المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وادي الرياض للتقنية في جامعة الملك سعود.. بوابة السعودية لاقتصاد المعرفة



عبد الرؤوف
06-30-2009, 08:12 PM
الاستثمار المعرفي في الجامعة يحول الأفكار البحثية إلى منتجات تجارية لتضيف إلى الاقتصاد الوطني
وادي الرياض للتقنية في جامعة الملك سعود.. بوابة المملكة لاقتصاد المعرفة

"الاقتصادية" من الرياض
أعطى إعلان جامعة الملك سعود بطرح أكثر من 40 فرصة استثمارية تدخل في إطار الاستثمار المعرفي، دلالات واضحة أن السعودية وجامعة الملك سعود بدأت الدخول في مجال توليد المنتجات الإبداعية الجديدة، وبذلك تسير على خطى البلدان المتقدمة في نقل الاختراعات التقنية من الجامعات إلى الأسواق.

ومن بعض المنتجات التقنية الجديدة: جهاز التشخيص المبكر للسرطان، وجهاز ترشيد الكهرباء، وجهاز الضاغط الهيدروليكي للسوائل وغير ذلك من منتجات.

ويعني الاستثمار المعرفي أو الاستثمار ذي الأساس المعرفي، هو الاستثمار الذي يقوم على تحويل المعرفة إلى قيمة اقتصادية. أي أنه الاستثمار الذي يحول الاختراعات التقنية إلي إبداعات، ومنتجات جديدة تطرح في السوق من أجل تداولها والمتاجرة فيها، أي تحويلها من حيز الأفكار إلى قيم اقتصادية ومادية، وهذا هو الأساس الذي يبني عليه الاقتصاد المعرفي.

ولم تنحصر نهضة الجامعة التطويرية على تعليم الطلاب أصول المعرفة فقط بل تعدتها للإسهام في تنمية مقدرات الوطن والمواطن الاقتصادية والعلمية أو كل ما من شأنه أن ينعكس تطوراً وتقدما على البلاد، واتخذت الجامعة في سبيل ذلك خطوات عدة جادة وحاسمة تمثلت في الكثير من المشاريع العملاقة التي تصب في هذا المنحى منها مشروع وادي الرياض للتقنية و مشروع حاضنة الرياض وذلك لاستثمار العقول وتسويق الأفكار الإبداعية بالإضافة إلى برنامج حماية الملكية الفكرية وبراءة الاختراع.


يأتي برنامج وادي الرياض للتقنية ( Riyadh Techno Valley ) في مقدمة هذه المشروعات لما يمثله من مستقبل واعد في كل ما يتعلق بالتنمية المستدامة وتقنيات المدن الذكية . ويهدف مشروع وادي الرياض للإسهام في إنشاء مجتمع المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة وتسويق كفاءات الجامعة لتحقيق عائدات تساعدها على التميز وتوجيه أعمال البحث بما يتناسب مع احتياجات وأولويات المجتمع وتقليص الهوة بين مخرجات الجامعة ومتطلبات سوق العمل واكتساب التقنية وتوظيفها وتوطينها بما يخدم التنمية المستدامة التعاون مع مختلف قطاعات المجتمع كشركاء للجامعة في انجازاتها وكمستفيدين من مخرجاتها إضافة إلى تحسين مستوى الدراسات و برامج التدريب والاستشارات العلمية بما يتلاءم مع أفضل الممارسات العالمية ، مؤكدا أن المشروع سيسهم في تخصيص 5 آلاف وظيفة للطلاب وتوفير أكثر من 2000 وظيفة تدريبية كما انه سيكون إحدى بوابات المملكة نحو اقتصاد المعرفة باعتبار انه سيسهم في نقل وتوطين التقنية وتعزيز التعاون بين الجامعة ومراكز البحث العالمية ، كما تم الاتفاق علي إنشاء المشروع في مختلف مراحله التأسيسية بالشراكة بين الجامعة و القطاعين العام والخاص ومن المتوقع أن يحقق المشروع بعد تشغيله عائدات كافية لا لتمويله الذاتي فحسب وإنما لتحقيق موارد هامة و مستقرة للجامعة تساعدها علي إنجاز مخططاتها الرامية إلى التميز و الريادة .

وتتحدد رؤية المشروع في إقامة واحة علمية رائدة في مجال البحث العلمي والتطوير التقني واقتصاديات المعرفة وتهيئة البيئة المناسبة لتشجيع الابتكار وتلبية احتياجات الصناعة المعرفية عن طريق تسويق منتجات البحث الجامعية وتعزيز التعاون بين مراكز البحث والتطوير والصناعة ، مشيرا إلى أن الجامعة تهدف من وراء هذا البرنامج لمساعدة خريجيها على اكتساب روح المبادرة وترجمة أفكارهم ومشاريع تخرجهم إلى استثمارات ذات مردود اقتصادي وإنشاء شبكات تعاون بين المؤسسات المتواجدة فيما بينها ومع عدد من المؤسسات الاقتصادية والبحثية في الداخل والخارج خدمة للتنمية وتوظيفا للمعرفة في مختلف النواحي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية .

والوادي يقع في قلب مدينة الرياض على شارع الأمير تركي بن عبد العزيز – الأول- وداخل الحرم الجامعي بمساحة تقارب 1.7 مليون متر مربع ، وتعتزم الجامعة تطويره ليكون مثالاً حياً على تقنيات التنمية المستدامة والمدن الذكية خاصة وانه يأتي كواحد من مساهمات الجامعة المتعددة في بناء شراكة مع القطاعين الخاص والعام في مجال اقتصاديات المعرفة مستفيدة في ذلك من مواردها البحثية وسمعتها العالية وشبكة اتصالاتها الواسعة إضافةً إلى تلبية احتياجات الشركات التي تعمل في مجالات صناعة المعرفة .

