المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نال جائزة ارنست آند يونغ لاختراعه لقاحاً طبياً جديداً. فؤاد الهبري: واشنطن أطلقتني لكنني فخور بأنن



عبد الرؤوف
07-06-2009, 10:32 PM
نال جائزة ارنست آند يونغ لاختراعه لقاحاً طبياً جديداً. فؤاد الهبري: واشنطن أطلقتني لكنني فخور بأنني لبناني

http://www.tayyar.org/NR/rdonlyres/97453D51-8110-4A0A-B673-9216E6AD316F/94269/128913357289137998.jpg

رجل الأعمال اللبناني فؤاد الهبري رائد الاعمال لسنة ٢٠٠٩ عن واشنطن العاصمة، وهذه الجائزة استحقها من شركة ارنست آند يونغ العالمية عن فئة التكنولوجيا، وتعطى تكريماً لرجال الأعمال الذين يقودون شركات من طور النمو الى الريادة في مجال تخصصها وأعمالها. وقد استحق هذه الجائزة لقيادته شركة اEmmergent Bio Solutionsب الأميركية التي حولها من شركة متعثرة الى رائدة في مجال تطوير اللقاحات الطبية. فماذا في تفاصيل هذه الجائزة وانواع اللقاحات التي يعمل عليها الهبري البالغ من العمر ٥١ عاماً؟

في خلال لقائه مع الأنوار، يقول رجل الاعمال فؤاد الهبري الذي يمضي اجازته السنوية في لبنان:
شركة ارنست آند يونغ تسعى من وراء هذه الجائزة، خلف الشركات الكبرى التي تعتمد المعايير المتعلقة بجودة العمل والانتاج والقدرة على تطوير منتجات جديدة، مقابل مساهمة الشركات في تطوير المجتمع والحفاظ عليه، وما يساعدنا كشركة Emmergent Bio Solutions في الفوز بهذه الجائزة، وتحديداً عن فئة التكنولوجيا في واشنطن الكبرى التزامنا بالمعايير التي تفرضها الجائزة، ولا سيما بعد عملية التملك الأخيرة للشركة التي كانت معروضة للبيع بمبلغ يقارب ال ٢٥ مليون دولار، ولديها ١٧٠ موظفاً، ومن خلال استراتيجية التوسع والتطوير، ارتفع سعرها الى ما بين ٤٠٠ و٥٠٠ مليون دولار، وفق تقديرات بورصة نيويورك، اذ ارتفع سعر السهم الواحد فيها من ستة دولارات قبل عشرة اعوام، الى ٢٦ دولاراً، اضافة الى رفع عدد الموظفين الى ٦٠٠ موظف، الامر الذي ساعدنا في تكبير حجم اعمالنا، خصوصاً وان استراتيجيتنا المعتمدة، قامت ايضا على سياسة التوسع عبر تملكنا لشركات خاسرة ثلاث في كل من اميركا وبريطانيا والمانيا.

رقابة على الشركات

ان شركة ارنست آند يونغ، يوضح رجل الاعمال فؤاد الهبري، واحدة من الشركات المالية العالمية التي تقوم بمهمة الرقابة المالية على الشركات، وتكرم الذين يحققون طموحاتهم وتالياً الانجازات في مجالات ابداعية وخلاقة في مجال التكنولوجيا. وهي بعدما يتقدم أو يترشح عدة اشخاص للفوز بالجائزة، تختار لجنة الحكم رائد الاعمال وقد اختارتني رائد الاعمال لسنة ٢٠٠٩ في مجال التكنولوجيا، بصفتي مالك شركة Emmergent Bio Solutions . وفيما انا فخورر بها، فأنا ايضا فخور بكل موظف يعمل في الشركة، لأنهم جميعاً، الى كونهم اوفياء للشركة، مؤمنون بما نقوم به، ويكرسون انفسهم للعمل، خصوصاً وان نطاق عملنا يقضي بحماية حياة الانسان. صحيح ان للشركة وجهاً تجارياً ايضا، لكن طبيعة عملنا الاساسية حماية ارواح الناس عبر تطوير اللقاحات التي ستوفر لهم المناعة والتحصن بوجه المرض. ان شعارنا الذي نعمل من خلاله الجانب التجاري، لا يلغي الجانب الانساني.

