المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تصميم وطلاء الجدران .. مهنة جديدة لفتيات الرياض



عبد الرؤوف
09-01-2009, 10:54 PM
تصميم وطلاء الجدران .. مهنة جديدة لفتيات العاصمة


كسرت فتيات الرياض قاعدة الاعتماد على العامل الأجنبي في اختيار تصاميم الجدران الداخلية وألوان طلائها وتخلين عن أفكار المنشآت الخاصة التي تلجأ إلى اقتراح الأفكار والألوان مقابل مبلغ مادي، حينما قررن اختيار تصاميمهن بأنفسهن واختيار الألوان المناسبة، بل والقيام بعملية الطلاء بأنفسهن دون الاستعانة بأي عنصر أجنبي في تلك العملية، وذلك لعدة اعتبارات منها الخوف من عدم إجادة تلك العمالة ترجمة الأفكار التي يرغبن في إظهارها على جدرانهن، ما يعني خسارتهن للمال دون تحقيق الفائدة المرجوة.

بداية الحديث كان مع مصمم الديكور عز محمد والذي أوضح لـ "الاقتصادية" أن مسألة التصميم والديكور تعتمد بالدرجة الأولى على الموهبة، فليس بالضرورة أن تكون المصممة خريجة فنون جميلة، فبإتقانها التعامل مع الألوان والرسومات وتقليد الخطوط يسهل الأمر عليها لتصبح مصممة ديكور، فالمصمم في الأساس رسام وذو خبرة بالألوان وطرق مزجها.

وعن المشاكل التي تؤثر في التصاميم بشكل عام في المجتمع السعودي أوضح أنها مسألة الثقة، فحينما يمنح المصمم أو المصممة الثقة فإنه يبدع بشكل كبير، مبينا أن النساء أكثر اهتماما من ناحية التصميم والديكور من الرجال، حيث تحظى الرياض في الوقت الراهن بأسماء لامعة لمصممات ديكور أثبتن قدرتهن في هذا المجال ولهن حضور واضح سيصل للعالمية قريبا.

وذكر عز أن أغلب ما يميز البيوت في الرياض هو الديكورات ذات الطراز الفرنسي أو البريطاني، مشيرا إلى أن التكرار في التصميم سائد كتقليد ديكور أو لون معين بنفس الرسم والمكان، لذا ينبغي أن ينفرد كل بيت بذوق صاحبه بعيدا عن التكرار، وعن موازنة الأسرة متوسطة الدخل بين اقتصادها وبين رغبتها بتصاميم وديكورات ذكر عز أن الأسرة لابد لها من البداية الانتباه للسعر والطلب، ثم عليها الاعتماد على مصمم ينفذ مباشرة، لأن هذه خطوه تختصر المسافة وتقلل المبالغ المالية وأضاف "نحن كمصممين نقوم بدعم الفتيات إن كن هاويات لفن التصميم والديكور من خلال مساعدات من ناحية المزج وخطوط الديكور"، موجها نصائح للفتيات بالاطلاع على الكتب والأقراص المدمجة ومجلات مختصة في الديكور، فهي كفيله بالتعليم والتطوير لأن الموهبة غير كافية، حيث لابد من التعود على كل خط من خطوط التصميم سواء كان شرقيا أو غربيا.

وعن إقبال كثير من البنات للدخول في صبغ وتعتيق غرف المنزل بأنفسهن قال "بإمكان الفتاة الصبغ والتصميم وبجدارة، فمن قديم الزمان الزخارف كانت من المرأة قبل الرجل من ناحية اختراع المزج اللوني، حيث الإبداع الداخلي والخيال الواسع.

وقدم مصمم الديكور نصيحة للفتاة عند صبغ غرفة معينة أو تعتيقها بالاعتماد على الألوان الزيتية التي تسمى "الليدي" والتي لا يتجاوز سعرها 15 ريالا، فيمكنها أن ترسم الغرفة كاملة بتكلفة لا تتجاوز 150 ريالا، مشيرا إلى أن الموضة السائدة في التصميم هي "التفريغ".

