عبد الرؤوف
01-24-2009, 10:16 PM
تقنيات اللمس.. لشاشات «نانوية» وعملاقة
قبل أسبوعين احتفل «ماوس» الكومبيوتر المتواضع بعيد ميلاده الأربعين. وعلى الرغم من أن القليل جدا قد تغير منذ أن قام دوغ إنغلبارت المهندس في معهد الأبحاث في جامعة ستانفورد في بالو ألتو في ولاية كاليفورنيا الأميركية، بعرض الماوس هذا على لفيف من المتشككين في مدينة سان فرانسيسكو، إلا أننا شاهدنا أخيرا بعضا من الملامح والمميزات المستقبلية لواجهات التفاعل الجديدة الخاصة بأجهزة الكومبيوتر. وإذا استمر الحال على هذا المنوال فإن مستقبل واجهات التفاعل سيتمحور خلال السنوات القليلة المقبلة حول عملية اللمس.
وبفضل شعبية هاتف «آي فون» يبدو أن الشاشات العاملة باللمس قد حازت على مكانة خاصة بها كواجهة عملية للتفاعل بالنسبة إلى الكومبيوترات. وفي السنوات المقبلة فإننا قد نرى بشكل متزايد أنواعا أخرى مفيدة تعمل على النمط ذاته. وهناك مشروعان بشكل خاص يشيران نحو التفاعل بسهولة مع الشاشات المنمنمة الصغيرة، والشاشات الكبيرة أيضا التي هي بحجم الجدران.
وإحدى المشاكل مع الأجهزة مثل «آي فون» هو أن أصابع المستخدمين تغطي معلومات مهمة على الشاشة، وهذا ما يجعل الشاشات العاملة باللمس كبيرة، وبالتالي جعل الأجهزة كبيرة أيضا بحيث يصعب إدخالها بسهولة داخل الجيوب.
* «اللمس النانوي»
* وهناك مشروع يدعى «نانو توش»، أي اللمسة المتناهية في الصغر nanoTouch الذي قامت «مايكروسوفت ريسيرتش» للأبحاث بتطويره، الذي يتوجه نحو مواجهة التحديات الناجمة عن إضافة حساسية اللمس، إلى تصاميم شاشات العرض التي يتقلص حجمها باستمرار. لهذا قام باتريك بودسش ورفاقه بإضافة التفاعل اللمسي إلى السطح، أو الوجه الخلفي للأجهزة التي يراوح حجمها بين «آي بود» نانو الصغير، وساعة اليد العادية، أو حلقتها. ويبدو أن فكرة الباحثين تنصب على تطوير جهاز تكون واجهته كلها عبارة عن شاشة، وظهره، أو سطحه الخلفي حساس للمس، في حين تكون الأزرار مركبة على جوانبه. ولجعل ظهر الجهاز هذا حساسا للمس، قام الباحثون بإضافة سطح مكثف كهربائيا مشابه لذلك المستخدم في رقع اللمس الخاصة بكومبيوترات اللاب توب. وفي أحد العروض قام الفريق بإظهار أن واجهة التفاعل هذه يمكن استخدامها لتشغيل لعبة فيديو يقوم بها شخص واحد على شاشة حجمها بحجم بطاقة الائتمان. وفي عرض آخر قام الجهاز بإنتاج صورة شبه شفافة للإصبع كما لو أنه، أي الجهاز، يمكن الرؤية من خلاله.
ولدى عرض هذا الإصبع الشفاف، أو المؤشر على الشاشة، يمكن للأشخاص مع ذلك تشغيل الجهاز بشكل موثوق، كما نقلت مجلة «تكنولوجي ريفيو» الصادرة عن معهد ماساشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة عن بودسش الذي يعمل باحثا لبعض الوقت في مركز «مايكروسوفت ريسيرتش» للأبحاث، وأستاذا لعلوم الكومبيوتر وقضايا التفاعل بين الإنسان والكومبيوتر في معهد «هاسو بلاتنر» التابع لجامعة بوتسدام في ألمانيا.
