المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نهاية الشمس ..



الميكانيكي1
09-03-2009, 06:43 PM
تعتبر الشمس التي تدور أرضنا حولها من مجموعة " نجوم التتابع الرئيسي " و هي نجوم متوسطة الحجم و الكتلة تعيش حوالي 10 ملايير سنة قبل أن تنهـــار متحولة إلى نجوم صغيرة تسمى " الأقزام البيضاء " ..
تحدث في مركز الشمس - و بقية النجوم - تفاعلات نووية قوية حيث تندمج أنوية ذرات الهيدروجين مع بعضها تحت الضغط الهائل في المركز أو اللــب لتشكل أنوية ذرات الهليوم في عملية تسمى بــ " الاندماج النووي " . و الطاقة الناتجة عن هذه العملية هي المسؤولة عن النشاط الإشعاعي للشمس و يجعلها مضيئة .
إنتاج الطاقة ليس السبب الوحيد لحدوث هذه التفاعلات النووية في الشمس .. فهناك سبب آخر لا علاقة له بالطاقة الإشعاعية ، و هو بقاء الشمس " على قيد الحيــاة " **
كلنا نعلم أن النجوم تتشكل من تكاثف و تجمع السحب الكونية الغنية بالهيدروجين التي نسميها اصطلاحا بــ " السديم " بفعل الجاذبية .. فالجاذبية هي التي خلقت النجم و هي التي تدمره .
تعمل الجاذبية على تدمير النجم و ذلك بالضغط عليه كي ينكمش على نفسه .. بعبارة أخرى ، تكون قوة الجاذبية متجهة دوما نحو مركز النجم . لهذا يحاول النجم أن " يدافع عن نفسه " و ذلك بــ " احراق " الهيدروجين الموجود في مركزه ليولد قوة جديدة معاكسة لقوة الجاذبية المعادية حتى يحدث التوازن و يستقر هذا النجم تحت تأثير هاتين القوتين : * الجاذبية ، * ضغط المركز .
على عكس الجاذبية .. فإنه مهما طال الزمن فإن مخزون النجم من الهيدروجين سينفذ و سيتحول بالكامل إلى" هليوم " و بذلك تكسب قوة الجاذبية المعركة لزوال القوة الصادرة من مركز النجم لنفاذ الوقود ( الهيدروجين ) . فتبدأ الجاذبية بــ " إفراغ غضبها على النجم المسكين " الذي لا يملك الآن أي وسيلة تمكنه من مواجهة قوة الجاذبية المتمردة .. لذلك يحاول هذا النجم " الانتحار " و ذلك باحراق الهليوم المتبقي في مركزه كرد فعل دفاعي و لكن هيهات .. فقد فات الأوان . بعد ذلك يتحول هذا النجم إلى عملاق أحمر أو فوق عملاق أحمر حسب كتلته بفعل احتراق الهليوم ، و بعد مدة قصيرة يبدأ بالانهيار تدريجيا ثم ينفجر مشكلا " نجم نوفا " أو " سوبر نوفا " ليتحول بعد ذلك إلى نجم نيوتروني أو ثقب أسود ..يحدث هذا للنجوم المسماة بـ " العمالقة الزرق " المتميزة بكتلتها الكبيرة ، أما الشمس فلا تتحول إلى ثقب أسود أو نجم نيوتروني لكتلتها الضئيلة - نسبيا - و لا تنفجر أصلا مشكلة " نوفا " أو " سزبر نوفا " .


سيناريو نهاية الشمس

http://www.novaspace.com/GICLEE/Poor/Supernova.jpg


تعتبر شمسنا حاليا في ريعان شبابها ، فالشمس قد أحرقت نصف مخزونها من الهيدروجين ، و ستبقى مضيئة 5 ملايير سنة أخرى .
عند تفاذ الهيدروجين من مركز الشمس تظهر عدة تغييرات و تحولات جذرية في بنية الشمس و سلوكها ، إذ تبدأ هذه الأخيرة باحراق الهليوم المتبقي في جوفها بطريقة جنونية محاولة الرجوع لاستقرارها السابق ، و لكن كما يقال " وصل السم إلى القلب " . في هذه الأثناء و اللحظات العصيبة التي تمر بها شمسنا المحتضرة .. يزداد حجم الشمس 100 مرة من حجمها العادي بفعل ضغط الهليوم المنفجر متحولة إلى " عملاق أحمر " .. فتبتلع عطارد و الزهرة و تدمر الحياة على الأرض بكل أشكالها ، ثم لا يمضي وقت طويل حتى تنهار الشمس و يتقلص حجمها تدريجيا بحيث يتطاير غلافها الغازي الخارجي و يتناثر حول المركز أو اللب " العاري " مشكلا " سديما كوكبيا " .
بعد ذلك - بدون ذكر التفاصيل - تتحول الشمس إلى نجم صغير جدا جدا جدا أكبر من الأرض بأربع مرات فقط ! .. مشكلة " قزما أبيضا " ، و بعد ملايين من السنين سينطفئء هذا القزم النجمي لتتحول الشمس إلى " جمرة خامدة " أو كما يسمى " القزم الأسود " .. النهاية .

و كما قلت سابقا لا تنفجر الشمس بقوة محدثة " نوفا " أو " سوبر نوفا " لأن كتلتها الصغيرة نسبيا لا تسمح لها بذلك ، و لا يتشكل ثقب أسود أو نجم تيوتروني لنفس السبب .

نستنتج أن لكل شيء بداية و نهاية .. فنحن البشر و النجوم و كل ما هو موجود و كائن في هذا الكون مصيره الزوال لا محالة " و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام " ، حتى الكون نفسه سينتهي يوما .. فهناك نظرية تقول بأن الكون سيستمر في التوسع و التمدد إلى أن يصل إلى مرحلة حرجة تجعله يتقلص بسرعة كبيرة و يطبق على كل الأجرام و الموجودات التي يحويها في عملية تسمى " الانسحاق العظيم " و يعود الكون كما كان أول مرة .. " نقطة " مصداقا للآية الكريمة " كما بدأنا أول خلق نعيده " .


تحياتي **