عبد الرؤوف
05-19-2009, 08:25 PM
الخبراء يبحثون إصدار إعلان عربي لأخلاقيات تكنولوجيا النانو
خلال اجتماعهم بالدوحة
الهمامي: تأسيس تعاون إقليمي ودولي للبحث العلمي في مجال تكنولوجيا النانو
صلاح سرور: تحديات كبيرة لتطوير التكنولوجيا الحديثة في المنطقة العربية
سامي حبيب: العرب بحاجة لإنفاق 20 بليون دولار سنوياً على تكنولوجيا النانو
الدوحة - الراية : افتتح الدكتور حمد بن سيف الهمامي مدير مكتب اليونسكو بالدوحة أعمال اجتماع الخبراء حول تكنولوجيا النانومترية في المنطقة العربية وينظمه مكتب اليونسكو بالدوحة بالتعاون مع اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم ومكتب اليونسكو بالقاهرة.
ان تطور العلوم والتكنولوجيا أدى الى حدوث تغييرات ايجابية في حياة البشر بشكل واضح وملموس، مشيرا الى ان تطور العلوم الطبية ساهم في تحسين الصحة العامة للمواطنين في كافة الدول.
كما أدى تطور تكنولوجيا المعلومات الى تسهيل عملية الاتصال بين البشر في جميع انحاء العالم.
وبالمثل أدى تطور علوم الماء الى ايجاد طرق مستدامة للحصول على الماء وترشيد استهلاكه.
بينما ساهمت العلوم الحياتية في اختراع منتجات جديدة أدت الى راحة ورفاهية الإنسان.
وتأتي تكنولوجيا النانو لتتشابك وتتواصل مع كافة هذه المجالات مثيرة العديد من التساؤلات من حيث النواحي الأخلاقية لاستخداماتها فبالرغم من ان العلم يسعى الى تحقيق الفائدة لبني البشر وبالرغم من ان معظم الدول النامية والدول الأقل نموا تستخدم موارد العلم لتحقيق التنمية بها إلا ان النتائج المحققة لا تعود بالفائدة على تلك الدول.
لقد أصبح العلم والتكنولوجيا من الأنشطة الأساسية الدولية فالبحوث الطبية مثلا يتم تنفيذها في جميع انحاء العالم على نطاق واسع والمواطنون في الدول النامية يتم استخدامهم كموضوعات لمشاريع البحث العلمي بالتنسيق مع تلك الدول، وبالتالي فمن الواضح بأنه لا يتم استخدام نفس المعايير الأخلاقية في كل الدول.
ولكي نتجنب التباين في التعامل مع أخلاقيات العلوم والتكنولوجيا فإن هناك حاجة متنامية لاتخاذ إجراء دولي في مجال تلك الأخلاقيات، لذلك أدت تلك الاعتبارات الى حث الدول الأعضاء في منظمة اليونسكو لمنح هذه الأخلاقيات أولوياتها في مشروعات عملها.
ومنذ عام 1970 اثارت اليونسكو الانتباه الى الابعاد الأخلاقية للعلوم الحياتية وبصفة خاصة في مجال علم الجينات وتم تشكيل أول لجنة من الدول الأعضاء في المنظمة وهي اللجنة الدولي لأخلاقيات العلوم البيولوجية وذلك عام 1993م والتي تضم عدد (36) من الخبراء من جميع المناطق الإقليمية في العالم، وذلك لتقديم توصيات تتعلق ببعض الموضوعات المهمة لأخلاقيات البيولوجيا.
وقامت اللجنة بوضع معايير تعريفية يمكن استخدامها في اعداد اطار عمل لأخلاقيات العلوم البيولوجية لجميع الدول.
وفي عام 1997 أقر المؤتمر العام لليونسكو الإعلان العالمي للجينوم البشري وحقوق الإنسان، واتبع ذلك باقرار الإعلان العالمي لمعطيات الجينات البشرية عام 2003.
