المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكون الأعظــــم



مصطفى 1
12-26-2008, 10:25 AM
الكون / يقصد بلفظة الكون مجموع الموجودات الكائنة من مختلف صور المادة والطاقة والزمان والمكان وما تتشكل عليه من كافــــة الجمادات والأحياء ولما كان ذلك يشمل حيزاً كبيراً مـــن المعارف الإنسانية ، خرج الناس بلفظة الكون إلى مدلول أكثر تحديداً يقتصر على النظام الشامل للأجرام السماوية ، المدرك منـــها حسياً وغير المدرك ، بأشكالها وأحجامها وكتلها وصفاتها وحركاتها وقـــوى الترابط بينها وتركيبها الكيميائي وصفاتها الفيزيائيـــــة والهيئات المختلفة التي تنتظمها وكيفيات نشأتها وتاريــخها والمصــــير الذي ينتظرها، وعلى هذا تنقسم الدراسات الكونية إلى قسمين هما علم الكون Cosmology ، وعلم أصل الكون Cosmogenesis وهما من المعارف الكلية التي ينطوي تحتها فروع عديدة من الدراسات المتعلقة بالكون Cosmic Sciences

نظرية الكون الأعظم Supreme Cosmos / نظرية افتراضية احتمالية مستقبلية لها دلائلها المنطقية وهي تعتبر كوننا كويناً ضمن مجموعة أكوان Multiverse تدور في فلك كون كبير Macro- Cosmos كثير من علوم الفضاء والكون ما تزال مجهولة ولا يستطيع العلماء والفلكيون إيجاد تفسير منطقي لها أو حقيقي وإنما افتراضات فردية ونظريات علمية غير قطعية وبما أننا بصدد الحديث عن الكون الأعظم أو الكون الأم فهل كوننا هذا جزء من كون أعظم إلى الآن لا نعرف عنه شيء حتى الآن نظرية الكون الأعظم تقرر ذلك وإن كان لا تؤكد ذلك فلو كان ذلك لكان عندنا إنفجار أكبر Biggest bang أي بمعنى وجود أكوان وقوانين طبيعية قبل نشأة كوننا ( الإنفجار الكبير ) Big bang وبهذا يكون كوننا خاضع لقوانين الكون الأعظم السابق له هذا بالنسبة لنشأة كوننا بالنسبة للكون الأم أما بالنسبة للزمن فالزمن الحقيقي هو الزمن الكوني حيث زمان كوننا عندما ظهر للوجود يعتبر جزء منه والكون الخارجي المحيط به أقدم منه وزمن الكون الأعظم بدأ عند الإنفجار الأكبر وإذا قدر زمن كوننا ب15 بليون سنة فإن زمن الكون الأعظم سيكون بلايين البلايين فزمن كوننا جزء بسيط من زمن الكون الأم فيكون إذا تصورنا بدايته ذرة منضغطة فمعناه أن يكون كتلته تعادل كتلة الكون الكبير بما فيه من عوالم كونية أخرى لأن كتلة الكون في شتى مراحل نشأته وتطوره ثابتة ولا يتغير بتمدده سوى كثافته التي تقل مع تزايد حجمه وثبات كتلته لهذا فإن الكون الأعظم كانت كثافته أكبر مما هو عليه حالياً

القوانين الطبيعية في الكون الأعظم / مبدأ تعدد الأكوان Principle Multeu Niverse فرضية بأن الوجود يضم عدة عوالم أخرى غير عالمنا مما يقتضي أن يكون لكل عالم قوانين خاصة به أو يشترك مع عالمنا في قوانينه الطبيعية أولا يكون لبعضها أي قوانين أو قواعد بل تسير في الفضاء كسير المذنبات في مجموعتنا - مع العلم بأن المتحكم الواحد في هذه الأكوان إن وجدت هو الله سبحانه وتعالى ولا يمكن تسميتها فوضوية إلا من باب التفريق فقط -

والقوانين الطبيعية للكون الأعظم جعلته منظومة متكاملة وجعلت الأكوان فيه بما في ذلك كوننا في تناسق منظوري ومكاني بداخله تتحكم فيه الجاذبية الكونية فيما بين هذه الأكوان وكل في فلك يسبحون

