عبد الرؤوف
01-20-2009, 09:08 PM
حصل على الميدالية الفضية ..موهوب قطري يبتكر جهاز تنبيه للسائق الأصم
كلمة "وجدتها" اللصيقة بالمخترعين والمبتكرين وجدت طريقها إلى لسان الشاب القطري راشد حسين رحيمي أثناء بحثه عن إجابات الأسئلة التي تعددت وهو يحاول أن ينظر للأشياء بالبعد الثالث عسى أن تولد شيئا جديدا يخدم فئات معينة من المجتمع هي بأمس الحاجة لها، فكان له أن يطلق صرخته وينادي وجدتها بعد جهد عقلي افضى إلى ابتكار جهاز حصد من خلاله الميدالية الفضية في معرض الكويت الدولي للاختراع، والجهاز هو عبارة عن جهاز ضوئي ينبه السائق الأصم للاصوات الموجودة حوله، لاسيما أصوات التنبيه الصادرة عن السيارات الأخرى.
ويحدثنا راشد عن الجهاز، حيث يقول هو عبارة عن تنبيه السائق الأصم للأصوات الخارجية، لا سيما صوت التنبيه الصادر عن السيارات المجاورة ويحدثنا راشد عن آلية عمل الجهاز.
يتألف الجهاز من مجموعة دائرات إلكترونية تقوم باستقبال الصوت عن طريق حساس خاص ومن خلال معالجة الكترونية يتم تحويل الصوت إلى ضوء، كما أن الجهاز يقوم بتحديد مصدر اتجاه الصوت، سواء كان من اليمين أو اليسار أو الخلف، كما أن الجهاز مخصص بحيث يعرف حجم ومقدار قوة الصوت، فكلما كان حجم الصوت أكبر كان مؤشر الإضاءة داخل السيارة أكثر قوة ووضوحاً.
يقول راشد: طورت الجهاز بحيث يقوم بالتمييز بين صوت تنبيه السيارة العادي وبين صوت التنبيه الصادر عن سيارات الإسعاف و الشرطة والدفاع المدني.
ولادة الفكرة
وعن ولادة الفكرة وتطورها يقول راشد: بدأت الفكرة قبل أكثر من أربعة أشهر انطلاقا من توجهات الدولة بدعم ذوي الاحتياجات الخاصة والاهتمام بهم وتسهيل أمور الحياة عليهم، وأنا شخصيا أبدي اهتماما خاصا بهذه الفئة الاجتماعية.
ويروي راشد إحدى القصص التي حدثت معه التي جعلته يتأثر بها ويفكر بعدها بالبدء بتنفيذ أي فكرة تساعد هذه الفئة على تخطي العائق الذي يحول دون تواصلهم مع الآخرين بسبب فقدانهم لحاسة السمع ووجود جهاز يساعدهم في ذلك لا بد وأن تساعد أو تخفف من معاناة هذه الفئة الاجتماعية فيقول: كنت في أحد الشوارع بسيارتي وكانت هناك سيارة قريبة مني وكنت أقوم بتنبيه السيارة عدة مرات بغية تغيير مساري وفسح طريق لي، إلا أن سائق السيارة الأخرى لم ينتبه لي بالرغم من تكرار المحاولات، وحينما اقتربت منه وحاولت لفت انتباهه بشكل شخصي اعتذر لي وعبر لي عن طريق الإشارة إلى أنه لا يسمع فعرفت مصابه وتأثرت بهذا الموقف كثيرا وفي تلك الليلة لم أنم أبدا وبقيت أفكر بحل جدي وطريقة فعالة لتجاوز مثل هذا الموقف مرة أخرى مع اي سائق آخر، فتقلبت الأفكار طوال الليل إلى أن صرخت (وجدتها).
وفي تلك الليلة لم أنم وبدأت بالعمل وترتيب مجموعة الأفكار التي مازلت أعمل عليها وعلى تطويرها بشكل مستمر.
