عبد الرؤوف
12-17-2008, 08:03 PM
حصل على لقب «أصغر مخترع» في سن 12 سنة... الدسوقي نقّى الماء بالأوزون وجعل «الماوس» خاتماً
من المألوف في مصر أن يحصد أساتذة الجامعات والمراكز البحثية جوائز علمية، لكنها المرة الأولى التي ينتزع طالب جامعي إحدى الجوائز العشرين التي تقدمها الدولة للمبدعين علمياً. إذ استطاع هيثم الدسوقي، الطالب في قسم هندسة الاتصالات والالكترونيات في كلية الهندسة في جامعة الأزهر، أن ينال جائزة الدولة تقديراً لمنجزاته في العلوم، كما فاز أخيراً بالجائزة الكبرى في «المعرض الدولي للاختراعات في الشرق الأوسط».
تعود قصة هيثم مع الاختراعات إلى طفولته، إذ نال لقب «أصغر مخترع» وهو في الثانية عشرة من العمر. فما هي العوامل التي ساعدته على الاندفاع في عالم الابتكار العلمي؟
عندما كان في الثانية عشرة من عمره، ابتكر هيثم جهازاً لقياس نبض القلب، بحيث يُنذر المريض في حال حدوث هبوط مفاجئ في النبض.
وعلى رغم الكفاءة المتواضعة لهذا الجهاز، إلا أن «مركز سوزان مبارك الاستكشافي للعلوم» أعجب به، فتبناه وكرّم صاحبه. وفي سن الـ18 شارك في «مسابقة صغار المخترعين» التي نظمتها «أكاديمية البحث العلمي» في مصر. وحينها، قدّم جهازاً لقراءة اهتزاز الأجسام عن بُعْد باستخدام الليزر. واجتاز هيثم كل مراحل المسابقة التي حكّم فيها مجموعة من الأساتذة من كليات الهندسة في مصر. وتحت رعاية الأكاديمية، سافر مع ثلاثة من المخترعين إلى طوكيو، فشارك في «المعرض العالمي لصغار المخترعين» الذي صادف مرور مئة عام على إنشاء «المعهد الياباني للابتكار والاختراع».
وكذلك شارك في «المعرض الدولي للاختراعات والابتكارات» في الكويت، حيث حصل على المركز الأول بفضل اختراعين مهمين. أطلق الدسوقي على الاختراع الأول اسم «فأرة الكومبيوتر الرهيبة» («هولي ماوس» holly mouse )، إذ تنهض بمهمات الفأرة الإلكترونية التقليدية، لكنها تتفوق عليها لأنها تشبه الخاتم شكلاً وحجماً فتوضع في الإصبع، وكذلك فإنها تقدر على التحكّم بالكومبيوتر من بُعد.
وجاء الاختراع الثاني على شكل جهاز ينتج جزيئات الأوزون، بحيث يقدر على تعقيم المياه وتنقيتها بدقة.
ومن المستطاع استخدام المياه المُعقمة بالأوزون في غسيل الملابس والأطباق من دون إضافة مساحيق للتنظيف، إذ انها تقدر بنفسها على إزالة البقع والدهون. وقد ثبتت فاعلية ذلك بإجراء مجموعة من التجارب على البقع الصعبة، التي تلاشت تماماً من دون أدنى تأثير في لون المادة المُبَقّعة أو تركيبتها. وكذلك يمكن استخدام المياه التي يُنقّيها ذلك الجهاز في القضاء على الحبوب التي تظهر على الوجه أو بعض أجزاء الجسم الأخرى. وتستطيع تلك المياه أيضاً أن تحفظ بعض أنواع الطعام، من دون الحاجة الى التبريد.
وإثر ذلك، دُعي لحضور «المعرض العلمي للإبداع والاختراع» في السودان، حيث حصل على درع المعرض فضلاً عن ميدالية ذهبية وشهادة تقدير.
الاستثمار في إبداع الشباب
يعكف الدسوقي راهناً على ابتكار حلول للكشف عن الألغام. ومن المعلوم أن أرض الكنانة ما زالت تحوي أعداداً هائلة من الألغام تحت ترابها، خصوصاً في منطقة الصحراء الغربية التي كانت مسرحاً لعمليات عسكرية ضخمة أثناء الحرب العالمية الثانية.
