المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القصاص



عبدالله حمزة
10-27-2009, 03:38 PM
أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في


المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه




قال عمر: ما هذا


قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذاقتل أبانا


قال: أقتلت أباهم ؟


قال: نعم قتلته !


قال : كيف قتلتَه ؟


قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته، فلم ينزجر،


فأرسلت عليه حجراً، وقع على رأسه فمات.




قال عمر : القصاص.


.. قرار لم يكتب .. وحكم سديد لايحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن


أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلةشريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟


ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لايهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا


يحابي أحداً في دين الله ، ولايجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ،


ولو كان ابنه القاتل ، لاقتصمنه .




قال الرجل : يا أميرالمؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض أن تتركني ليلة


، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي فيالبادية ، فأُخبِرُهم بأنكسوف تقتلني ، ثم أعود إليك ،


والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا




قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعودإليَّ؟




فسكت الناس جميعا ً، إنهم لايعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا داره ولا قبيلته ولا منزله ،


فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليستعلى عشرة دنانير، ولا على أرض ،


ولا على ناقة ، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف .




ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن يمكن


أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه وقع في حيرة ،


هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاًهناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ،


فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ،ونكّس عمر رأسه ، والتفت إلى الشابين :


أتعفوان عنه ؟


قالا : لا ، من قتل أبانا لا بدأن يُقتل يا أمير المؤمنين.




قال عمر : من يكفل هذا أيهاالناس ؟




فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده ، وصدقه ،


وقال:يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله




قال عمر : هو قَتْل ،


قال : ولو كان قاتلا




قال: أتعرفه ؟




قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله؟




قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ،فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاءالله




قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!


قال: الله المستعان يا أميرالمؤمنين .




فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه،


ويُودع أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم بعده ،


ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل .




وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمرالموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ،


وفي العصر نادى في المدينة :الصلاة جامعة ،


فجاء الشابان ،واجتمع الناس ، وأتى أبو ذر وجلس أمام عمر ،


قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أميرالمؤمنين!




وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ،وكأنها تمر سريعة على غير عادتها


، وسكت الصحابة واجمين ،عليهم من التأثر مالا يعلمه إلاالله.


صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد


لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ،


لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها اللاعبون ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ،


ولاتنفذ في ظروف دون ظروف وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان.




وقبل الغروب بلحظات ، وإذاالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّر المسلمون معه




فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لوبقيت في باديتك ، ما شعرنا بك وماعرفنا مكانك !!




قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !!


ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ،


وجئتُ أُقتل.


وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس




فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟


فقال أبو ذر :


خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس




فوقف عمر وقال للشابين : ماذاتريان؟


قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه..وقالوا:


نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس !




قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته .




جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ،


وجزاك الله خيراً يا أبا ذرّيوم فرّجت عن هذا الرجل كربته


، وجزاك الله خيراً أيها الرجل لصدقك ووفائك .






وجزاك الله خيراً يا أميرالمؤمنين لعدلك و رحمتك.

كوستريكا الا
11-01-2009, 01:45 AM
حقا ما اعظم رجال هزا الدين فهزا الدين دين الرجال الزين تربوا فى مدرسه الاخلاق الكريمه لمحمد ص فعندم طبقوا شريعه الله اعزهم الله ونصرهما