ونظرا للأهمية المتنامية للمعايير الدولية لأخلاقيات العلوم البيولوجية قامت الدول الأعضاء في اليونسكو باعتماد الإعلان العالمي لأخلاقيات العلوم البيولوجية وحقوق الإنسان وذلك في أكتوبر عام 2005م.
وقد أدى الوعي المتزايد بالمشكلات الأخلاقية ذات العلاقة بالعلوم والتكنولوجيا الى تشكيل اللجنة الدولية لأخلاقيات العلوم والتكنولوجيا (الكوميست) من ممثلين عن الدول الأعضاء في المنظمة وذلك عام 1998م.
وأشار الى ان الهدف الرئيسي من انعقاد هذا المؤتمر هو وضع تصور مقترح (هيكلية) لإعلان حول أخلاقيات تكنولوجيا النانو في الدول العربية تقوم اليونسكو باستكماله في صياغته النهائية بالتشاور مع الوكالات العربية المتخصصة والأخلاقيات الدولية لمجتمع العلوم.
وعبر عن أمله في ان يكون هذا الملتقى مجالا لاستكشاف امكانيات تأسيس تعاون اقليمي وتعاون دولي للتعامل مع الموضوعات المرتبطة بالبحث العلمي في مجال تكنولوجيا النانو.
أما السيد صلاح محمد سرور الأمين العام المساعد للجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، فأشار الى انه سيظل هو القوة الدافعة لعجلة التنمية في شتى مجالات الحياة، وهو الضمان الحقيقي لتلبية جميع متطلبات الانسان الحياتية وتأمين موارده اللازمة لكي يحيا حياة كريمة. غير أن هذه القوة إذا ما أساء الإنسان توظيفها، يمكن أن تكون أداة هدم وتخريب. ونحن في المنطقة العربية لسنا بمعزل عن التقدم العلمي والتكنولوجي الحادث في العالم اليوم، بل نحن في وسط الحدث، ويجب ألا ننسى في سعينا الدؤوب للحاق بالركب، الدور الأخلاقي الذي يفرض علينا إخضاع جميع الأنشطة للدقة الأخلاقية والعلمية والفكرية، وتسخير قدراتنا الفكرية والعلمية والبحثية لإحراز التقدم في هذا المجال دون المساس بقيمنا الدينية والأخلاقية والاجتماعية، وهذا هو التحدي الذي يواجهنا الآن، وتستعدون له في هذا الاجتماع لتبادل الرأي والمشورة حوله.
وأشار الى تنبؤ العلماء بمستقبل واعد لتكنولوجيا النانو، واثقين بأنه سوف يكون لها الريادة في المستقبل كمحرك أساسي للثورة الصناعية لما لها من إيجابيات كثيرة في معظم المجالات الصناعية وانتاج المواد والأجهزة الالكترونية والتخزين وترشيد استهلاك الطاقة وغيرها من المجالات.
وتعد تكنولوجيا النانو من التقنيات الحديثة في المنطقة العربية، لذلك فنحن أمام تحديات كبيرة لتطوير هذه التقنية في بلادنا العربية، مثل اعداد الكوادر البشرية، وبناء المختبرات العلمية، وتقديم الخدمات الاستشارية والتطبيقات العملية لهذه التقنية للمصانع وشركات الانتاج ونشر ثقافة تكنولوجيا النانو وسبل تجنب انعكاساتها الاجتماعية والأخلاقية بين أفراد المجتمع.
وأشار الى أن الاجتماع سوف يناقش الكثير من هذه التحديات في المنطقة العربية، وسيكون ميداناً لهذا الطرح العلمي الذي نتوقع أن يكون ثرياً ومتعمقاً للقضايا المرتبطة بأخلاقيات تكنولوجيا النانومترية.
