النحراوى
02-04-2009, 08:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اعزائى واخوانى
اعرض على سيادتكم ما نشر لى بمجله الاهرام العربى
الرئيسية - البحث - اتصل بنا - أسرة التحرير
السبت 29 / 11 / 2008
رقم العـدد
610
الأهرام العربي
3 تحقيقات
3النحراوي مخترع أول نظام يخمد حرائق المطارات بدون سيارات إطفاء.. ينتظر التنفيذ
الأمن المفقود..!
حوار: السيد رشاد تصوير: محمد محرم
مصطفي النحراوي, مصري آخر, يحمل جينات الإبداع التي توارثها هذا الشعب عن أجداده آلاف السنين, ليقدم لنا نظاما مبتكرا يعتبره الأول من نوعه في العالم, لمكافحة حرائق الطائرات والمطارات, دون استخدام عربات إطفاء أو عناصر بشرية, وبلا خسائر في الأرواح والممتلكات تقريبا, والأهم بتكلفة أقل من نصف تكلفة الأنظمة الحالية, ليكون هذا الابتكار ضوء جديدا, وسط محيط من الظلام, يبعثه أحد العقول العربية النابهة حاملا الأمن والأمان للعالم كله.
مصطفي سعد محمد النحراوي الذي شارك في المقاومة الشعبية بالإسماعيلية في حرب أكتوبر73 والذي عمل رئيسا لفريق الإغاثة المصري في الجزائر الشقيقة أثناء زلزال1991, ورئيس الفريق المصري للحماية المدنية والحاصل علي معهد مهندسي بئر يوسف لإزالة القنابل والعديد من شهادات التقدير أبرزها من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات, يعترف بوجود اتصالات خارجية من أوروبا لشراء اختراعه, لكنه برغم التجاهل والعقبات لايزال مصرا علي تنفيذ ابتكاره في مصر, فإن عجز ففي أحد البلاد العربية, ليكون ابتكارا عربيا خالصا.
الموجع في الأمر أننا هنا علي صفحات الأهرام العربي التي تنفرد بنشر هذا الابتكار الجديد بعد ما اختارها صاحبه, دون غيرها من وسائل الإعلام العربية والأجنبية نشرت قبل ذلك وخلال الأشهر القليلة الماضية ابتكارات مصرية عن نباتات آكلة للألغام وأسمدة فائقة الجودة رخيصة التكلفة من صرصور النيل, وشبكة لتعليم المكفوفين العلوم الهندسية, وغيرها من الابتكارات التي تثير سؤالا أكثر وجعا: من المسئول عن بقائنا قابعين في مستنقع الفقر والتخلف والبطالة والتسول التكنولوجي, ولدينا كل هذه العقول النابهة والابتكارات العبقرية, التي لو استفدنا بنصفها, لأصبحنا أعظم وأغني وأقوي أمة في العالم,.. في هذا الحوار نتعرف علي ملامح الابتكار..
* ما الدافع الذي جعلك تفكر في ابتكار نظام جديد لإطفاء حرائق الطائرات والمطارات؟
حينما كنت مسئولا عن عمليات الإطفاء في الهيئة المصرية العامة للطيران المدني, التي أصبحت وزارة الطيران المدني فيما بعد, لفت نظري وقتها أن جميع المطارات في مصر بما فيها مطار القاهرة الدولي خارج تصنيف الفئة العاشرة, وهي أعلي الفئات التي تمنح للمطارات من جانب منظمة الطيران المدني العالمي إيكاو مما كان يحرم مصر من عوائد اقتصادية كبيرة,, من هنا أكلتني الغيرة علي بلدي, ففكرت في هذا الابتكار لكي تصبح كل مطارات مصر مثل الأقصر وأسوان وأسيوط والغردقة وشرم الشيخ وبرج العرب وغيرها من الفئة العاشرة, إضافة إلي ما تسببه حرائق الطائرات والمطارات من خسائر بشرية ومادية فادحة, فضلا عن تأثير هذه الحرائق شديد السلبية والخطورة علي سمعة هذه المطارات, وبالتالي علي اقتصاد البلد كله, وهو شاهدناه مثلا عقب حادث حريق الطائرة السودانية في مطار الخرطوم, حيث يعد عنصر الأمان عامل الجذب الأول لاستخدام طائرات بلدها أو مطار معين, وكذلك لتقليل الخسائر في الكوارث التي قد تتعرض لها المطارات, أو حتي المدن والقري العادية, والتي يكون ضحاياها بالمئات, وهو ما شاهدته بنفسي حينما كنت رئيس الفريق المصري للتدخل السريع والإنقاذ في الجزائر الشقيقة عام1993, فعملت باجتهاد كبير طوال السنوات الماضية حتي توصلت إلي هذا النظام غير المسبوق عالميا, وقد رفضت كل محاولات الصحف ووسائل الإعلام عربية وأجنبية وحتي محلية للحديث عنه, لأنني بطبعي عزوف عن الإعلام, وخشية من تسرب هذا الابتكار للخارج أو سرقته, وحين قررت الحديث عنه اخترت الأهرام العربي لأنها نافذة مؤسسة الأهرام العريقة, ومصر كلها علي العرب, لأخصها منفردة بالحديث عن هذا النظام الذي أتصور أنه سيحدث ثورة تقنية في مجال مكافحة الحرائق عموما وحرائق المطارات والطائرات علي وجه الخصوص.