وبما أن إشعاعات الخلفية الكونية التي تعتبر أكبر شاهد على أن الكون يتمدد فكيف تجمعت في أطراف الكون ولما لا تكون هذه الإشعاعات قادمة من خارج الكون نفسه كما يحدث للأرض عند دورنها حيث تصلها الرياح الشمسية والمغناطيسية من حقل المغناطيسية الفضائية

والتمدد الكوني والانتفاخ الذي عليه كوننا إذا كان صحيحاً إنما يكون بسبب جاذبية كونية خارجية يتعرض لها ليصبح تمدده حسب اتجاهها وشدتها ،ولا يمكن تصور انتفاخه أن يكون من ذاته لأن الكون يبرد فيقل في حجمه ليتقلص على ذاته، وهي أكبر من الجاذبية داخل كوننا ومجراته وليحدث هذا الانتفاخ فلا بد أن تكون هذه الجاذبية خارج كوننا لتؤثر عليه من عدة اتجاهات مضادة لهيئة الكون وإذا كان هناك ثمة تناسق في هيئة الكون من داخله فهذا معناه إن الجاذبية تؤثر عليه من جميع الإتجاهات وإلا لما كان كروي الشكل بل يكون منبعجا أو يتجه بإتجاه الجاذبية لو كانت من جانب واحد فقد يكون كالكمثرى أو مخروطي الشكل أو بشكل وترين مشدودين إذا كانت الجاذبية من جانبين متضادين فيكون منطبقاً على نفسه فيصبح أقل حجماً وأطول بفعل الشد الوتري مما يجعله منضغطاً على ذاته ،فعليه فإن فرضية تعرض الكون لجاذبية خارجية تشده من جميع الإتجاهات فرضية مقبولة تحقق التوازن الوجودي بالفضاء والتناسق الداخلي ليصبح كونً معلقاً يدور حول نفسه .

والتصور المنطقي لكتلة وكثافة الكون الأكبر تعادل تماماً كتلة وكثافة الذرة الأولى في الإنفجار الأكبر كما هو الحال في كتلة وكثافة كوننا بالنسبة لكتلة وكثافة الذرة الأولى في الإنفجار الكبير ، ولحساب عمر الكون فسيكون ذلك بطريقة رياضية بمعرفة السرعة الحقيقية لتمدد الكون والمسافة التي قطعها هذا التمدد وحساب ذلك بقوانين الحركة والجاذبية ولكن ذلك يستلزم معرفة مركز الكون لدراسة جميع المؤثرات على التمدد من ضغط أو جاذبية أو حرارة ...إلخ وهذا ما يتجاهله بعض علماء الفلك في حساباتهم حول عمر الكون فلو قدر أن هناك كون أعظم كما نصت عليه هذه النظرية فما هو دور جاذبية هذا الكون الأعظم في تمدد كوننا وبما أن العلماء يجهلون الكثير عن كوننا فما بالك بما هو خارج كوننا فعلم علماء الفلك وغيرهم توقف علمهم عند نقطة محددة هي ما يسمى حائط بلانك وهي نقطة بداية كوننا فما هي بداية الكون الأعظم

الله سبحانه وتعالى أخبرنا بوجود سبعة سماوات طباقا ومن الأرض مثلهن قال تعالى : (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) (الطلاق:12) فهل هذه الأراضي موجودة فيها الحياة كما في أرضنا وهل هي في كوننا أم هناك سبعة أكوان يقول تعالى :(الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ) (الملك:3) فهذه السماوات الطباق التي ذكر الله سبحانه وتعالى هل هي أكوان أخرى يضمها كون أعظم وهل نشأت هذه الأكوان بإنفجارات متفرقة أم حدثت في وقت واحد وهل وقعت بنفس الشكل والطريقة أم كل واحدة بنوع وطريقة مختلفة ؟ وهل الإنفجار في كل منها وقع بنفس الشدة أم بقوى وشدة مختلفة ؟ فإذا كانت متشابهة في كل ما ذكر فيكون لها نفس الشكل والمدارات حول الكون الكبير أو الأم والهيئات والعمر ويكون جذب الكون الأعظم لكل كون حسب بعده ويجعله يدور في فلك ومدار محدد .