أما السيد سامي حبيب مدير مركز تكنولوجيا النانو بجامعة الملك عبدالعزيز بالمملكة العربية السعودية فعبر عن أسفه لافتقاد عالمنا العربي للثورة الصناعية التي حدثت منذ ثلاثة قرون لعدة أسباب تاريخية.
وقد أدى ذلك الى وجود فجوة تكنولوجية بين العالم العربي وباقي الدول الصناعية.
واليوم يتجه العالم نحو ثورة تكنولوجية أخرى تسمى ثورة تكنولوجيا النانو وعلى العالم العربي أن يتأكد من عدم ارتكاب نفس الخطيئة مرة أخرى، وأنا متأكد من أن كل شخص في هذه القاعة يدرك أن هناك جهوداً عظيمة يتم بذلها للحاق بثورة تكنولوجية النانو في جميع أنحاء العالم العربي، وهذا الاجتماع هو مثل حي على مثل هذه الجهود المهمة.
غير أن السؤال المُلح هو هل نبذل جهوداً كافية للوصول الى ثورة تكنولوجية النانو؟ وسواء كنا نفعل ذلك أم لا فإننا نقوم بذلك في الإطار الزمني الصحيح.
وأخشى أن تكون الاجابة على هذا السؤال مخيبة لآمالنا وتوقعاتنا. وحتى نتمكن من اللحاق بركب تكنولوجيا النانو فإننا نحتاج الى: بناء شبكة متطورة لتكنولوجيا النانو، بينما الوضع الحالي هو وجود حفنة من مراكز البحث العلمي المتناثرة.
وأشار الى أن العالم العربي الذي يتكون من 300 مليون نسمة بنسبة 5% من سكان العالم يحتاج الى إنفاق مبالغ كبيرة للحصول على تكنولوجيا النانو تقدر ب 20 بليون دولار سنوياً، بينما ما يتم انفاقه بالفعل في هذا المجال لا يتجاوز مبالغ نثرية ضئيلة.
وطبقاً لتقديراتي المبنية على المعايير الدولية فيما يتعلق بأعداد الباحثين في مجال بحوث تكنولوجيا النانو فإننا نحتاج في المملكة العربية السعودية وحدها الى 400 باحث ومساعد بحث مكرسين للبحث في علم تكنولوجيا النانو.
وحسب تقديري فإن أقل عدد ممكن من الباحثين المطلوبين في العالم العربي يبلغ 10 أضاف هذا الرقم.
كذلك فإننا نحتاج الى خطة استراتيجية متكاملة لتكنولوجيا النانو لكل دولة عربية وللعالم العربي بأكمله.
الاطار الزمني المتبقي لنا لتحقيق هذا الهدف هو من 3 الى 5 سنوات لمواجهة هذا التحدي.
لذا فإن رسالتي لهذا الجمع في هذا الاجتماع هو إثارة الاهتمام بصوت عال بشأن هذه الاعتبارات المتعلقة بمستقبل الوطن العربي في مجال تكنولوجيا النانو الى جميع المستويات والى صناع القرار في العالم العربي.
اما الدكتور عبدالعزيز حامد من المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة الايسيسكو فأشار الى ان الموضوع غاية في الاهمية ويتمحور حول ايجاد العلاقة بين التكنولوجيا الدقيقة التي اصبحت جزءا مهما في حياة الانسان المعاصر لارتباطها الوثيق بحاجاته اليومية وبين الاخلاقيات الواجب توافرها باعتبارها عمليات ضبط وحصر لحدود استخدام هذه التكنولوجيا بهدف استثمار ايجابياتها في تعزيز انسانية الانسان وحضارته الراقية والحد من سلبياتها المؤدية الى تدميره وزواله.
