المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على مُشرَفَة آينشتاين العرب ـــ أول مصري يحصل على درجة الدكتوراة في العلوم



عبد الرؤوف
08-10-2009, 08:16 PM
على مُشرَفَة آينشتاين العرب
أول مصري يحصل على درجة الدكتوراة في العلوم


http://www.raya.com/mritems/images/2009/8/10/2_463647_1_205.jpg


حصل على درجة "أستاذ" وعمره لم يتجاوز الثلاثين
فتح المجال أمام الطلاب من أجل البحث العلمي
حول الدراسة في الرياضة البحتة باللغة العربية
من دعاة التسلح بالعلم ومواكبة التقدم العلمي
أول من أضاف فكرة أن الأيدروجين يمكن أن تصنع منه قنبلة
يوجد له تمثال بمتحف الشمع بلندن ضمن أفذاذ العلماء بالعالم
خير للكلية أن تخرج عالمًا واحدًا كاملاً.. من أن تخرج كثيرين أنصاف علماء"
إن الحكومة التي تهمل دراسة الذرة إنما تهمل الدفاع عن وطنها
القيود القومية والفواصل الجنسية ما هي إلا حبال الشيطان
كان واحداً من سبعة علماء فى العالم يعرفون أسرار الذرة
إعداد- حسام الدين فوزي ( الراية نت ) :
أحد الأسماء البارزة في المجال العلمي، والذي حظي بالتقدير المصري والعالمي نظراً لمكانته العلمية المميزة، عرف عنه نشأته الدينية الملتزمة والتي صاحبته في جميع مراحل حياته، كما أقبل على العلم فأخذ ينهل منه حتى تمكن من الوصول لمكانة علمية متميزة شهد له بها العالم أجمع. وقيل عنه أنه واحد من سبعة علماء فى العالم يعرفون أسرار الذرة . وبالتالي فهو واحد من ضمن السلسلة الطويلة التي لن تنتهي من الاغتيالات الصهيونية الحقيرة ضد أي عالم عربي نابغة متمسك بقيمه ومبادئه ومؤمن بقضايا وطنه العربي . إنه الدكتور علي مصطفى مُشرَفَة.

النشأة
ولد علي مُشرَفَة في 22 صفر 1316 ه الموافق 11 يوليه 1898 م بمحافظة دمياط بجمهورية مصر العربية، ولد في عائلة ميسورة الحال تحظى بالاحترام والتقدير من الجميع، وعلى قدر عال من العلم والثقافة فوالده هو السيد مصطفى عطية مُشرَفَة أحد الشيوخ الأجلاء، والذي حرص على تنشئة أبنائه على الدين والعلم معاً حتى يخرجوا للمجتمع أبناء صالحين، وكان علي هو الابن الأكبر لمصطفى مُشرَفَة ، في عام 1907 حصل "علي" على الشهادة الابتدائية، وكان ترتيبه الأول على القطر.. إلا أن والده توفي في نفس العام تاركًا عليًّا الذي لم يتجاوز الاثنى عشر ربيعًا ربًّا لأسرته المكونة من أمه وإخوته الأربعة.ولعل هذا هو السر فيما يُعرف عن شخصية الدكتور "علي مُشرَفَة " بالجلد والصبر.. وحب الكفاح. وارتفاع الحس التربوي في شخصيته.
لم تكن العلوم الفيزيائية فقط هي المسيطرة على حياة علي مُشرَفَة ، ولكن كانت العلوم الدينية هي الأساس حيث عمل والده منذ صغره على توعية ابنه وتوجيهه نحو الدين فقام مُشرَفَة بحفظ القرآن الكريم صغيراً، هذا بالإضافة لحفظه للعديد من الأحاديث الصحيحة، وكان هذا الدعم الديني هو العامل المحفز له في جميع مراحل حياته التي حفلت بعد ذلك بالعديد من الأحداث والإنجازات.

