المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مهندسة عراقية ذات مزاج بركاني فازت على أبرز المعماريين العالميين



عبد الرؤوف
08-11-2009, 06:14 PM
مهندسة عراقية ذات مزاج بركاني فازت على أبرز المعماريين العالميين


مهندسة عراقية ذات مزاج بركاني فازت على أبرز المعماريين العالميين". كان ذلك عنوان أول تقرير في الصحافة العربية عن "زهاء حديد". نُشر التقرير الذي كتبته أنا في 25 سبتمبر عام 1994 على الصفحة الأولى لصحيفة "الحياة" اللندنية، وتابعتُ في تقارير لاحقة رفض مجلس بلدية مدينة "كارديف" البريطانية تنفيذ التصميم الفائز ببناء دار الأوبرا. وبعد ذلك بسنتين تابعتُ رفض مشروع "الجسر السكني" في مدينة لندن، والذي فازت به المعمارية العراقية على 296 مهندساً. ولقي المشروعان مصير مشاريع عدة فازت بها على أبرز المعماريين العالميين، لكنها لم تُنفذ، وأولها تصميم بناية "الذروة" في قمة الجبال المحيطة بمدينة هونج كونج بالصين عام 1982. ومع مطلع القرن الحالي فازت زهاء حديد بتصميم وتنفيذ سلسلة مشاريع هندسية كبيرة؛ منها "متحف الفن الحديث" في سنسناتي في الولايات المتحدة الأميركية، و"متحف الفن الحديث" في روما. وسجّل فوزها عام 2001 ببناء جسر أبوظبي في الإمارات العربية المتحدة سابقة تاريخية، ليس فقط باعتباره أول جسر تبنيه امرأة، بل أول جسر يصممه ويبنيه مهندس معماري.


وفي القرن الماضي كان يبدو من المستحيل أن تسلّم مهنة العمارة "الذكورية" لامرأة، خصوصاً عربية ومسلمة. وها هي اليوم المرأة الوحيدة التي ارتقت السلالم العليا في الهندسة المعمارية. وبعد أن تجاوز المائة وخمسين عدد أعمالها المعمارية المنفذة في مختلف بلدان العالم، اختيرت أخيراً ضمن قائمة "أقوى 100 امرأة في العالم" التي تضعها سنوياً مجلة الأعمال الأميركية "فوربس". احتلت "زهاء حديد" المرتبة الـ68 في القائمة، وجاء ترتيبها الأولى بين نساء العرب اللواتي ضمتهم القائمة، وبينهن مها الغنيم، مديرة شركة "الغنيم للاستثمارات" الكويتية (72)، وحرم أمير دولة قطر الشيخة موزة بنت ناصر (79)، وحرم عاهل الأردن الملكة رانيا (82)، والشيخة لبنى القاسمي وزيرة الاقتصاد في دولة الإمارات (99).



وتكشف مراجعة الأسماء المختارة، أن "القوة" في مفهوم "فوربس" مرادفة للسلطة، وبالتحديد سلطة المال والسياسة. فنساء الأعمال نِلن 48 مقعداً، ونساء السياسة 29 مقعداً. ومع أن القائمة تعكس صعود نساء قارة آسيا، حيث بلغ عددهن أربعة بين الستة الأوائل، إلاّ أن العولمة، وهي في حقيقتها "الأمركة"، تغلب على معايير الاختيار. فعدد الأميركيات في القائمة 53 امرأة. ولعل هذا سبب استبعاد نساء العلم والثقافة، كعالمة الطب اللبنانية هدى زغبي، مكتشفة جينات مسؤولة عن أمراض الانحلال العصبي التي تصيب المتقدمين في السن بفقدان التوازن (الرَنَح) وخرف الشيخوخة (الزهايمر) والرعاش (باركنسن)، واستبعاد عالمة الطب والكاتبة الإماراتية رفيعة غباش، رئيسة "جامعة الخليج العربي" و"شبكة المرأة العربية للعلوم والتكنولوجيا"، واستبعاد أشهر روائية في العالم التشيلية إيزابيل إليندي التي تُرجمت رواياتها إلى جميع اللغات. ص الاتحاد