وتتطلع الجامعة من خلال هذا المشروع لاستقطاب الشركات المحلية والعالمية المرموقة للاستثمار داخله وإحداث ديناميكية بحثية داخل الجامعة توظف الكفاءات العالية لديها لتسهم في تيسير إنماء المؤسسات الاقتصادية المبنية على الابتكار من خلال آليات التحضين وتوفير مساحات وتجهيزات عالية الجودة وخدمات ذات قيمة مضافة وتوليد واكتساب التقنية ونقلها إلى المؤسسات المستثمرة داخل الوادي ما يساعد على إرساء اقتصاد المعرفة داخل المشروع .

يؤكد المشرف علي الشئون الهندسية والفنية بوادي الرياض للتقنية الدكتور عبدالعزيز بن ناصر الدوسري أن جامعة الملك سعود ساهمت في مواكبة توجهات الدولة والتي تعكسها الخطط الخمسية للتنمية بتبني التوجه للاقتصاد المعرفي Knowledge Based Economy

من خلال خطة استراتيجية رسمتها الجامعة ورؤية وضعتها الإدارة العليا بالجامعة مبنية على تصور ثلاثي الأبعاد لطالما أكد عليه معالي مدير الجامعة ووكيل الجامعة للتبادل المعرفي ونقل التقنية، هذا التصور يرتكز على ثلاثة أبعاد أساسية هي: تحقيق الريادة العالمية وبناء مجتمع المعرفة وتعزيز الشراكة المجتمعية .

وقد انبثقت من كل واحد من هذه الأبعاد الثلاثة برامج تنفيذية تعتبر هي الأدوات الواقعية لتحويل رؤية الجامعة بالتحول لمجتمع المعرفة والاقتصاد المعرفي الي واقع ملموس تعيشه الجامعة بمختلف قطاعاتها.

وأهم هذه البرامج التنفيذية التي تبنتها الجامعة لتحقيق هذا التصور بأبعاده الثلاثة هي:أولاً: برامج الريادة العالمية ويتضمن :استقطاب علماء نوبل وبرنامج زمالة عالم

وبرنامج صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز للمنح البحثية والتوأمة العلمية العالمية واستقطاب الأساتذة والباحثين المتميزين

ثانياً: برامج الشراكة المجتمعية ويشمل :الخطة الوطنية للعلوم والتقنية ووادي الرياض للتقنية ورواق الرياض للمعرفة وحاضنة الرياض للتقنية ومراكز الابتكار وكراسي البحث وأوقاف الجامعة وبرامج الخريجين

ثالثاً: برامج مجتمع المعرفة ويشمل : مراكز التميز البحثية ومعهد الملك عبدالله لتقنيات النانو ومركز الامير سلطان بن عبدالعزيز للابحاث المتقدمة ومركز الامير نايف بن عبدالعزيز للامن الفكري وبرامج منوعة لمجتمع المعرفة وبرنامج علماء المستقبل ومركز ريادة الأعمال وبرامج المبدعون

ويضيف الدكتور الدوسري أن الجامعة خصصت موقع هام ومميز لمشروع وادي الرياض للتقنية في الجزء الشمالي الشرقي من الجامعة . مما يؤكد الاهتمام البالغ الذي توليه ادارة الجامعة لتوفير كل عوامل النجاح لاقامة أول واحة علمية للتقنية بمدينة الرياض أطلقت عليها وادي الرياض للتقنية قام بتدشينه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل أربعة شهور لتنطلق بذلك اولى المبادرات التي ستقود الجامعة للمساهمة بالاقتصاد المعرفي تمشياً مع خطط التنمية الخمسية الثامنة والتاسعة للدولة.

وقد كلفت الجامعة كبريات بيوت الخبرة العالمية لعمل الدراسات الاقتصادية والفنية والتخطيطية التي يحتاجها هذا المشروع الحيوي والعملاق بجميع آبعاده.

وهناك بعض الدراسات الهامة التي تم اجراءها للمشروع وهي :

دراسات الجدوى الاقتصادية : والتي قام بها معهد ستانفورد بالولايات المتحدة الامريكية SRI

ودراسات المخطط العام ومخطط البنية التحتية : والتي قام بها استشاري من سنغافوره هو جورنق الدولية JURONG International مع فريق من الشركة العقارية السعودية.

وقد كان هناك فريق إشرافي متكامل من جامعة الملك سعود بتخصصات متعددة قام بمتابعة اعداد هذهة الدراسات لضمان تنفيذ الدراسات وفقاً لاحتياجات ومتطلبات الجامعة.

وأشار الدكتور الدوسري إلي حرص الجامعة علي أن يكون مشروع وادي الرياض للتقنية مشروعاً مستداماً Sustainable Project من خلال مراعاة اعتبارات كثيرة ومتعددة بيئية واقتصادية واجتماعية ومنها ما يلي:

• تحليل خصائص الموقع الطبيعية والاستفادة منها لتكون عناصر إيجابية تضفي ميزات اضافية لمخطط المشروع من خلال الاستفادة القصوى من تشكيل وطبوغرافية الموقع بما فيه من مرتفعات ومنخفضات والوادي الطبيعي داخل الموقع والمساييل المتفرعة منه كتصريف طبيعي للسيول ومياه الامطار والمياه الرمادية التي سيعاد استخدامها الى المناطق المنخفضة التي خصصت كبحيرات تصريف طبيعية ومناطق مفتوحة وجعلها عناصر هامة ورئيسية في تصميم الفراغات وتنسيق المواقع وعمارة البيئة بمختلف جوانبها.