البداية العلمية لمُشرَفَة :
بدأ مُشرَفَة وضع قدميه على الطريق العلمي عندما حصل على شهادة البكالوريا بمجموع كبير وهو ما أهله للالتحاق بأفضل الكليات ولكن على الرغم من هذا قرر مُشرَفَة الالتحاق بمدرسة المعلمين العليا، وفي عام 1917م بعد تخرجه من مدرسة المعلمين العليا ونظراً لتميزه ونبوغه تم اختياره للسفر ضمن بعثة علمية ولأول مرة إلى إنجلترا.
التحق مُشرَفَة بعدد من الكليات منها كلية "نوتينجهام" ، وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم مع مرتبة الشرف من الجامعة الملكية بلندن عام 1923م، ثم حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة لندن في فترة وجيزة بإشراف العالم الفيزيائي الشهير شارل توماس ويلسون ( charles. t .wilson) انتخب على إثرها عضوا في الجمعية الملكية البريطانية و صار محاضرا فيها ، ثم رئيسا لها ، فكان أول أجنبي يحتل هذا المنصب.
عاد مُشرَفَة مرة أخرى إلى أحضان الوطن حيث تم تعيينه مدرساً بمدرسة المعلمين العليا، إلا أنه ما لبث أن عاد مرة أخرى إلى إ نجلترا حيث أكمل دراساته وتمكن من الحصول على درجة الدكتوراه في العلوم ليصبح أول مصري يحصل على مثل هذه الدرجة العلمية.

حياته العلمية والعملية:
*بعد حصوله على الدكتوراه عاد مُشرَفَة مرة أخرى إلى مصر حيث تم تعيينه كأستاذ للرياضة التطبيقية بكلية العلوم جامعة القاهرة، وحصل على درجة "أستاذ" في عام 1926م، على الرغم من الاعتراضات التي صاحبت هذا القرار لأن مُشرَفَة لم يتجاوز الثلاثين من عمره بعد.
*ولم يكن هذا كل شيء حيث تم تعيينه عميداً لكلية العلوم في عام 1936م ، وتوالت العمادة لأربع مرات متتالية نظراً لكفاءته وأدائه العلمي المتميز، وفي ديسمبر 1945م تم تعينه وكيلاً للجامعة.
*وقد شهدت كلية العلوم أثناء فترة عمادته لها تألقاً علمياً ففتح المجال أمام الطلاب من أجل البحث العلمي، كما عمل على إنشاء قسم للغة الإنجليزية والترجمة بالكلية، وحول الدراسة في الرياضة البحتة باللغة العربية، وقام بتصنيف قاموس لمفردات المصطلحات العلمية لترجمتها من الإنجليزية للعربية.
دُعيَ من قبل العالم الألماني الأصل ألبرت أينشتين للاشتراك في إلقاء أبحاث تتعلق بالذرة عام 1945 كأستاذ زائر لمدة عام، ولكنه اعتذر بقوله: "في بلدي جيل يحتاج إلي".

إسهاماته العملية:
بدأت أبحاث الدكتور "علي مُشرَفَة " تأخذ مكانها في الدوريات العلمية وعمره لم يتجاوز خمسة وعشرون عامًا. كانت للدكتور مُشرَفَة العديد من الإسهامات العلمية القيمة والتي قام فيها بتفسير وتعديل عدد من النظريات والمسائل العلمية.
- في الجامعة الملكية بلندن Kings College نشر له أول خمسة أبحاث حول النظرية الكمية التي نال من أجلها درجتي Ph.D ( دكتوراه الفلسفة و Dsc.دكتوراة العلوم. دارت أبحاث الدكتور مُشرَفَة حول تطبيقه الشروط الكمية بصورة معدلة تسمح بإيجاد تفسير لظاهرتي شتارك وزيمان.
- كذلك.. كان الدكتور مُشرَفَة أول من قام ببحوث علمية حول إيجاد مقياس للفراغ؛ حيث كانت هندسة الفراغ المبنية على نظرية "أينشتين" تتعرض فقط لحركة الجسيم المتحرك في مجال الجاذبية، والنظرية الإلكترونية والكهرومغناطيسية للضوء، كما قام بإضافة عدد من النظريات الجديدة مثل نظريته في تفسير الإشعاع الصادر من الشمس، ونظريته في الإشعاع والسرعة والتي تعد من أهم نظرياته وكانت السبب وراء شهرته حيث أثبت فيها أن المادة إشعاع في أصلها، ويمكن اعتبار كل من المادة والإشعاع وجهان لشيء واحد بإمكان كل منهما أن يتحول إلى الأخر وقد قامت هذه النظرية بفتح المجال بعد ذلك من أجل تحويل المواد الذرية إلى إشعاعات.
- كان الدكتور "علي مُشرَفَة "أحد القلائل الذين عرفوا سر تفتت الذرة . بل كان أول من أضاف فكرة جديدة وهي أن الأيدروجين يمكن أن تصنع منه مثل هذه القنبلة.. إلا أنه لم يكن يتمنى أن تصنع القنبلة الأيدروجينية ، وهو ما حدث بعد وفاته بسنوات في الولايات المتحدة وروسيا.
- وعلى الرغم من أبحاث مُشرَفَة في الذرة إلا أنه كان من أشد الرافضين أن تستخدم في الحروب، ولمُشرَفَة أبحاث عديدة في نظريات الكم ، الذرة والإشعاع، الميكانيكا والديناميكا وغيرها العديد من الأبحاث القيمة.