وسيجري عرض تفاصيل الجهاز في مؤتمر التفاعل بين الإنسان والكومبيوتر في مدينة بوسطن في شهر إبريل (نيسان) المقبل. وكان الباحثون قد قاموا باختبار أربعة أحجام من شاشات العرض المربعة التي تبلغ مقاساتها 2.4 و1.2 و0.6 و0.3 بوصة على التوالي. ووجدوا أن الأشخاص قادرون على انجاز أعمالهم بالسرعة ذاتها تقريبا لدى استخدامهم حتى الشاشات الصغيرة، مع ارتكابهم عدد الأخطاء ذاتها لدى استخدامهم جميع الأحجام من الأجهزة. والأكثر من ذلك فإن الأجهزة النموذجية ذات الشاشات العاملة من الخلف أنجزت عملها بشكل أفضل من الأجهزة الصغيرة ذات الشاشات الأمامية العاملة باللمس. وشجعت النتائج هذه بودسش، لذلك فهو في سبيله حاليا لوضع الخطوط العريضة لتشييد واجهات تفاعل تعمل من الخلف خاصة بالأجهزة الصغيرة المنمنمة، وهذا ما يمهد مستقبلا إلى مجيء ألعاب فيديو بحجم قطعة النقد الصغيرة وإمكانية ارتداء قلادات الكترونية تعلق على الصدر على حد قوله.
* اللمس والشاشات الكبيرة
* ويقول جيف هان مؤسس شركة ناشئة تدعى «بيرسيفتيف بيكسل» مقرها نيويورك إن فكرة بودسش رائعة، لكنه مهتم أكثر باستخدام تقنية اللمس على الشاشات الكبيرة فقط. وقد أحرز بعض النجاح هنا، وقام أيضا بتقديم شاشات كبيرة بحجم الجدران تعمل باللمس إلى عدد من الوكالات الحكومية الأميركية ووكالات الأنباء. وفي الواقع أن شاشات شركته العاملة باللمس استخدمت من قبل مقدمي الأخبار خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في الولايات المتحدة لإظهار تفاصيلها والتقدم الحاصل في مسارها.
وعلى الصعيد التقليدي يجري تشييد الشاشات الكبيرة العاملة باللمس بالأسلوب ذاته المطبق في الشاشات الصغيرة، ما يعني أنها مكلفة للغاية. وتستغل شاشات هان ظاهرة طبيعية تدعى الانعكاس الداخلي الكامل، بحيث يجري جعل بريق الضوء يظهر على لوحة من الأكريل التي تقوم مقام شاشة عرض. وحال حصول اتصال بين الإصبع، أو أي جسم آخر، مع السطح يتبعثر الضوء وينتشر لتقوم الكاميرات القابعة وراء شاشة العرض بتتبعه وملاحقته. ولوجود طبقة رقيقة من المادة تغطي الأكريل، فإن الضوء المنتشر هذا يعتمد على كمية الضغط الذي يمارس على الشاشة.
وفي تقرير قدم في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في ندوة عن تقنيات وبرمجيات واجهات التفاعل في مونتري بولاية كاليفورنيا شرح زميل هان فيليب ديفيدسون البرمجيات التي تأخذ عملية اللمس إلى ما وراء السطح الخارجي، عن طريق استخدام الضغط لإضفاء بعد جديد إلى الشاشة.
وكان ديفيدسون قد ابتكر برنامجا من شأنه التعرف على مدى الضغط الذي يمارسه الشخص على السطح. فإذا ضغط الشخص أكثر من اللازم على صورة على الشاشة، ولنفترض هنا أنها ورقة لعب، بغية وضعها إلى جنب ورقة أخرى، فإنها تنزلق تحتها. علاوة على ذلك إذا قام احدهم بالضغط بشكل شديد على احد زوايا جسم باد على الشاشة، تبرز الزاوية الأخرى إلى الأعلى ممكنة المستخدم إدخال أشياء أخرى تحتها. وهذا ما يوفر أسلوبا لمنع الأشياء من التجمع والتزاحم داخل الشاشة.
ويلاحظ دايفيدسون أيضا انه يتوجب على حساسية الضغط هذه ألا تجعل الجهاز غير مريح لدى استخدامه، وخاصة انه درس التعب والإرهاق الطبيعيين اللذين يشعر بهما الشخص أثناء قيامه بسحب الأجسام البادية على الشاشة من طرفها إلى الطرف الآخر. ومن المتوقع تسويق سمات حساسية الضغط هذه الجديدة في منتصف العام المقبل.