* ما أبرز أسباب حرائق الطائرات والمطارات وعوامل تفاقمها؟
تتعدد أسباب حرائق المطارات والطائرات, حيث يمكن اندلاعها أثناء عمليات صيانة وتجهيز الطائرة, أو عملية الشحن والتفريغ للبضائع, أو التموين بالوقود, أو الهبوط الإضطراري أو حتي الطبيعي في حالة نشوب حريق في أحد المحركات أو في أي جزء آخر من الطائرة, وقد كشفت الإحصائيات عن أن أبرز أسباب تفاقم الحرائق في المطارات هو تأخر سيارات الإطفاء التقليدية في التعامل مع حرائق الطائرات, وكثرة أعطال مضخات المياه بهذه السيارات, فضلا عن توافر ظروف طبيعية تساعد علي زيادة الحرائق مثل الرياح الشديدة لذلك تحدد الإيكاو مواصفات خاصة لأنظمة إطفاء الحرائق ومكافحتها سواء في الطائرات أم الممرات أم في الأماكن ذات الطبيعة الحيوية التي تؤثر بالسلب علي التشغيل الآمن لحركة الطيران وهو ما يتحقق بشكل كامل في النظام الذي ابتكرته.
* ما الجديد الذي يقدمه ابتكارك مقارنة بنظم الإطفاء الحالية؟
مزايا هذا الابتكار أنه يعمل أتوماتيكيا, دون تدخل بشري فلا مجال هنا للخطأ, وصلاحيته تزيد علي25 عاما وهي مدة تساوي أكثر من ضعف الأنظمة الحالية, ولا يخرج هذا النظام من الخدمة مثل سيارات الإطفاء وفرش الممرات بالرغاوي, ولا يسبب أية إصابات للأشخاص أثناء التعامل مع الحرائق وفرش الممرات حيث جميع الدوائر المخصصة للإطفاء تعمل آليا.
