تغريد
03-09-2009, 06:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو). .
إنه الغيب . . إنه المجهول . .
والعقل البشري - تلك الذبالة القريبة المدى - إنما يسبح في بحر المجهول .
فلا يقف إلا على جزر طافية هنا وهنالك يتخذ منها معالم في الخضم .
ولولا عون الله له , وتسخير هذا الكون , وتعليمه هو بعض نواميسه , ما استطاع شيئا . .
ولكنه لا يشكر . . (وقليل من عبادي الشكور). . بل إنه في هذه الأيام ليتبجح بما كشف الله له من
السنن , وبما آتاه من العلم القليل . .
ويتبجح أحيانا فيزعم أن "العلم" يقابل "الغيب" وأن "العلمية " في التفكير والتنظيم تقابل "الغيبية " وأنه
لا لقاء بين العلم والغيب ; كما أنه لا لقاء بين العقلية العلمية والعقلية الغيبية !
فلنلق نظرة سريعة على وقفة "العلم" أمام "الغيب" في بحوث وأقوال علماء من بني الإنسان
لا لنصدق بها كلمة الفصل من الله سبحانه - فحاشا للمؤمن أن يصدق قول الله بقول البشر -
ولكننا نقف هذه الوقفة لنحاكم الذين يلوكون كلمات العلم والغيب , والعلمية والغيبية ,
إلى ما يؤمنون هم به من قول البشر ! ليعلموا أن عليهم هم أن يحاولوا "الثقافة " و"المعرفة " ليعيشوا
في زمانهم; ولا يكونوا متخلفين عن عقليته ومقررات تجاربه !
عالم أمريكي - يقول عن "الحقائق" التي يصل إليها "العلم" بجملتها:
"إن العلوم حقائق مختبرة ; ولكنها مع ذلك تتأثر بخيال الإنسان وأوهامه ومدى بعده عن الدقة في
ملاحظاته وأوصافه واستنتاجاته
ونتائج العلوم مقبولة داخل هذه الحدود .
فهي بذلك مقصورة على الميادين الكمية في الوصف والتنبؤ . وهي تبدأ بالاحتمالات , وتنتهي
بالاحتمالات كذلك . . وليس باليقين . .
ونتائج العلوم بذلك تقريبية , وعرضة للأخطاء المحتملة في القياس والمقارنات ; ونتائجها اجتهادية ,
وقابلة للتعديل بالإضافةوالحذف ,
وليست نهائية .
وإننا لنرى أن العالم عندما يصل إلى قانون أو نظرية يقول:إن هذا هو ما وصلنا إليه حتى الآن , ويترك
الباب مفتوحا لما قد يستجد من التعديلات" .
وهذه الكلمة تلخص حقيقة جميع النتائج التي وصل إليها العلم , والتي يمكن أن يصل إليها كذلك .
فطالما أن "الإنسان" بوسائله المحدودة , بل بوجوده المحدود بالقياس إلى الأزل والأبد هو الذي يحاول
الوصول إلى هذه النتائج ;
فإنه من المحتم أن تكون مطبوعة بطابع هذا الإنسان , ولها مثل خصائصه من كونها محدودة المدى ;
وقابلة للخطأ والصواب , والتعديل والتبديل .
على أن الوسيلة التي يصل بها الإنسان إلى أية نتيجة هي التجربة والقياس . فهو يجرب , ثم يعمم
النتيجة التي يصل إليها عن طريق القياس ;
والقياس - باعتراف العلم وأهله - وسيلة تؤدي إلى نتيجة ظنية ; ولا يمكن أبدا أن تكون قطعية ولا نهائية .
والوسيلة الأخرى - وهي التجربة والاستقصاء بمعنى تعميم التجربة على كل ما هو من جنس ما وقعت
عليه التجارب في جميع الأزمنة وفي جميع الظروف - وسيلة غير مهيأة للإنسان .
وهي إحدى الوسائل الموصلة إلى نتائج قطعية .
ولا سبيل إلى نتيجة قطعية وحقيقة يقينية إلا عن طريق هدى الله الذي يبينه للناس . ومن ثم يبقى علم
الإنسان فيما وراء ما قرره الله له ,
علما ظنيا لا يصل إلى مرتبة اليقين بحال !