وتطبيق الفكرة لم يأت بين يوم وليلة فقضيت وقتا طويلا أعيش مع الدوائر الإلكترونية أغير في شكل التصميم وأبحث عن الأدوات المناسبة وأطور بعض الأفكار ثم ألغيها وأبحث عن حلول أخرى جديدة لمشكلة مستعصية إلى أن وصلت إلى ما أريده بشكل مبدئي ووصلت إلى مرحلة يضيء فيها الضوء بمجرد وجود أي صوت تنبيه قريب وعملت دائرة تقوم على فصل الضوء بعد ثلاث ثوان بحيث تكون الفرصة متاحة لجهاز التنبيه (الضوء) أن يعمل مرة أخرى إن وجد صوت تنبيه آخر، وكذلك عملت على مقدار وشدة الإضاءة ليتمكن السائق من معرفة قوة الصوت، وبالتالي معرفة مكان السيارة الأخرى وتقدير مسافتها، بالإضافة إلى وضع مجموعة أضواء تفيد بمعرفة اتجاه مصدر الصوت.
تطوير الجهاز
وفي مراحل أخرى لاحقة من تكوير الجهاز قمت بعمل تصميم خاص لحساسات الصوت بحيث يكون هناك قمع مثبت على دائرة الصوت الالكترونية بحيث لا يستقبل إلا الصوت المباشر والقريب من السيارة وهذا يفيد في دقة تحديد جهة وجود السيارة ومدى قربها من سيارة السائق الأصم.
وقد تم الانتهاء من تنفيذ المشروع قبل المشاركة في معرض الكويت الدولي للاختراعات بنحو أسبوع.
وبعد أن طبقت الفكرة نالت إعجاب النادي العلمي وعلى هذا الأساس أهلوني للمشاركة في معرض الكويت، حيث كانت هناك جائزة مخصصة للاختراعات التي تهتم وتعنى بالتفاصيل الحياتية والمعيشية لذوي الاحتياجات الخاصة، وفي الحقيقة كان هناك منافسون لي باختراعات عن ذات المجال ومن شتى أنحاء العالم لكن الفكرة التي قمت بتنفيذها كانت مميزة كونها حيوية وتسهل لهم الحركة وقيادة السيارات والتفاعل مع المجتمع وإنقاذهم من حادث مروري مفترض بسبب ضرورة سماع إشارات التنبية الصوتية.
ومن هنا كان تميز هذا الاختراع وعلى اساسه نلت الجائزة الفضية في هذا المعرض.
وكان هناك إقبال كبير على المجسم الموجود في الجناح القطري لمشاهدته ومتابعة الفكرة، خصوصا من المهتمين بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة والمعنيين بالتخفيف من معاناتهم، سواء من جمعيات أو حتى معاهد متخصصة بهم.
اختراعات سترى النور
يمثل لي هذا الاختراع خطوة أولى في عالم ابتكار خدمات متعددة لذوي الاحتياجات الخاصة وهذا نابع من شعوري الانساني بضرورة تأمين ما يوفر الراحة لهذه الفئة والانسجام مع المجتمع، لذلك أنا أعمل حاليا على تنفيذ فكرتين جديدتين تهتمان بذوي الاحتياجات الخاصة وتساعدهم في التنقل والحركة وصعود الدرج ونزوله بسهولة كبيرة ومنها جهاز اسمه (الكرسي الطائر) والاختراع الثاني وهو عبارة عن عصا خاصة بالأعمى فيها دائرة الكترونية تساعد الأعمى على معرفة الحواجز والعوائق الموجودة أمامه أثناء المشي ومقدار هذا البعد، فالجهاز يقوم بتحديد المسافة التي تفصل بين الأعمى وبين أي حاجز أو جدار بدقة متناهية وإخبار الشخص بهذه البيانات، كما أن العصا تحدد نوع الحاجز أو الجسم، كما يزود الشخص بدرجة حرارة الجسم تفاديا لأي حوادث أو عواقب غير مرغوبة، وبالتالي مساعدة الأعمى على المشي دون أن يشعر بالخوف وهو على بينة ومعرفة بكل ما يوجد أمامه اثناء مشيه.
وأنا حاليا أعمل على تنفيذ هذا المشروع مع زميلي هاشم السادة: حيث إن له ابتكار في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة.