ومن مزاياه أيضا أنه يعمل وفق برنامج سهل وميسر يمكن لأي شخص استخدامه, وعادة ما يكون هذا النظام مسئولية ضابط المراقبة الجوية في برج المراقبة, لأنه المسئول عن تحديد الممر وسرعة الطائرات ونوعها, وهو أول من يتلقي بلاغ الطيار في حالة الهبوط الاضطراري أو تعرض الطائرة لعطل فني أو تقني أو حريق مفاجئ, عندما يحدد إخصائي المراقبة الجوية أبعاد الموقف في لحظات ويقوم علي الفور بالضغط علي زر مفتاح الأتوماتيك فيتم فرش ممر الهبوط المحدد لنزول الطائرة, كما يحدد الإخصائي التعامل مع حريق المحركات بعد معرفة سرعة الطائرة ودرجة الحريق من قائد الطائرة, ليبدأ تشغيل الجهاز فورا حسب اتجاه الريح, أيضا الابتكار يوفر الوقت المهدر في النظم الحالية في الفترة ما بين اندلاع الحريق وإطفائه, حيث يعمل النظام بالإشعاع أتوماتيكيا, ويقوم بالتعامل بدقة متناهية مع مكان الحريق منذ الثانية الأولي لاشتعاله, وذلك عبر الاستشعار بالإشعاع وهو ما يتلافي عيوب النظام الحالي الذي يعتمد علي مشاهدة الحريق بعد اشتعاله, ثم الإبلاغ عنه من ضابط المراقبة الجوية أو أي شخص آخر, ثم استدعاء عربات الإطفاء التي تأخذ حوالي10 دقائق فأكثر للحضور, ثم بدء التعامل مع الحريق بأسلوب يدوي عن طريق الخراطيم, أو الطفايات اليدوية, وهو ما يستغرق وقتا ما بين15 إلي20 دقيقة, وهذا وقت زمني كبير جدا يفاقم من مخاطر وخسائر الحرائق, فضلا عن تعطل السيارات وطلمبات ضخ المياه, وأخطاء العنصر البشري, إضافة إلي التكلفة العالية للنظام الحالي بما يتطلبه من شراء عربات إطفاء يتجاوز سعر الواحدة3 ملايين جنيه, علما بأن السيارة الأوكاش المتعددة وسيارات الـA1 سعة المياه بها6 آلاف متر مكعب, فيما تتطلب الإيكاو200,48 ألف لتر مياه محملة بالإضافة إلي200% مخزون احتياطي, طبقا لما ورد في جدول ج102 ـ ملحق14 إيكاو وهذا معناه ضرورة توافر8 سيارات علي الأقل في المطار بتكلفة24 مليون جنيه في بند السيارات فقط, يضاف إليها600,16 لتر رغوي للتعامل مع حرائق وفرش الممرات للهبوط الاضطراري وهو ما يحتاج إلي3 سيارات أخري مما يرفع التكلفة إلي40 مليون جنيه تقريبا, يضاف إلي التكلفة سرعة استهلاك سيارات الإطفاء, وقصر العمر الافتراضي, وما تتطلبه من برامج صيانة وقطع غيار, وهذا معناه إنفاق عدة ملايين أخري في بند مكافحة الحرائق, بينما لا تزيد تكلفة النظام الذي ابتكرته في تأمين مطار فئة10 وهو الأعلي بين فئات مطارات العالم علي20 مليون أي أقل من نصف التكلفة الحالية, وبعمر افتراضي يزيد علي25 عاما, مما يقلل التكلفة علي المدي البعيد, مع تقليل وربما انعدام الخسائر البشرية والمادية.
* ما العقبات التي واجهتك وعرقلت تسجيل وتطبيق هذا الابتكار المهم؟
بعد أن توصلت إلي التعميم النهائي وأجريت التجارب لاختبار الابتكار, حيث ثبتت فاعليته بنسبة100% توجهت لعرض الابتكار داخل بلدي مصر في عام2006 لكنني فوجئت بعدم الاهتمام, ولم يرد علي أحد حتي الآن, فلجأت إلي مراسلة الشيخة موزة بنت ناصر المسند رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع, وحرم أمير البلاد, نظرا لما هو معروف عنها من تشجيع للابتكارات العربية الحديثة, وبالفعل تم عرض الابتكار, وتشكيل لجنة من متخصصين رفيعي المستوي لدراسته دراسة دقيقة, أسفرت عن قبوله من جانب قطر, مع التوجيه بعرضه علي منظمة الطيران المدني الدولي الإيكاو لموافقتها تمهيدا لتطبيقه عمليا.
ولأنني أرغب في أن ينفذ الابتكار باسم مصر, وداخل بلدي, مع شكري وعرفاني التام لسمو الشيخة موزة ورعايتها الكريمة للمخترعين العرب, سارعت بمخاطبة الفريق أحمد شفيق وزير الطيران المدني, والذي يتبني حاليا توجها يشجع الأبحاث العلمية لتطوير أداء الطيران المدني المصري, وذلك ليتبني هذا الاختراع حتي يكون حق استغلاله علي مستوي العالم لصالح بلدي مصر, خصوصا أنه من الممكن في حال تصنيعه أن يوفر فرص عمل هائلة, وهو نظام يسهل تنفيذه نجاحات وخبرات مصرية, ويمكن تصديره لأكثرمن188 دولة عربية وأجنبية عضوا في الإيكاو أيضا في هذا الصدد عقدت اجتماعا مع عماد سلام رئيس سلطة الطيران المدني الذي اهتم بالبحث ووعد بسرعة عرضه علي الإيكاو بعد إجازته علميا وتقنيا من اللجنة القطرية.