وربما كانت هذه الأكوان تدور ضمن مجرة كونية كبيرة أو كل كون يدور كمذنب في الفضاء هذه مجرد نظريات ولكن لا تستحيل عقلاً

كيف تكون الكون الأعظم؟؟ يمكننا القول إنه ربما تكون الكون الأعظم من جراء إنفجار ذرة أو ذرات بشكل تسلسلي أو عنقودي وهو بدأ بكلمة كن من الله سبحانه وتعالى

:18::18: لا تنسوا الردود

محمد ابوزيد
12-28-2008, 04:45 PM
اهلا اخى مصطفى 1
اين المصدر

اخوكم / محمد ابوزيد

ماكس
12-29-2008, 07:12 PM
مقال جميل أخ مصطفى ويبدو أن الكون سوف يبقى لغزاً كبيراً لفترة طويلة جداً

IsLaM_Boy
12-31-2008, 11:00 AM
فعلا الكون سيبقى لغزا محيرا
وفقك الله و شكراا لك

عاشقة الصمت.
01-02-2009, 01:59 PM
سبحان الله
رغم التطور لعلمي الهائل الا اننا حتى الان نجهل اشياء كثيرة
شكرا اخي مصطفى 1 وبارك الله فيك
مع فائق الاحترام
تقبل مروري

د سعيد صباغ
01-03-2009, 11:06 AM
سلام
قام العلماء باستخدام سوبركومبيوتر بدراسة حركة المجرات واكتشفوا من تشغيلها بالعكس أنها تأتي من مصدر واحد ولذلك جاءت نظرية الانفجار الأعظم وتوسع الكون (لأن المجرات تبتعد عن بعضها وربما كان الكون ليس واحدا فكل ما نعرفه حتى الآن هو عمل 100 سنة فعليا والله يصف خلق السماوات بأنها كانت رتقا ثم فتقت مثل (قطعة مخيطة متماسكة )أن أنه قد يوجد عدة انفجارات بيغ بانغ ولاكتشافها قد تمضي عدة قرون .
ويحاول بعض العلماء الآن تخيل صورة للنسيج الكوني المكون من مليارات العناقيد.
بالمناسبة عدد المجرات في كل عنقود سماوي هائل ولو حصل كل ساكن من الأرض على مجرة لوحده لما نقص ذلك من ملك الله شيئا ولوسعهم أقل من عنقود واحد.
تحذير :في ظل عظمة خلق السماوات فإن الفيزياء الفلكية ليست منضبطة تماما وفيها علماء وصف يكتشفون ملكوت السماوات والأرض وعلماء تفسير للمعنى الفيزيائي ومنهم متطفلون مثلي قد يخطئون وقد يصيبون ولكنه كون جميل وملون وفيه نوافير من الضوء ودوران للمجرات مع اتساق جميل لم يخلق عبثاً ولو تغيرت الصبغة الكيميائية لحساسات اللون في عيوننا وهو شيء سهل جداً على الله لرأينا الليل كما نرى في النهار وسنرى ملكوت السموات والأرض مع سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام في النشأة الآخرة في الجنة إن شاء الله.

عاشقة الصمت.
01-04-2009, 08:32 PM
هل الله خير؟

عنوان محاضرة لبرفسور علم الفلسفه الملحد في جامعه اكسفورد


هل الله خيّر؟

كان ذلك عنوان لمحاضرة بروفيسور علم الفلسفة ( الملحد ) في جامعة أكسفورد،
حيث وقف أمام فصله وطلب من أحد طلبته المستجدين أن يقف

البروفيسور : أنت مسلم، أليس كذلك يا بني؟

الطالب المسلم: نعم، يا سيدي

البروفيسور: لذلك فأنت تؤمن بالله؟

الطالب المسلم: تماماً

البروفيسور : هل الله خيّر؟ ( من الخير وهو عكس الشر )

الطالب المسلم : بالتأكيد! الله خيّر

البروفيسور : هل الله واسع القدرة؟ أعني هل يمكن لله أن يعمل أي شيء؟

الطالب المسلم : نعم

البروفيسور : هل أنت خيّر أم شرير؟

الطالب المسلم: القرآن يقول بأنني شرير

يبتسم البروفيسور إبتسامة ذات مغزى

البروفيسور : أه!! الـقــرآن

يفكر البروفيسور للحظات

البروفيسور: هذا سؤال لك، دعنا نقول أنّ هناك شخص مريض
هنا و يمكنك أن تعالجه وأنت في استطاعتك أن تفعل ذلك، هل تساعده؟ هل تحاول ذلك؟

الطالب المسلم: نعم سيدي، سوف أفعل

البروفيسور: إذًا أنت خيّر !!

