اسلام
10-25-2006, 11:40 PM
مجرد التفكير فيها قد يصيب المرء بالانقباض. لم يرصدها أحد من قبل على نحو قاطع، لكن كل الحسابات الرياضية والفيزيائية تؤكد وجودها. أجسام معتمة ذات كثافة لا نهائية تتجاوز كتلة أصغرها ثلاث كتل شمسية. وهي قادرة على ابتلاع أي كوكب أو نجم يسقط فيها. العلماء متأكدون من أنها موجودة في مجرتنا، فهل تكون فيها نهايتنا؟
تختلف تقديرات مقدار المادة السوداء في الكون من فلكي لآخر. ومن المحتمل أن تكون المادة السوداء أكثر من الكتل المضيئة بعشرات المرات، وقد تصل إلى مئة مرة. ومن الغريب أن النجوم التي نراها الآن، وكنا نعتقد منذ زمن بعيد أنها المكمجرد التفكير فيها قد يصيب المرء بالانقباض. لم يرصدها أحد من قبل على نحو قاطع، لكن كل الحسابات الرياضية والفيزيائية تؤكد وجودها. أجسام معتمة ذات كثافة لا نهائية تتجاوز كتلة أصغرها ثلاث كتل شمسية. وهي قادرة على ابتلاع أي كوكب أو نجم يسقط فيها. العلماء متأكدون من أنها موجودة في مجرتنا، فهل تكون فيها نهايتنا؟
تختلف تقديرات مقدار المادة السوداء في الكون من فلكي لآخر. ومن المحتمل أن تكون المادة السوداء أكثر من الكتل المضيئة بعشرات المرات، وقد تصل إلى مئة مرة. ومن الغريب أن النجوم التي نراها الآن، وكنا نعتقد منذ زمن بعيد أنها المكونة لمعظم الكون، يبدو أنها لا تشكل سوى قدر صغير من مجموعه.
والآن يعتقد علماء الفلك والكون أن المادة التي نراها أقل بكثير من حجمها الفعلي في الكون، لأنه ليست كل الأجرام في الكون تشع ضوءا. فالأجسام السوداء مثل النجوم المعتمة والكواكب والثقوب السوداء، لا تسترعي انتباهنا إلى حد كبير.
كذلك فإن كتلة المجرة ليست إلا جزءا من الموضوع، إذ يوجد الكثير من المادة المعتمة أو غير المرئية في الأطراف البعيدة من قرص المجرة. بل ومن المحتمل أيضا أن توجد مقادير لا بأس بها من المادة السوداء وراء الحافة المرئية وخارج مستوى القرص المضيء ذاته مغلفة درب التبانة في هالة خفيفة تمتد بعيدا داخل فضاء ما بين المجرات. وقد تم رصد حالات مشابهة لذلك في مجرات أخرى. إذ توضح القياسات أن المناطق المرئية من المجرات تعد في المتوسط أكبر عشر مرات من الضخامة قدر ما يفترضه بريقها ويتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى خمسة آلاف مرة في المناطق البعيدة.
اكتشاف المادة السوداء
حتى نستطيع تعيين الكتلة الموجودة في الكون لابد من جمع الكمية الإجمالية للمادة المرئية. لكن ما نستطيع قياسه مباشرة هو ضيائيتها، لا كتلتها. لذلك أخذت نسبة الكتلة المتوقعة «م» للجرم السماوي إلى ضيائيته أو لمعانه «ل» (م/ل)، فوجد أن هذه النسبة في حالة المجرات أكبر منها في حالة الشمس بعدة مرات. وهكذا استنتج العلماء أن الكثافة المتوسطة للمادة المضيئة في الكون أصغر بنحو 2% من الكثافة اللازمة لإيقاف توسع الكون وهذا يدل على وجود مادة خفية في الكون.