لندن: «الشرق الاوسط»
قبل أسبوعين احتفل «ماوس» الكومبيوتر المتواضع بعيد ميلاده الأربعين. وعلى الرغم من أن القليل جدا قد تغير منذ أن قام دوغ إنغلبارت المهندس في معهد الأبحاث في جامعة ستانفورد في بالو ألتو في ولاية كاليفورنيا الأميركية، بعرض الماوس هذا على لفيف من المتشككين في مدينة سان فرانسيسكو، إلا أننا شاهدنا أخيرا بعضا من الملامح والمميزات المستقبلية لواجهات التفاعل الجديدة الخاصة بأجهزة الكومبيوتر. وإذا استمر الحال على هذا المنوال فإن مستقبل واجهات التفاعل سيتمحور خلال السنوات القليلة المقبلة حول عملية اللمس.
وبفضل شعبية هاتف «آي فون» يبدو أن الشاشات العاملة باللمس قد حازت على مكانة خاصة بها كواجهة عملية للتفاعل بالنسبة إلى الكومبيوترات. وفي السنوات المقبلة فإننا قد نرى بشكل متزايد أنواعا أخرى مفيدة تعمل على النمط ذاته. وهناك مشروعان بشكل خاص يشيران نحو التفاعل بسهولة مع الشاشات المنمنمة الصغيرة، والشاشات الكبيرة أيضا التي هي بحجم الجدران.
وإحدى المشاكل مع الأجهزة مثل «آي فون» هو أن أصابع المستخدمين تغطي معلومات مهمة على الشاشة، وهذا ما يجعل الشاشات العاملة باللمس كبيرة، وبالتالي جعل الأجهزة كبيرة أيضا بحيث يصعب إدخالها بسهولة داخل الجيوب.
* «اللمس النانوي»
* وهناك مشروع يدعى «نانو توش»، أي اللمسة المتناهية في الصغر nanoTouch الذي قامت «مايكروسوفت ريسيرتش» للأبحاث بتطويره، الذي يتوجه نحو مواجهة التحديات الناجمة عن إضافة حساسية اللمس، إلى تصاميم شاشات العرض التي يتقلص حجمها باستمرار. لهذا قام باتريك بودسش ورفاقه بإضافة التفاعل اللمسي إلى السطح، أو الوجه الخلفي للأجهزة التي يراوح حجمها بين «آي بود» نانو الصغير، وساعة اليد العادية، أو حلقتها. ويبدو أن فكرة الباحثين تنصب على تطوير جهاز تكون واجهته كلها عبارة عن شاشة، وظهره، أو سطحه الخلفي حساس للمس، في حين تكون الأزرار مركبة على جوانبه. ولجعل ظهر الجهاز هذا حساسا للمس، قام الباحثون بإضافة سطح مكثف كهربائيا مشابه لذلك المستخدم في رقع اللمس الخاصة بكومبيوترات اللاب توب. وفي أحد العروض قام الفريق بإظهار أن واجهة التفاعل هذه يمكن استخدامها لتشغيل لعبة فيديو يقوم بها شخص واحد على شاشة حجمها بحجم بطاقة الائتمان. وفي عرض آخر قام الجهاز بإنتاج صورة شبه شفافة للإصبع كما لو أنه، أي الجهاز، يمكن الرؤية من خلاله.
ولدى عرض هذا الإصبع الشفاف، أو المؤشر على الشاشة، يمكن للأشخاص مع ذلك تشغيل الجهاز بشكل موثوق، كما نقلت مجلة «تكنولوجي ريفيو» الصادرة عن معهد ماساشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة عن بودسش الذي يعمل باحثا لبعض الوقت في مركز «مايكروسوفت ريسيرتش» للأبحاث، وأستاذا لعلوم الكومبيوتر وقضايا التفاعل بين الإنسان والكومبيوتر في معهد «هاسو بلاتنر» التابع لجامعة بوتسدام في ألمانيا.
