المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإسكندراني الباحث في معهد الكويت لابحاث في لقاء بشأن أهم ما حققته النانو الصغيرة من آمال البشرية.



عبد الرؤوف
03-22-2009, 05:50 PM
الإسكندراني الباحث في معهد الكويت لابحاث في لقاء بشأن أهم ما حققته النانو الصغيرة من آمال البشرية.

الإسكندراني الباحث في معهد الكويت: لنانو ثورة أساسها الذهب ونتاجها حلول طبية وصناعية بديلة
في لقاء بشأن أهم ما حققته الحبيبات الصغيرة من آمال للبشرية

نبال نخال
تعد تكنولوجيا النانو أحدث ثورة في عالم التصنيع مع بدايات القرن الواحد والعشرين، فمع استخدام تقنيات هذه التكنولوجيا المتقدمة أصبح من الممكن الحصول على خواص جديدة ومتميزة لجميع المواد، عن طريق إعادة هيكلة البنية الداخلية لها والتحكم فى ترتيب ذراتها، ما أهلها لاحتلال الصدارة في قائمة المواد الجديدة والمتقدمة التي تعقد عليها البشرية أمالاً كبيرة في القضاء على الأورام السرطانية من دون حاجة إلى الجراحات والعلاج الكيميائي، إضافة إلى جني ما لا يقل عن 4 تريليونات دولار خلال السنوات الخمس المقبلة.

أكد الباحث في معهد الكويت للأبحاث العلمية د. محمد شريف اسكندراني أن العالم مقبل على انفتاح، لم يشهد له مثيل في عالم التكنولوجيا، وذلك من خلال اعتماده تطبيقات «النانو تكنولوجي»، التي بدأت نتائج ابحاثها تعد بالآمال في مجال القضاء على الخلايا السرطانية، والصناعات الالكترونية الصديقة للبيئة. وقال في حوار مع «الجريدة» ان السنوات القليلة المقبلة سوف تقدم للبشرية ثورات طبية وصناعية كفيلة بانقاذ حياة الملايين من البشر، لافتاً الى ان السلبيات الوحيدة التي يمكن ان تنجم عن «النانو تكنولوجي»، هي حدوث فجوة بين الدول المتقدمة والدول النامية من حيث التطور والتخلف وفيما يلي التفاصيل.

● كيف انطلقت «النانو تكنولوجي»، وكيف تم تسخيرها لإحداث الثورات في عالمي الطب والصناعة؟

- دأبت «النانو تكنولوجي» منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي على تسخير العلوم الأساسية والتقنيات المستحدثة من أجل تقديم مواد هندسية متميزة، كما أعطت تكنولوجيا النانو الكثير من الأمل في استهداف الأورام السرطانية والتعامل معها وحدها دون غيرها من الخلايا السليمة بغرض قتلها ووقف انتشارها، وأكدت جميع نتائج الاختبارات البحثية، التي أجريت على حيوانات التجارب، نجاح الطرق المنبثقة عن هذه التكنولوجيا المتقدمة في قتل تلك الخلايا الخبيثة، من دون اي آثار بيولوجية وخيمة، قد تطرأ على الجسم البشري أثناء أو بعد المعالجة بالدواء النانوي، لذا فهي تعد من أكثر الطرق الملائمة لعلاج السرطان، وتُعد حبيبات الذهب النانونية أبرز وأهم المواد النانونية، التي أفرزها الإبداع الذهني البشري في أوائل القرن الواحد والعشرين، بغرض استهداف الأورام السرطانية وقتلها موضعيا، وقد شاركت فريقاً يابانياً عام 2000 في تحضير حبيبات نانونية من أكاسيد فلزية لمواد مغناطيسية، مغلفة بطبقة رقيقة من الذهب، تم استخدامها في حقن أحد حيوانات التجارب المصابة بالسرطان، وعند تعريض جسم الحيوان لمجال فيض مغناطيسي عمل هذا المجال على إثارة الحبيبات المغناطيسية التي تم إدخالها إلى الجسم، فتنافرت مع بعضها البعض واهتزت جزيئاتها مما ساهم في توليد حرارة كافية- قدرت بنحو 43 درجة مئوية- ألهبت طبقة الذهب ما نجم عنه حرق وقتل الخلايا السرطانية المنتشرة في جسم الحيوان من دون التدخل الجراحي أو العلاجين الاشعاعي والكيميائي.

كما أتاحت تكنولوجيا النانو إنتاج أنواع مبتكرة من الحساسات البيولوجية، تستخدم في الكشف عن وجود أي خلل في الوظائف الحيوية بالجسم، بحيث توفر الدقة والسرعة في المعلومات الطبية عن الجسم، وقد بادرت إحدى الشركات السويسرية بإنتاج مضخة صغيرة لا يتعدى أبعادها عن شريحة التليفون المحمول، يتم وضعها تحت الثياب بمنطقة الفخذ مثلا، حيث تثبت عليه، ويعمل هذا الجهاز النانومتري على مراقبة نسبة السكر بدم المريض، وإذا ما انخفضت هذه النسبة عن حد معين يقوم الجهاز بضخ جرعة الانسولين المطلوبة ما يقي الكثير من مرضى سكر الدم من خطر التعرض لغيبوبة نقص السكر الناتج عن نسيان تعاطي جرعات الانسولين اليومية.

