عبد الرؤوف
07-22-2009, 08:54 PM
غرابة النظرية النسبية
اشتهرت النظرية النسبية وارتبطت بصاحبها آينشتاين، وبقدر غرابة نظرية النسبية بقدر غرابة أطوار صاحبها ألبرت آينشتاين، وكلمة آينشتاين باللغة الألمانية تعني (حجرا واحدا) فازدادت المسألة غموضاً.
وصاحبها ابتدأ الأمر وهو فتى يافع بسؤال بريء: هل يمكن لأحد أن يركب شعاع الضوء فيحلق به؟ وإذا حصل هذا فما الذي ينتظر صاحبه؟
والضوء منبع الحقائق والألغاز وما زال.
فالله نور السموات والأرض، ونيوتن حلل الضوء بموشور زجاجي ليكتشف أن الضوء عصير كوكتيل من الألوان.
ومن الفيزيائيين من مزج بعض موجات الضوء فانعدم الضوء. والليزر هو تدفق موجات الضوء في حزمة متناسقة مثل الفرقة العسكرية.
وآينشتاين أخذ جائزة نوبل على بحثه في الظاهرة الكهروضوئية، حين اعتبر أن الضوء ليس موجة بل كتلة طاقة مثل كرات البلياردو فدشن الطريق لميكانيكا الكم، وقال إنه ليس بين النجوم مادة إيثر كما يزعمون. ومال نيوتن إلى اعتبار الضوء موجات من كريات مادية دقيقة.
أما ايرفينج شرودينجر فاعتبر الضوء حالة بين الحالتين: موجة وكتلة، يغير بها الضوء طبيعته كل مرة.
مذكرا بالفيروس في الطب الذي يسبح في قنطرة بين الموت والحياة، فتارة يتبلور مثل الملح فيموت، وتارة تدب فيه الحياة فيتكاثر، ولكن لا بد له من مستقر ومستودع، فلا يعيش وحده، بل لا بد له من خلية تستضيفه، قد بينا الآيات لقوم يعلمون.
والنسبية لم تأت انبثاقاً عفويا في دماغ آينشتاين، بل من خلال تراكم كمي لمن سبقوه، وأشهرهم اثنان لورنتس الهولندي وبوانكاريه الفرنسي.
وكان الثاني على رمية حجر من النظرية، ولكن آينشتاين كان من قطف الثمرة، بعد أن زرع من قبله الشجرة، وإنه لعلم للساعة ولسوف تعلمون.
كما يقول ابن خلدون عن مقدمته التي اكتشفها (الحكم القريبة المحجوبة).
وحاول هارفي من جامعة برنستون أن يُشَرِّح دماغ آينشتاين ليعرف سر العبقرية فقطع دماغه في 240 شريحة، أرسلها إلى أهم المخابر العالمية يسأل: هل من ميزة خاصة في هذا الدماغ الفريد؟ فكان الجواب: إنه دماغ لا يختلف عن دماغ أي أهبل من أي مصحة أمراض عقلية؟!
ومن دخل الكمبيوتر لم يلاحظ سوى شرائح وبراغي، والبرامج لا تكشف إلا بشاشة ومفتاح سر في مستوى معرفي مختلف.
وغرابة النسبية أنها حطمت كل الثوابت مثل الزمان والمكان، ودمجت ثلاث حزم علمية في قوانين بسيطة، فتحطمت الحواجز بين الميكانيك والإلكتروديناميك والترموديناميك. وأمكن بواسطتها فهم ثوابت الكون ضمن منظومة متناسقة، وعرف أن المادة والطاقة ليسا أكثر من وجهين لعملة واحدة، فالمادة هي طاقة مكثفة مخزونة.
ويمكن لكيلوجرام واحد من أي مادة أن يدفع بعابرة محيط من حجم (التيتانيك) أن تمشي بهذا الوقود 75 سنة دون توقف.