في السياق ذاته اعترف بأن هناك اتصالات من جهات أوروبية ترغب في شراء هذا الابتكار, لكنني عاهدت نفسي أن ينفذ مصريا أو في دولة عربية, ليكون إسهاما عربيا يحقق للعالم كله نسبة أكبر من أمن المطارات والطائرات ضد مخاطر الحرائق.
* تشكل الحرائق هاجسا كبيرا الآن في مصر, ما الجديد لديك لمواجهتها في مجالات أخري كتأمين الأماكن الأثرية والمصالح الحيوية؟
أنا حاليا في المراحل الأخيرة لابتكار جديد لنظام إطفاء مبتكر ينفتح آليا للتعامل مع حرائق الغابات بالليزر, وأيضا لإطفاء آبار ابترول مما يتيح إطفاء هذه النوعية من الحرائق خلال ساعات, بينما تستغرق حاليا أياما وربما أشهر, ولدينا في العالم العربي بلدان عديدة تمتلك آبار بترول مثل دول الخليج, وأيضا غابات مثل لبنان يمكنه الاستفادة من هذا الابتكار فور اكتماله.
أما عن تأمين الأماكن الأثرية والحيوية في مصر فيجب أولا مكافحة الإهمال والعشوائية واللامبالاة وسياسة اللحظة الأخيرة والتحرك بعد الكوارث لأمنع حدوثها, وإلغاء نظام إنذار الحريق الحالي الذي يعتمد علي استشعار كثافة الدخان, مما يجعله ينطلق عشوائيا بإنذارات كاذبة, ولهذا فهو نظام فاشل ويجب استخدام مستشعرات اللهب, مع إجراء تدريبات حقيقية لحوالي75% من العاملين بالمكان المراد تأمينه علي كيفية التعامل مع الحرائق, سواء من خلال منع حدوثها أم سرعة إطفائها إذا اندلعت بأقل خسائر, وفي أسرع وقت ممكن.*
طباعة المقالــة إرسال لصديق
اعزائى واخوانى
اعرض على سيادتكم ما نشر لى بمجله الاهرام العربى
الرئيسية - البحث - اتصل بنا - أسرة التحرير
السبت 29 / 11 / 2008
رقم العـدد
610
الأهرام العربي
3 تحقيقات
3النحراوي مخترع أول نظام يخمد حرائق المطارات بدون سيارات إطفاء.. ينتظر التنفيذ
الأمن المفقود..!
حوار: السيد رشاد تصوير: محمد محرم
مصطفي النحراوي, مصري آخر, يحمل جينات الإبداع التي توارثها هذا الشعب عن أجداده آلاف السنين, ليقدم لنا نظاما مبتكرا يعتبره الأول من نوعه في العالم, لمكافحة حرائق الطائرات والمطارات, دون استخدام عربات إطفاء أو عناصر بشرية, وبلا خسائر في الأرواح والممتلكات تقريبا, والأهم بتكلفة أقل من نصف تكلفة الأنظمة الحالية, ليكون هذا الابتكار ضوء جديدا, وسط محيط من الظلام, يبعثه أحد العقول العربية النابهة حاملا الأمن والأمان للعالم كله.
مصطفي سعد محمد النحراوي الذي شارك في المقاومة الشعبية بالإسماعيلية في حرب أكتوبر73 والذي عمل رئيسا لفريق الإغاثة المصري في الجزائر الشقيقة أثناء زلزال1991, ورئيس الفريق المصري للحماية المدنية والحاصل علي معهد مهندسي بئر يوسف لإزالة القنابل والعديد من شهادات التقدير أبرزها من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات, يعترف بوجود اتصالات خارجية من أوروبا لشراء اختراعه, لكنه برغم التجاهل والعقبات لايزال مصرا علي تنفيذ ابتكاره في مصر, فإن عجز ففي أحد البلاد العربية, ليكون ابتكارا عربيا خالصا.