يقول سير جيمس جيننر - الإنجليزي - الأستاذ في الطبيعيات والرياضيات:
ويضرب مثلا لذلك إشعاع ذرات الراديوم , وتحولها إلى رصاص وهليوم . . وهي خاضعة تماما لقدر
مجهول , وغيب مستور , يقف دونه علم الإنسان:
"من المعروف أن ذرات الراديوم وغيره من المواد ذات النشاط الإشعاعي ,
تتفكك بمجرد مرور الزمن عليها , وتخلف وراءها ذرات من الرصاص والهليوم .
ولهذا فإن كتلة من الراديوم ينقص حجمها باستمرار , ويحل مكانها رصاص وهليوم
"ولنوضح هذه الحقيقة بمثل مادي فنقول:إذا فرض أن بحجرتنا ألفين من ذرات الراديوم .
فإن العلم لا يستطيع أن يقول:كم منها يبقى حيا بعد عام .
بل كل ما يستطيعه هو أن يذكر فقط الاحتمالات التي ترجح بقاء 2000 أو 1999 أو 1998 , وهكذا . وأكثر
الأمور احتمالا في الواقع هو أن يكون العدد 1999 ,
أي أن أرجح الاحتمالات هو أن ذرة واحدة لا أكثر من الألفي ذرة , هي التي تتحلل في العام التالي .
إن الرجل الذي يقول هذا الكلام , لا يريد أن يثبت به القدر الإلهي المغيب عن الناس .
بل إنه ليحاول جاهدا أن يهرب من ضغط النتائج التي ينتهي إليها العلم البشري ذاته .
ولكن حقيقة الغيب تفرض نفسها عليه فرضا على النحو الذي نراه ! . .
بينما الذين يعيشون على فتات القرون الماضية يزعمون أن "الغيبية " تنافي "العلمية " .
وأن المجتمع الذي يريد أن يعيش بعقلية علمية ينبغي له أن يتخلص من العقلية الغيبية !
ذلك بينما العلم البشري ذاته . . علم القرن العشرين . . يقول:إن كل ما يصل إليه من النتائج هو "الاحتمالات" !
وإن الحقيقة المستيقنة الوحيدة هي أن هنالك "غيبًا" لا شك فيه !
(وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو). .
إنه الغيب . . إنه المجهول . .
والعقل البشري - تلك الذبالة القريبة المدى - إنما يسبح في بحر المجهول .
فلا يقف إلا على جزر طافية هنا وهنالك يتخذ منها معالم في الخضم .
ولولا عون الله له , وتسخير هذا الكون , وتعليمه هو بعض نواميسه , ما استطاع شيئا . .
ولكنه لا يشكر . . (وقليل من عبادي الشكور). . بل إنه في هذه الأيام ليتبجح بما كشف الله له من
السنن , وبما آتاه من العلم القليل . .
ويتبجح أحيانا فيزعم أن "العلم" يقابل "الغيب" وأن "العلمية " في التفكير والتنظيم تقابل "الغيبية " وأنه
لا لقاء بين العلم والغيب ; كما أنه لا لقاء بين العقلية العلمية والعقلية الغيبية !
فلنلق نظرة سريعة على وقفة "العلم" أمام "الغيب" في بحوث وأقوال علماء من بني الإنسان
لا لنصدق بها كلمة الفصل من الله سبحانه - فحاشا للمؤمن أن يصدق قول الله بقول البشر -
ولكننا نقف هذه الوقفة لنحاكم الذين يلوكون كلمات العلم والغيب , والعلمية والغيبية ,
إلى ما يؤمنون هم به من قول البشر ! ليعلموا أن عليهم هم أن يحاولوا "الثقافة " و"المعرفة " ليعيشوا
في زمانهم; ولا يكونوا متخلفين عن عقليته ومقررات تجاربه !
عالم أمريكي - يقول عن "الحقائق" التي يصل إليها "العلم" بجملتها:
"إن العلوم حقائق مختبرة ; ولكنها مع ذلك تتأثر بخيال الإنسان وأوهامه ومدى بعده عن الدقة في
ملاحظاته وأوصافه واستنتاجاته
ونتائج العلوم مقبولة داخل هذه الحدود .
فهي بذلك مقصورة على الميادين الكمية في الوصف والتنبؤ . وهي تبدأ بالاحتمالات , وتنتهي
بالاحتمالات كذلك . . وليس باليقين . .