• تصميم الحركة بشكل مستدام: بحيث يتم توفير بدائل متعددة في النقل والوصولية للموقع ومنه وداخله وعمل مداخل لكل منطقة من مناطق المشروع مرتبة كلها بطريق خدمة دائري داخل الموقع بالاضافة لربط عناصر المشروع بمسارات مشاة وممر ناقل لحركة المشاة يتخللة مسارات متحركة رئيسية وفرعية لتقليل استخدام السيارات بالتنقل وتقليل الزمن المهدر في الانتقال من منطقة الى أخرى وبشكل مريح وآمن وبدون التعرض لمصادر التلوث الهوائي والبصري والسمعي والحد من تأثيراتها السلبية على المستخدمين.

• مساحة المناطق المفتوحة والطبيعية وتنسيق المواقع وعمارة البيئة تصل نسبتها بما يعادل 30% من المساحة الاجمالية للمشروع مما يوجد بيئة مستدامة ومريحة وجاذبة للسكان والزائرين.

• إيجاد مناطق خدمات باستعمالات مختلطة ومتنوعة بشكل مدروس في القلب النابض بالحياة بالمشروع وهي ما اطلق علية القرية العلمية Science village لخدمة سكان المشروع والمدينة الجامعية ومجتمع مدينة الرياض للتفاعل الايجابي بين المجتمع المحلي ومجتمع هذه الواحة العلمية (وادي الرياض للتقنية) بحيث يكون وسيلة لتوعية المجتمع بهذه الواحة العلمية للتقنية ومعرفة دورها واهميتها من خلال زيارة القرية العلمية التي ستشمل متاحف ذكية وصالات عرض لمنتجات شركات ومراكز البحث والتطوير داخل المشروع لعرضها على المجتمع بأسلوب واعي ومتجدد ومبتكر لجميع الفئات والاعمار بالشكل والطريقة المناسبة، وكذلك يوجد بمنطقة الخدمات هذه فندق واجنحة فندقية وصالة مؤتمرات وفعاليات متعددة الاستخدامات وبازار أو سوق تجاري مصغر بما فيه من محلات بيع الكتب والهدايا التذكارية ومقاهي ذكية تفاعلية للجلوس والاستمتاع بهذه الواحة العلمية ومرافقها بما تحويه من نزهة وترفيه للعقل والفكر والبدن.

وأوضح الدكتور الدوسري أن الجامعة خصصت موقعاً هاماً ومميزاً في وادي الرياض للتقنية لعدد من الشركاء الفاعلين مع الجامعة لانجاز مراكز البحث والتطوير مثل:

• موقع لشركة سابك لتطوير التطبيقات البلاستيكية.

• معهد الملك عبدالله لتقنيات النانو

• معهد الاميرسلطان لابحاث التقنية المتقدمة

• مركز المختبرات والابحاث

• المركز الوطني للتعليم الاليكتروني

شركات عالمية ومحلية متخصصة بالقطاعات التالية:

• قطاع التقنيات الحيوية والزراعية والبيئية

• قطاع البتروكماويات

• قطاع تقنية المعلومات والاتصالات

• قطاع التقنيات المتقدمة

وكذلك تم البدء بانشاء البنية التحتية للمرحلة الاولى لمشروع وادي الرياض للتقنية وجاري انشاء المراكز التالية:

• المركز الوطني لابحاث السكر

• مركز الملك عبدالله للابحاث ومقر المشروع وحاضنة التقنية

• مكتب نقل التقنية

• الجمعيات العلمية والأبحاث

وحول فكرة الوادي والهدف منه يقول مدير وادي الرياض للتقنية الدكتور رشيد بن مسفر الزهراني إن فكرة وادي الرياض للتقنية جذابة إلى حد أنني لم أتردد بالانضمام إلى فريق المشروع خلال دقائق بعد جلسة واحدة مع سعادة وكيل الجامعة للتبادل المعرفي ونقل التقنية ومغادرة وظيفتي السابقة بشركة الاتصالات السعودية ، إن فكرة الواحة العلمية المتخصصة في تطوير البحث والتقنية واستثمارها كانت بحق الحلقة المفقودة في جامعة الملك سعود . فالجامعة تذخر بكم هائل من الإنجازات البحثية والإبداعية من الأساتذة والباحثين والطلبة فضلاً عن تجهيزاتها ومختبراتها الضخمة وعلاقاتها الواسعة التي يمكن أن تحقق للجامعة والمبدعين موارد ممتازة لو توفرت لها القناة المناسبة لتحويلها إلى منتجات استثمارية .وهذا هو دور وادي الرياض للتقنية ، وكما كانت فكرة الوادي فكرة قوية ومقنعة لي فقد اكتشفت أنها موضع تأييد ودعم كبير على كل المستويات . فتدشين خادم الحرمين الشريفين حفظه الله للمشروع ووضع سمو نائب منطقة الرياض حجر أساس برج المشروع ودعم معالي وزير التعليم العالي ووزراء المالية والتجارة ومعالي مدير الجامعة ووكلائه للمشروع كان عنصراً حاسماً في انطلاق المشروع والتفاف الجميع حول فكرته . ولقد لمست هذا مع كل من تحدثت إليه من منسوبي الجامعة وغيرهم. فالوادي سيفتح الباب على مصرعيه لشراكة حقيقة بين الجامعة والمجتمع ، بين الجامعة وسوق العمل ، بين الإبداع والصناعة ، بين المعرفة ورأس المال ، وهذا هو ما كانت تتطلع له الجامعة ويتطلع له المجتمع منذ عقود .

