عبد الرؤوف
08-12-2009, 06:25 PM
على مائدة الدكتور زويل
كانت مائدة غداء أقامها الناشر المصري القدير إبراهيم المعلم صاحب «الشروق» على شرف الدكتور أحمد زويل صاحب جائزة نوبل في الكيمياء، وحضرها نخبة صغيرة من الإعلاميين والمثقفين بشكل عام ومعهم حفنة صغيرة من رجال الأعمال. ولم أكن قد التقيت بالمحتفى به منذ فترة طويلة، وبالتحديد منذ فوزه بالجائزة التي جاء معها من الشهرة ما يقيم الكثير العالي من حواجز الوقت والاهتمام. وكنت قد عرفته قبل ذلك بسنوات عندما قدمني له الأستاذ لطفي الخولي ـ رحمه الله ـ وكان من أكثر المثمنين للرجال والمواهب مهارة وقدرة على معرفة الجواهر الثمينة والتفريق بينها وبين الرخيص في الأسواق التي تعرض السلع المقلدة، أو تلك المزيفة. وفي سوق الثقافة والفكر والعلم في مصر والعالم العربي يوجد من ذلك الكثير.
وهكذا كان لطفي الخولي، ومعه المحامي القدير علي الشلقاني ـ رحمه الله أيضا ـ يعتبران أحمد زويل جوهرة مصرية وعربية ثمينة للغاية قبل سنوات من حصول صاحبنا على أرقى الجوائز العالمية، وكان لطفي الخولي لديه إيمان لا يتزعزع أن الرجل سوف يحصل عليها لا ريب، وإلا كانت هناك مشكلة في عقل الجماعة التي تقرر من سيفوز بالجائزة. وعندما جرى التعارف لأول مرة لم يخِب ظني الذي كان كثيرا ما يخيب، حيث كان صاحبنا فيه من التواضع والمعرفة والثقافة والثقة ما يكفي للاعتقاد أن الرجل من «قماشة» أهل نوبل.
ولكن اللقاء مع أحمد زويل قبل سنوات من فوزه بالجائزة أفرز أمرا آخر لم يكن يخطر على بال، وكان ذلك عندما دعوته للحوار في برنامج تلفزيوني، ولما كان سيقوم بمحاضرة علمية في واحد من فنادق القاهرة، فقد كان علي الذهاب إليه واصطحابه إلى مكان التسجيل. وهكذا ذهبت مبكرا قليلا فوجدت مشهدا أخاذا، حيث كان العالِم لا يزال في محاضرته المعقدة التي لا يفهمها إلا المتخصصون، ومع ذلك وجدت القاعة مزدحمة على آخرها حتى لم يبقَ فيها ممر أو أرض تعطي مكانا لبشر آخر، فجاهدت حتى اقتربت منه ولمحني، وعندما انتهت محاضرته والأسئلة الموجهة إليه بات علي استخلاصه والخروج به. ولكن الطريق إلى الخارج كان أخاذا بقدر ما كان إلى الداخل، فقد تدافع الكثير من الشباب لسؤاله، وأحيانا لمصافحته فيما هو أشبه بالتبرك، وإذا ببعض النساء ينزعون حليهم ويعطونه له هدية، وهو بخجله وسماحته لا يعرف ما الذي يفعله على وجه التحديد تجاه هذه المشاعر العارمة. هل كان الأمر ساعتها بحثا وتبركا بقيمة العلم، أم كانت المسألة بحثا عن بطل بعد أن عز الأبطال، أم أن القضية كانت المثال والقدوة والرمز؟ وأيامها دار السؤال في ذهني: من ـ بفتح الميم ـ من ـ بكسر الميم ـ هؤلاء الشباب سوف يحصل على جائزة نوبل، أو ما شابهها، نتيجة هذه اللحظة من التأثير؟
وهكذا أتيت إلى مائدة «المعلم» وكان صاحبنا كما شاهدته آخر مرة، اللهم إلا من شعرات شيب زادت، ولكن الابتسامة ظلت كما هي، وكذلك كانت الحيرة الفائقة باقية ما بين عالِم جامعة كالتيك في كاليفورنيا الأمريكية، وعالِم القاهرة أو حتى مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، وهي مصاب لكل هؤلاء الذين انتقلوا بين عوالم متباعدة الثقافة والحضارة والنمو والتقدم بأكثر بكثير مما تباعدت المسافة. وكما هي العادة دار اللقاء حول أوجاع الوطن، والفارق الذي يتزايد بين ما يجري هنا في عالمنا المحدود الأفق والعلم، وهناك حيث يصل الأفق إلى أصغر الذرات، والعلم إلى حيث ما لا نهاية. ولما كان ذلك المعتاد يقود غالبا إلى نوع من العزف على الأوجاع، فقد وجدت مناسبا أن أخرج من ذلك كله بسؤال عن آخر اتجاهات العلم في العالم الآن لكي نستفيد من وقت العالم، ومن ناحية أخرى لكي نؤجل كلام الآخرين لوقت آخر نستمع فيه إلى الآلام للمرة ما بعد الألف.
