المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدكتورة "إيمان الجندي" حصلت على لقب "أفضل باحثة في الشرق الأوسط"



عبد الرؤوف
03-04-2009, 11:34 PM
الدكتورة "إيمان الجندي" حصلت على لقب "أفضل باحثة في الشرق الأوسط"

مشوار حافل من العطاء العلمي بذلت خلاله جهدا كبيرا حتى حفرت اسمها بحروف من ذهب في سجل العلماء والمخترعين، حتى أصبحت الدكتورة "إيمان الجندي" يشار إليها بالبنان بعد أن حصلت على لقب "أفضل باحثة في الشرق الأوسط"، وذلك في المؤتمر الدولي السادس عشر لجمعية الشرق الأوسط للخصوبة، والذي عقد في تونس لمدة ثلاثة أيام خلال الفترة من 15 حتى 18 أكتوبر في عام 2008، وقد أجرت بحثها على 33 سيدة تتراوح أعمارهن بين 23 و35عاما.

تهدف الدراسة إلى مساعدة الأطباء في معرفة مخزون المبيض من البويضات بأدق شكل ممكن، فمحاولة توقع مخزون المبيض قبل إجراء أي من محاولات الإخصاب المساعدة من العوامل الهامة لاختيار النظام العلاجي الأمثل للحالات، وهو ما يحقق أفضل النتائج.

ويعتمد العديد من الأطباء على عدد من الوسائل المتداولة لقياس الخصوبة، سواء قياس الهرمونات في الدم أو عن طريق الأشعة التليفزيونية، ولكن ثبت أن أيا من هذه الطرق ليس على درجة عالية من الدقة وبالذات بالنسبة لتوقع حدوث الحمل.

أما الطريقة التي ابتكرتها الدكتورة إيمان فتعتمد على قياس الهرمون "المضاد للموليريان" والذي يتم إفرازه من غالبية البويضات المكونة للمبيض، ولا تتأثر معدلاته بأي عوامل أخرى، لذا فيتم قياس هذا الهرمون في مختلف أوقات الدورة الشهرية للسيدات، لمعرفة مختلف مستوياته أثناء الشهر، وذلك قبل إجراء تنشيط للتبويض والحقن المجهري للسيدات، ثم إيجاد العلاقة بين معدلات هذا الهرمون في مختلف الأوقات واستجابة المبيض وحدوث الحمل.

ويعتبر قياس هذا الهرمون هو الأدق لتوقع استجابة السيدة وتوقع حدوث الحمل بالمقارنة مع بقية العوامل الأخرى، كما أن إمكانية قياسه في أي وقت من الدورة يجعله مناسبا للمريض والطبيب.

وقد تم تقييم هذا البحث من قبل لجنة من العلماء الدوليين المتخصصين وتم تكريم أ.د/إيمان الجندي كأحسن باحثة في مجال مساعدة الإنجاب في الشرق الأوسط.

علاج العقم بالتلقيح الصناعي
وتؤكد الدكتورة أن فرص الحمل عن طريق التلقيح الصناعي, أطفال الأنابيب أو الحقن المجهري تكون أعلى عندما تكون السيدة أقل من 35 عاما، وتقل نسب الحمل بعد ذلك تدريجيا، ولا يتم إجراء هذه العمليات بالنسبة لمن تتخطى أعمارهن الـ44 عاما؛ حيث تزداد فرص الإجهاض بحوالي 75%، وتقل نسبة الحمل عن 5%.

وقد شهدت السنوات القليلة الماضية صيحة في المواد المستخدمة لحدوث الإخصاب ونمو الأجنة، وإمكانية نقلها في اليوم الخامس أو السادس، ولكن يجب أن يكون ذلك تبعا لظروف الحالة؛ لكي تحقق أفضل النتائج، كما أن تقنية تثقيب الأجنة يجب أن لا تعمم وتكون في حالات محدودة فقط.

من جهة أخرى، اعتبرت الجندي أن "المشكلات المادية هي "حجر عثرة في طريقي؛ لأنني قمت بتمويل معظم أبحاثي على نفقتي الشخصية، ولكنني أصررت على النجاح، وكان يساعدني زوجي ويشجعني على الاستمرار في مشواري، وحزنت عندما لم أجد الاهتمام الإعلامي الكافي لموضوع بحثي، في حين أن العلماء في الخارج قد استفادوا منه، وخرجت العديد من الأبحاث من النقطة التي انتهيت منها".

بداية المشوار
ويبدو أن التفوق لم يكن وليد الصدفة؛ لأنها كانت من الثلاثين الأوائل على مستوى الجمهورية، وبعد ذلك دخلت كلية الطب بجامعة الزقازيق نظرا لطبيعة عمل والدها، فهو مهندس ري، وتتطلب منه هذه المهنة كثرة الانتقالات، وتخرجت في عام 1991 بتقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف، وكانت الأولى على دفعتها.

وتشير إلى أنها فضلت التخصص في مجال العقم؛ لأنه من المجالات الحديثة، والتي يرجع تاريخها إلى عام 1978، والذي يوافق مولد "لويزا براون"، والتي تعتبر أول طفلة أنابيب على مستوى العالم، وقد بدأت د.إيمان الجندي مشوارها في مجال مساعدة الإخصاب منذ عام 1996 وحتى الآن.

وحصلت الباحثة المجتهدة على درجة الدكتوراه في هذا المجال، وكانت رسالتها التي أجرتها "العلاقة بين شكل البويضة ومعدلات الإخصاب وجودة الجنين في حالات الحقن المجهري للبويضة بالحيوان المنوي"، وقد نشرت نتائج بحثها في المؤتمر السنوي الذي تنظمه الجمعية الأوروبية للخصوبة بفرنسا وتلاه عدد من الأبحاث، وتشغل الدكتورة منصب أستاذ مساعد النساء والتوليد بكلية الطب بجامعة الزقازيق ومديرة مركز البنون للخصوبة وأطفال الأنابيب بالزقازيق، والذي افتتحته في شهر أغسطس عام 2004.

ولم تكتف بهذا القدر، بل حرصت على أن تكون عضوة في كل من: "الجمعية الأوروبية لمساعدة الإخصاب وطب الأجنة" و"الجمعية الأمريكية للخصوبة" و"جمعية الشرق الأوسط للخصوبة"؛ لكي تستفيد من التطورات العلمية الحديثة التي يتوصل إليها العلماء في مختلف دول العالم، وكان آخرها هو المؤتمر الذي عقدته الجمعية الأمريكية للخصوبة ابتداء من 7 حتى 14 نوفمبر في سان فرانسيسكو، وشاركت في هذا المؤتمر ببحث حول "استعمال عقار جديد لمحاولة تحسين تنشيط التبويض في حالات الحقن المجهري للبويضة بالحيوان المنوي".

كما أنها شاركت ببحث آخر في المؤتمر الذي عقدته الجمعية الأمريكية للخصوبة في شهر أكتوبر في واشنطن، وكان البحث عن "استخدام عقار الإستراديول عن طريق المهبل لتثبيت الحمل في حالات الحقن المجهري للبويضة بالحيوان المنوي".

وقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها العقار عن طريق المهبل بجرعات عالية، وقد تم قبوله للنشر بمجلة الخصوبة الأمريكية العالمية، كما تم إلقاء بحث علمي في مؤتمر "جمعية الشرق الأوسط للخصوبة" بتونس عن محاولات لتحسين نتائج التلقيح الصناعي وتقليل التكاليف في أكتوبر 2008