فرحة النصر
حينما حصلت على الميدالية الفضية فرحت بهذا الانجاز الكبير وشعرت بأن هذا الابتكار قد حاز إعجاب خبراء ومخترعين ومسؤولين موجودين في المعرض، فالجائزة التي منحت لي وقررها هؤلاء المختصون تعني لي الشيء الكثير، لا سيما أنني كنت أصغر المشاركين سنا، ومعرض الكويت الدولي للاختراعات تشارك فيه نحو خمسين دولة.
راشد الرحيمي الذي تخرج من كلية شمال الأطلنطي تخصص هندسة كهربائية وهو يعمل على إكمال مراحل دراسية عليا خارج البلاد في الفترة المقبلة سيشارك قريبا في دبي بمؤتمر علمي ويقدم فيه ورقة عمل وبحثا علميا عن النووية وتأثيراتها.
وكان راشد قد قدم مشروع تخرج في جامعته وهو عبارة عن جهاز يقوم بتوليد الطاقة الكهربائية وتزويد الأجهزة العاملة بها لمدة قصيرة، بينما يتم استخدام أجهزة التوليد البديلة إذا ما انقطع التيار الكهربائي وهذا الجهاز من شأنه تأمين الطاقة الكهربائية للأجهزة التي لا يمكن لها التوقف، فمثلا إذا كانت هناك عملية جراحية وانقطعت الكهرباء بشكل مفاجئ ولأي سبب كان فإن الجهاز يعمل تلقائيا إلى أن يتم توفير مصدر كهربائي بديل وهذا الجهاز يمكن أن يعمل ويفيد في المشافي والمطارات والمصانع و محطات التلفزيون وكل الأماكن التي تحتاج لتيار كهربائي بشكل مستمر ودائم وميزة المشروع أنه يحمي الأجهزة الكهربائية من التلف بسبب اختلاف درجات القوة الكهربائية.
وهناك قريبا مشاركة في الملتقى الخليجي العلمي، بالإضافة إلى المشاركة في معرض صنع في قطر من خلال النادي العلمي، الذي أنتمي إليه منذ سنوات عديدة، وأنا في الحقيقة أعتبر النادي العلمي بيتي الذي تعلمت فيه الشيء الكثير.
وهنا لابد من توجيه شكر خاص للنادي العلمي ولكل العاملين فيه، فالنادي وبحسب إمكانياته كان محفزا مهما لما يقدمه من معلومات ومن بيئة عمل رائعة.
أول ابتكار
أول ابتكار لي كان قبل ثماني سنوات وشاركت فيه في الملتقى الخليجي العلمي في جدة والاختراع هو عبارة عن جهاز تنبيه ضوئي للسيارات التي تريد الدوران للخلف.
فهناك الكثير من السيارات التي تريد أن تقوم بعملية دوران للخلف وتستخدم الأضواء الخلفية لكن بعضها يستخدم الأضواء وهو يقصد الذهاب لليسار فكان هذا الجهاز يشير إلى أن من يستخدمه يقصد الدوران للخلف فعلا والفكرة على بساطتها إلا أنها لاقت رواجا لدى بعض اصدقائي الذين استخدموها في سياراتهم.
لكن هذه الفكرة على أي حال جعلتني أدرك أن هناك الكثير من الأشياء التي نستطيع تغيير طبيعة عملها أو وظيفتها أو تطويرها إذا ما نظرنا إليها بطريقة مختلفة لتساعدنا في تلبية حاجياتنا.