كذلك فإن قياس سرعة دوران المجرات الحلزونية ذات الأذرع يعد دليلا على وجود مادة غير مضيئة في الكون، ويتم ذلك باستخدام نظرية «دوبلر» التي تؤكد إنه إذا كانت المجرة تقترب منا انزاح طيفها القادم إلينا من قلبها قليلا نحو الزرقة، وإذا كانت تبتعد عنا فإن الذراع الذي يعطي طيفا أشد احمرارا من الطيف الوارد من قبل المجرة تؤدي جهة دورانه إلى اقترابه منا. وقد أكدت كل الدراسات على وجود مادة غير مرئية بكميات أكبر مما هو مرئي.
واتضح فيما بعد أن هناك «هالات» من المادة المظلمة حول المجرات هي السبب في دوران النجوم في المناطق النائية من المجرات بنفس سرعة دوران النجوم بالقرب من مركزها. وقدر علماء الفلك أن هالة المادة السوداء المحيطة بمجرة «درب التبانة» تمتد إلى مسافة نحو خمسة ملايين سنة ضوئية من مركزها. وبالمقارنة فإن نصف قطر المادة المرئية في مجرتنا يبلغ حوالي خمسين ألف سنة ضوئية فقط.
ويستطيع الباحثون أن يستنتجوا وجود الثقوب السوداء استنادا إلى أن النجوم تتحرك في المناطق القريبة من مراكز المجرات بسرعة عالية لدرجة تجعلها تطير بعيدا في الفضاء لولا وجود كتلة مركزية هائلة ـ تعادل بليون كتلة شمسية ـ تشدها بفعل الجاذبية نحو الداخل. ولابد للجسم الذي يحتوي على هذه الكتلة الهائلة أن يكون ذا كثافة عالية حقا. ولا يعرف العلماء نظريا جسما بهذه الخاصية سوى الثقب الأسود.
كذلك فإن العديد من مراكز المجرات والمنظومات النجمية الثنائية تقوم بإطلاق كميات من الإشعاعات والمادة بمعدلات هائلة، لذا لابد أن تحتوي هذه الأجسام على آلية فعالة لإنتاج الطاقة، والأداة الأكثر فاعلية في ذلك هي الثقب الأسود نفسه من الناحية النظرية على الأقل.
هذه الحجج تبرهن فقط على وجود أجسام شبيهة بالثقوب السوداء، ولا تؤكد وجود الثقوب السوداء نفسها اعتمادا على خصائصها الفريدة، حيث أن إثبات وجود الثقب هنا لا يأتي إلا من غياب البديل. بل إن الغموض يكتنف التحقق في حالة المنظومات النجمية الثنائية. حيث يعلم الفلكيون وجود جسم شبيه بالثقب الأسود له بعض خواص الثقب الأسود وهو النجم النيتروني.
وتستطيع الأقمار الصناعية الفضائية أن تتبين الثقوب السوداء التي هي بقايا نجوم هائلة الكتلة واجهت الانهيار بسبب الجاذبية. ويمكن تمثيل الثقب الأسود بانخفاض أشبه بالبوق في المتصل المكاني الزماني. وهذه الصورة ليست صحيحة بشكل مطلق، مما اضطر «أينشتاين» لافتراض وجود انخفاضين أشبه بالبوق متحدين مع بعضهما بغية إبقاء نموذج الثقب الأسود منسق ذاتيا. ونة لمعظم الكون، يبدو أنها لا تشكل سوى قدر صغير من مجموعه.
والآن يعتقد علماء الفلك والكون أن المادة التي نراها أقل بكثير من حجمها الفعلي في الكون، لأنه ليست كل الأجرام في الكون تشع ضوءا. فالأجسام السوداء مثل النجوم المعتمة والكواكب والثقوب السوداء، لا تسترعي انتباهنا إلى حد كبير.
كذلك فإن كتلة المجرة ليست إلا جزءا من الموضوع، إذ يوجد الكثير من المادة المعتمة أو غير المرئية في الأطراف البعيدة من قرص المجرة. بل ومن المحتمل أيضا أن توجد مقادير لا بأس بها من المادة السوداء وراء الحافة المرئية وخارج مستوى القرص المضيء ذاته مغلفة درب التبانة في هالة خفيفة تمتد بعيدا داخل فضاء ما بين المجرات. وقد تم رصد حالات مشابهة لذلك في مجرات أخرى. إذ توضح القياسات أن المناطق المرئية من المجرات تعد في المتوسط أكبر عشر مرات من الضخامة قدر ما يفترضه بريقها ويتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى خمسة آلاف مرة في المناطق البعيدة.