جامعة أوكسفورد

تحدثت عن اللقاحات المتخصصة بها الشركة التي تملك. فما هي هذه اللقاحات؟ ولأي أمراض؟
- اننا حالياً، نعمل على تطوير عدة لقاحات جديدة، من بينها لقاح لمرض التيفوئيد. ونحن في هذا الصدد، نعمل على تطوير لقاح خاص بهذا المرض، ويمكنني القول اننا وصلنا الى مراحل متقدمة من التجارب التي نجريها في افريقيا الجنوبية، اذ بلغنا المرحلة الثانية ب والتي جاءت نتائجها مشجعة. فبعد عامين من التجارب على هذا اللقاح على عينة من الاطفال لمعرفة مدى فعاليته، وصلنا اليوم الى مرحلة قياس فعالية هذا اللقاح ومناعته، فاذا جاءت التجارب ناجحة، فإننا ننتقل عندها الى المرحلة الثالثة من التجارب التي تقضي بتوسيع دائرة هذه الاختبارات لتشمل فئة الراشدين التي تدعم مادياً الشركات التي تطور لقاحات التيفوئيد، فيما تدعمنا في انكلترا شركة Wellcome Trust، في حين ان شريكنا في هذه التجارب هو جامعة أوكسفورد البريطانية.
أما اللقاح الثاني فهو - وفق الهبري - فانه متعلّق بمرض الصفيرة (Ephatite B)، والذي من شأنه اذا ما نجحت الاختبارات عليه، أن يكسب مناعة للمرضى المصابين بهذا المرض، كما من شأنه ان يشكّل علاجاً لأمراض مزمنة ناتجة عن مرض الصفيرة. ويوضح رجل الأعمال فؤاد الهبري: ان المرضى الذين يعانون من هذا المرض عادة ما يتحوّل مرض ال (Ephatite B) الى مرض مزمن، قد يؤدي في مرحلة متقدمة الى اصابته بسرطان الكبد، أو توقّف الكبد عن اداء وظيفته في جسد الإنسان نهائياً. إنَّ اللقاح الذي نعمل عليه حالياً، يساعد جسم المريض على حماية نفسه من المرض لجهة الحد من تقدّم المرض وحصره والحد من انتشاره في جسده. وإذا كنت مفائلاً، فيمكنني القول أن هذا اللقاح قد يقضي على المرض نهائياً، لكني لليوم أقول اننا إن استطعنا من تخفيف ضغط هذا المرض على جسم المريض فأننا نكون قد حققنا نتيجة جيدة في هذا المجال، اي منع تدهور صحة المريض. ونحن في هذا اللقاح بلغنا المرحلة الثانية من الاختبارات التي تجري على عيّنة من المواطنين في الصين، وتدعمنا شركة اWellcome Trustب، ونتحضّر حالياً للإنتقال الى المرحلة الثانية C على أن ننتقل الى المرحلة الثالثة في غضون العامين المقبلين.

