رجب مصطفى
04-24-2009, 02:31 AM
علماء الفيزياء المسلمون والحضارة الغربية
وبعد، فإن إنجازات المسلمين الفيزيائية لم تكن يسيرة أو بالأمر الهين، فلقد وصل تأثيرها في الحضارة الغربية حدا اعترف فيه الغربيون أنفسهم بأنه ما كان بوسعهم أن يقدموا للعالم حضارتهم لولا هذه الإنجازات، ويكفي في هذا السياق الإشارة إلى قول العالم همبرلد: "لقد ارتقى العرب في علم الفيزياء كثيراً، وذلك لبحثهم العميق في قوى الطبيعة ووقوفهم على الحوادث الفيزيائية عن طريق التجربة والتي كان القدماء قبل العرب يجهلونها".
فقد أثرت أبحاث أبي الريحان البيروني في الثقل النوعي في الحضارة الغربية أيما تأثير، وإنه لينبغي عند تقدير هذه النتائج المدهشة - كما يقول الدكتور جمال مرسي - التي توصل إليها أبو الريحان أن نستحضر في الذهن أن ألفا من السنين تفصل بين زماننا وزمانه، وأن نذكر أن عدته من الأدوات والأجهزة لم تكن لتقارن بما لدى علماء اليوم.. ومع ذلك فقد وصل أبو الريحان إلى نتائج تكاد تكون هي ما وصل إليه المحدثون.
أما الخازني فقد كان مفتاحا علميا بالنسبة لتورشللي في البحث في وزن الهواء وكثافته، والضغط الذي يحدثه، وقد اخترع الخازني ميزانا لوزن الأجسام في الهواء وفي الماء ظلت أوروبا تستعين به حتى القرون الوسطى، وهذا بالإضافة إلى استعانة أوروبا بدقة موازين المسلمين في مجال الوزن النوعي، وثقل الهواء، وآلات الروافع، والجاذبية.
وإن من أكثر التصريحات الغربية في هذا الصدد من حيث التفصيل العلمي في إسهامات المسلمين قول العلامة بلتون: إن العرب كانوا يعرفون ثقل الهواء، ولهم وسائل متقنة وموازين دقيقة لاستخراج الوزن النوعي لأكثر السوائل والجوامد التي تذوب في الماء، ولهم في ذلك جداول على النحو المستعمل الآن.
وقد اعترف فلندرز بتري اعترافا عمليا بدقة الموازين عند المسلمين والتنوع فيها حيث قام بوزن ثلاثة نقود عربية قديمة فوجد أن الفرق بين أوزانها جزء من ثلاثة آلاف جزء من الجرام ثم عقب على ذلك قائلا: إنه لايمكن الوصول إلى هذه الدقة في الوزن إلا باستعمال أدق الموازين الكيمياوية الموضوعة في صناديق من الزجاج حتى لا تؤثر فيها تموجات الهواء وبتكرار الوزن مرارا حتى لا يبقى فرق ظاهر في رجحان أحد الموازين على الآخر، ولذلك فالوصول إلى هذه الدقة لما يفوق التصور ولا يعلم أن أحدا وصل إلى دقة في الوزن مثل هذه الدقة.
وهذا التصريح - خصوصا - يشير إلى مدى اهتمام المسلمين بالحركة والسكون، ومركز الثقل، وجر الأثقال بالقوة اليسيرة، وقد ألفوا في ذلك مؤلفات ذات قيمة استعان بها الفيزيائيون اللاحقون.