حقق الوادي خلال عمره القصير جدا إنجازات مهمة . فعلي صعيد التسويق بدأ الوادي حملة تعريف وبرمجة بدأت بين أسوار الجامعة للوصول إلى المبدعين والمجموعات البحثية النشطة . ثم بدأت مؤخراً مشاركات محلية ودولية محدودة للوصول إلى مراكز البحوث الدولية والشركات العالمية المهتمة بالبحث والتطوير.

وقد أعد الوادي مواد تعريفية متنوعة لتلك الأغراض شارك بها في الأسابيع التعريفية بالوادي بكليات الجامعة وأعد معرض مستمراً بقاعة التشريفات الكبرى بالجامعة كما شارك بمعارض في عدد من المؤتمرات المحلية كمؤتمر النانو ومؤتمر الطاقة والمناسبات الدولية كمؤتمر التقنية الحيوية والمؤتمر الدولي لواحات العلوم. وقد حصل الوادي على عضوية في جمعيات دولية متخصصة كالجمعية الدولية لواحات العلوم وجمعية واحات البحوث الجامعية . وبدأ الوادي التنسيق مع الغرف التجارية لإقامة مناشط تعريفية للمستثمرين حول فرص الاستثمار المعرفي بالوادي . وهناك أيضاً جهود منظمة تبذل مع الشركات المحلية الكبرى وبعض الجهات الحكومية المناسبة لتأسيس مراكزها للبحث والتطوير بمقر الوادي.

وعما حققه الوادي من نجاحات خلال الفترة الماضية يؤكد الدكتور الزهراني أن تلك الأنشطة حققت نجاحات مهمة تمخضت عن إبرام اتفاقات مع عدد من الجهات التي تمثل ركائز للبحث والتطوير في الوادي. فمركز سابك للبحث والتطوير والمركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد والمركز الوطني للسكري ومركز الجمعيات العلمية ومعهد الملك عبدالله للنانو ومعهد الأمير سلطان لأبحاث التقنيات المتقدمة ومعهد الملك عبدالله للبحوث والدراسات الاستشارية ومركز حاضنات الرياض والمركز الوطني للاعتماد الأكاديمي وغيرها مجرد بداية الثمرة التي سيحققها الوادي للبحث العلمي والتطوير التقني والاستثمار المعرفي للوطن.

ولا أفشى سراً إذا ذكرت أن هناك مفوضات حثيثة تجري الآن مع شركات محلية ودولية كبرى وصلت إلى مراحل متقدمة وسيعلن عن بعضها قريباً إن شاء الله . على الصعيد البحثي تلقى الوادي مقترحات متعددة من مجموعات بحثية قوية لإنشاء مراكز بحث وطنية متخصصة ذات بعد بحثي استثماري ، ونحن الآن بصدد وضع اللمسات الأخيرة لإنشاء تلك المراكز واحتضانها بالوادي.

يضاف لما سبق أن الوادي اليوم يمتلك كادراً جيداً يجري تطويره وتأهيله لمواكبة تطلعات القائمين على المشروع . وقد خصصت الجامعة للوادي مقراً مؤقتاً بكليتي العلوم والهندسة فيما يتم استكمال أعمال البرج الإداري للوادي خلال الأشهر القادمة إن شاء الله. وتعمل الشركة المنفذة للوادي على تطوير البنية التحتية بمقر الوادي الشوارع والخدمات العامة فيما تم تسليم الأراضي المخصصة للجهات المختلفة لبدأ إنشاء مبانيها ومختبراتها . وفي سبيل ضمان سير العمل وفق أفضل الممارسات الدولية ، شرع فريق الوادي بالاستفادة من خبراء دوليين في إعداد مجموعة من السياسات والمعايير التي يعمل بموجبها ويقدمها للجهات المتقاعدة مع الوادي لضمان بيئة مستدامة ومستوي عالمي في البناء والخدمات والمرافق العامة وأساليب العمل بالوادي .

وادي الرياض للتنقية ليس مساحة جغرافية يتم توزيعها على المستثمرين العقاريين ولا مجموعة من المباني الشامخة بل هو مركز وطني للأبحاث والتقنيات يعمل بأسلوب علمي لتحقيق اقتصاد معرفي عبر تطوير التقنية وتحويلها إلى منتج تجاري يشترك في عوائده الباحث والممول والوادي في شراكة تحقق للوطن أهداف إستراتيجية في مجال نقل التقنية وتوطينها وإيجاد فرص وظيفية متميزة وإيجاد وتحفيز صناعات متقدمة واقتصاد قائم على القدرات البشرية وليس الموارد الطبيعية كما هو الحال في اقتصادنا اليوم. هذا النوع من المشروعات المعرفية القائمة على الإبداع هو ما سيضمن للأجيال القادمة بإذن الله استمرار الرخاء والإزهار لأنه مورد لا ينضب.

ويعمل الوادي اليوم على إنشاء أولى الشركات المتخرجة من حاضنة الرياض وإنجاز إجراءاتها المالية والقانونية وتهيئة أعمالها الصناعية والتسويقية والإدارية . وبموافقة المقام السامي المرتقبة على تأسيس " شركة وادي الرياض " كمظلة قانونية للوادي سيتمكن من الانطلاق إلى آفاق أرحب في مجالات الاستثمار المعرفي لإنجازات الجامعة العلمية وإبداعات باحثيها وطلابها . وبعد تخصيص الأرض والفريق وتوفير ميزانية المشروع وتكوين شبكة علاقات واسعة فإن شركة وادي الرياض هي العنصر الوحيد المتبقي لاستكمال عناصر نجاح وادي الرياض وتمكنيه من ممارسة نشاطه باستقلاليه واحترافية بعيد عن بيروقراطية الإجراءات الحكومية وهذا هو سر نجاح واحات العلوم في العالم .