الطالب المسلم : لا يمكنني قول ذلك

البروفيسور: لماذا لا يمكنك أن تقول ذلك؟ أنت سوف تساعد شخص مريض ومعاق
عندما يستطيع ( في الحقيقة معظمنا سيفعل ذلك إن إستطاع ) لكن الله لا يفعل ذلك


الطالب المسلم: لا إجابة

البروفيسور : كيف يمكن لهذا الإله أن يكون خيّر؟
هممم..؟ هل يمكن أن تجيب على ذلك ؟

الطالب المسلم: لا إجابة أيضًا

الرجل العجوز بدأ يتعاطف مع الطالب المسلم

البروفيسور:لا تستطيع، أليس كذلك؟

يأخذ البروفيسور رشفه ماء من كوب على مكتبه لإعطاء الطالب وقتاً للإسترخاء،
ففي علم الفلسفة، يجب عليك أن تتأنى مع المستجدين

البروفيسور : دعنا نبدأ من جديد أيها الشاب

البروفيسور:هل الله خيّر؟

الطالب المسلم: نعم متمتمًا

البروفيسور: هل الشيّطان خيّر؟

الطالب المسلم : لا

البروفيسور: من أين أتى الشيّطان؟

الطالب المسلم: من... الله.. متلعثمًا

البروفيسور : هذا صحيح، الله خلق الشيّطان، أليس كذلك؟

يمرر الرجل العجوز أصابعه النحيلة خلال شعره الخفيف ويستدير لجمهور الطلبة متكلفي الابتسامة

البروفيسور: أعتقد أننا سنحصل على الكثير من المتعة في هذا الفصل الدراسي
سيداتي و سادتي

ثم يلتفت للطالب المسلم

البروفيسور:أخبرني يا بني، هل هناك شّر في هذا العالم؟

الطالب المسلم : نعم، سيدي

البروفيسور: الشّر في كل مكان، أليس كذلك؟ هل خلق الله كل شيء؟

الطالب المسلم : نعم

البروفيسور: من خلق الشّر؟

الطالب المسلم : لا إجابة

البروفيسور : هل هناك أمراض في هذا العالم؟ فسق و فجور؟
بغضاء؟ قبح؟ كل الأشياء الفظيعة، هل تتواجد في هذا العالم؟

الطالب المسلم: نعم وهو يتلوى على أقدامه

البروفيسور : من خلق هذه الأشياء الفظيعة؟

الطالب المسلم : لا إجابة

يصيح الأستاذ فجأةً في الطالب المسلم

البروفيسور : من الذي خلقها؟ أخبرني

بدأ يتغير وجه الطالب المسلم

البروفيسور بصوت منخفض: الله خلق كل الشرور، أليس كذلك يا بني؟

الطالب المسلم: لا إجابة

الطالب يحاول أن يتمسك بالنظرة الثابتة والخبيرة ولكنه يفشل في ذلك

فجأة المحاضر يبتعد متهاديًا إلى واجهة الفصل كالفهد المسن، والفصل كله مبهور
البروفيسور: أخبرني، كيف يمكن أن يكون هذا الإله خيّرًا إذا كان هو الذي خلق كل الشرور في جميع الأزمان؟

البروفيسور يشيح بأذرعه حوله للدلالة على شمولية شرور العالم

البروفيسور : كل الكره، الوحشية، الآلام، التعذيب، الموت، القبح، المعاناة،
التي خلقها هذا الإله موجودة في جميع أنحاء العالم، أليس كذلك أيها الشاب؟