وانفجار القنبلة النووية كان أحد تطبيقات هذه العلاقة بين المادة والطاقة، التي وضعها آينشتاين على صورة معادلة أنيقة جميلة، وحاليا يدعي عالم أمريكي أن الدليل على صحة أي نظرية هو الجمال. فثالوث الجمال هو الروعة والتناسق والبساطة.
ونعلم اليوم أن الطاقة تعادل المادة مضروبة في مربع سرعة الضوء؛ وبتفجير الذرة نقل شعاع إلى وجه الأرض بمليون درجة.
ومعضلة الزمن محيرة منذ أن جاء زينون بمعضلة السهم الذي لا يتحرك، وأخيل الذي لن يلحق سلحفاة مشت قبله!
فالزمن مثل الشلال المتدفق، مفكك الأوصال يغير طبيعته حسب السرعة والمكان، ومن ركب ظهر شعاع النور ـ كما حلم آينشتاين ـ فكسب سرعة الضوء توقف عنده الزمن فدخل الخلود، ومن غادر الأرض إلى كوكب آخر يمشي بسرعة كبيرة ثم رجع إلى الأرض أصيب بالدهشة من شبابه وهرم رفاق الصبا؟ وهذا يقرب مفهوم الجنة وتوقف الزمن فيها بدون موت، وشباب بدون مرض ونصب وعذاب. وحسب روبرت آوغروس وجورج ستانسيو في كتابهما (العلم في منظوره الجديد) وهما اختصاصيان في فلسفة العلوم فإن آينشتاين "هدم عام 1905م ركنين أساسيين من أركان النظام القديم، فنظرية النسبية الخاصة قادت علم الفيزياء إلى التخلي إلى الأبد عن فكرتي المكان المطلق والزمان المطلق، وأن علاقات المكان والزمان وقوانين الحركة لا يمكن تعريفها إلا بوصفها الموقف الشخصي للمراقب ولظروفه المادية"، وهذا يقرب مفهوم أن يوماً عند ربك كألف سنة مما يعدون. والزمن كما يقول إقبال حالة النفس أكثر من دورة الفلك. ( خاص جلبي . ص الاقتصادية )
اشتهرت النظرية النسبية وارتبطت بصاحبها آينشتاين، وبقدر غرابة نظرية النسبية بقدر غرابة أطوار صاحبها ألبرت آينشتاين، وكلمة آينشتاين باللغة الألمانية تعني (حجرا واحدا) فازدادت المسألة غموضاً.
وصاحبها ابتدأ الأمر وهو فتى يافع بسؤال بريء: هل يمكن لأحد أن يركب شعاع الضوء فيحلق به؟ وإذا حصل هذا فما الذي ينتظر صاحبه؟
والضوء منبع الحقائق والألغاز وما زال.
فالله نور السموات والأرض، ونيوتن حلل الضوء بموشور زجاجي ليكتشف أن الضوء عصير كوكتيل من الألوان.
ومن الفيزيائيين من مزج بعض موجات الضوء فانعدم الضوء. والليزر هو تدفق موجات الضوء في حزمة متناسقة مثل الفرقة العسكرية.
وآينشتاين أخذ جائزة نوبل على بحثه في الظاهرة الكهروضوئية، حين اعتبر أن الضوء ليس موجة بل كتلة طاقة مثل كرات البلياردو فدشن الطريق لميكانيكا الكم، وقال إنه ليس بين النجوم مادة إيثر كما يزعمون. ومال نيوتن إلى اعتبار الضوء موجات من كريات مادية دقيقة.
أما ايرفينج شرودينجر فاعتبر الضوء حالة بين الحالتين: موجة وكتلة، يغير بها الضوء طبيعته كل مرة.
مذكرا بالفيروس في الطب الذي يسبح في قنطرة بين الموت والحياة، فتارة يتبلور مثل الملح فيموت، وتارة تدب فيه الحياة فيتكاثر، ولكن لا بد له من مستقر ومستودع، فلا يعيش وحده، بل لا بد له من خلية تستضيفه، قد بينا الآيات لقوم يعلمون.