وفريق وادي الرياض يتطلع الآن إلى هذه اللفتة من المجلس الاقتصادي الأعلى بتحويل الحلم إلى واقع ودفع عجلة الاقتصاد المعرفي بمشروع متميز توافرت له كل مقومات النجاح بعد حصوله مؤخراً على رخصة "تطوير منطقة تقنية خاصة " من هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية .




حاضنة الرياض.. استثمار للعقول وتسويق للأفكار الإبداعية


تتجه حاضنة الرياض لتأصيل مفاهيم جديدة في التقنية الحديثة، خصوصاً أن التحضين في مجال الأعمال والتقنية أصبح أحد المصطلحات الاقتصادية التي بدأت تتنامى في كثيرٍ من الدول الكبرى بل أصبح الطريق الأول والأخير لصناعة الخبرة في كثيرٍ من تلك الدول، وتعد فكرة حاضنات الأعمال فكرة مازالت حديثة على مستوى العالم ، حيث توجد نحو 4 آلاف حاضنة أعمال حول العالم ألف منها في أمريكا الشمالية وحدها تليها الصين.

كما ان الجامعة عندما فكرت في إنشاء حاضنة الرياض للتقنية وضعت أمامها أولاً مستقبل البلاد، حيث أن الجامعة ومنذ إنشائها ظلت تعمل على الاستفادة من كل الخبرات العالمية وتحويلها إلى واقع ملموس يصب في مصلحة الوطن.

وتعد حاضنة الرياض للتقنية جزء من مشروع وادي الرياض للتقنية ، تهدف إلى تهيئة البيئة الموائمة لتوليد الشركات القائمة على الإبداع وإنشاء شركات ذات أساس علمي وتقني في مجالات التقنية المختلفة ودعم روح وريادة الأعمال بجانب الاستفادة القصوى من البنية التحتية المتاحة في تعزيز مخرجات البحث العلمي والتطوير وكذلك الاستثمار في الملكية الفكرية والأصول غير المنظورة، إضافة إلى تقديم الاستثمارات اللازمة في تخطيط الأعمال والدراسات التسويقية وإقامة بنية تنظيمية تساعد رجال الأعمال الناشئين وغير القادرين على العمل بمفردهم في إقامة شركات ذات أساس علمي .

وتتطلع الجامعة من خلال هذا المشروع إلى استقطاب الشركات المحلية والعالمية لتبني هذا المشروع لما يخدم الطرفين من خلال الأسس المبنية على المعرفة في ظل التقدم التقني القائم.

يقول المدير التنفيذي لحاضنة الرياض للتقنية الدكتور مـزيد بن مشهور التركاوي إن التحضين فى مجال الأعمال والتقنية مصطلح إقتصادى جديد نسبياً، وما الحاضنة إلا بيئة تنظيمية تقدم مجموعة من الخدمات الضرورية لإنشاء وتطوير شركات تقنية جديدة. ويمكن للحاضنة أن تكون متخصصة في مجال محدد كحاضنات التقنية الحيوية أو عامة تدعم أي شركة صناعية.

ومن منطلق الشراكة المجتمعية الحقيقية والتأكيد على استراتيجية المملكة العربية السعودية، وأخذاً بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه في تحويل اقتصاد المملكة إلى اقتصاد معرفي، صدر قرار إدارة الجامعة إنشاء حاضنة الرياض للتقنية لتكون القلب النابض للشراكة المجتمعية وتبني منهج الاقتصاد المعرفي. وهي حاضنة أنشأتها جامعة الملك سعود لإيجاد وتشجيع ودعم بيئة الإبتكار وروح المبادرة التي من شأنها تحفيز النشاط الإقتصادي، وإيجاد فرص عمل مميزة تعزز مجالات التقنية لتحقيق الهدف الأسمى المتمثل في اقتصاد قائم على المعرفة.

وتعتبر حاضنة الرياض للتقنية هيئة تنموية اقتصادية واجتماعية تركز على التقنيات الحديثة،حيث ترمي إلى إختيار الكيان، وإنشاء، وتسريع النمو والنجاح من جديد، وتنظيم المشاريع التجارية من خلال برنامج شامل لتقديم المساعدة للمشاريع التجارية. وتقوم حاضنة الرياض للتقنية في عملية تطوير وتنسيق الموارد اللازمة للشركات الناشئة فيها.


ويمكن وصف حاضنة الرياض للتقنية بجامعة الملك سعود على أنها حاضنة للتكنولوجيا وتقع في حرم الجامعة لتشجيع ودعم الابتكار والمشاريع ليس لمن هم من جامعة الملك سعود فحسب، بل للمجتمع كافة. وتجدر الإشارة إلى أن الحاضنة تستفيد من إمكانات الجامعة كافة وبشكل شمولي وتكاملي.

وتعتبر الحاضنة علامة بارزة أخرى في تحقيق الخطة الشاملة للتنمية الاقتصادية مع التركيز على التطور التكنولوجي والبحث والابتكار، حيث أنها تلعب دوراً حيويا في الترويج التقني-التجاري للجامعة من خلال آليات البحث والتطوير في مختلف التقنيات. وسوف يساعد ذلك في زيادة فرص العمل والنمو الاقتصادي، وفرص الاستثمار.