«التعليم» هو أول المقاصد في توجهات العلم الآن، ولكن صاحب نوبل لم يكن يعني المدارس والمدرسين ومناهج التعليم وكيف تجري العملية التعليمية في المدارس والجامعات، وإنما كان يعني تلك العملية البيولوجية والكيمائية التي تجري في عقل الطالب، أو الإنسان في العموم، ويتم بمقتضاها «التعلم»، أي اكتساب المعرفة، ويمكن من خلالها تحويل هذه المعرفة إلى قدرات خاصة مثل «الابتكار» و«الاكتشاف» ولِم لا «الاختراع».
أول القضية أننا عرفنا بأن الإنسان مكون من خلايا جينية مسجل عليها الصفات الإنسانية المختلفة، وبعد أن عرفنا ذلك ـ من خلال العلم بالطبع ـ فقد عرفنا أنه يمكن التدخل في هذه الخلايا للبحث عن الأمراض الوراثية لمعالجتها، أو لمنعها من الانتقال إلى المواليد الجدد، ولكن الجديد أننا عرفنا أن هذه الخلايا يتفاعل بعضها مع بعض بأشكال مختلفة بين إنسان وآخر، وهذه التفاعلات المختلفة هي التي تولد القدرة على الابتكار وما يتفرع عنه من قدرات. وهكذا، وعلى ضوء الاكتشافات الحديثة، فإن العملية التعليمية أصبحت معقدة أكثر من أي وقت مضى، أو ربما كانت أكثر بساطة مما كانت عليه في أي وقت مضى، فما علينا القيام به هو البحث عن طرق التعليم الملائمة لتركيبات مختلفة من تحالفات الجينات، ومن يعرف، ربما نستطيع التدخل في هذه التحالفات وإنتاج ما نريده منها. ويبذل بعض العلماء جهودا حثيثة للتحكم في طبيعة الوعي الإنساني، فالمخ يحتوي على مليارات من «النيورونس»، وهي خلايا عصبية تطفئ وتضيء، ومن خلالها يمكن القيام بأي حركة ميكانيكية أو فكرية عندما ترى أو تتحدث أو تسمع أو تلمس، ويظل السؤال المطروح في هذا السياق: كيف يحدث هذا وكيف ينتج الوعي؟ هذا ليس خيالا علميا في واحد من أفلام هوليود أو جامعة كالتيك، وإنما هذا ما يتجه العلم لبحثه الآن.
أما المجال الثاني، والحديث لا يزال موصولا للدكتور زويل رغم مقاطعات عدة كانت فائدتها الوحيدة هي أنها أضافت إلى مسألة الابتكار أمورا معقدة أخرى مثل الضمير والوعي والطيبة حيث كلها أنماط من تفاعلات جينية، فقد كان الطاقة حيث لم تعد المجتمعات الغربية تتحمل ذلك الاعتماد على طاقة النفط والغاز وما يتبعها من اعتماد على الشرق الأوسط. وهنا فإن الصاعد في البحث العلمي هو الطاقة الحيوية الناجمة من تفاعل «البكتريا» مع أشكال متنوعة من النباتات لإنتاج طاقة رخيصة وسهلة الاستعمال، ومن بعدها يأتي الاهتمام بالطاقة النووية والشمسية، وما بين المجالات الثلاثة يجري اتجاه العلم الحديث حلا لمعضلة نمو قطاعات واسعة من البشرية، والتخلص من أزمات جيوسياسية واستراتيجية أيضا.