"الاقتصادية" دخلت إلى منازل العاصمة ووفقت على عديد من الحوائط التي نفذ أعمالها التصميمية وطلائها شابات العاصمة، واللائي أكدن أنهن هربن من غش العمالة الوافدة واستغلالها المادي إلى تكاليف أقل بكثير وجودة قد لا يمكن الوصول إليها من قبل أولئك العمالة، حيث تحدث عدد من الفتيات عن فن الديكور والتصميم، حيث التنفيذ على أرض الواقع.

البداية كانت مع شذا إبراهيم 22 عاما، والتي أوضحت أن حبها للديكور والتصميم دفعها إلى متابعة فنون الديكور، مشيرة إلى أن أكثر ما تحتاج إليه المصممة الثقة في اختيار الألوان و القدرة على إتقان الكساء المناسب للمكان، وتذكر شذا تجربتها بعد مشاهدة أكثر من عمل لديكورات مختلفة، حيث نشأت لديها فكرة تغيير صبغ الغرف، وقالت "لكثرة غش العمال واستغلالهم المادي، فقد قررت خوض التجربة، فكل ما يحتاج إليه العمل مواد خام فقط للقيام بعملية الصبغ والديكور"، مشيرة إلى أن والدها كان يشكل لها عامل دعم كبيرا من خلال التشجيع على الفكرة وذلك بتوفير كل متطلبات الديكور.

وتذكر شذا أن العملية لم تكلف سوى 400 ريال، خلال خمسة أيام للغرفة الواحدة، وأضافت "الأنثى قد تتفوق بالرسم لذا لن يصعب عليها الأمر، حيث اتضح لي أني أفضل بكثير من محال الديكور، على الأقل سلمت من غش المصممين الذين يتدربون بيننا".

أما منال العلي تذكر تجربتها بصبغ أحد غرف المنزل، مشيرة إلى أن كل ما يحتاج إليه الشخص ورق لصنفرة الجدران، إضافة إلى رولة للصبغ بحسب النوع وإسفنج وشريط لاصق، حيث إن مساحة الغرفة أربعة أمتار في أربعة أمتار، واستهلكت لكل لون ثلاثة لترات مع تخفيفه بتنر، وتوضح أن العملية لم تكلفها ماديا سوى 200 ريال، فالمسألة ليست صعبة ولا تحتاج لخبرة، فكل ما في الأمر أن الشخص يفكر بشكل جدي، وسيجد لديه القدرة على الإبداع.

وأبانت منال أن التعامل مع الصبغ والألوان يحتاج إلى حس وتنسيق، فاليوم اللون الأبيض والرشات التقليدية مع الجدران لا تتناسب مع الديكور والأثاث، حيث شاعت أخيرا ألوان مختلفة للحائط، وكذلك تقنيات جديدة لتطبيق الطلاء بما فيها التعتيق، وقالت "بعد المتابعة أصبح لدى أغلبنا القدرة على التعامل مع الصبغات وبحرفية".

أروى العبد الكريم والتي قررت أن تقوم بأعمال الصبغ فتقول "عمل الصبغ شيء سهل، فقط يحتاج إلى دقة من صنفرة الغرفة قبل الصبغ، فيكفي أنني أعمل بنفسي بدلا من العمالة".

وتذكر أروى أن لها تجربة فاشلة مع أصحاب الديكور بقولها "كغرفة اتفقت على رسومات معينة فيها وصبغ معين، لكن في النهاية اتضح لها أن العمل سيئ وكانت الألوان غير مناسبة كما يجب، ومن بعدها قررت أن أعمل بنفسي، وكانت التجربة موفقة وغير مكلفة ماديا.

يذكر أن وزارة التربية والتعليم تقيم مسابقات سنوية للطالبات لمختلف المراحل الدراسية تنفذ فيها برامج فنية ومهنية لإكساب الطالبات مهارات ومعارف تساعدهن على تحقيق التطور الفني والمهني، والذي يدعمهن في المستقبل ليكون لديهن مهنة أو مشروعا، بهدف رفع مستوى الذوق الفني لدى الطالبات واحترام الأعمال المهنية، إضافة إلى الحد من الحاجة للعمالة من خلال اكتساب المهارات المهنية البسيطة والتي تتمثل في "الصيانة المنزلية، التعتيق، الخياطة".الاقتصادية