الموجع في الأمر أننا هنا علي صفحات الأهرام العربي التي تنفرد بنشر هذا الابتكار الجديد بعد ما اختارها صاحبه, دون غيرها من وسائل الإعلام العربية والأجنبية نشرت قبل ذلك وخلال الأشهر القليلة الماضية ابتكارات مصرية عن نباتات آكلة للألغام وأسمدة فائقة الجودة رخيصة التكلفة من صرصور النيل, وشبكة لتعليم المكفوفين العلوم الهندسية, وغيرها من الابتكارات التي تثير سؤالا أكثر وجعا: من المسئول عن بقائنا قابعين في مستنقع الفقر والتخلف والبطالة والتسول التكنولوجي, ولدينا كل هذه العقول النابهة والابتكارات العبقرية, التي لو استفدنا بنصفها, لأصبحنا أعظم وأغني وأقوي أمة في العالم,.. في هذا الحوار نتعرف علي ملامح الابتكار..
* ما الدافع الذي جعلك تفكر في ابتكار نظام جديد لإطفاء حرائق الطائرات والمطارات؟
حينما كنت مسئولا عن عمليات الإطفاء في الهيئة المصرية العامة للطيران المدني, التي أصبحت وزارة الطيران المدني فيما بعد, لفت نظري وقتها أن جميع المطارات في مصر بما فيها مطار القاهرة الدولي خارج تصنيف الفئة العاشرة, وهي أعلي الفئات التي تمنح للمطارات من جانب منظمة الطيران المدني العالمي إيكاو مما كان يحرم مصر من عوائد اقتصادية كبيرة,, من هنا أكلتني الغيرة علي بلدي, ففكرت في هذا الابتكار لكي تصبح كل مطارات مصر مثل الأقصر وأسوان وأسيوط والغردقة وشرم الشيخ وبرج العرب وغيرها من الفئة العاشرة, إضافة إلي ما تسببه حرائق الطائرات والمطارات من خسائر بشرية ومادية فادحة, فضلا عن تأثير هذه الحرائق شديد السلبية والخطورة علي سمعة هذه المطارات, وبالتالي علي اقتصاد البلد كله, وهو شاهدناه مثلا عقب حادث حريق الطائرة السودانية في مطار الخرطوم, حيث يعد عنصر الأمان عامل الجذب الأول لاستخدام طائرات بلدها أو مطار معين, وكذلك لتقليل الخسائر في الكوارث التي قد تتعرض لها المطارات, أو حتي المدن والقري العادية, والتي يكون ضحاياها بالمئات, وهو ما شاهدته بنفسي حينما كنت رئيس الفريق المصري للتدخل السريع والإنقاذ في الجزائر الشقيقة عام1993, فعملت باجتهاد كبير طوال السنوات الماضية حتي توصلت إلي هذا النظام غير المسبوق عالميا, وقد رفضت كل محاولات الصحف ووسائل الإعلام عربية وأجنبية وحتي محلية للحديث عنه, لأنني بطبعي عزوف عن الإعلام, وخشية من تسرب هذا الابتكار للخارج أو سرقته, وحين قررت الحديث عنه اخترت الأهرام العربي لأنها نافذة مؤسسة الأهرام العريقة, ومصر كلها علي العرب, لأخصها منفردة بالحديث عن هذا النظام الذي أتصور أنه سيحدث ثورة تقنية في مجال مكافحة الحرائق عموما وحرائق المطارات والطائرات علي وجه الخصوص.
* ما أبرز أسباب حرائق الطائرات والمطارات وعوامل تفاقمها؟
تتعدد أسباب حرائق المطارات والطائرات, حيث يمكن اندلاعها أثناء عمليات صيانة وتجهيز الطائرة, أو عملية الشحن والتفريغ للبضائع, أو التموين بالوقود, أو الهبوط الإضطراري أو حتي الطبيعي في حالة نشوب حريق في أحد المحركات أو في أي جزء آخر من الطائرة, وقد كشفت الإحصائيات عن أن أبرز أسباب تفاقم الحرائق في المطارات هو تأخر سيارات الإطفاء التقليدية في التعامل مع حرائق الطائرات, وكثرة أعطال مضخات المياه بهذه السيارات, فضلا عن توافر ظروف طبيعية تساعد علي زيادة الحرائق مثل الرياح الشديدة لذلك تحدد الإيكاو مواصفات خاصة لأنظمة إطفاء الحرائق ومكافحتها سواء في الطائرات أم الممرات أم في الأماكن ذات الطبيعة الحيوية التي تؤثر بالسلب علي التشغيل الآمن لحركة الطيران وهو ما يتحقق بشكل كامل في النظام الذي ابتكرته.
