المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلاج باستخدام أشعة الشمس



عبد الرؤوف
02-26-2009, 09:14 PM
العلاج باستخدام أشعة الشمس

لم يدع الطب الحديث وسيلة علاجية ممكنة إلا وحاول استخدامها في مصلحة المرضى عموماً، ومن بين تلك الوسائل الطاقة الشمسية، التي تنقلها الى الأرض جزئيات دقيقة وفعالة للغاية.فبفضل التكنولوجيا الحديثة، وأيضا وسائل الاختبارات العلمية الكثيرة، استطاع العلماء تسخير الجزئيات الضوئية لأشعة الشمس في علاج أنواع عديدة من الأمراض، حتى وان كان الطب القديم مازال يستخدم الوسائل التقليدية في علاج بعض الحالات المرضية الأخرى.
وقد ابتكر العلماء أجهزة كهربائية وأخرى تعمل بواسطة البطارية، لتوليد طاقة ضوئية تشبه الحزم الضوئية التي تبثها الشمس لعلاج بعض الأمراض الشائعة، مثل التهاب المفاصل أو آلام العظام والعضلات أو غيرها.
لكن المدرسة القديمة في الطب لم ترحل عن مسرح الحياة، فالعالم قد بنى تطوره العلمي اساساً على تلك القواعد والابتكارات التي ارساها العلماء الأوائل، وهي مازالت متبعة في الكثير من المراكز الطبية المنتشرة في بقاع العالم المختلفة.
وقد انطلقت تلك المحاولات التي كانت مفتاح الانعطافة الأولى في العلوم الطبية، من كون ضوء الشمس وما يحتويه من طاقة له أهمية استثنائية بالنسبة لصحة الإنسان، وقد ثبت ذلك في العديد من البحوث والتجارب الطبية المختلفة.
فاشعة الشمس تحسن الأمزجة وتجدد النشاط الجسماني وتوقظ في الجسم القدرة الدفاعية الذاتية لمواجهة المايكروبات والطفيليات المختلفة، بل وتعزز نظام المناعة داخل الجسم بصورة عامة.
وقد توصل العلماء أخيراً إلى أن أفضل أوقات الاستفادة من أشعة الشمس هي الساعات الصباحية المبكرة التي تبدأ فيها الشمس بالشروق.
إن العلاج بواسطة جزئيات الأشعة الشمسية الذي يطلق عليه باللغة الإنكليزية Heliotherapy، يعتبر من الوسائل المجربة منذ أول استخدام له قبل 150 عاماً وإلى الآن.
وكان أول من ابتكر هذا النوع من العلاج، الموسيقار يعقوب لوبير (1800-1864)، فقد كان هذا العالم مندمجاً إلى حد كبير بفنون الموسيقى، ولكنه بعد أن بلغ من العمر أربعين عاماً، بدأ يتململ ويتحول إلى الطب الشعبي، أو كما يسمى طب العلاج بالأعشاب، فبدأ بقراءة الكتب الطبية القديمة، التي تتناول وسائل العلاج بواسطة الأعشاب، وعندما بلغ منها شأنا بدأ بإجراء تجاربه الخاصة، التي توصل من خلالها إلى طرق جديدة في استخدامات هذه الجزئيات، فألف نحو 25 كتاباً، كلها حول الطب الشعبي والعلاج بالأعشاب، وايضاً العلاج باستخدام الطاقة الشمسية.
فمثلاً بالنسبة إلى أمراض المعدة، ينصح لوبير بتكرار تسليط أشعة الشمس على منطقة البطن، وخلال ذلك يقوم المريض بشرب كميات قليلة من الماء الصافي المتدفق من العيون التي تغمرها أشعة الشمس طوال فترة النهار.
وكان لوبير متأكداً من فعالية اشعة الشمس لعلاج الامراض المختلفة، وقد كتب وصفات كثيرة للاستفادة من هذه الاشعة وتسخيرها في علاج المرضى.
ومن ابتكاراته في هذا السياق، ما عرف ب‍«الكاسة العلاجية» وهي عبارة عن صحن زجاجي ذات لون بنفسجي غامق يوضع في داخله شيء من السكر الكريستالي، ثم تعرض الكاسة المغلقة للشمس اما لمدة شهر واحد من اشهر الصيف وإما لمدة شهرين من اشهر الربيع او الخريف، لان ضوء الشمس ينخفض في هذين الشهرين او خلال الليل الى اقل من 45 درجة، بعد ذلك يستخدم هذا السكر الذي تشبع بجزئيات الضوء الشمس في علاج الامراض الجلدية مثلا او ربما حتى بعض الامراض الداخلية.

زيت الطيف الشمسي

الى سنوات طويلة واصل لوبير تجاربه في ميدان العلاج بواسطة ضوء الشمس ووضع العديد من القواعد والاسس الطبية المختلفة.
ومن جملة ابتكاراته المعروفةما يدعى ب‍«الزيوت او السوائل المشبعة بأشعة الشمس» التي تستخدم فيها اعشاب وزيوت خاصة.
وحسب رأيه، فان افضل انواع العلاج بواسطة مستحضرات هذه الاعشاب وبمشاركة اشعة الشمس هو ان يجري قطف واختيار اوراق افضل هذه الاعشاب، خاصة الفتية منها والاستفادة منها في الحال من دون ادنى تأخير، حيث يمكن وضعها في سوائل زيتية تنسجم مع نوعية كل نوع من الاعشاب، فمثلا اوراق نبتة «الخشخاش» ينبغي وضعها في «زيت الزيتون».
واوصى لوبير ان يحفظ «زيت الشمس» كما يسميه والذي يحتوي على العشبة المعنية في قنينة محكمة الاغلاق لا تسمح بتسرب الهواء اليها مطلقا ثم توضع هذه القنينة تحت الشمس لمدة 12 يوما وبمعدل 7 ساعات يوميا، ويجب تغطيتها بقطعة من القماش مساء أو اثناء تبدل الجو او غياب الشمس، ويستحسن ان تكون القنينة بلون بنفسجي.
وبعد انتهاء الفترة المخصصة تجرى عملية تنقية للزيت بواسطة قطعة من القماش او فلتر خاص، ويحفظ الزيت المنقى في قنينة نظيفة، توضع في ما بعد في مكان جاف وبارد.
وهذا النوع من الزيت يمكن استعماله في علاج العديد من الامراض الداخلية والخارجية، وايضا في انواع المساجات المختلفة. ص القبس