تطوّر طبّي جديد

ماذا بشأن العمل على لقاح لمرض السرطان الذي لليوم لم يجد له الطب علاجات ناجعة؟
- إننا نعمل على عدد من اللقاحات لأمراض متعددة، من بينها مثلاً العمل على تطوير لقاح قديم لرفع فعاليته. فمرض التيفوئيد مثلاً يوجد له لقاح، لكننا نعمل على تطويره ليصبح لقاحاً من جرعة واحدة ذا فعالية، على أن يكون جرعة تؤخذ عبر الفم، وليس عبر الإبرة. أما بالنسبة الى الأمراض الداخلية كالإلتهابات الداخلية مثلاً، لدينا في الشركة مجموعتان تعملان تقنياً، تدرسان إمكان محاولة ايجاد متطوعين لتلقي هذه اللقاحات. لكني أرى انه من المبكر الحديث عن هذا اللقاح، لأننا لا نزال في المرحلة البدائية من العمل عليه، وتحديداً، لا نزال في مرحلة إستكشاف هذا الإحتمال. لكن هنا، إذا نظرنا الى هذا الأمر من الناحية العلمية، فإن اللقاحات هي الأكثر تطوراً في مجال صناعة الأدوية والصناعة الصيدلانية، وقد اظهرت الدراسات البيولوجية ان اللقاحات، وتقوية وتحصين المناعة هي الأكثر نضجاً في الأبحاث البيولوجية منها من صناعة الأدوية.
من يطلع على سيرتك الذاتية يجد أنك متخصص بالإقتصاد. فما الذي اخذك الى العمل في المجال الطبي - العلاجي؟
- بطبعي أعشق العمل على تطوير العلاجات الطبّية. صحيح أني تخصّصت في الإقتصاد حيث نلت دبلوماً من جامعة ستانفورد ومن ثم شهادة الدراسات العليا في الأعمال من جامعة يال، لاعمل بعدها بصفة رئيس قسم إدارة العمليات في مجموعة سيتي بنك ومن ثم في هاملتون، وكلاهما ذات طابع استشاري تشمل صناعات مختلفة، من الصناعة المالية الى المشروبات وإدارة الأبحاث، ولانتقل بعدها الى الشركة الاستشارية بوز آلن، لكني وقبل كل شيء أحب العمل على تطوير العلاجات الطّبية، علماً انه ليس لدي أي خلفية علمية عن الطب. لكن طبيعة عملي في هذه المؤسسات والشركات، ساعدتني في بلوغ هذا المجال. ويضاف الى ذلك، أني كنت محظوظاً بفريق عمل رائع ساعدني وعلّمني، لأن فريق العمل جاء من خلفية علمية ولأنهم حالمون مثلي. علموني وساعدوني على اختراق هذا المجال.

الإتصالات ايضاً

تعمل إنطلاقاً من الولايات المتحدة الأميركية وعبر شركتك التي تتوفّر منتجاتها ونشاطاتها في عدد من دول الشرق الأوسط. فماذا بشأن الاستثمار في لبنان؟
- إني مستعدّ للاستثمار في لبنان. لا بل أودّ ذلك، علماً ان هذا الأمر سيكون بمثابة تحدٍ كبير في مجال صناعة الأدوية التي لا تزال في لبنان في بداياتها، لكني في مطلق الأحوال، لا استطيع الحكم على ما هو وضع سوق صناعة الأدوية في لبنان، لأني لم اجرِ أي دراسة بعد. لكن، ليس من الضروري مثلاً أن يكون استثماري في صناعة الأدوية، بل قد يكون في مجال الإتصالات بمقابل استثمار آخر في مجال البيئة الذي اعتبره جديد اهتماماتي بعد التكنولوجيا.
يبقى، ماذا يعني للبناني غادر وطنه يافعاً، ووصل الى تحقيق طموحاته التي توجت بفوزه بجائزة أرنست انديونغ.
- أشعر بالفخر والإعتزاز بفوزي بهذه الجائزة، كما واشعر بالفخر لأني اعتبر نفسي سفيراً لوطني لبنان الذي برغم الأحداث المتلاحقة التي عصفت به منذ العام ١٩٧٥، ودفعت بعائلتي الى مغادرته، اشعر في أعماقي أني لبناني بامتياز. فوالدي رحمه الله - وقد توفي قبل عامين - كان لبنانياً ووطنياً. كان ملتزماً بلبنان. وفي واشنطن توجد جالية لبنانية كبيرة، وأفخر لكوني عضواً فيها. إن الولايات المتحدة الأميركية التي استقرّيت فيها، تقدّم لكل مواطن فرصة تحقيق ذاته، وقد عملت بجهد وبأسلوب مهني ونجحت في تحقيق جزء كبير من أحلامي المهنية التي تصبّ في خدمة الإنسان، ولكني لم أنسَ يوماً وطني لبنان الذي أحافظ على علاقتي به، وأزوره مرة سنوياً برفقة زوجتي نانسي الاميركية وأولادي كريم ٢٦ سنة ويسرى ٢٤ سنة وعايدة ١٩ سنة للحفاظ على أواصر العلاقات الأسرية والروابط العائلية والوطنية. جدّي لا يزال على قيد الحياة ويعيش في لبنان، كما ولدّي الكثير من الأقارب وأبناء العم والأصدقاء. غادرت بيروت مطلع ١٩٧٥، إثر الحرب اللبنانية، لأعيش متنقلاً في العالم، لكني أعود اليها سنوياً. إن لبنان هو وطني. كتبت نهاد طوباليان: التيار الوطني الحر