واشار الى ان افرازات العقل البشري في مجال التكنولوجيا بشكل عام والدقيقة منها بوجه خاص واستخداماتها المتعددة وانتشارها الواسع اوجد حالة من التباين اصبح العالم ازاءها ملزما بحصرها ودراستها ومعرفة جوانب مؤثراتها بدقة وعلمية وحرص ومسؤولية فقد اصبحت بالاضافة الى قدراتها على تمكين الافراد والمجتمعات من الاستثمار السهل للوقت والجهد والتكاليف في ادارة عمليات التنمية والبناء وتنظيم شؤؤن حياتهم اليومية التي تعزز مكانتهم ومساهماتهم ومشاركتهم في ركب الحضارة الانسانية المعاصرة والمستقبلية فهي كذلك وسائل ذات تأثيرات سلبية كثيرة كما ان تطورها كشف في الوقت ذاته تباين الاهداف والغايات التي تنتج من اجلها بالاضافة الى كشفها عمق الفجوة ومساحتها بين المنتجين والمستخدمين لهذه التكنولوجيا وبين من يملكها والآخر الذي لا يجد سبيلا لامتلاكها واستخدامها في تلبية حاجاته الحياتية الضرورية وبين من يستخدمها ترفا ولتحقيق اهداف قصيرة الاجل وبين ذلك الذي يشكل وجودها احدى استراتيجياته التنموية وبين هذا وذاك اصبح لزاما على المعنيين بالامر في جميع دول العالم وفي مختلف مستوياتهم واتجاهاتهم وانتماءاتهم الفكرية والعقائدية والوطنية دراسة وضع معايير اخلاقية الانتاج والاستخدام وفق منهجية علمية متوازنة تهدف الى التركيز على مبدأ التكافؤ وتحقيق ذاتية الانسان وتحترم انسانيته وتحفظ مكانته وتصون كرامته ووجوده ومستقبله وتعزز ثوابته منطلقين بذلك من حرصهم وايمانهم بأن النتاج العلمي والتكنولوجي للعقل البشري انما هو لخدمة البشرية وثوابتها وديمومتها دون تميز او تفريق على اسس عرقية او عقائدية او انتمائية او جنسية مؤكدين ضرورة ان تتحمل كل الجهات ذات العلاقة الرسمية منها وشبه الرسمية والمنظمات الدولية والاقليمية ومنظمات المجتمع المدني مسؤولياتها لرتق وتجسير هذه الفجوة بتحسين العلاقة بين المنتج والمستهلك من خلال تحسين ادائها لدورها الرائد في تشخيص الخلل ومعالجته منبثقة من اهدافها السامية في خدمة المجتمع الانساني وضمان تقدم ازدهاره ومستقبل اجياله وحمايته من الانقسامات التي تصنعها الاهداف والمصالح المتباينة.
ومن جانبها فقد حرصت المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة- الايسيسكو- على احاطة هذا الموضوع بالرعاية والاهتمام المستمر حتى اصبح جزءا مهما من استراتيجياتها العلمية المعتمدة التي عبرت عنها بالعديد من الانشطة والفعاليات فأقامت المؤتمرات والندوات وورش العمل والدورات التدريبية التي تضمنتها خططها الثلاثية المتتابعة التي لم يتسع الوقت في هذه الكلمة لذكرها بالاضافة الى جهودها في توثيق وتعزيز اواصر التعاون مع الجهات الدولية والاقليمية والمحلية ذات الاهتمام المشترك في المجال ذاته لدراسة وتشخيص ومناقشة الموضوع في جوانبه المتعددة ومنها هذا النشاط الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع منظمة اليونسكو من خلال مكتبها الاقليمي بالقاهرة وبالتنسيق مع مكتب اليونسكو بالدوحة وتجتمع له هذه النخبة من اصحاب الفكر والرأي والمشورة العلمية لمناقشة العلاقة بين التكنولوجيا الدقيقة والاسسس العلمية والاخلاقية والدينية لاستخداماتها وايجاد المقاربات الملائمة لتحديد التوجهات الاخلاقية الواجب اتخاذها بالاضافة الى بحث امكانية تعزيز التعاون المشترك الاقليمي والدولي في توجيه قضايا البحث العلمي في مجال صناعة واستخدام هذا النوع من التكنولوجيا
الراية القطرية
خلال اجتماعهم بالدوحة
الهمامي: تأسيس تعاون إقليمي ودولي للبحث العلمي في مجال تكنولوجيا النانو
صلاح سرور: تحديات كبيرة لتطوير التكنولوجيا الحديثة في المنطقة العربية
سامي حبيب: العرب بحاجة لإنفاق 20 بليون دولار سنوياً على تكنولوجيا النانو
الدوحة - الراية : افتتح الدكتور حمد بن سيف الهمامي مدير مكتب اليونسكو بالدوحة أعمال اجتماع الخبراء حول تكنولوجيا النانومترية في المنطقة العربية وينظمه مكتب اليونسكو بالدوحة بالتعاون مع اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم ومكتب اليونسكو بالقاهرة.