والنسبية لم تأت انبثاقاً عفويا في دماغ آينشتاين، بل من خلال تراكم كمي لمن سبقوه، وأشهرهم اثنان لورنتس الهولندي وبوانكاريه الفرنسي.
وكان الثاني على رمية حجر من النظرية، ولكن آينشتاين كان من قطف الثمرة، بعد أن زرع من قبله الشجرة، وإنه لعلم للساعة ولسوف تعلمون.
كما يقول ابن خلدون عن مقدمته التي اكتشفها (الحكم القريبة المحجوبة).
وحاول هارفي من جامعة برنستون أن يُشَرِّح دماغ آينشتاين ليعرف سر العبقرية فقطع دماغه في 240 شريحة، أرسلها إلى أهم المخابر العالمية يسأل: هل من ميزة خاصة في هذا الدماغ الفريد؟ فكان الجواب: إنه دماغ لا يختلف عن دماغ أي أهبل من أي مصحة أمراض عقلية؟!
ومن دخل الكمبيوتر لم يلاحظ سوى شرائح وبراغي، والبرامج لا تكشف إلا بشاشة ومفتاح سر في مستوى معرفي مختلف.
وغرابة النسبية أنها حطمت كل الثوابت مثل الزمان والمكان، ودمجت ثلاث حزم علمية في قوانين بسيطة، فتحطمت الحواجز بين الميكانيك والإلكتروديناميك والترموديناميك. وأمكن بواسطتها فهم ثوابت الكون ضمن منظومة متناسقة، وعرف أن المادة والطاقة ليسا أكثر من وجهين لعملة واحدة، فالمادة هي طاقة مكثفة مخزونة.
ويمكن لكيلوجرام واحد من أي مادة أن يدفع بعابرة محيط من حجم (التيتانيك) أن تمشي بهذا الوقود 75 سنة دون توقف.
وانفجار القنبلة النووية كان أحد تطبيقات هذه العلاقة بين المادة والطاقة، التي وضعها آينشتاين على صورة معادلة أنيقة جميلة، وحاليا يدعي عالم أمريكي أن الدليل على صحة أي نظرية هو الجمال. فثالوث الجمال هو الروعة والتناسق والبساطة.
ونعلم اليوم أن الطاقة تعادل المادة مضروبة في مربع سرعة الضوء؛ وبتفجير الذرة نقل شعاع إلى وجه الأرض بمليون درجة.
ومعضلة الزمن محيرة منذ أن جاء زينون بمعضلة السهم الذي لا يتحرك، وأخيل الذي لن يلحق سلحفاة مشت قبله!
فالزمن مثل الشلال المتدفق، مفكك الأوصال يغير طبيعته حسب السرعة والمكان، ومن ركب ظهر شعاع النور ـ كما حلم آينشتاين ـ فكسب سرعة الضوء توقف عنده الزمن فدخل الخلود، ومن غادر الأرض إلى كوكب آخر يمشي بسرعة كبيرة ثم رجع إلى الأرض أصيب بالدهشة من شبابه وهرم رفاق الصبا؟ وهذا يقرب مفهوم الجنة وتوقف الزمن فيها بدون موت، وشباب بدون مرض ونصب وعذاب. وحسب روبرت آوغروس وجورج ستانسيو في كتابهما (العلم في منظوره الجديد) وهما اختصاصيان في فلسفة العلوم فإن آينشتاين "هدم عام 1905م ركنين أساسيين من أركان النظام القديم، فنظرية النسبية الخاصة قادت علم الفيزياء إلى التخلي إلى الأبد عن فكرتي المكان المطلق والزمان المطلق، وأن علاقات المكان والزمان وقوانين الحركة لا يمكن تعريفها إلا بوصفها الموقف الشخصي للمراقب ولظروفه المادية"، وهذا يقرب مفهوم أن يوماً عند ربك كألف سنة مما يعدون. والزمن كما يقول إقبال حالة النفس أكثر من دورة الفلك. ( خاص جلبي . ص الاقتصادية )