فكره وجهوده:
ألف الدكتور مُشرَفَة كتبًا عديدة منها: النظرية النسبية - الذرة والقنابل - نحن والعلم - العلم والحياة. واهتم خاصة بمجال الذرة والإشعاع وكان يقول: "إن الحكومة التي تهمل دراسة الذرة إنما تهمل الدفاع عن وطنها".
ويرى أنه لا يزدهر حاضر أمة تهمل دراسة ماضيها، وأنه لا بد من الوقوف عند نوابغ الإسلام والعرب، ونكون أدرى الناس بها.. فساهم بذلك في إحياء الكتب القديمة وإظهارها للقارئ العربي مثل: كتاب الخوارزمي في الجبر والفارابي في الطب والحسن ابن الهيثم في الرياضة.. وغيرها.
وكان الدكتور مُشرَفَة ينظر إلى الأستاذية على أنها لا تقتصر على العلم فقط، وإنما توجب الاتصال بالحياة.. وأن الأستاذ يجب أن يكون ذا أثر فعال في توجيه الرأي العام في الأحداث الكبرى التي تمر بالبلاد، وأن يحافظ على حرية الرأي عند المواطنين، وآمن الدكتور مُشرَفَة بأن "العلم في خدمة الإنسان دائمًا وأن خير وسيلة لاتقاء العدو أن تكون قادرًا على رده بمثله.. فالمقدرة العلمية والفنية قد صارتا كل شيء.. ولو أن الألمان توصلوا إلى صنع القنبلة الذرية قبل الحلفاء لتغيرت نتيجة الحرب.. وهو تنوير علمي للأمة يعتمد عليه المواطن المدني والحربي معًا.
وبالإضافة لجهود مُشرَفَة في مجال العلوم والذرة وغيرهما من الأمور العلمية، كان ملماً أيضاً بأمور الأدب واللغة والشعر فكان عضواً بالمجمع المصري للثقافة العلمية باللغة العربية، وقام بترجمة عدد من الأبحاث إلى اللغة العربية.

مُشرَفَة جامعيًّا:
تمتعت كلية العلوم في عصره بشهرة عالمية واسعة؛ حيث عني عناية تامة بالبحث العلمي وإمكاناته، فوفر كل الفرص المتاحة للباحثين الشباب لإتمام بحوثهم.. ووصل به الاهتمام إلى مراسلة أعضاء البعثات الخارجية.
سمح لأول مرة بدخول الطلبة العرب الكلية؛ حيث كان يرى أن: "القيود القومية والفواصل الجنسية ما هي إلا حبال الشيطان يبث بها العداوة والبغضاء بين القلوب المتآلفة".
أنشأ قسمًا للغة الإنجليزية والترجمة بالكلية.. كما حول الدراسة في الرياضة البحتية باللغة العربية.. صنف قاموسًا لمفردات الكلمات العلمية من الإنجليزية إلى العربية.
يقول المؤرخون: إن الدكتور مُشرَفَة أرسى قواعد جامعية راقية.. حافظ فيها على استقلالها وأعطى للدرس حصانته وألغى الاستثناءات بكل صورها، وكان يقول: "إن مبدأ تكافؤ الفرص هو المقياس الدقيق الذي يرتضيه ضميري".

مُشرَفَة أدبيًا:
كان مُشرَفَة حافظًا للشعر.. ملمًّا بقواعد اللغة العربية.. عضوًا بالمجمع المصري للثقافة العلمية باللغة العربية؛ حيث ترجم مباحث كثيرة إلى اللغة العربية.
كان يحرص على حضور المناقشات والمؤتمرات والمناظرات، وله مناظرة شهيرة مع د/ طه حسين حول: أيهما أنفع للمجتمع الآداب أم العلوم".
نشر للدكتور مُشرَفَة ما يقرب من ثلاثين مقالاً منها: سياحة في فضاء العالمين - العلم والصوفية - اللغة العربية كأداة علمية - اصطدام حضارتين- مقام الإنسان في الكون.