الطالب المسلم: لا إجابة

البروفيسور : ألا تراها في كلّ مكان؟ هه؟

البروفيسور يتوقّف لبرهة

البروفيسور: هل تراها؟

البروفيسور يحني رأسه في إتجاه وجه الطالب ثانيةً ويهمس

البروفيسور: هل الله خيّر؟

الطالب المسلم : لا إجابة

البروفيسور : هل تؤمن بالله يا بني؟

صوت الطالب يخونه و يتحشرج في حلقه

الطالب المسلم: نعم يا بروفيسور، أنا أؤمن

يهز الرجل العجوز رأسه بحزن نافياً
البروفيسور : يقول العلم أن لديك خمس حواس تستعملها لتتعرف و تلاحظ العالم من حولك، أليس كذلك؟

البروفيسور: هل رأيت الله

الطالب المسلم: لا يا سيدي لم أره أبداً

البروفيسور: إذًا أخبرنا إذا ما كنت قد سمعت إلاهك؟

الطالب المسلم: لا يا سيدي، لم يحدث

البروفيسور : هل سبق وشعرت بإلاهك؟ تذوقت إلهك؟ أو شممت إلهك فعلياً؟

هل لديك أيّ إدراك حسّي لإلهك من أي نوع؟

الطالب المسلم : لا إجابة

البروفيسور: أجبني من فضلك

الطالب المسلم: لا يا سيدي، يؤسفني أنه لا يوجد لدي

البروفيسور : يؤسفك أنه لا يوجد لديك؟

الطالب المسلم: لا يا سيدي

البروفيسور : ولا زلت تؤمن به؟

الطالب المسلم:نعم

البروفيسور : هذا يحتاج لإخلاص !

البروفيسور يبتسم بحكمة للطالب المسلم

البروفيسور : طبقاً لقانون التجريب والإختبار وبروتوكول علم ما يمكن إثباته
يمكننا أن نقول بأن إلهك غير موجود، ماذا تقول في ذلك يا بني؟

البروفيسور : أين إلاهك الآن؟

الطالب المسلم: لا إجابة

البروفيسور: إجلس من فضلك

يجلس الطالب المسلم مهزومًا

مسلم أخر يرفع يده: بروفيسور، هل يمكنني أن أتحدث للفصل؟

البروفيسور يستدير و يبتسم

البروفيسور: أه مسلم أخر في الطليعة! هيا هيا أيها
الشاب، تحدث ببعض الحكمة المناسبة في هذا الاجتماع

يلقي المسلم نظرة حول الغرفة

الطالب المسلم: لقد أثرت بعض النقاط الممتعة يا سيدي، والآن لدي سؤال لك

الطالب المسلم : هل هناك شيء إسمه الحرارة؟

البروفيسور : هناك حرارة

الطالب المسلم : هل هناك شيء إسمه البرودة؟

البروفيسور : نعم يا بني يوجد برودة أيضاً

الطالب المسلم : لا يا سيدي لا يوجد

إبتسامة البروفيسور تجمدت، وفجأة الغرفة أصبحت باردة جدا

الطالب المسلم: يمكنك الحصول على الكثير من الحرارة، حرارة عظيمة، حرارة
ضخمة، حرارة لدرجة إنصهار المعادن، حرارة بسيطة، أو لا حرارة على الإطلاق،
ولكن ليس لدينا شيء يدعى البرودة فيمكن أن نصل حتى 458
درجة تحت الصفر، وهي ليست ساخنة، لكننا لن نستطيع تخطي ذلك، لا يوجد شيء إسمه
البرودة، وإلا لتمكنا من أن نصل لأبرد من 458 تحت الصفر، يا سيدي البرودة هي
فقط كلمة نستعملها لوصف حالة غياب الحرارة، فنحن لا نستطيع قياس البرودة، أما
الحرارة يمكننا قياسها بالوحدات الحرارية لأن الحرارة هي الطاقة، البرودة ليست
عكس الحرارة يا سيدي، إن البرودة هي فقط حالة غياب الحرارة