وسيجري عرض تفاصيل الجهاز في مؤتمر التفاعل بين الإنسان والكومبيوتر في مدينة بوسطن في شهر إبريل (نيسان) المقبل. وكان الباحثون قد قاموا باختبار أربعة أحجام من شاشات العرض المربعة التي تبلغ مقاساتها 2.4 و1.2 و0.6 و0.3 بوصة على التوالي. ووجدوا أن الأشخاص قادرون على انجاز أعمالهم بالسرعة ذاتها تقريبا لدى استخدامهم حتى الشاشات الصغيرة، مع ارتكابهم عدد الأخطاء ذاتها لدى استخدامهم جميع الأحجام من الأجهزة. والأكثر من ذلك فإن الأجهزة النموذجية ذات الشاشات العاملة من الخلف أنجزت عملها بشكل أفضل من الأجهزة الصغيرة ذات الشاشات الأمامية العاملة باللمس. وشجعت النتائج هذه بودسش، لذلك فهو في سبيله حاليا لوضع الخطوط العريضة لتشييد واجهات تفاعل تعمل من الخلف خاصة بالأجهزة الصغيرة المنمنمة، وهذا ما يمهد مستقبلا إلى مجيء ألعاب فيديو بحجم قطعة النقد الصغيرة وإمكانية ارتداء قلادات الكترونية تعلق على الصدر على حد قوله.
* اللمس والشاشات الكبيرة
* ويقول جيف هان مؤسس شركة ناشئة تدعى «بيرسيفتيف بيكسل» مقرها نيويورك إن فكرة بودسش رائعة، لكنه مهتم أكثر باستخدام تقنية اللمس على الشاشات الكبيرة فقط. وقد أحرز بعض النجاح هنا، وقام أيضا بتقديم شاشات كبيرة بحجم الجدران تعمل باللمس إلى عدد من الوكالات الحكومية الأميركية ووكالات الأنباء. وفي الواقع أن شاشات شركته العاملة باللمس استخدمت من قبل مقدمي الأخبار خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في الولايات المتحدة لإظهار تفاصيلها والتقدم الحاصل في مسارها.
وعلى الصعيد التقليدي يجري تشييد الشاشات الكبيرة العاملة باللمس بالأسلوب ذاته المطبق في الشاشات الصغيرة، ما يعني أنها مكلفة للغاية. وتستغل شاشات هان ظاهرة طبيعية تدعى الانعكاس الداخلي الكامل، بحيث يجري جعل بريق الضوء يظهر على لوحة من الأكريل التي تقوم مقام شاشة عرض. وحال حصول اتصال بين الإصبع، أو أي جسم آخر، مع السطح يتبعثر الضوء وينتشر لتقوم الكاميرات القابعة وراء شاشة العرض بتتبعه وملاحقته. ولوجود طبقة رقيقة من المادة تغطي الأكريل، فإن الضوء المنتشر هذا يعتمد على كمية الضغط الذي يمارس على الشاشة.
وفي تقرير قدم في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في ندوة عن تقنيات وبرمجيات واجهات التفاعل في مونتري بولاية كاليفورنيا شرح زميل هان فيليب ديفيدسون البرمجيات التي تأخذ عملية اللمس إلى ما وراء السطح الخارجي، عن طريق استخدام الضغط لإضفاء بعد جديد إلى الشاشة.
وكان ديفيدسون قد ابتكر برنامجا من شأنه التعرف على مدى الضغط الذي يمارسه الشخص على السطح. فإذا ضغط الشخص أكثر من اللازم على صورة على الشاشة، ولنفترض هنا أنها ورقة لعب، بغية وضعها إلى جنب ورقة أخرى، فإنها تنزلق تحتها. علاوة على ذلك إذا قام احدهم بالضغط بشكل شديد على احد زوايا جسم باد على الشاشة، تبرز الزاوية الأخرى إلى الأعلى ممكنة المستخدم إدخال أشياء أخرى تحتها. وهذا ما يوفر أسلوبا لمنع الأشياء من التجمع والتزاحم داخل الشاشة.
ويلاحظ دايفيدسون أيضا انه يتوجب على حساسية الضغط هذه ألا تجعل الجهاز غير مريح لدى استخدامه، وخاصة انه درس التعب والإرهاق الطبيعيين اللذين يشعر بهما الشخص أثناء قيامه بسحب الأجسام البادية على الشاشة من طرفها إلى الطرف الآخر. ومن المتوقع تسويق سمات حساسية الضغط هذه الجديدة في منتصف العام المقبل.
لندن: «الشرق الاوسط»