مُشرَفَة اجتماعيًّا:
شارك الدكتور علي في مشاريع مصرية عديدة تشجيعًا للصناعات الوطنية.. كما شارك في إنشاء جماعة الطفولة المشردة.. كان أول من لقن من حوله دروسًا في آداب الحديث وإدارة الجلسات.

مُشرَفَة موسيقيًّا:
كان الدكتور مُشرَفَة عازفًا بارعًا على الكمان والبيانو، مغرمًا بموسيقى جلبرت وسلفن، ألف الجمعية المصرية لهواة الموسيقى في سنة 1945 وكان من أغراضها العمل على تذليل الصعوبات التي تحول دون استخدام النغمات العربية في التأليف الحديث.
كوّن لجنة لترجمة "الأوبرتات الأجنبية" إلى اللغة العربية.. وكتب كتابًا في الموسيقى المصرية توصل فيه إلى أن جميع النغمات الأخرى في السلم الموسيقي غير السيكا والعراق يمكن إلغاؤها أو الاستغناء عنها.

أهم مؤلفاته :
كان الدكتور مُشرَفَة من المؤمنين بأهمية دور العلم في تقدم الأمم، وذلك بانتشاره بين جميع طوائف الشعب حتى إن لم يتخصصوا به، لذلك كان اهتمامه منصبا على وضع كتب تلخص وتشرح مبادئ تلك العلوم المعقدة للمواطن العادي البسيط، كي يتمكن من فهمها والتحاور فيها مثل أي من المواضيع الأخرى، وكان يذكر ذلك باستمرار في مقدمات كتبه، والتي كانت تشرح الألغاز العلمية المعقدة ببساطة ووضوح حتى يفهمها جميع الناس حتى من غير المتخصصين.وكان من أهم كتبه:

- الميكانيكا العلمية والنظرية 1937
- الهندسة الوصفية 1937
- مطالعات عامية 1943
- الهندسة المستوية والفراغية 1944
- حساب المثلثات المستوية 1944
- الذرة والقنابل الذرية 1945
- العلوم والحياة 1946
- الهندسة وحساب المثلثات 1947
- نحن والعلم

قالوا عنه :
قال عنه انشتاين تعليقا علي وفاته " انه لخسارة للعالم اجمع ".
وقال الأستاذ الدكتور أديب عبدا لله : لقد كان لظهور مواهب مُشرَفَة فى المجال العلمي أثر فى كفاحنا القومى ضد النفوذ الاجنبى، فقد عجل ظهور مواهبه بتحرير الارادة المصرية فى مجال العلوم من السيطرة الاجنبية وكان الساسة فى كل بلد يتعلمون من مُشرَفَة كيف يتم تحقيق الانتصار الضخم فى كل مجال من مجالات الحياة.
" وقدمت الإذاعة فى أمريكا د.مُشرَفَة على أنه واحد من سبعة علماء فى العالم يعرفون أسرار الذرة.

وفاته......إغتياله :
توفى الدكتور "علي مصطفى مُشرَفَة " عن عمر يناهز 52 عامًا.. يوم الاثنين الموافق 15 يناير 1950 .
كان من ضمن العلماء الذين عثروا على جثثهم مغطاة بعلامات الاستفهام. تتسع القائمة لتشمل د. مصطفى مُشرَفَة.
وباتت ظروف وفاة د.مُشرَفَة المفاجئة غامضة للغاية، وكانت كل الظروف المحيطة به تشير إلى أنه مات مقتولاً على يد الصهيونية العالمية ،التي أتقنت جيدا التصفية الجسدية لأي عالم عربي يقترب من هذا الخط الأحمر وهو الذرة ويرفض التعامل معهم ويكفي أن نقول أن نظرتهم للطالبة النابغة د. سميرة موسى التي تم اغتيالها في ظروف غامضة في احدى رحلاتها العلمية لن تختلف عن نظرتهم لأستاذها الأكثر نبوغاً د. مصطفى مُشرَفَة فلقد أتقنوا هذه الأعمال القذرة الحقيرة .ويستمر مسلسل القضاء على العقول النابغة في الوطن العربي. رحمة الله على شهداء العلم والعروبة في وطننا العربي.( الراية)