أما أهداف الحاضنة كما يقول الدكتور التركاوي فأبرزها:

• تخريج شركات تقنية ناشئة من شأنها تحفيز النشاط الاقتصادي في المملكة، وإيجاد فرص عمل إعتبارية في مجالات التقنية.

• إنشاء برامج الحضانة بوصفها أداة هامة لتطوير علاقات شراكة قوية بين جامعة الملك سعود و مراكز الأعمال الإقليمية و مجتمعات الأعمال والتكنولوجيا.

• تنمية روح المبادرة وتهيئة بيئة مواتية للابتكار.

• إستغلال البنية التحتية للبحث والتطوير لتخريج شركات إبتكارية ناشئة.

• إنشاء شبكة موجهين داعمة من ذوي الاختصاص.

• إطلاق شراكة حكومية قوية مع القطاع الصناعي الخاص والجامعة.

• إنشاء قنوات مبتكرة لاجتذاب التمويل من مصادر رأس المال.

• تسويق الملكية الفكرية.


ويضيف التركاوي من أبرز ما تقدمه الحاضنة من خدمات ما يلي:

- التدريب الأولي في مجال المشاريع الأولية والاستشارية لوضع خطط العمل (وهي جزء من مرحلة ما قبل الحضانة).

- تقديم المساعدة في تقييم جدوى إنشاء الأعمال التجارية القائمة على التكنولوجيا.

- تيسير خدمات الأبحاث والتطوير، ونوعية القوى العاملة.

- تقييم المشروعات والرصد المستمر للمحتضنين لتقييم ما أحرزوه من تقدم.

- توفير البيئة الأساسية بما فيها المكاتب والتجهيزات، وقاعة اجتماعات ومرافق الحواسيب والطابعات والفاكس، والهاتف، إلخ.

- التدريب المتخصص، بما في ذلك في تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

- تقديم الاستشارات القانونية.

- المساعدة في تأسيس علاقة تجارية مع جهات المساهمين المحتملين في السوق، والشركاء، والتمويل، والمساعدة في العلاقات الخارجية والتمويل الأولي.

- الاستفادة القصوى من معامل و مختبرات جامعة الملك سعود.


كما أن لحاضنة الرياض للتقنية عوامل نجاح معتبرة، منها:


- التحديد الواضح للسوق وأصحاب المصلحة.

- خدمات القيمة المضافة.

- تدفق التعاملات النوعية والواعدة.

- التركيز على رأس المال البشري.

- تحديد المعايير وأفضل الممارسات.

- التحسين المستمر والتدريب.


ومن بين ما تقوم به الحاضنة هو الوقوف على أنشطة اجتماعية حيوية لنجاحها، وذلك من خلال أنشطة اجتماعية يرى فيها فريق إدارة الحاضنة الغاية في الأهمية لتبرز كمؤسسة مجتمعية فاعلة في نظر الجمهور الذي تستهدفه، ولدى كافة شرائح المجتمع ليتسنى لها استكشاف السبل الكفيلة بإقامة علاقات تعاونية بينها وبين هذه الشرائح. ومن أبرز هذه الأنشطة ما يلي:

التواصل مع الطلاب الموهوبين على مستوى التعليم الثانوي:

يتم التواصل مع الطلاب الموهوبين على مستوى التعليم الثانوي وتزويدهم بمعلومات حول برنامج الحضانة واستكشاف إمكانية تحويل مواهبهم إلى مشاريع عملية.

طلاب السنة التحضيرية بجامعة الملك سعود:

تماماً مثلما هو الشأن بالنسبة للطلاب الموهوبين، يتم التواصل مع طلاب السنة التحضيرية بجامعة الملك سعود من أجل تعريفهم بأهمية الدور الذي تلعبه حاضنة الرياض للتقنية وذلك من خلال تزويدهم بمعلومات حول برنامجها والخدمات التي تقدمها. ويهدف كل هذا إلى خلق البيئة المناسبة للعمل المقاولاتي في مرحلة مبكرة.

مؤسسات الأعمال:

تشكل مؤسسات الأعمال الفئة الأكثر أهمية بالنسبة لحاضنة الرياض للتقنية، لذلك يتعين على هذه الأخيرة إطلاق حملة دعائية تستهدف فيها هذه الفئة مبرزة لها أهمية الدور الذي تلعبه الحاضنة في المجتمع. هذا ويجب القول بأن مثل هذه المؤسسات قادرة على القيام بدور رئيسي على مستوى المجلس الاستشاري أو كأطراف مستثمرة.

المنافسة في مجال التخطيط للأعمال:

لا بد لأي حاضنة أعمال من إيجاد برنامج لها يُعنى بتنظيم وتشجيع المنافسة في مجال التخطيط للأعمال، إذ يشكل هذا فرصة حقيقية لتدريب الطلاب وغيرهم على ممارسة العمل المقاولات الحقيقي. وبالتالي، فإن حاضنة الرياض للتقنية تعمل حالياً على إطلاق مثل هذا البرنامج، الذي يهدف إلى المنافسة في مجال التخطيط للأعمال إلى إعداد الجيل الجديد في مجال المقاولة وإلى بعث مشاريع وشركات جديدة من شأنها أن تعزز القدرة التنافسية لدينا على المستويين المحلي والعالمي.