ان تطور العلوم والتكنولوجيا أدى الى حدوث تغييرات ايجابية في حياة البشر بشكل واضح وملموس، مشيرا الى ان تطور العلوم الطبية ساهم في تحسين الصحة العامة للمواطنين في كافة الدول.
كما أدى تطور تكنولوجيا المعلومات الى تسهيل عملية الاتصال بين البشر في جميع انحاء العالم.
وبالمثل أدى تطور علوم الماء الى ايجاد طرق مستدامة للحصول على الماء وترشيد استهلاكه.
بينما ساهمت العلوم الحياتية في اختراع منتجات جديدة أدت الى راحة ورفاهية الإنسان.
وتأتي تكنولوجيا النانو لتتشابك وتتواصل مع كافة هذه المجالات مثيرة العديد من التساؤلات من حيث النواحي الأخلاقية لاستخداماتها فبالرغم من ان العلم يسعى الى تحقيق الفائدة لبني البشر وبالرغم من ان معظم الدول النامية والدول الأقل نموا تستخدم موارد العلم لتحقيق التنمية بها إلا ان النتائج المحققة لا تعود بالفائدة على تلك الدول.
لقد أصبح العلم والتكنولوجيا من الأنشطة الأساسية الدولية فالبحوث الطبية مثلا يتم تنفيذها في جميع انحاء العالم على نطاق واسع والمواطنون في الدول النامية يتم استخدامهم كموضوعات لمشاريع البحث العلمي بالتنسيق مع تلك الدول، وبالتالي فمن الواضح بأنه لا يتم استخدام نفس المعايير الأخلاقية في كل الدول.
ولكي نتجنب التباين في التعامل مع أخلاقيات العلوم والتكنولوجيا فإن هناك حاجة متنامية لاتخاذ إجراء دولي في مجال تلك الأخلاقيات، لذلك أدت تلك الاعتبارات الى حث الدول الأعضاء في منظمة اليونسكو لمنح هذه الأخلاقيات أولوياتها في مشروعات عملها.
ومنذ عام 1970 اثارت اليونسكو الانتباه الى الابعاد الأخلاقية للعلوم الحياتية وبصفة خاصة في مجال علم الجينات وتم تشكيل أول لجنة من الدول الأعضاء في المنظمة وهي اللجنة الدولي لأخلاقيات العلوم البيولوجية وذلك عام 1993م والتي تضم عدد (36) من الخبراء من جميع المناطق الإقليمية في العالم، وذلك لتقديم توصيات تتعلق ببعض الموضوعات المهمة لأخلاقيات البيولوجيا.
وقامت اللجنة بوضع معايير تعريفية يمكن استخدامها في اعداد اطار عمل لأخلاقيات العلوم البيولوجية لجميع الدول.
وفي عام 1997 أقر المؤتمر العام لليونسكو الإعلان العالمي للجينوم البشري وحقوق الإنسان، واتبع ذلك باقرار الإعلان العالمي لمعطيات الجينات البشرية عام 2003.