المجال الثالث هو الفضاء، فكما رأينا كان المجال الأول يتعامل مع المتناهي في الصغر في عالم الجينات ومكوناتها وتفاعلاتها الداخلية، أما هذا المجال فهو مع المتناهي في الكبر حيث يصير الموضوع هو الكون كله. وفي هذا المجال فإن الاتجاه الرئيسي للبحث العلمي عادة ما يدور بين اتجاهين: واحد يبحث في الغوص داخل الفضاء والدخول في الاكتشافات الكبرى، وكانت إدارة الرئيس جورج بوش تبحث في كيفية وصول الإنسان إلى المريخ، والآخر هو تعميق البحث في تطبيقات الخروج إلى الفضاء والمدى الذي يساعد في حل مشكلات العالم، ويبدو أن إدارة الرئيس باراك أوباما سوف تشجع هذا الاتجاه. ولكن أيا كان الاتجاه الجاري فإن كليهما يشكل قاعدة عريضة لفهم الكون والحركة فيه، والهدف هو اكتشاف كواكب جديدة وإقامة مستعمرات في الفضاء والبحث عن وجود حياة على المريخ وإمكانية توافر موارد وقودية جديدة على الكواكب الأخرى.
أين ذلك كله من البحث العلمي في البلدان العربية؟ لم يكن السؤال الذي يجرؤ أحد على طرحه، ليس فقط لأن الإجابة ربما تكون معروفة سلفا، ولكن أحدا لم يكن لديه الشجاعة لاقتحام ساحة ملغومة بأمور موجعة. وكانت الجلسة في عمومها لطيفة، والتعليقات أليفة وساخرة في معظم الأحوال، وكان الطعام وكرم الضيافة عند أعلى مستوياتها، ونحمد الله على كل حال!( ايلاف) عن ص الشرق الاوسط
كانت مائدة غداء أقامها الناشر المصري القدير إبراهيم المعلم صاحب «الشروق» على شرف الدكتور أحمد زويل صاحب جائزة نوبل في الكيمياء، وحضرها نخبة صغيرة من الإعلاميين والمثقفين بشكل عام ومعهم حفنة صغيرة من رجال الأعمال. ولم أكن قد التقيت بالمحتفى به منذ فترة طويلة، وبالتحديد منذ فوزه بالجائزة التي جاء معها من الشهرة ما يقيم الكثير العالي من حواجز الوقت والاهتمام. وكنت قد عرفته قبل ذلك بسنوات عندما قدمني له الأستاذ لطفي الخولي ـ رحمه الله ـ وكان من أكثر المثمنين للرجال والمواهب مهارة وقدرة على معرفة الجواهر الثمينة والتفريق بينها وبين الرخيص في الأسواق التي تعرض السلع المقلدة، أو تلك المزيفة. وفي سوق الثقافة والفكر والعلم في مصر والعالم العربي يوجد من ذلك الكثير.
وهكذا كان لطفي الخولي، ومعه المحامي القدير علي الشلقاني ـ رحمه الله أيضا ـ يعتبران أحمد زويل جوهرة مصرية وعربية ثمينة للغاية قبل سنوات من حصول صاحبنا على أرقى الجوائز العالمية، وكان لطفي الخولي لديه إيمان لا يتزعزع أن الرجل سوف يحصل عليها لا ريب، وإلا كانت هناك مشكلة في عقل الجماعة التي تقرر من سيفوز بالجائزة. وعندما جرى التعارف لأول مرة لم يخِب ظني الذي كان كثيرا ما يخيب، حيث كان صاحبنا فيه من التواضع والمعرفة والثقافة والثقة ما يكفي للاعتقاد أن الرجل من «قماشة» أهل نوبل.