الشكر للوالد
ويحدثنا راشد عن دور والده المؤثر في ميوله واتجاهاته حيث يقول: لقد كان والدي السبب الرئيسي وراء انتسابي للنادي العلمي فقد كان يحفزني بشكل مستمر أن أمارس النشاطات المختلفة هناك و أن أكون قريبا من الأماكن التي تحفز على التفكير والإبداع، خصوصا أنه محب للعلم وللابتكارات العلمية، فساعدني والدي على توفير الأجواء المناسبة في البيت، كما وفر لي مختبرا متخصصا فيه الكثير من المعدات و الأدوات التي تحرك الأفكار في نفسي وتطلب مني أن أبدأ العمل وأنا أتذكر فرحة والدي الكبيرة، حينما علم أنني حصلت على الميدالية الذهبية فقد كانت لحظات مميزة. الشرق
كلمة "وجدتها" اللصيقة بالمخترعين والمبتكرين وجدت طريقها إلى لسان الشاب القطري راشد حسين رحيمي أثناء بحثه عن إجابات الأسئلة التي تعددت وهو يحاول أن ينظر للأشياء بالبعد الثالث عسى أن تولد شيئا جديدا يخدم فئات معينة من المجتمع هي بأمس الحاجة لها، فكان له أن يطلق صرخته وينادي وجدتها بعد جهد عقلي افضى إلى ابتكار جهاز حصد من خلاله الميدالية الفضية في معرض الكويت الدولي للاختراع، والجهاز هو عبارة عن جهاز ضوئي ينبه السائق الأصم للاصوات الموجودة حوله، لاسيما أصوات التنبيه الصادرة عن السيارات الأخرى.
ويحدثنا راشد عن الجهاز، حيث يقول هو عبارة عن تنبيه السائق الأصم للأصوات الخارجية، لا سيما صوت التنبيه الصادر عن السيارات المجاورة ويحدثنا راشد عن آلية عمل الجهاز.
يتألف الجهاز من مجموعة دائرات إلكترونية تقوم باستقبال الصوت عن طريق حساس خاص ومن خلال معالجة الكترونية يتم تحويل الصوت إلى ضوء، كما أن الجهاز يقوم بتحديد مصدر اتجاه الصوت، سواء كان من اليمين أو اليسار أو الخلف، كما أن الجهاز مخصص بحيث يعرف حجم ومقدار قوة الصوت، فكلما كان حجم الصوت أكبر كان مؤشر الإضاءة داخل السيارة أكثر قوة ووضوحاً.
يقول راشد: طورت الجهاز بحيث يقوم بالتمييز بين صوت تنبيه السيارة العادي وبين صوت التنبيه الصادر عن سيارات الإسعاف و الشرطة والدفاع المدني.
ولادة الفكرة
وعن ولادة الفكرة وتطورها يقول راشد: بدأت الفكرة قبل أكثر من أربعة أشهر انطلاقا من توجهات الدولة بدعم ذوي الاحتياجات الخاصة والاهتمام بهم وتسهيل أمور الحياة عليهم، وأنا شخصيا أبدي اهتماما خاصا بهذه الفئة الاجتماعية.
ويروي راشد إحدى القصص التي حدثت معه التي جعلته يتأثر بها ويفكر بعدها بالبدء بتنفيذ أي فكرة تساعد هذه الفئة على تخطي العائق الذي يحول دون تواصلهم مع الآخرين بسبب فقدانهم لحاسة السمع ووجود جهاز يساعدهم في ذلك لا بد وأن تساعد أو تخفف من معاناة هذه الفئة الاجتماعية فيقول: كنت في أحد الشوارع بسيارتي وكانت هناك سيارة قريبة مني وكنت أقوم بتنبيه السيارة عدة مرات بغية تغيير مساري وفسح طريق لي، إلا أن سائق السيارة الأخرى لم ينتبه لي بالرغم من تكرار المحاولات، وحينما اقتربت منه وحاولت لفت انتباهه بشكل شخصي اعتذر لي وعبر لي عن طريق الإشارة إلى أنه لا يسمع فعرفت مصابه وتأثرت بهذا الموقف كثيرا وفي تلك الليلة لم أنم أبدا وبقيت أفكر بحل جدي وطريقة فعالة لتجاوز مثل هذا الموقف مرة أخرى مع اي سائق آخر، فتقلبت الأفكار طوال الليل إلى أن صرخت (وجدتها).
وفي تلك الليلة لم أنم وبدأت بالعمل وترتيب مجموعة الأفكار التي مازلت أعمل عليها وعلى تطويرها بشكل مستمر.