اكتشاف المادة السوداء
حتى نستطيع تعيين الكتلة الموجودة في الكون لابد من جمع الكمية الإجمالية للمادة المرئية. لكن ما نستطيع قياسه مباشرة هو ضيائيتها، لا كتلتها. لذلك أخذت نسبة الكتلة المتوقعة «م» للجرم السماوي إلى ضيائيته أو لمعانه «ل» (م/ل)، فوجد أن هذه النسبة في حالة المجرات أكبر منها في حالة الشمس بعدة مرات. وهكذا استنتج العلماء أن الكثافة المتوسطة للمادة المضيئة في الكون أصغر بنحو 2% من الكثافة اللازمة لإيقاف توسع الكون وهذا يدل على وجود مادة خفية في الكون.
كذلك فإن قياس سرعة دوران المجرات الحلزونية ذات الأذرع يعد دليلا على وجود مادة غير مضيئة في الكون، ويتم ذلك باستخدام نظرية «دوبلر» التي تؤكد إنه إذا كانت المجرة تقترب منا انزاح طيفها القادم إلينا من قلبها قليلا نحو الزرقة، وإذا كانت تبتعد عنا فإن الذراع الذي يعطي طيفا أشد احمرارا من الطيف الوارد من قبل المجرة تؤدي جهة دورانه إلى اقترابه منا. وقد أكدت كل الدراسات على وجود مادة غير مرئية بكميات أكبر مما هو مرئي.
واتضح فيما بعد أن هناك «هالات» من المادة المظلمة حول المجرات هي السبب في دوران النجوم في المناطق النائية من المجرات بنفس سرعة دوران النجوم بالقرب من مركزها. وقدر علماء الفلك أن هالة المادة السوداء المحيطة بمجرة «درب التبانة» تمتد إلى مسافة نحو خمسة ملايين سنة ضوئية من مركزها. وبالمقارنة فإن نصف قطر المادة المرئية في مجرتنا يبلغ حوالي خمسين ألف سنة ضوئية فقط.
ويستطيع الباحثون أن يستنتجوا وجود الثقوب السوداء استنادا إلى أن النجوم تتحرك في المناطق القريبة من مراكز المجرات بسرعة عالية لدرجة تجعلها تطير بعيدا في الفضاء لولا وجود كتلة مركزية هائلة ـ تعادل بليون كتلة شمسية ـ تشدها بفعل الجاذبية نحو الداخل. ولابد للجسم الذي يحتوي على هذه الكتلة الهائلة أن يكون ذا كثافة عالية حقا. ولا يعرف العلماء نظريا جسما بهذه الخاصية سوى الثقب الأسود.
كذلك فإن العديد من مراكز المجرات والمنظومات النجمية الثنائية تقوم بإطلاق كميات من الإشعاعات والمادة بمعدلات هائلة، لذا لابد أن تحتوي هذه الأجسام على آلية فعالة لإنتاج الطاقة، والأداة الأكثر فاعلية في ذلك هي الثقب الأسود نفسه من الناحية النظرية على الأقل.
هذه الحجج تبرهن فقط على وجود أجسام شبيهة بالثقوب السوداء، ولا تؤكد وجود الثقوب السوداء نفسها اعتمادا على خصائصها الفريدة، حيث أن إثبات وجود الثقب هنا لا يأتي إلا من غياب البديل. بل إن الغموض يكتنف التحقق في حالة المنظومات النجمية الثنائية. حيث يعلم الفلكيون وجود جسم شبيه بالثقب الأسود له بعض خواص الثقب الأسود وهو النجم النيتروني.
وتستطيع الأقمار الصناعية الفضائية أن تتبين الثقوب السوداء التي هي بقايا نجوم هائلة الكتلة واجهت الانهيار بسبب الجاذبية. ويمكن تمثيل الثقب الأسود بانخفاض أشبه بالبوق في المتصل المكاني الزماني. وهذه الصورة ليست صحيحة بشكل مطلق، مما اضطر «أينشتاين» لافتراض وجود انخفاضين أشبه بالبوق متحدين مع بعضهما بغية إبقاء نموذج الثقب الأسود منسق ذاتيا.