ونتائج العلوم بذلك تقريبية , وعرضة للأخطاء المحتملة في القياس والمقارنات ; ونتائجها اجتهادية ,
وقابلة للتعديل بالإضافةوالحذف ,
وليست نهائية .
وإننا لنرى أن العالم عندما يصل إلى قانون أو نظرية يقول:إن هذا هو ما وصلنا إليه حتى الآن , ويترك
الباب مفتوحا لما قد يستجد من التعديلات" .
وهذه الكلمة تلخص حقيقة جميع النتائج التي وصل إليها العلم , والتي يمكن أن يصل إليها كذلك .
فطالما أن "الإنسان" بوسائله المحدودة , بل بوجوده المحدود بالقياس إلى الأزل والأبد هو الذي يحاول
الوصول إلى هذه النتائج ;
فإنه من المحتم أن تكون مطبوعة بطابع هذا الإنسان , ولها مثل خصائصه من كونها محدودة المدى ;
وقابلة للخطأ والصواب , والتعديل والتبديل .
على أن الوسيلة التي يصل بها الإنسان إلى أية نتيجة هي التجربة والقياس . فهو يجرب , ثم يعمم
النتيجة التي يصل إليها عن طريق القياس ;
والقياس - باعتراف العلم وأهله - وسيلة تؤدي إلى نتيجة ظنية ; ولا يمكن أبدا أن تكون قطعية ولا نهائية .
والوسيلة الأخرى - وهي التجربة والاستقصاء بمعنى تعميم التجربة على كل ما هو من جنس ما وقعت
عليه التجارب في جميع الأزمنة وفي جميع الظروف - وسيلة غير مهيأة للإنسان .
وهي إحدى الوسائل الموصلة إلى نتائج قطعية .
ولا سبيل إلى نتيجة قطعية وحقيقة يقينية إلا عن طريق هدى الله الذي يبينه للناس . ومن ثم يبقى علم
الإنسان فيما وراء ما قرره الله له ,
علما ظنيا لا يصل إلى مرتبة اليقين بحال !
يقول سير جيمس جيننر - الإنجليزي - الأستاذ في الطبيعيات والرياضيات:
ويضرب مثلا لذلك إشعاع ذرات الراديوم , وتحولها إلى رصاص وهليوم . . وهي خاضعة تماما لقدر
مجهول , وغيب مستور , يقف دونه علم الإنسان:
"من المعروف أن ذرات الراديوم وغيره من المواد ذات النشاط الإشعاعي ,
تتفكك بمجرد مرور الزمن عليها , وتخلف وراءها ذرات من الرصاص والهليوم .
ولهذا فإن كتلة من الراديوم ينقص حجمها باستمرار , ويحل مكانها رصاص وهليوم
"ولنوضح هذه الحقيقة بمثل مادي فنقول:إذا فرض أن بحجرتنا ألفين من ذرات الراديوم .
فإن العلم لا يستطيع أن يقول:كم منها يبقى حيا بعد عام .
بل كل ما يستطيعه هو أن يذكر فقط الاحتمالات التي ترجح بقاء 2000 أو 1999 أو 1998 , وهكذا . وأكثر
الأمور احتمالا في الواقع هو أن يكون العدد 1999 ,
أي أن أرجح الاحتمالات هو أن ذرة واحدة لا أكثر من الألفي ذرة , هي التي تتحلل في العام التالي .
إن الرجل الذي يقول هذا الكلام , لا يريد أن يثبت به القدر الإلهي المغيب عن الناس .
بل إنه ليحاول جاهدا أن يهرب من ضغط النتائج التي ينتهي إليها العلم البشري ذاته .
ولكن حقيقة الغيب تفرض نفسها عليه فرضا على النحو الذي نراه ! . .
بينما الذين يعيشون على فتات القرون الماضية يزعمون أن "الغيبية " تنافي "العلمية " .
وأن المجتمع الذي يريد أن يعيش بعقلية علمية ينبغي له أن يتخلص من العقلية الغيبية !
ذلك بينما العلم البشري ذاته . . علم القرن العشرين . . يقول:إن كل ما يصل إليه من النتائج هو "الاحتمالات" !
وإن الحقيقة المستيقنة الوحيدة هي أن هنالك "غيبًا" لا شك فيه !