وتطبيق الفكرة لم يأت بين يوم وليلة فقضيت وقتا طويلا أعيش مع الدوائر الإلكترونية أغير في شكل التصميم وأبحث عن الأدوات المناسبة وأطور بعض الأفكار ثم ألغيها وأبحث عن حلول أخرى جديدة لمشكلة مستعصية إلى أن وصلت إلى ما أريده بشكل مبدئي ووصلت إلى مرحلة يضيء فيها الضوء بمجرد وجود أي صوت تنبيه قريب وعملت دائرة تقوم على فصل الضوء بعد ثلاث ثوان بحيث تكون الفرصة متاحة لجهاز التنبيه (الضوء) أن يعمل مرة أخرى إن وجد صوت تنبيه آخر، وكذلك عملت على مقدار وشدة الإضاءة ليتمكن السائق من معرفة قوة الصوت، وبالتالي معرفة مكان السيارة الأخرى وتقدير مسافتها، بالإضافة إلى وضع مجموعة أضواء تفيد بمعرفة اتجاه مصدر الصوت.
تطوير الجهاز
وفي مراحل أخرى لاحقة من تكوير الجهاز قمت بعمل تصميم خاص لحساسات الصوت بحيث يكون هناك قمع مثبت على دائرة الصوت الالكترونية بحيث لا يستقبل إلا الصوت المباشر والقريب من السيارة وهذا يفيد في دقة تحديد جهة وجود السيارة ومدى قربها من سيارة السائق الأصم.
وقد تم الانتهاء من تنفيذ المشروع قبل المشاركة في معرض الكويت الدولي للاختراعات بنحو أسبوع.
وبعد أن طبقت الفكرة نالت إعجاب النادي العلمي وعلى هذا الأساس أهلوني للمشاركة في معرض الكويت، حيث كانت هناك جائزة مخصصة للاختراعات التي تهتم وتعنى بالتفاصيل الحياتية والمعيشية لذوي الاحتياجات الخاصة، وفي الحقيقة كان هناك منافسون لي باختراعات عن ذات المجال ومن شتى أنحاء العالم لكن الفكرة التي قمت بتنفيذها كانت مميزة كونها حيوية وتسهل لهم الحركة وقيادة السيارات والتفاعل مع المجتمع وإنقاذهم من حادث مروري مفترض بسبب ضرورة سماع إشارات التنبية الصوتية.
ومن هنا كان تميز هذا الاختراع وعلى اساسه نلت الجائزة الفضية في هذا المعرض.
وكان هناك إقبال كبير على المجسم الموجود في الجناح القطري لمشاهدته ومتابعة الفكرة، خصوصا من المهتمين بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة والمعنيين بالتخفيف من معاناتهم، سواء من جمعيات أو حتى معاهد متخصصة بهم.
اختراعات سترى النور
يمثل لي هذا الاختراع خطوة أولى في عالم ابتكار خدمات متعددة لذوي الاحتياجات الخاصة وهذا نابع من شعوري الانساني بضرورة تأمين ما يوفر الراحة لهذه الفئة والانسجام مع المجتمع، لذلك أنا أعمل حاليا على تنفيذ فكرتين جديدتين تهتمان بذوي الاحتياجات الخاصة وتساعدهم في التنقل والحركة وصعود الدرج ونزوله بسهولة كبيرة ومنها جهاز اسمه (الكرسي الطائر) والاختراع الثاني وهو عبارة عن عصا خاصة بالأعمى فيها دائرة الكترونية تساعد الأعمى على معرفة الحواجز والعوائق الموجودة أمامه أثناء المشي ومقدار هذا البعد، فالجهاز يقوم بتحديد المسافة التي تفصل بين الأعمى وبين أي حاجز أو جدار بدقة متناهية وإخبار الشخص بهذه البيانات، كما أن العصا تحدد نوع الحاجز أو الجسم، كما يزود الشخص بدرجة حرارة الجسم تفاديا لأي حوادث أو عواقب غير مرغوبة، وبالتالي مساعدة الأعمى على المشي دون أن يشعر بالخوف وهو على بينة ومعرفة بكل ما يوجد أمامه اثناء مشيه.
وأنا حاليا أعمل على تنفيذ هذا المشروع مع زميلي هاشم السادة: حيث إن له ابتكار في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة.