● هل استطاعت «النانو تكنولوجي» خدمة قضايا البيئة التي توفر سبل الراحة والامان للبشرية؟

- سخرت تكنولوجيا النانو تفاعلات مواد المحفزات الضوئية التي تأتي الحبيبات النانونية لثاني أكسيد التيتانيوم على قمتها من حيث النشاط والفاعلية، فضلاً عن ثباته الكيميائي عند درجات الحرارة العالية، وقد وُظفت هذه المادة المُخلّقة في خدمة قضايا البيئة المتعلقة بصحة وراحة الإنسان، حيث يتم استخدامه في تحليل الملوثات العضوية المتراكمة على أسطح الواجهات الزجاجية للمباني الشاهقة الارتفاع، عن طريق دهان تلك الأسطح الزجاجية من دون أن يتسبب هذا الغطاء الشفاف من مادة الأكسيد في حجب أو إعاقة الضوء من المرور إلى داخل المبنى. ويضمن هذا الغطاء النانوي استمرار بقاء الأسطح الزجاجية لامعة ونظيفة من دون أي تدخل بشري، لذا فهي تسمى بالأسطح الزجاجية ذاتية التنظيف، أيضا فإن لحبيبات ثاني أكسيد التيتانيوم النانونية القدرة على التعامل مع البكتيريا العالقة على جدران غرف المستشفيات ومكافحتها ووقف انتشارها والقضاء عليها، وذلك عن طريق دهان تلك الجدران بطبقة رقيقة من هذه المادة.

كما تمكن فريق ياباني من معالجة وتطهير مياه الصرف المتسربة إلى التربة والمتخلفة عن عمليات ري المحاصيل الزراعية، والمحتوية على مركبات عضوية متطايرة، وذلك باستخدام حبيبات مادة ثاني أكسيد التيتانيوم النانونية.

● ماذا عن اعتماد الصناعات العصرية الإلكترونية وغيرها؟

- جدير بالذكر أنه قد قامت في السنوات الأخيرة بعض من الشركات المصنعة للأجهزة الكهربائية المنزلية مثل غسالات الثياب وثلاجات الأطعمة بطلاء الأسطح الداخلية والخارجية بطبقة رقيقة من فلز الفضة المقاوم لانتشار البكتيريا والقاتل للميكروبات، وتلك الأجهزة متوافرة الآن في جميع أسواق بيع الأدوات والتجهيزات المنزلية في دول العالم.

وتستخدم تكنولوجيا النانو على نطاق واسع في تنقية مياه الشرب، وتخليصها من الملوثات والشوائب الجزيئية الدقيقة، وذلك عن طريق المُرشحات والفلاتر المصنّعة من أنابيب الكربون النانونية، حيث تسمح فتحات تلك الأنابيب بمرور جزيئات المياه، دون مرور جزيئات المواد العالقة الأكبر حجماً من جزيئات المياه، مما يضمن الحصول على مياه شرب فائقة النقاوة والجودة.

● ما التطبيقات الواعدة للنانو تكنولوجي في الكويت؟

- يعكف الباحثون في معهد الكويت للأبحاث العلمية على استخدام تكنولوجيا النانو كأداة إستراتيجية هامة في مجالات تكرير زيت النفط الثقيل ومعالجة المياه الجوفية وتنقيتها من الملوثات والشوائب، وتحلية وتنقية مياه الشرب، وإنتاج المواد فائقة الصلابة المستخدمة كأدوات قطع في عمليات حفر الآبار، للتنقيب عن البترول والمياه الجوفية، إضافة الى إنتاج مواد طلاء تتركب من حبيبات نانونية، تستخدم في حماية أسطح المنتجات والأجهزة الفلزية من التآكل عن طريق الصدأ، وإنتاج المواد الداخلة في تصنيع خلايا الوقود الهيدروجيني، وإنتاج مسطحات السليكون الإسفنجي المستخدم في صناعة الخلايا الشمسية، فضلاً عن استصلاح الأراضي الزراعية وصناعة المخصبات، وصناعة الدهان والأصباغ والأسمنت، وتحسين خواص الخرسانة، وحماية أسياخ حديد التسليح من التآكل بالصدأ.

● هل تم حصر الآثار السلبية لتطبيقات النانو في المجالات التي دخلت في مضمارها؟

- لا توجد حتى الآن أي أخبار مؤكدة عن أي آثار بيئية أو صحية سالبة من جراء استخدام المواد النانونية في التطبيقات الحياتية المختلفة، وعلى المستوى الشخصي، فإن الخطر السلبي الوحيد والمؤكد لتطبيقات تلك التقنية هو تعميق الفجوة التكنولوجية والاجتماعية ليس فقط بين دول الشمال المتقدم والجنوب النامي، بل بين الدول النامية بعضها البعض، حيث إن عدداً كبيراً من هذه الدول قد بدأ بالفعل في مجال البحث العلمي الخاص بهذه التقنية، والدول التي لاحقت أو تلاحق الآن الثورة الصناعية المبنية على هذه التقنية، سوف تجني بعد أقل من 5 سنوات أرباحا خيالية تفوق 4 تريليونات، وذلك على حساب الدول التي لا تمتلك معاهد بحثية وتطبيقية أو خُططا للبحث العلمي. ص الجريدة الكويتية