ونظرا للأهمية المتنامية للمعايير الدولية لأخلاقيات العلوم البيولوجية قامت الدول الأعضاء في اليونسكو باعتماد الإعلان العالمي لأخلاقيات العلوم البيولوجية وحقوق الإنسان وذلك في أكتوبر عام 2005م.
وقد أدى الوعي المتزايد بالمشكلات الأخلاقية ذات العلاقة بالعلوم والتكنولوجيا الى تشكيل اللجنة الدولية لأخلاقيات العلوم والتكنولوجيا (الكوميست) من ممثلين عن الدول الأعضاء في المنظمة وذلك عام 1998م.
وأشار الى ان الهدف الرئيسي من انعقاد هذا المؤتمر هو وضع تصور مقترح (هيكلية) لإعلان حول أخلاقيات تكنولوجيا النانو في الدول العربية تقوم اليونسكو باستكماله في صياغته النهائية بالتشاور مع الوكالات العربية المتخصصة والأخلاقيات الدولية لمجتمع العلوم.
وعبر عن أمله في ان يكون هذا الملتقى مجالا لاستكشاف امكانيات تأسيس تعاون اقليمي وتعاون دولي للتعامل مع الموضوعات المرتبطة بالبحث العلمي في مجال تكنولوجيا النانو.
أما السيد صلاح محمد سرور الأمين العام المساعد للجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، فأشار الى انه سيظل هو القوة الدافعة لعجلة التنمية في شتى مجالات الحياة، وهو الضمان الحقيقي لتلبية جميع متطلبات الانسان الحياتية وتأمين موارده اللازمة لكي يحيا حياة كريمة. غير أن هذه القوة إذا ما أساء الإنسان توظيفها، يمكن أن تكون أداة هدم وتخريب. ونحن في المنطقة العربية لسنا بمعزل عن التقدم العلمي والتكنولوجي الحادث في العالم اليوم، بل نحن في وسط الحدث، ويجب ألا ننسى في سعينا الدؤوب للحاق بالركب، الدور الأخلاقي الذي يفرض علينا إخضاع جميع الأنشطة للدقة الأخلاقية والعلمية والفكرية، وتسخير قدراتنا الفكرية والعلمية والبحثية لإحراز التقدم في هذا المجال دون المساس بقيمنا الدينية والأخلاقية والاجتماعية، وهذا هو التحدي الذي يواجهنا الآن، وتستعدون له في هذا الاجتماع لتبادل الرأي والمشورة حوله.
وأشار الى تنبؤ العلماء بمستقبل واعد لتكنولوجيا النانو، واثقين بأنه سوف يكون لها الريادة في المستقبل كمحرك أساسي للثورة الصناعية لما لها من إيجابيات كثيرة في معظم المجالات الصناعية وانتاج المواد والأجهزة الالكترونية والتخزين وترشيد استهلاك الطاقة وغيرها من المجالات.
وتعد تكنولوجيا النانو من التقنيات الحديثة في المنطقة العربية، لذلك فنحن أمام تحديات كبيرة لتطوير هذه التقنية في بلادنا العربية، مثل اعداد الكوادر البشرية، وبناء المختبرات العلمية، وتقديم الخدمات الاستشارية والتطبيقات العملية لهذه التقنية للمصانع وشركات الانتاج ونشر ثقافة تكنولوجيا النانو وسبل تجنب انعكاساتها الاجتماعية والأخلاقية بين أفراد المجتمع.
وأشار الى أن الاجتماع سوف يناقش الكثير من هذه التحديات في المنطقة العربية، وسيكون ميداناً لهذا الطرح العلمي الذي نتوقع أن يكون ثرياً ومتعمقاً للقضايا المرتبطة بأخلاقيات تكنولوجيا النانومترية.
أما السيد سامي حبيب مدير مركز تكنولوجيا النانو بجامعة الملك عبدالعزيز بالمملكة العربية السعودية فعبر عن أسفه لافتقاد عالمنا العربي للثورة الصناعية التي حدثت منذ ثلاثة قرون لعدة أسباب تاريخية.