سكوت في الفصل، دبوس يسقط في مكان ما

الطالب المسلم : هل يوجد شيء إسمه الظلام يا بروفيسور؟

البروفيسور: نعم

الطالب المسلم :أنت مخطئ مرة أخرى يا سيدي، الظلام ليس شيئا محسوساً، إنها
حالة غياب شيء أخر، يمكنك الحصول على ضوء منخفض، ضوء عادي، ضوء مضيء، بريق
الضوء، ولكن إذا كان لا يوجد لديك ضوء مستمر فإنه لا يوجد لديك شيء، وهذا يدعى
الظلام، أليس كذلك؟ هذا هو المعنى الذي نستعمله لتعريف الكلمة، في الواقع،
الظلام غير ذلك، و لو أنه صحيح لكان بإمكانك أن تجعل الظلام مظلما أكثر وأن
تعطيني برطمان منه، هل تستطيع أن تعطيني برطمان من ظلام مظلم يابروفيسور؟

مستحقراً نفسه، البروفيسور يبتسم لوقاحة الشاب أمامه

البروفيسور:هذا بالفعل سيكون فصلا دراسيا جيداً

البروفيسور: هل تمانع إخبارنا ما هي نقطتك يا فتى؟

الطالب المسلم : نعم يا بروفيسور، نقطتي هي، إن افتراضك الفلسفي فاسد
كبدايةً ولذلك يجب أن يكون استنتاجك خاطئ

تسمّم البروفيسور

البروفيسور : فاسد؟ كيف تتجرأ؟!

الطالب المسلم: سيدي، هل لي أن أشرح ماذا أقصد؟

الفصل كله أذان صاغية

البروفيسور : تشرح... أه أشرح

البروفيسور يبذل مجهودا جبارًا لكي يستمر تحكمه

( طبعا لو أن البروفيسور كان عربيًا لطرده من القاعة، وربما من الجامعة )

فجأة يلوّح البروفيسور بيده لإسكات الفصل كي يستمر الطالب

الطالب المسلم : أنت تعمل على إفتراض المنطقية الثنائية

الطالب المسلم : ذلك على سبيل المثال أن هناك حياة و من ثم هناك ممات، إله
خيّر وإله سيئ، أنت ترى أن مفهوم الله شيء ما محدود و محسوس، شيء يمكننا
قياسه، سيدي إن العلم نفسه لا يمكنه حتى شرح فكرة إنه يستعمل الكهرباء
والمغناطيسية فهي لم تُـر أبداً، رغم ذلك فهم يفهمونها تمامًا، إن رؤية الموت
كحالة معاكسة للحياة هو جهل بحقيقة أن الموت لا يمكن أن يتواجد كشيء محسوس،
الموت ليس العكس من الحياة، بل هو غيابها فحسب

الطالب المسلم يرفع عاليًا صحيفة أخذها من طاولة جاره الذي كان يقرأها

الطالب المسلم: هذه أحد أكثر صحف الفضائح إباحية التي تستضيفها هذه البلاد،
يا بروفيسور هل هناك شيء إسمه الفسق والفجور؟

البروفيسور:بالطبع يوجد، أنظر

قاطعه الطالب المسلم

الطالب المسلم : خطأ مرة أخرى يا سيدي، الفسق و الفجور هو غياب للمبادئ
الأخلاقية فحسب، هل هناك شيء إسمه الظُـلّم؟ لا، الظلّم هو غياب العدل، هل هناك شيء إسمه الشرّ؟

الطالب المسلم يتوقف لبرهة

الطالب المسلم : أليس الشر هو غياب الخير؟

إكتسى وجه البروفيسور باللون الأحمر وهو غاضب جدًا وغير قادر على التحدث

الطالب المسلم : إذًا يوجد شرور في العالم يا بروفيسور، وجميعنا متفقون على
أنه يوجد شرور، ثم أن الله إذا كان موجوداً فهو

أنجز عملاً من خلال توكيله للشرور، ما هو العمل الذي أنجزه الله؟ القرآن
يخبرنا أنه ليرى إذا ما كان كل فرد منا وبكامل حريته الشخصية سوف يختار الخير أم الشرّ

اُلجم البروفيسور

البروفيسور : كعالم فلسفي لا أتصور هذه المسألة لها دخل في اختياري، كواقعي
أنا بالتأكيد لا أتعرف على مفهوم الله أو أي عامل لاهوتي آخر ككونه جزء من هذه
المعادلة العالمية لأن الله غير مرئي و لا يمكن مشاهدته