هذا يعتبرجزء صغير من بحور المعلومات
تختلف تقديرات مقدار المادة السوداء في الكون من فلكي لآخر. ومن المحتمل أن تكون المادة السوداء أكثر من الكتل المضيئة بعشرات المرات، وقد تصل إلى مئة مرة. ومن الغريب أن النجوم التي نراها الآن، وكنا نعتقد منذ زمن بعيد أنها المكمجرد التفكير فيها قد يصيب المرء بالانقباض. لم يرصدها أحد من قبل على نحو قاطع، لكن كل الحسابات الرياضية والفيزيائية تؤكد وجودها. أجسام معتمة ذات كثافة لا نهائية تتجاوز كتلة أصغرها ثلاث كتل شمسية. وهي قادرة على ابتلاع أي كوكب أو نجم يسقط فيها. العلماء متأكدون من أنها موجودة في مجرتنا، فهل تكون فيها نهايتنا؟
تختلف تقديرات مقدار المادة السوداء في الكون من فلكي لآخر. ومن المحتمل أن تكون المادة السوداء أكثر من الكتل المضيئة بعشرات المرات، وقد تصل إلى مئة مرة. ومن الغريب أن النجوم التي نراها الآن، وكنا نعتقد منذ زمن بعيد أنها المكونة لمعظم الكون، يبدو أنها لا تشكل سوى قدر صغير من مجموعه.
والآن يعتقد علماء الفلك والكون أن المادة التي نراها أقل بكثير من حجمها الفعلي في الكون، لأنه ليست كل الأجرام في الكون تشع ضوءا. فالأجسام السوداء مثل النجوم المعتمة والكواكب والثقوب السوداء، لا تسترعي انتباهنا إلى حد كبير.
كذلك فإن كتلة المجرة ليست إلا جزءا من الموضوع، إذ يوجد الكثير من المادة المعتمة أو غير المرئية في الأطراف البعيدة من قرص المجرة. بل ومن المحتمل أيضا أن توجد مقادير لا بأس بها من المادة السوداء وراء الحافة المرئية وخارج مستوى القرص المضيء ذاته مغلفة درب التبانة في هالة خفيفة تمتد بعيدا داخل فضاء ما بين المجرات. وقد تم رصد حالات مشابهة لذلك في مجرات أخرى. إذ توضح القياسات أن المناطق المرئية من المجرات تعد في المتوسط أكبر عشر مرات من الضخامة قدر ما يفترضه بريقها ويتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى خمسة آلاف مرة في المناطق البعيدة.
اكتشاف المادة السوداء
حتى نستطيع تعيين الكتلة الموجودة في الكون لابد من جمع الكمية الإجمالية للمادة المرئية. لكن ما نستطيع قياسه مباشرة هو ضيائيتها، لا كتلتها. لذلك أخذت نسبة الكتلة المتوقعة «م» للجرم السماوي إلى ضيائيته أو لمعانه «ل» (م/ل)، فوجد أن هذه النسبة في حالة المجرات أكبر منها في حالة الشمس بعدة مرات. وهكذا استنتج العلماء أن الكثافة المتوسطة للمادة المضيئة في الكون أصغر بنحو 2% من الكثافة اللازمة لإيقاف توسع الكون وهذا يدل على وجود مادة خفية في الكون.
كذلك فإن قياس سرعة دوران المجرات الحلزونية ذات الأذرع يعد دليلا على وجود مادة غير مضيئة في الكون، ويتم ذلك باستخدام نظرية «دوبلر» التي تؤكد إنه إذا كانت المجرة تقترب منا انزاح طيفها القادم إلينا من قلبها قليلا نحو الزرقة، وإذا كانت تبتعد عنا فإن الذراع الذي يعطي طيفا أشد احمرارا من الطيف الوارد من قبل المجرة تؤدي جهة دورانه إلى اقترابه منا. وقد أكدت كل الدراسات على وجود مادة غير مرئية بكميات أكبر مما هو مرئي.