* ما الجديد الذي يقدمه ابتكارك مقارنة بنظم الإطفاء الحالية؟
مزايا هذا الابتكار أنه يعمل أتوماتيكيا, دون تدخل بشري فلا مجال هنا للخطأ, وصلاحيته تزيد علي25 عاما وهي مدة تساوي أكثر من ضعف الأنظمة الحالية, ولا يخرج هذا النظام من الخدمة مثل سيارات الإطفاء وفرش الممرات بالرغاوي, ولا يسبب أية إصابات للأشخاص أثناء التعامل مع الحرائق وفرش الممرات حيث جميع الدوائر المخصصة للإطفاء تعمل آليا.
ومن مزاياه أيضا أنه يعمل وفق برنامج سهل وميسر يمكن لأي شخص استخدامه, وعادة ما يكون هذا النظام مسئولية ضابط المراقبة الجوية في برج المراقبة, لأنه المسئول عن تحديد الممر وسرعة الطائرات ونوعها, وهو أول من يتلقي بلاغ الطيار في حالة الهبوط الاضطراري أو تعرض الطائرة لعطل فني أو تقني أو حريق مفاجئ, عندما يحدد إخصائي المراقبة الجوية أبعاد الموقف في لحظات ويقوم علي الفور بالضغط علي زر مفتاح الأتوماتيك فيتم فرش ممر الهبوط المحدد لنزول الطائرة, كما يحدد الإخصائي التعامل مع حريق المحركات بعد معرفة سرعة الطائرة ودرجة الحريق من قائد الطائرة, ليبدأ تشغيل الجهاز فورا حسب اتجاه الريح, أيضا الابتكار يوفر الوقت المهدر في النظم الحالية في الفترة ما بين اندلاع الحريق وإطفائه, حيث يعمل النظام بالإشعاع أتوماتيكيا, ويقوم بالتعامل بدقة متناهية مع مكان الحريق منذ الثانية الأولي لاشتعاله, وذلك عبر الاستشعار بالإشعاع وهو ما يتلافي عيوب النظام الحالي الذي يعتمد علي مشاهدة الحريق بعد اشتعاله, ثم الإبلاغ عنه من ضابط المراقبة الجوية أو أي شخص آخر, ثم استدعاء عربات الإطفاء التي تأخذ حوالي10 دقائق فأكثر للحضور, ثم بدء التعامل مع الحريق بأسلوب يدوي عن طريق الخراطيم, أو الطفايات اليدوية, وهو ما يستغرق وقتا ما بين15 إلي20 دقيقة, وهذا وقت زمني كبير جدا يفاقم من مخاطر وخسائر الحرائق, فضلا عن تعطل السيارات وطلمبات ضخ المياه, وأخطاء العنصر البشري, إضافة إلي التكلفة العالية للنظام الحالي بما يتطلبه من شراء عربات إطفاء يتجاوز سعر الواحدة3 ملايين جنيه, علما بأن السيارة الأوكاش المتعددة وسيارات الـA1 سعة المياه بها6 آلاف متر مكعب, فيما تتطلب الإيكاو200,48 ألف لتر مياه محملة بالإضافة إلي200% مخزون احتياطي, طبقا لما ورد في جدول ج102 ـ ملحق14 إيكاو وهذا معناه ضرورة توافر8 سيارات علي الأقل في المطار بتكلفة24 مليون جنيه في بند السيارات فقط, يضاف إليها600,16 لتر رغوي للتعامل مع حرائق وفرش الممرات للهبوط الاضطراري وهو ما يحتاج إلي3 سيارات أخري مما يرفع التكلفة إلي40 مليون جنيه تقريبا, يضاف إلي التكلفة سرعة استهلاك سيارات الإطفاء, وقصر العمر الافتراضي, وما تتطلبه من برامج صيانة وقطع غيار, وهذا معناه إنفاق عدة ملايين أخري في بند مكافحة الحرائق, بينما لا تزيد تكلفة النظام الذي ابتكرته في تأمين مطار فئة10 وهو الأعلي بين فئات مطارات العالم علي20 مليون أي أقل من نصف التكلفة الحالية, وبعمر افتراضي يزيد علي25 عاما, مما يقلل التكلفة علي المدي البعيد, مع تقليل وربما انعدام الخسائر البشرية والمادية.