الطالب المسلم : كان يمكن أن أفكر أن غياب قانون الله الأخلاقي في هذا
العالم هو ربما أحد أكثر الظواهر ملاحظة

الطالب المسلم : الجرائد تجمع بلايين الدولارات من إصدارها أسبوعيًا،
أخبرني يا بروفيسور هل تدرسّ تلاميذك أنهم تطوروا من قرد؟

البروفيسور: إذا كنت تقصد العملية الإرتقائية الطبيعية يا فتى، فنعم أنا أدرس ذلك

الطالب المسلم: هل سبق وأن رأيت هذا التطوّر بعينك الخاصة يا سيدي؟

يعمل البروفيسور صوت رشف بأسنانه و يحدق بتلميذه تحديقا صامتا متحجراً

الطالب المسلم : برفيسور، بما أنه لم يسبق لأحد أن رأى عملية التطوّر هذه
فعلياً من قبل ولا يمكن حتى إثبات أن هذه العملية تتم بشكل مستمر، فهي غير
موجودة إذًا، ألست تدرسّ آرائك يا سيدي؟ إذا فأنت لست بعالم و إنما قسيس؟

الطالب المسلم : إذًا أنت لا تقبل قانون الله الأخلاقيلعمل ما هو صحيح و في محله؟

البروفيسور : أنا أؤمن بالموجود، وهذا هو العلم !

الطالب المسلم : أه العلم !

وجه الطالب ينقسم بابتسامة

الطالب المسلم : سيدي، ذكرت بشكل صحيح أن العلم هو دراسة الظواهر المرئية،

والعلم أيضاً هو فرضيات فاسدة

البروفيسور : العلم فاسد؟ !!

البروفيسور متضجراً

الفصل بدأ يصدر ضجيجاً، توقف التلميذ المسلم إلى أن هدأ الضجيج

الطالب المسلم : لتكملة النقطة التي كنت أشرحها لباقي التلاميذ، هل يمكن لي أن أعطي مثالاً لما أعنيه؟

البروفيسور بقي صامتا بحكمة، المسلم يلقي نظرة حول الفصل

الطالب المسلم : هل يوجد أحد من الموجدين بالفصل سبق له

وأن رأى عقل البروفيسور؟ إندلعت الضحكات بالفصل

التلميذ المسلم أشار إلى أستاذه العجوز المتهاوي

الطالب المسلم : هل يوجد أحد هنا سبق له و أن سمع عقل البروفيسور، لمس بعقل
البروفيسور, تذوق او شمّ او رأى عقل البروفيسور؟

يبدو أنه لا يوجد أحد قد فعل ذلك، حسناً، طبقاً لقانون التجريب، والاختبار
وبروتوكول علم ما يمكن إثباته، فإنني أعلن أن هذا البروفيسور لا عقل له

الفصل تعمّه الفوضى

التلميذ المسلم يجلس، البروفيسور لم يتفوه بكلمة.


لا أله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

المختار بيوض
01-06-2009, 01:49 PM
موضوع ممتاز و المشاركات رائعة خصوصا من الأخ (مصطفى 1) و الأخت ( عاشقة الصمت) ...

فعلا لا يمكن ادراك كل الغاز الكون .. هذا الكون الذي يزداد اتساعا مع مرور السنين كما أشار اللا ذلك القرآن الكريم ...

إن المتأمل في الكون يزداد ايمانا بعظمة الخالق سبحانه و تعالى ...

عاشقة الصمت.
01-06-2009, 10:59 PM
مشكووووووووووووووووووور اخي
تحياتي

طالبة العلم
01-09-2009, 05:46 PM
مشكووووووووووووور أخوي
راااااااااائع

حامل المجد
01-11-2009, 09:31 AM
السلام عليكم
طلب منك الأخ المشرف ذكر المصدر

ollosah
01-25-2009, 03:16 PM
الموضوع جميل جدا

لكم كل الشكر والتحيه و خاصه لسرد قصه البروفسير و الطالب المسلم

علاء خياط
09-13-2009, 01:55 PM
الكون كان ولا زال اللغز الاعغظم في حياتنا وكل ما يدور حوله من ااراء توقعات لم تثبت صحتها

تحياتي للجميع