينا إلى لا شيء, إنها نفس النتيجة التي نخلص إليها عند دراسة الإلكترون. لماذا نعيش جميعاً الآن؟ لقد عاش الجميع الآن! هل حقاً أن الجميع قد عاشوا الآن؟ إن كانت الآنات غير منتهية فالجميع سيعيشون حتماً. لكننا خاصون لأننا نتحاور الآن, إذن لن يعيش الجميع ولن تكون الآنات غير منتهية. ربما لم يعش حتى الآن أكثر من 10 % من الجميع.
يستغرق الآن كي يتبدد ما بين ثانيتين إلى ثلاث ثوانِ . إنه وقت تكة الساعة وهو الزمن اللازم لقراءة بيت شعر, وفي غمرة التبدد. يكامل الدماغ الوقت كما يكامل مشاهد السينما, إنه يستطيع خلق إحساس خاص بزمن متسارع أو زمن متباطئ, كما تتسارع أو تتباطأ مشاهد السينما. على أن التكامل الذي يجريه الدماغ هو تكامل مستقبلي, وعلة ذلك أن الآن الذاتي, والآن بصورة عامة, غير متزامن مع الإحساس. نجد تأكيداً لذلك في ظاهرة الخدع البصرية, أجريت تجربة في هذا السياق جمع فيها عدد من الأشخاص ضمن حجرة مظلمة , انطوى الطور الأول من التجربة على إضاءة الحجرة بكرات حمراء منيرة تليها مباشرة كرات خضراء, أما الطور الثاني فقد صمم على أساس لحظ فاصل معتم بين النوعين من الكرات, أفاد المجرب عليهم في الطورين أنهم شاهدوا تبدلاً مفاجئاً في ألوان الكرات في كل من الطورين ولم يتحدث أي منهم عن الفاصل المعتم, لقد تبين أن الدماغ ينتظر ظهور الكرات الخضراء ولو جاء متأخراً ليملأ الفترة المنقضية بكرات خضراء.
إن الزمان والمكان نمطان من أنماط الإلهام الذي لا ينفصل عن الإدراك. هكذا قال أينشتاين, لقد ولد مفهوم الزمان على يد الإنسان. فالزمان والمكان ليسا قضيتين مسبقتين بل مصنوعتين, كيف يمتلك الزمن وعينا وكيف يمتلك وعينا الزمن. لو دار أحدنا بسرعة حول نفسه ثم توقف فجأة لبقي الشعور بالدوران , إن شعورنا بالزمن واستحواذنا من قبل الزمن هو شعور مماثل مرده دورة الفلك حولنا, هل من سرعة للزمن يا ترى؟ إن كانت له سرعة , فبالنسبة لأي زمن, ذلك أن السرعة تقاس في مرجعية زمنية, إن كانت هناك سرعة للزمن فستوجد بالضرورة أعداد غير منتهية من أزمنة متباينة: زمن أول وزمن ثان... وهكذا.
ما هو العابر؟ ما هو الأزلي؟ كان زمان ومكان نيوتن مطلقين. لقد ترجمت المرجعية التذهنية النيوتونية المطلقة إلى كل الإنجازات التطبيقية في عصرنا. نشير هنا إلى هامش الخطأ الزمني المنسوب إلى النيوتونية, لا يلحظ لضآلته في عالم التطبيقات. إن كانت هناك بداية ونهاية لزمن, حق لنا أن نتسأل مرة أخرى بالنسبة لأي زمن. إن كان الوجود مجرد حالة من عدد ممكن من الحالات فلا ضرورة للزمن. لقد برزت مؤخرا مدرسة جديدة في الفيزياء تطالب بحذف الزمن واعتباره مجرد متغير رياضي. لقد تخلق الزمن في ذهن كائن منتصب ينظر إلى السماء عقب انطباعات متتالية لمشهد نجومي متكرر على صفحة دماغ ذلك الكائن. لقد دفع هذا الفعل مفهوم النبوءة إلى السطح, إذ أمكن مصادرة لحظة راهنة واعتبارها الآن وضم لحظة مماثلة إليها فيما دعي المستقبل. أما لحظة الماضي فكانت مجرد مطلب تناظري. بكلمات أوضح , يضم الآن الماضي والمستقبل بين جناحيه, إن على الزمن ألاِ يفرق بين الماضي والمستقبل من وجهة نظر ابستمولوجية. ربما كان الزمن نهجاً متبعاً في الطبيعة كي لا تحدث الأشياء دفعة واحدة. وفق لابلاس: الزمان فائض معلوماتي لأنه محتوى من المنظور المعلوماتي في اللحظة الراهنة, في حواره التاريخي مع نابليون, أشار إلى عدم ضرورة الألوهة في زمن كهذا , إنها تصبح مجرد أرشفة.