* ما العقبات التي واجهتك وعرقلت تسجيل وتطبيق هذا الابتكار المهم؟
بعد أن توصلت إلي التعميم النهائي وأجريت التجارب لاختبار الابتكار, حيث ثبتت فاعليته بنسبة100% توجهت لعرض الابتكار داخل بلدي مصر في عام2006 لكنني فوجئت بعدم الاهتمام, ولم يرد علي أحد حتي الآن, فلجأت إلي مراسلة الشيخة موزة بنت ناصر المسند رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع, وحرم أمير البلاد, نظرا لما هو معروف عنها من تشجيع للابتكارات العربية الحديثة, وبالفعل تم عرض الابتكار, وتشكيل لجنة من متخصصين رفيعي المستوي لدراسته دراسة دقيقة, أسفرت عن قبوله من جانب قطر, مع التوجيه بعرضه علي منظمة الطيران المدني الدولي الإيكاو لموافقتها تمهيدا لتطبيقه عمليا.
ولأنني أرغب في أن ينفذ الابتكار باسم مصر, وداخل بلدي, مع شكري وعرفاني التام لسمو الشيخة موزة ورعايتها الكريمة للمخترعين العرب, سارعت بمخاطبة الفريق أحمد شفيق وزير الطيران المدني, والذي يتبني حاليا توجها يشجع الأبحاث العلمية لتطوير أداء الطيران المدني المصري, وذلك ليتبني هذا الاختراع حتي يكون حق استغلاله علي مستوي العالم لصالح بلدي مصر, خصوصا أنه من الممكن في حال تصنيعه أن يوفر فرص عمل هائلة, وهو نظام يسهل تنفيذه نجاحات وخبرات مصرية, ويمكن تصديره لأكثرمن188 دولة عربية وأجنبية عضوا في الإيكاو أيضا في هذا الصدد عقدت اجتماعا مع عماد سلام رئيس سلطة الطيران المدني الذي اهتم بالبحث ووعد بسرعة عرضه علي الإيكاو بعد إجازته علميا وتقنيا من اللجنة القطرية.
في السياق ذاته اعترف بأن هناك اتصالات من جهات أوروبية ترغب في شراء هذا الابتكار, لكنني عاهدت نفسي أن ينفذ مصريا أو في دولة عربية, ليكون إسهاما عربيا يحقق للعالم كله نسبة أكبر من أمن المطارات والطائرات ضد مخاطر الحرائق.
* تشكل الحرائق هاجسا كبيرا الآن في مصر, ما الجديد لديك لمواجهتها في مجالات أخري كتأمين الأماكن الأثرية والمصالح الحيوية؟
أنا حاليا في المراحل الأخيرة لابتكار جديد لنظام إطفاء مبتكر ينفتح آليا للتعامل مع حرائق الغابات بالليزر, وأيضا لإطفاء آبار ابترول مما يتيح إطفاء هذه النوعية من الحرائق خلال ساعات, بينما تستغرق حاليا أياما وربما أشهر, ولدينا في العالم العربي بلدان عديدة تمتلك آبار بترول مثل دول الخليج, وأيضا غابات مثل لبنان يمكنه الاستفادة من هذا الابتكار فور اكتماله.
أما عن تأمين الأماكن الأثرية والحيوية في مصر فيجب أولا مكافحة الإهمال والعشوائية واللامبالاة وسياسة اللحظة الأخيرة والتحرك بعد الكوارث لأمنع حدوثها, وإلغاء نظام إنذار الحريق الحالي الذي يعتمد علي استشعار كثافة الدخان, مما يجعله ينطلق عشوائيا بإنذارات كاذبة, ولهذا فهو نظام فاشل ويجب استخدام مستشعرات اللهب, مع إجراء تدريبات حقيقية لحوالي75% من العاملين بالمكان المراد تأمينه علي كيفية التعامل مع الحرائق, سواء من خلال منع حدوثها أم سرعة إطفائها إذا اندلعت بأقل خسائر, وفي أسرع وقت ممكن.*
طباعة المقالــة إرسال لصديق