وقد أدى ذلك الى وجود فجوة تكنولوجية بين العالم العربي وباقي الدول الصناعية.
واليوم يتجه العالم نحو ثورة تكنولوجية أخرى تسمى ثورة تكنولوجيا النانو وعلى العالم العربي أن يتأكد من عدم ارتكاب نفس الخطيئة مرة أخرى، وأنا متأكد من أن كل شخص في هذه القاعة يدرك أن هناك جهوداً عظيمة يتم بذلها للحاق بثورة تكنولوجية النانو في جميع أنحاء العالم العربي، وهذا الاجتماع هو مثل حي على مثل هذه الجهود المهمة.
غير أن السؤال المُلح هو هل نبذل جهوداً كافية للوصول الى ثورة تكنولوجية النانو؟ وسواء كنا نفعل ذلك أم لا فإننا نقوم بذلك في الإطار الزمني الصحيح.
وأخشى أن تكون الاجابة على هذا السؤال مخيبة لآمالنا وتوقعاتنا. وحتى نتمكن من اللحاق بركب تكنولوجيا النانو فإننا نحتاج الى: بناء شبكة متطورة لتكنولوجيا النانو، بينما الوضع الحالي هو وجود حفنة من مراكز البحث العلمي المتناثرة.
وأشار الى أن العالم العربي الذي يتكون من 300 مليون نسمة بنسبة 5% من سكان العالم يحتاج الى إنفاق مبالغ كبيرة للحصول على تكنولوجيا النانو تقدر ب 20 بليون دولار سنوياً، بينما ما يتم انفاقه بالفعل في هذا المجال لا يتجاوز مبالغ نثرية ضئيلة.
وطبقاً لتقديراتي المبنية على المعايير الدولية فيما يتعلق بأعداد الباحثين في مجال بحوث تكنولوجيا النانو فإننا نحتاج في المملكة العربية السعودية وحدها الى 400 باحث ومساعد بحث مكرسين للبحث في علم تكنولوجيا النانو.
وحسب تقديري فإن أقل عدد ممكن من الباحثين المطلوبين في العالم العربي يبلغ 10 أضاف هذا الرقم.
كذلك فإننا نحتاج الى خطة استراتيجية متكاملة لتكنولوجيا النانو لكل دولة عربية وللعالم العربي بأكمله.
الاطار الزمني المتبقي لنا لتحقيق هذا الهدف هو من 3 الى 5 سنوات لمواجهة هذا التحدي.
لذا فإن رسالتي لهذا الجمع في هذا الاجتماع هو إثارة الاهتمام بصوت عال بشأن هذه الاعتبارات المتعلقة بمستقبل الوطن العربي في مجال تكنولوجيا النانو الى جميع المستويات والى صناع القرار في العالم العربي.
اما الدكتور عبدالعزيز حامد من المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة الايسيسكو فأشار الى ان الموضوع غاية في الاهمية ويتمحور حول ايجاد العلاقة بين التكنولوجيا الدقيقة التي اصبحت جزءا مهما في حياة الانسان المعاصر لارتباطها الوثيق بحاجاته اليومية وبين الاخلاقيات الواجب توافرها باعتبارها عمليات ضبط وحصر لحدود استخدام هذه التكنولوجيا بهدف استثمار ايجابياتها في تعزيز انسانية الانسان وحضارته الراقية والحد من سلبياتها المؤدية الى تدميره وزواله.