فرحة النصر
حينما حصلت على الميدالية الفضية فرحت بهذا الانجاز الكبير وشعرت بأن هذا الابتكار قد حاز إعجاب خبراء ومخترعين ومسؤولين موجودين في المعرض، فالجائزة التي منحت لي وقررها هؤلاء المختصون تعني لي الشيء الكثير، لا سيما أنني كنت أصغر المشاركين سنا، ومعرض الكويت الدولي للاختراعات تشارك فيه نحو خمسين دولة.
راشد الرحيمي الذي تخرج من كلية شمال الأطلنطي تخصص هندسة كهربائية وهو يعمل على إكمال مراحل دراسية عليا خارج البلاد في الفترة المقبلة سيشارك قريبا في دبي بمؤتمر علمي ويقدم فيه ورقة عمل وبحثا علميا عن النووية وتأثيراتها.
وكان راشد قد قدم مشروع تخرج في جامعته وهو عبارة عن جهاز يقوم بتوليد الطاقة الكهربائية وتزويد الأجهزة العاملة بها لمدة قصيرة، بينما يتم استخدام أجهزة التوليد البديلة إذا ما انقطع التيار الكهربائي وهذا الجهاز من شأنه تأمين الطاقة الكهربائية للأجهزة التي لا يمكن لها التوقف، فمثلا إذا كانت هناك عملية جراحية وانقطعت الكهرباء بشكل مفاجئ ولأي سبب كان فإن الجهاز يعمل تلقائيا إلى أن يتم توفير مصدر كهربائي بديل وهذا الجهاز يمكن أن يعمل ويفيد في المشافي والمطارات والمصانع و محطات التلفزيون وكل الأماكن التي تحتاج لتيار كهربائي بشكل مستمر ودائم وميزة المشروع أنه يحمي الأجهزة الكهربائية من التلف بسبب اختلاف درجات القوة الكهربائية.
وهناك قريبا مشاركة في الملتقى الخليجي العلمي، بالإضافة إلى المشاركة في معرض صنع في قطر من خلال النادي العلمي، الذي أنتمي إليه منذ سنوات عديدة، وأنا في الحقيقة أعتبر النادي العلمي بيتي الذي تعلمت فيه الشيء الكثير.
وهنا لابد من توجيه شكر خاص للنادي العلمي ولكل العاملين فيه، فالنادي وبحسب إمكانياته كان محفزا مهما لما يقدمه من معلومات ومن بيئة عمل رائعة.
أول ابتكار
أول ابتكار لي كان قبل ثماني سنوات وشاركت فيه في الملتقى الخليجي العلمي في جدة والاختراع هو عبارة عن جهاز تنبيه ضوئي للسيارات التي تريد الدوران للخلف.
فهناك الكثير من السيارات التي تريد أن تقوم بعملية دوران للخلف وتستخدم الأضواء الخلفية لكن بعضها يستخدم الأضواء وهو يقصد الذهاب لليسار فكان هذا الجهاز يشير إلى أن من يستخدمه يقصد الدوران للخلف فعلا والفكرة على بساطتها إلا أنها لاقت رواجا لدى بعض اصدقائي الذين استخدموها في سياراتهم.
لكن هذه الفكرة على أي حال جعلتني أدرك أن هناك الكثير من الأشياء التي نستطيع تغيير طبيعة عملها أو وظيفتها أو تطويرها إذا ما نظرنا إليها بطريقة مختلفة لتساعدنا في تلبية حاجياتنا.
الشكر للوالد
ويحدثنا راشد عن دور والده المؤثر في ميوله واتجاهاته حيث يقول: لقد كان والدي السبب الرئيسي وراء انتسابي للنادي العلمي فقد كان يحفزني بشكل مستمر أن أمارس النشاطات المختلفة هناك و أن أكون قريبا من الأماكن التي تحفز على التفكير والإبداع، خصوصا أنه محب للعلم وللابتكارات العلمية، فساعدني والدي على توفير الأجواء المناسبة في البيت، كما وفر لي مختبرا متخصصا فيه الكثير من المعدات و الأدوات التي تحرك الأفكار في نفسي وتطلب مني أن أبدأ العمل وأنا أتذكر فرحة والدي الكبيرة، حينما علم أنني حصلت على الميدالية الذهبية فقد كانت لحظات مميزة. الشرق