ولكن اللقاء مع أحمد زويل قبل سنوات من فوزه بالجائزة أفرز أمرا آخر لم يكن يخطر على بال، وكان ذلك عندما دعوته للحوار في برنامج تلفزيوني، ولما كان سيقوم بمحاضرة علمية في واحد من فنادق القاهرة، فقد كان علي الذهاب إليه واصطحابه إلى مكان التسجيل. وهكذا ذهبت مبكرا قليلا فوجدت مشهدا أخاذا، حيث كان العالِم لا يزال في محاضرته المعقدة التي لا يفهمها إلا المتخصصون، ومع ذلك وجدت القاعة مزدحمة على آخرها حتى لم يبقَ فيها ممر أو أرض تعطي مكانا لبشر آخر، فجاهدت حتى اقتربت منه ولمحني، وعندما انتهت محاضرته والأسئلة الموجهة إليه بات علي استخلاصه والخروج به. ولكن الطريق إلى الخارج كان أخاذا بقدر ما كان إلى الداخل، فقد تدافع الكثير من الشباب لسؤاله، وأحيانا لمصافحته فيما هو أشبه بالتبرك، وإذا ببعض النساء ينزعون حليهم ويعطونه له هدية، وهو بخجله وسماحته لا يعرف ما الذي يفعله على وجه التحديد تجاه هذه المشاعر العارمة. هل كان الأمر ساعتها بحثا وتبركا بقيمة العلم، أم كانت المسألة بحثا عن بطل بعد أن عز الأبطال، أم أن القضية كانت المثال والقدوة والرمز؟ وأيامها دار السؤال في ذهني: من ـ بفتح الميم ـ من ـ بكسر الميم ـ هؤلاء الشباب سوف يحصل على جائزة نوبل، أو ما شابهها، نتيجة هذه اللحظة من التأثير؟
وهكذا أتيت إلى مائدة «المعلم» وكان صاحبنا كما شاهدته آخر مرة، اللهم إلا من شعرات شيب زادت، ولكن الابتسامة ظلت كما هي، وكذلك كانت الحيرة الفائقة باقية ما بين عالِم جامعة كالتيك في كاليفورنيا الأمريكية، وعالِم القاهرة أو حتى مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، وهي مصاب لكل هؤلاء الذين انتقلوا بين عوالم متباعدة الثقافة والحضارة والنمو والتقدم بأكثر بكثير مما تباعدت المسافة. وكما هي العادة دار اللقاء حول أوجاع الوطن، والفارق الذي يتزايد بين ما يجري هنا في عالمنا المحدود الأفق والعلم، وهناك حيث يصل الأفق إلى أصغر الذرات، والعلم إلى حيث ما لا نهاية. ولما كان ذلك المعتاد يقود غالبا إلى نوع من العزف على الأوجاع، فقد وجدت مناسبا أن أخرج من ذلك كله بسؤال عن آخر اتجاهات العلم في العالم الآن لكي نستفيد من وقت العالم، ومن ناحية أخرى لكي نؤجل كلام الآخرين لوقت آخر نستمع فيه إلى الآلام للمرة ما بعد الألف.
«التعليم» هو أول المقاصد في توجهات العلم الآن، ولكن صاحب نوبل لم يكن يعني المدارس والمدرسين ومناهج التعليم وكيف تجري العملية التعليمية في المدارس والجامعات، وإنما كان يعني تلك العملية البيولوجية والكيمائية التي تجري في عقل الطالب، أو الإنسان في العموم، ويتم بمقتضاها «التعلم»، أي اكتساب المعرفة، ويمكن من خلالها تحويل هذه المعرفة إلى قدرات خاصة مثل «الابتكار» و«الاكتشاف» ولِم لا «الاختراع».