واشار الى ان افرازات العقل البشري في مجال التكنولوجيا بشكل عام والدقيقة منها بوجه خاص واستخداماتها المتعددة وانتشارها الواسع اوجد حالة من التباين اصبح العالم ازاءها ملزما بحصرها ودراستها ومعرفة جوانب مؤثراتها بدقة وعلمية وحرص ومسؤولية فقد اصبحت بالاضافة الى قدراتها على تمكين الافراد والمجتمعات من الاستثمار السهل للوقت والجهد والتكاليف في ادارة عمليات التنمية والبناء وتنظيم شؤؤن حياتهم اليومية التي تعزز مكانتهم ومساهماتهم ومشاركتهم في ركب الحضارة الانسانية المعاصرة والمستقبلية فهي كذلك وسائل ذات تأثيرات سلبية كثيرة كما ان تطورها كشف في الوقت ذاته تباين الاهداف والغايات التي تنتج من اجلها بالاضافة الى كشفها عمق الفجوة ومساحتها بين المنتجين والمستخدمين لهذه التكنولوجيا وبين من يملكها والآخر الذي لا يجد سبيلا لامتلاكها واستخدامها في تلبية حاجاته الحياتية الضرورية وبين من يستخدمها ترفا ولتحقيق اهداف قصيرة الاجل وبين ذلك الذي يشكل وجودها احدى استراتيجياته التنموية وبين هذا وذاك اصبح لزاما على المعنيين بالامر في جميع دول العالم وفي مختلف مستوياتهم واتجاهاتهم وانتماءاتهم الفكرية والعقائدية والوطنية دراسة وضع معايير اخلاقية الانتاج والاستخدام وفق منهجية علمية متوازنة تهدف الى التركيز على مبدأ التكافؤ وتحقيق ذاتية الانسان وتحترم انسانيته وتحفظ مكانته وتصون كرامته ووجوده ومستقبله وتعزز ثوابته منطلقين بذلك من حرصهم وايمانهم بأن النتاج العلمي والتكنولوجي للعقل البشري انما هو لخدمة البشرية وثوابتها وديمومتها دون تميز او تفريق على اسس عرقية او عقائدية او انتمائية او جنسية مؤكدين ضرورة ان تتحمل كل الجهات ذات العلاقة الرسمية منها وشبه الرسمية والمنظمات الدولية والاقليمية ومنظمات المجتمع المدني مسؤولياتها لرتق وتجسير هذه الفجوة بتحسين العلاقة بين المنتج والمستهلك من خلال تحسين ادائها لدورها الرائد في تشخيص الخلل ومعالجته منبثقة من اهدافها السامية في خدمة المجتمع الانساني وضمان تقدم ازدهاره ومستقبل اجياله وحمايته من الانقسامات التي تصنعها الاهداف والمصالح المتباينة.
ومن جانبها فقد حرصت المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة- الايسيسكو- على احاطة هذا الموضوع بالرعاية والاهتمام المستمر حتى اصبح جزءا مهما من استراتيجياتها العلمية المعتمدة التي عبرت عنها بالعديد من الانشطة والفعاليات فأقامت المؤتمرات والندوات وورش العمل والدورات التدريبية التي تضمنتها خططها الثلاثية المتتابعة التي لم يتسع الوقت في هذه الكلمة لذكرها بالاضافة الى جهودها في توثيق وتعزيز اواصر التعاون مع الجهات الدولية والاقليمية والمحلية ذات الاهتمام المشترك في المجال ذاته لدراسة وتشخيص ومناقشة الموضوع في جوانبه المتعددة ومنها هذا النشاط الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع منظمة اليونسكو من خلال مكتبها الاقليمي بالقاهرة وبالتنسيق مع مكتب اليونسكو بالدوحة وتجتمع له هذه النخبة من اصحاب الفكر والرأي والمشورة العلمية لمناقشة العلاقة بين التكنولوجيا الدقيقة والاسسس العلمية والاخلاقية والدينية لاستخداماتها وايجاد المقاربات الملائمة لتحديد التوجهات الاخلاقية الواجب اتخاذها بالاضافة الى بحث امكانية تعزيز التعاون المشترك الاقليمي والدولي في توجيه قضايا البحث العلمي في مجال صناعة واستخدام هذا النوع من التكنولوجيا
الراية القطرية