واتضح فيما بعد أن هناك «هالات» من المادة المظلمة حول المجرات هي السبب في دوران النجوم في المناطق النائية من المجرات بنفس سرعة دوران النجوم بالقرب من مركزها. وقدر علماء الفلك أن هالة المادة السوداء المحيطة بمجرة «درب التبانة» تمتد إلى مسافة نحو خمسة ملايين سنة ضوئية من مركزها. وبالمقارنة فإن نصف قطر المادة المرئية في مجرتنا يبلغ حوالي خمسين ألف سنة ضوئية فقط.
ويستطيع الباحثون أن يستنتجوا وجود الثقوب السوداء استنادا إلى أن النجوم تتحرك في المناطق القريبة من مراكز المجرات بسرعة عالية لدرجة تجعلها تطير بعيدا في الفضاء لولا وجود كتلة مركزية هائلة ـ تعادل بليون كتلة شمسية ـ تشدها بفعل الجاذبية نحو الداخل. ولابد للجسم الذي يحتوي على هذه الكتلة الهائلة أن يكون ذا كثافة عالية حقا. ولا يعرف العلماء نظريا جسما بهذه الخاصية سوى الثقب الأسود.
كذلك فإن العديد من مراكز المجرات والمنظومات النجمية الثنائية تقوم بإطلاق كميات من الإشعاعات والمادة بمعدلات هائلة، لذا لابد أن تحتوي هذه الأجسام على آلية فعالة لإنتاج الطاقة، والأداة الأكثر فاعلية في ذلك هي الثقب الأسود نفسه من الناحية النظرية على الأقل.
هذه الحجج تبرهن فقط على وجود أجسام شبيهة بالثقوب السوداء، ولا تؤكد وجود الثقوب السوداء نفسها اعتمادا على خصائصها الفريدة، حيث أن إثبات وجود الثقب هنا لا يأتي إلا من غياب البديل. بل إن الغموض يكتنف التحقق في حالة المنظومات النجمية الثنائية. حيث يعلم الفلكيون وجود جسم شبيه بالثقب الأسود له بعض خواص الثقب الأسود وهو النجم النيتروني.
وتستطيع الأقمار الصناعية الفضائية أن تتبين الثقوب السوداء التي هي بقايا نجوم هائلة الكتلة واجهت الانهيار بسبب الجاذبية. ويمكن تمثيل الثقب الأسود بانخفاض أشبه بالبوق في المتصل المكاني الزماني. وهذه الصورة ليست صحيحة بشكل مطلق، مما اضطر «أينشتاين» لافتراض وجود انخفاضين أشبه بالبوق متحدين مع بعضهما بغية إبقاء نموذج الثقب الأسود منسق ذاتيا. ونة لمعظم الكون، يبدو أنها لا تشكل سوى قدر صغير من مجموعه.
والآن يعتقد علماء الفلك والكون أن المادة التي نراها أقل بكثير من حجمها الفعلي في الكون، لأنه ليست كل الأجرام في الكون تشع ضوءا. فالأجسام السوداء مثل النجوم المعتمة والكواكب والثقوب السوداء، لا تسترعي انتباهنا إلى حد كبير.
كذلك فإن كتلة المجرة ليست إلا جزءا من الموضوع، إذ يوجد الكثير من المادة المعتمة أو غير المرئية في الأطراف البعيدة من قرص المجرة. بل ومن المحتمل أيضا أن توجد مقادير لا بأس بها من المادة السوداء وراء الحافة المرئية وخارج مستوى القرص المضيء ذاته مغلفة درب التبانة في هالة خفيفة تمتد بعيدا داخل فضاء ما بين المجرات. وقد تم رصد حالات مشابهة لذلك في مجرات أخرى. إذ توضح القياسات أن المناطق المرئية من المجرات تعد في المتوسط أكبر عشر مرات من الضخامة قدر ما يفترضه بريقها ويتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى خمسة آلاف مرة في المناطق البعيدة.