ترتكز الحياة اليومية على مبدأ ثبات الهوية, هل يمكن أن تثبت الهوية في الزمان والمكان وكيف؟ هل تتطابق الساعات في أنماطها الوجودية, بالتالي في قاسها للزمن؟ هل الساعات المستقبلية والماضية مثل الحاضرة؟ هل بمقدورنا قياس الفترات بالغة القصر؟ يفيدنا مبدأ هايزنبرغ في الريبة باستحالة قياس الفترة الزمنية والطاقة التي تفعل أثناءها بنفس الدقة. إننا عاجزون عن قياس الفترات الزمنية بالغة القصر, لو توفرت ساعة منذ البدء لقياس الزمن لما قدرت على إنجاز مهمتها ذلك أن الاصطدامات المتتالية في أتون الشواش الأصلي كانت ستمدد الهنيهات الزمنية إلى حد جعلها أزلية, إن أزلية الكون أمر مستحيل من حيث المبدأ ,لو حاولنا أن ننطلق من لحظة الآن نحو اللانهاية, مستخدمين كوسيلة العد البدائي: 1234 وهكذا لما بلغنا اللانهاية , كذا أمر الانحدار من لحظة اللانهاية في الأزل صوب الآن. إنه أمر مستحيل بدوره, لا بد من أن تكون هناك بداية للزمن. لربما أن الكون والزمن ولدا سوية, هل بدأ الزمن حقاً مع بداية الكون؟ يقول علماء الميكانيك الكوانتي إن الفراغ يتفق وعلى الدوام عن هباءات مادية تومض وتختفي. إن كان الزمن من بقايا الانفجار الأعظم الذي أتى بالكون إلى الوجود. فعلينا أن نهمله بسبب ما تقدم, إن ما يقودنا إلى هذا الاستنتاج حقيقة رصدية تتبدى بين الفينة والأخرى لتؤكد أن الكون أصغر سناً من الكثير من مكنوناته.
كيف برز الزمن المألوف التقليدي من الشواش؟ هل هذا الزمن مجرد وهم وهل نستطيع التجول عبره. هل من علاقة بين الزمن وبين الساعات التي تقيسه, يستغرقنا الزمن التقليدي بعدة أيام كي نبلغ القمر وعدة شهور كي نصل المريخ ومليون سنة كي نقترب من أقرب نجم إلى شمسنا نذكر في معرض حديثنا عن الزمن التقليدي أن هناك عمليات سريعة وأخرى بطيئة, إن أقصر فترة زمنية هي 10 -24 ثانية وأقصر فترة زمنية تجربية هي10 -23. كانت قبائل المايا تؤله الزمن. لربما أن تلك القبائل كانت محقة في نظرتها, لقد اهتموا بالزمن أيما اهتمام وكان تقويمهم أدق من التقويم الحالي بمرة ونصف.
لا تتعلق الإشكالية المطروحة بلا قوى وحركة الأجسام, بل بمسرح الأحداث , بالزمان والمكان, إنه مسرح فيزيائي وهو مسرح ذاتي باطن , لقد ربط أينشتاين الزمن بالراصد. ففي النسبية الخاصة تستطيع أن ترى ماضي ومستقبل الآخر, لكن تبقى في آنك. وفي النسبية الخاصة تتحدد الكينونة بسرعة أعظميه ممكنة هي سرعة الضوء. إن الراصد مهما كان وضعه وتغيرت حالته, يقيس نفس سرعة الضوء أما الضوء في ذاته, فهو موجود في كل الأزمنة والأمكنة, إن الجسيم الضوئي إي الفوتون يتواجد في بداية ونهاية الكون في آن معاً, لا يستشعر الفوتون مضي الزمن أثناء تجواله في الكون. يبحث العلماء عن إمكانية وجود فوتونات نفسية في أعماق كل منا تتصرف مثلما يتصرف الفوتون الضوئي, من جانب آخر يفيدنا الميكانيك الكوانتي بإمكانية أن نرصد الفوتون وهو ينطلق بسرعة تفوق سرعة الضوء, بسرعة لا نهائية. يتحقق ذلك عبر مفعول النفقية إذ يقفز الفوتون فوق الحواجز الطاقية العليا آنياً ودون أن يمتلك الطاقة الكافية للقفزة. ما الذي يحول بيننا وبين أن نوظف مفعول النفقية للقفز فوق الأزمنة والأمكنة والارتحال إلى أصقاع كونية غريبة؟