وعن أبرز الإنجازات التي حققتها حاضنة الرياض للتقنية حتى الآن يقول الدكتور التركاوي تتمثل الانجازات فيما يلي:


1. الحصول على عضوية الجمعية الوطنية لحاضنات الأعمال (NBIA) الأمريكية لتكون العضوية الأولى الممنوحة لحاضنة في المملكة العربية السعودية، والذي جاء كنتيجة لتنفيذ الجامعة لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الرامية إلى تحقيق الريادة العالمية من خلال الشراكة المجتمعية و ذلك من أجل بناء مجتمع المعرفة ودعم طاقاته وتحقيق التنمية المستدامة، والعمل بكل ما هو ممكن لتحقيق ذلك، والذي تؤكد عليه وكالة الجامعة للتبادل المعرفي ونقل التكنولوجيا، وذلك من أجل تحقيق الرؤية الجديدة للجامعة، والتي تتمثل في بناء مجتمع المعرفة التزاما بواجبها الوطني.


2. توقيع مذكرة تفاهم مع مركز "بلاج & بلاي" التكنولوجي

في الرابع عشر من شهر أغسطس آب من عام 2008م أثناء زيارة الدكتور مزيد بن مشهور التركاوي المدير التنفيذي لحاضنة الرياض للتقنية بجامعة الملك سعود لتلك الحاضنة المرموقة استغرقت خمسة أيام إلى مركز "بلاج & بلاي" التكنولوجي بوادي السيليكون بسيليكون في ولاية كاليفورنيا الأمريكية قام خلالها بتوقيع مذكرة تفاهم يتم بموجبها إقامة علاقات تعاونية بين المركز والحاضنة. ويأتي توقيع هذه المذكرة في إطار التزام الطرفين المتواصل بالعمل جنبا إلى جنب من أجل مساعدة الشركات الناشئة وتشجيع الأعمال المقاولاتية في مجال التكنولوجيا بالمملكة العربية السعودية.


3. توقيع مذكرة تفاهم مع حاضنة "كولورادو سبرينج"، والتي قام بتوقيعها من جانب الحاضنة الدكتور مزيد بن مشهور التركاوي المدير التنفيذي لحاضنة الرياض للتقنية بجامعة الملك سعود مع نظيره بحاضنة "كولورادو سبرينج" دانكن ستووارت مذكرة تفاهم تقضي بإقامة علاقات تعاونية مستدامة بين الحاضنتين.


4. الموقع الإلكتروني لحاضنة الرياض للتقنية، حيث قامت إدارة الحاضنة في شهر سبتمبر من عام 2008م بتدشين موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت باللغتين العربية والإنجليزية. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الموقع يتضمن معلومات مفصلة حول الحاضنة ورؤيتها ورسالتها وأهدافها وعوامل نجاحها والخدمات التي تقدمها. كما يتضمن الموقع آخر الأخبار والمستجدات المتعلقة بالحاضنة وجامعة الملك سعود وأيضاً على معلومات حول الموظفين القائمين على الحاضنة. ويحتوي الموقع بالإضافة إلى ذلك على مكتبة بها معلومات قيمة في مجال المقاولة وحضانة الأعمال، هذا إلى جانب الصور الفوتوغرافية وصور الفيديو. ولعل ما يميز هذا الموقع هو احتواءه على منتدى يسمى "منتدى حاضنة الرياض للتقنية" خصص لمناقشة بعض القضايا وللبحث عن الأجوبة والحلول في مجال المقاولة وحضانة الأعمال.

5. تنظيم ورشة عمل ناجحة، حيث قامت حاضنة الرياض للتقنية بتنظيم ورشة عمل في الفترة من 18-19/3/1430هـ.، والتي ضمت أعضاء هيئة التدريس وطلاب الجامعات وطلاب المرحلة الثانوية للتعريف بحاضنات التقنية ودورها في إثراء الاقتصاد المعرفي من خلال شراكة مجتمعية.


الاحتضان والمحتضنين

يشير الدكتور التركاوي إلي أنه يوجد حالياً لدى حاضنة الرياض للتقنية أكثر من أربعين محتضن معظمهم بمراحل متطور من الحضانة، انتهت الحاضنة من تصنيع إثنان منهما وجاهزين للتسويق، والباقي في مراحل متباينة في التطوير. كما وتقدم للحاضنة مشاريع طلابية تجاوزت الخمسة عشر، حيث تقوم إدارة الحاضنة بدراستها ضمن آلية الإحتضان المعتمدة.


برنامجا الملكية الفكرية و براءة الاختراع حصن الأمان للإبداع الإنساني


شهدت السنوات الأخيرة تحولا ملحوظاً في الاهتمام بحقوق الملكية الفكرية فى منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي وفي هذا الإطار أطلقت جامعة الملك سعود برنامجا للملكية الفكرية ليكون القناة الشرعية التي يمكن من خلالها حماية حقوق الملكية الفكرية، وقد جاءت فكرة إنشاء برنامج للملكية الفكرية ليكون القناة الشرعية التي يتمكن من خلالها المبدعون في الجامعة من حماية حقوقهم الفكرية وتتمثل مهام البرنامج في الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية الخاصة بمنسوبي الجامعة في براءات الاختراع وتراخيص التقنية وحقوق المؤلفين حيث يساعد هذا البرنامج على تسجيل براءات الاختراع و البحث عن فرص لترخيص التقنيات المتطورة الأمر الذي يدر على الجامعة دخلا إضافيا يسهم في تمويل البحث العلمي كما يسعى البرنامج إلى خدمة المجتمع والاقتصاد الوطني من خلال تقديم حلول وابتكارات ذات قيمة اقتصادية عالية وتنمية ثقافة الابتكار وزيادة الوعي بأهميته بين منسوبي الجامعة على وجه الخصوص والمجتمع بشكل عام وتنقسم أهداف برنامج الملكية الفكرية في جامعة الملك سعود إلى جزءين : الأول هدف عام يتضمن حماية حقوق الملكية الفكرية لمنسوبي الجامعة ووضع استراتيجية ترخيص وتسويق الاختراعات ذات القيمة الاقتصادية العالية وتحويل الابتكارات الى منتجات ذات قيمة مضافة للاقتصاد الوطني وتوفير مصدر لتمويل البحث العلمي في حصيلة الحقوق للملكية الفكرية .