أول القضية أننا عرفنا بأن الإنسان مكون من خلايا جينية مسجل عليها الصفات الإنسانية المختلفة، وبعد أن عرفنا ذلك ـ من خلال العلم بالطبع ـ فقد عرفنا أنه يمكن التدخل في هذه الخلايا للبحث عن الأمراض الوراثية لمعالجتها، أو لمنعها من الانتقال إلى المواليد الجدد، ولكن الجديد أننا عرفنا أن هذه الخلايا يتفاعل بعضها مع بعض بأشكال مختلفة بين إنسان وآخر، وهذه التفاعلات المختلفة هي التي تولد القدرة على الابتكار وما يتفرع عنه من قدرات. وهكذا، وعلى ضوء الاكتشافات الحديثة، فإن العملية التعليمية أصبحت معقدة أكثر من أي وقت مضى، أو ربما كانت أكثر بساطة مما كانت عليه في أي وقت مضى، فما علينا القيام به هو البحث عن طرق التعليم الملائمة لتركيبات مختلفة من تحالفات الجينات، ومن يعرف، ربما نستطيع التدخل في هذه التحالفات وإنتاج ما نريده منها. ويبذل بعض العلماء جهودا حثيثة للتحكم في طبيعة الوعي الإنساني، فالمخ يحتوي على مليارات من «النيورونس»، وهي خلايا عصبية تطفئ وتضيء، ومن خلالها يمكن القيام بأي حركة ميكانيكية أو فكرية عندما ترى أو تتحدث أو تسمع أو تلمس، ويظل السؤال المطروح في هذا السياق: كيف يحدث هذا وكيف ينتج الوعي؟ هذا ليس خيالا علميا في واحد من أفلام هوليود أو جامعة كالتيك، وإنما هذا ما يتجه العلم لبحثه الآن.
أما المجال الثاني، والحديث لا يزال موصولا للدكتور زويل رغم مقاطعات عدة كانت فائدتها الوحيدة هي أنها أضافت إلى مسألة الابتكار أمورا معقدة أخرى مثل الضمير والوعي والطيبة حيث كلها أنماط من تفاعلات جينية، فقد كان الطاقة حيث لم تعد المجتمعات الغربية تتحمل ذلك الاعتماد على طاقة النفط والغاز وما يتبعها من اعتماد على الشرق الأوسط. وهنا فإن الصاعد في البحث العلمي هو الطاقة الحيوية الناجمة من تفاعل «البكتريا» مع أشكال متنوعة من النباتات لإنتاج طاقة رخيصة وسهلة الاستعمال، ومن بعدها يأتي الاهتمام بالطاقة النووية والشمسية، وما بين المجالات الثلاثة يجري اتجاه العلم الحديث حلا لمعضلة نمو قطاعات واسعة من البشرية، والتخلص من أزمات جيوسياسية واستراتيجية أيضا.
المجال الثالث هو الفضاء، فكما رأينا كان المجال الأول يتعامل مع المتناهي في الصغر في عالم الجينات ومكوناتها وتفاعلاتها الداخلية، أما هذا المجال فهو مع المتناهي في الكبر حيث يصير الموضوع هو الكون كله. وفي هذا المجال فإن الاتجاه الرئيسي للبحث العلمي عادة ما يدور بين اتجاهين: واحد يبحث في الغوص داخل الفضاء والدخول في الاكتشافات الكبرى، وكانت إدارة الرئيس جورج بوش تبحث في كيفية وصول الإنسان إلى المريخ، والآخر هو تعميق البحث في تطبيقات الخروج إلى الفضاء والمدى الذي يساعد في حل مشكلات العالم، ويبدو أن إدارة الرئيس باراك أوباما سوف تشجع هذا الاتجاه. ولكن أيا كان الاتجاه الجاري فإن كليهما يشكل قاعدة عريضة لفهم الكون والحركة فيه، والهدف هو اكتشاف كواكب جديدة وإقامة مستعمرات في الفضاء والبحث عن وجود حياة على المريخ وإمكانية توافر موارد وقودية جديدة على الكواكب الأخرى.
أين ذلك كله من البحث العلمي في البلدان العربية؟ لم يكن السؤال الذي يجرؤ أحد على طرحه، ليس فقط لأن الإجابة ربما تكون معروفة سلفا، ولكن أحدا لم يكن لديه الشجاعة لاقتحام ساحة ملغومة بأمور موجعة. وكانت الجلسة في عمومها لطيفة، والتعليقات أليفة وساخرة في معظم الأحوال، وكان الطعام وكرم الضيافة عند أعلى مستوياتها، ونحمد الله على كل حال!( ايلاف) عن ص الشرق الاوسط