اكتشاف المادة السوداء
حتى نستطيع تعيين الكتلة الموجودة في الكون لابد من جمع الكمية الإجمالية للمادة المرئية. لكن ما نستطيع قياسه مباشرة هو ضيائيتها، لا كتلتها. لذلك أخذت نسبة الكتلة المتوقعة «م» للجرم السماوي إلى ضيائيته أو لمعانه «ل» (م/ل)، فوجد أن هذه النسبة في حالة المجرات أكبر منها في حالة الشمس بعدة مرات. وهكذا استنتج العلماء أن الكثافة المتوسطة للمادة المضيئة في الكون أصغر بنحو 2% من الكثافة اللازمة لإيقاف توسع الكون وهذا يدل على وجود مادة خفية في الكون.
كذلك فإن قياس سرعة دوران المجرات الحلزونية ذات الأذرع يعد دليلا على وجود مادة غير مضيئة في الكون، ويتم ذلك باستخدام نظرية «دوبلر» التي تؤكد إنه إذا كانت المجرة تقترب منا انزاح طيفها القادم إلينا من قلبها قليلا نحو الزرقة، وإذا كانت تبتعد عنا فإن الذراع الذي يعطي طيفا أشد احمرارا من الطيف الوارد من قبل المجرة تؤدي جهة دورانه إلى اقترابه منا. وقد أكدت كل الدراسات على وجود مادة غير مرئية بكميات أكبر مما هو مرئي.
واتضح فيما بعد أن هناك «هالات» من المادة المظلمة حول المجرات هي السبب في دوران النجوم في المناطق النائية من المجرات بنفس سرعة دوران النجوم بالقرب من مركزها. وقدر علماء الفلك أن هالة المادة السوداء المحيطة بمجرة «درب التبانة» تمتد إلى مسافة نحو خمسة ملايين سنة ضوئية من مركزها. وبالمقارنة فإن نصف قطر المادة المرئية في مجرتنا يبلغ حوالي خمسين ألف سنة ضوئية فقط.
ويستطيع الباحثون أن يستنتجوا وجود الثقوب السوداء استنادا إلى أن النجوم تتحرك في المناطق القريبة من مراكز المجرات بسرعة عالية لدرجة تجعلها تطير بعيدا في الفضاء لولا وجود كتلة مركزية هائلة ـ تعادل بليون كتلة شمسية ـ تشدها بفعل الجاذبية نحو الداخل. ولابد للجسم الذي يحتوي على هذه الكتلة الهائلة أن يكون ذا كثافة عالية حقا. ولا يعرف العلماء نظريا جسما بهذه الخاصية سوى الثقب الأسود.
كذلك فإن العديد من مراكز المجرات والمنظومات النجمية الثنائية تقوم بإطلاق كميات من الإشعاعات والمادة بمعدلات هائلة، لذا لابد أن تحتوي هذه الأجسام على آلية فعالة لإنتاج الطاقة، والأداة الأكثر فاعلية في ذلك هي الثقب الأسود نفسه من الناحية النظرية على الأقل.
هذه الحجج تبرهن فقط على وجود أجسام شبيهة بالثقوب السوداء، ولا تؤكد وجود الثقوب السوداء نفسها اعتمادا على خصائصها الفريدة، حيث أن إثبات وجود الثقب هنا لا يأتي إلا من غياب البديل. بل إن الغموض يكتنف التحقق في حالة المنظومات النجمية الثنائية. حيث يعلم الفلكيون وجود جسم شبيه بالثقب الأسود له بعض خواص الثقب الأسود وهو النجم النيتروني.
وتستطيع الأقمار الصناعية الفضائية أن تتبين الثقوب السوداء التي هي بقايا نجوم هائلة الكتلة واجهت الانهيار بسبب الجاذبية. ويمكن تمثيل الثقب الأسود بانخفاض أشبه بالبوق في المتصل المكاني الزماني. وهذه الصورة ليست صحيحة بشكل مطلق، مما اضطر «أينشتاين» لافتراض وجود انخفاضين أشبه بالبوق متحدين مع بعضهما بغية إبقاء نموذج الثقب الأسود منسق ذاتيا.
هذا يعتبرجزء صغير من بحور المعلومات