وهناك تصريحا آخر لدونلد ر.هيل جاء فيه: "عرف المسلمون جدولة الأوزان النوعية قبل الأوروبيين بكثير وبدأ الاهتمام الشديد بهذا الموضوع في أوروبا إبان القرن السابع عشر الميلادي، وبلغ ذروته في عمل روبت بويل (ت 1691م) الذي عين الوزن النوعي للزئبق - على سبيل المثال - بطريقتين مختلفتين، تعطيان المقدارين 13.76 و 13.357، وكلاهما أقل دقة من القيمة التي سجلها الخازني الذي كانت معظم نتائجه دقيقة تماما"!! (14)
المصدر:
http://www.islamstory.com/article.php?id=197&gclid=CNizpoCCiJoCFQgVzAodKnS-FQ
وبعد، فإن إنجازات المسلمين الفيزيائية لم تكن يسيرة أو بالأمر الهين، فلقد وصل تأثيرها في الحضارة الغربية حدا اعترف فيه الغربيون أنفسهم بأنه ما كان بوسعهم أن يقدموا للعالم حضارتهم لولا هذه الإنجازات، ويكفي في هذا السياق الإشارة إلى قول العالم همبرلد: "لقد ارتقى العرب في علم الفيزياء كثيراً، وذلك لبحثهم العميق في قوى الطبيعة ووقوفهم على الحوادث الفيزيائية عن طريق التجربة والتي كان القدماء قبل العرب يجهلونها".
فقد أثرت أبحاث أبي الريحان البيروني في الثقل النوعي في الحضارة الغربية أيما تأثير، وإنه لينبغي عند تقدير هذه النتائج المدهشة - كما يقول الدكتور جمال مرسي - التي توصل إليها أبو الريحان أن نستحضر في الذهن أن ألفا من السنين تفصل بين زماننا وزمانه، وأن نذكر أن عدته من الأدوات والأجهزة لم تكن لتقارن بما لدى علماء اليوم.. ومع ذلك فقد وصل أبو الريحان إلى نتائج تكاد تكون هي ما وصل إليه المحدثون.
أما الخازني فقد كان مفتاحا علميا بالنسبة لتورشللي في البحث في وزن الهواء وكثافته، والضغط الذي يحدثه، وقد اخترع الخازني ميزانا لوزن الأجسام في الهواء وفي الماء ظلت أوروبا تستعين به حتى القرون الوسطى، وهذا بالإضافة إلى استعانة أوروبا بدقة موازين المسلمين في مجال الوزن النوعي، وثقل الهواء، وآلات الروافع، والجاذبية.
وإن من أكثر التصريحات الغربية في هذا الصدد من حيث التفصيل العلمي في إسهامات المسلمين قول العلامة بلتون: إن العرب كانوا يعرفون ثقل الهواء، ولهم وسائل متقنة وموازين دقيقة لاستخراج الوزن النوعي لأكثر السوائل والجوامد التي تذوب في الماء، ولهم في ذلك جداول على النحو المستعمل الآن.
وقد اعترف فلندرز بتري اعترافا عمليا بدقة الموازين عند المسلمين والتنوع فيها حيث قام بوزن ثلاثة نقود عربية قديمة فوجد أن الفرق بين أوزانها جزء من ثلاثة آلاف جزء من الجرام ثم عقب على ذلك قائلا: إنه لايمكن الوصول إلى هذه الدقة في الوزن إلا باستعمال أدق الموازين الكيمياوية الموضوعة في صناديق من الزجاج حتى لا تؤثر فيها تموجات الهواء وبتكرار الوزن مرارا حتى لا يبقى فرق ظاهر في رجحان أحد الموازين على الآخر، ولذلك فالوصول إلى هذه الدقة لما يفوق التصور ولا يعلم أن أحدا وصل إلى دقة في الوزن مثل هذه الدقة.
وهذا التصريح - خصوصا - يشير إلى مدى اهتمام المسلمين بالحركة والسكون، ومركز الثقل، وجر الأثقال بالقوة اليسيرة، وقد ألفوا في ذلك مؤلفات ذات قيمة استعان بها الفيزيائيون اللاحقون.
وهناك تصريحا آخر لدونلد ر.هيل جاء فيه: "عرف المسلمون جدولة الأوزان النوعية قبل الأوروبيين بكثير وبدأ الاهتمام الشديد بهذا الموضوع في أوروبا إبان القرن السابع عشر الميلادي، وبلغ ذروته في عمل روبت بويل (ت 1691م) الذي عين الوزن النوعي للزئبق - على سبيل المثال - بطريقتين مختلفتين، تعطيان المقدارين 13.76 و 13.357، وكلاهما أقل دقة من القيمة التي سجلها الخازني الذي كانت معظم نتائجه دقيقة تماما"!! (14)
المصدر:
http://www.islamstory.com/article.php?id=197&gclid=CNizpoCCiJoCFQgVzAodKnS-FQ