وثاني الاهداف المحافظة على حقوق الملكية الفكرية الخاصة بمنسوبي الجامعة وزيادة عدد براءات الاختراع المسجلة من قبلهم وترخيص التقنية لمنسوبي الجامعة وافراد المجتمع بشكل عام والاسهام في تمويل البحث العلمي من خلال الدخل المترتب على ترخيص التقنية وتنمية ثقافة الابتكار في الجامعة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام من خلال عقد ورش العمل المتخصصة ونشر المطبوعات ذات العلاقة وخدمة المجتمع والاقتصاد الوطني من خلال تقديم حلول وابتكارات ذات قيمة اقتصادية عالية اما آليات تنفيذ الاهداف فهي تتم وفق الاجراءات التي تشمل إعداد الانظمة واللوائح التنظيمية لحقوق الملكية الفكرية وانشاء بوابة الكترونية لتعريف منسوبي الجامعة وافراد المجتمع بكيفية تقديم طلباتهم، وعقد ورش عمل لتثقيف منسوبي الجامعة بأهمية تسجيل براءات الاختراع ومزاياه، وتوظيف الكوادر البشرية المؤهلة للقيام بعمليات فحص الافكار المقدمة وتسجيلها وتسويقها.

يقول المشرف على برنامج الملكية الفكرية وترخيص التقنية الدكتور خالد بن سعد الصالح إن جامعة الملك سعود تفتخر بانتماء كوكبة من العلماء المبدعين إليها، فالجامعة هي الأولى عربياً من حيث تسجيل منسوبيها لبراءات اختراع عالمية. فقد حصل 11 عضو هيئة تدريس في جامعة الملك سعود على براءات اختراع تم تسجيلها في أمريكا و الاتحاد الأوروبي، و نالوا عليها أوسمة الملك عبد العزيز عامي 1425هـ و 1427هـ. إلا أن تسجيل براءات الاختراع التي حصل عليها علماء الجامعة تم بجهودهم الفردية أو بمساعدة الشركات الداعمة لهم و من هنا برزت ضرورة إنشاء برنامج الملكية الفكرية وترخيص التقنية ليصبح القناة التي يستطيع من خلالها المبتكرون في الجامعة تسجيل براءات اختراعهم و الحصول على عائد مادي مجزٍ من خلال ترخيصها.

إن برنامج الملكية الفكرية وترخيص التقنية يعد المدخل الافتراضي لحماية الملكية الفكرية بشتى أنواعها, وهو يعد مفتاح الأمان لكل مخترع يود حماية أفكاره وتطويرها وتسويقها كما أن رؤية البرنامج تتمثل في أن تصبح جامعة الملك سعود مصدراً من مصادر الإبداع و رافداً مهماً من روافد الاقتصاد المعرفي في المملكة. وتعتبر زيادة الوعي في مجالات الملكية الفكرية وتنمية ثقافة الابتكار والاختراع في الجامعة و المجتمع من أهم أولويات البرنامج.

البرنامج يضم فريق عمل ديناميكي هدفه تقديم الدعم الفني وتقديم المشورة لمنسوبي الجامعة وكذلك المجتمع في الأمور المتعلقة بتسجيل براءة الاختراع وتوضيح جوانب النقص في طلب التسجيل (عند وجودها) والمساعدة على إستكمالها. وقد بلغ عدد المخترعين الذين استقبلهم البرنامج أكثر من 670 شخص كما بلغ عدد نماذج الإفصاح التى تلقاها البرنامج أكثر من 150. يقدم البرنامج في حالات معينة دعم مالي للمخترع من أجل المساعدة على استكمال البحث أو عمل نموذج تجريبي أو عينات من المواد المكتشفة. كما أن من أهم أهداف البرنامج تسويق الاختراعات تجارياَ عن طريق العمل مع المخترع وبشكل مباشر في إجراء إتصالات بالجهات والشركات ذات العلاقة بالاختراع من أجل تسويقه.

يطمح برنامج الملكية الفكرية و ترخيص التقنية إلى تسجيل 24 براءة اختراع كحد أدنى خلال سنته الثانية مع زيادة العدد كل سنة بحيث يتم تسجيل 100 براءة اختراع في السنة. وقد قام البرنامج حتى الآن بتسجيل 18 براءة اختراع في المملكة العربية السعودية وأوروبا وأمريكا.

وأضاف الدكتور الصالح هناك آلية متبعة فيما بين برنامج الملكية الفكرية وترخيص التقنية وحاضنة الرياض للتقنية في تسويق وجعل الأفكار المقدمه لبرنامج الملكية الفكرية وترخيص التقنية استثماراً من خلال تحويلها إلى الحاضنة لإكمال الطريق مع أصحاب تلك الأفكار وخلقها إلى استثمار من خلال تسويقها ودعمها مع الشركات والداعمون لها. كما أن البرنامج سيتولى التنسيق المباشر والمستمر مع وادي الرياض للتقنية لبحث إمكانية تسويق أو ترخيص الاختراعات للشركات الموجودة فيه.