ومن ابتكاراته الأخيرة، جهاز «بروجكتور ماوس كاميرا»، وهو كاميرا رقمية تُسهل عروض الضوء التي يُستعمل فيها البروجكتور.
ويؤدي ذلك الى التحكّم بالعروض من خلال مزايا مثل تكبير أجزاء من الصور أو رسم خطوط حول النقاط المهمة والتنقل من ملفات العرض بسهولة، بحيث لا يحتاج العارض الى الرجوع إلى الكومبيوتر كلما أراد تعديل العرض وتبديله.
ويرى الدسوقي أن الهمّ الأساس الذي يشغل المبتكر عربياً ومصرياً يتمثّل في الحصول على تمويل مناسب، خصوصاً أن نتائج البحوث غير مؤكدة، وكذلك فإن المدة الزمنية التي تتطلبها الابتكارات العلمية قد تطول أو تقصر بحسب الفكرة الأساسية التي يشتغل عليها الباحث. «في المرحلة الجامعية، تبدو المشكلة أقل نسبياً، نظراً لتكفّل «نادي العلوم» في كلية الهندسة في جامعة الأزهر به». والمعلوم أن الدسوقي ما زال طالباً في السنة الثالثة في تلك الكلية.
واستطراداً، يُزمع الدسوقي على استثمار الجائزة التي فاز بها من الدولة أخيراً، والتي تقدر بـ 10 آلاف دولار، في استكمال مشواره العلمي ومواصلة ابتكاراته إشباعاً لرغبته العلمية. كما يأمل أن تدخل بحوثه حيز التطبيق، مؤكداً أن التكلفة الاقتصادية لتصنيع جهاز الأوزون مثلاً متدنية. فقد صنع الجهاز الأول بتكلفة 200 جنيه، وبدهي أن تنخفض تلك التكلفة إذا أُنتج ذلك الجهاز بكميات كبيرة، فلا تزيد على 50 جنيهاً مصرياً.
وتناول الدسوقي أثر الأسرة والتربية في رعاية موهبته. «كانت بدايتي في هذا الطريق أنني كنت أمتلك لعبتين، ففككتهما وصنعت منهما لعبة ثالثة. وكنت أفكك الأجهزة لكي أعرف كيف تعمل ثم أُركبها مرةً أخرى من دون تلف. ولم يحاربني أهلي وما أهملوني، بل كانوا يساعدونني وهم أول مَن حرص على اكتشاف موهبتي. فقد أرسلني والدي الى مراكز الاستكشاف على أمل أن تنضج أفكاري ومعلوماتي على أساسٍ سليم. وكانت لي غرفتي الخاصة. وكنتُ أجلس فيها طويلاً لأنهي أي اكتشافٍ أو مشروع بدأتُ به. ثم أخبر أسرتي به، فكانوا يسعدون بذلك. وكذلك جهد والديّ في توفير المال لمساعدتي في تنفيذ ابتكاراتي».
من المألوف في مصر أن يحصد أساتذة الجامعات والمراكز البحثية جوائز علمية، لكنها المرة الأولى التي ينتزع طالب جامعي إحدى الجوائز العشرين التي تقدمها الدولة للمبدعين علمياً. إذ استطاع هيثم الدسوقي، الطالب في قسم هندسة الاتصالات والالكترونيات في كلية الهندسة في جامعة الأزهر، أن ينال جائزة الدولة تقديراً لمنجزاته في العلوم، كما فاز أخيراً بالجائزة الكبرى في «المعرض الدولي للاختراعات في الشرق الأوسط».
تعود قصة هيثم مع الاختراعات إلى طفولته، إذ نال لقب «أصغر مخترع» وهو في الثانية عشرة من العمر. فما هي العوامل التي ساعدته على الاندفاع في عالم الابتكار العلمي؟
عندما كان في الثانية عشرة من عمره، ابتكر هيثم جهازاً لقياس نبض القلب، بحيث يُنذر المريض في حال حدوث هبوط مفاجئ في النبض.
وعلى رغم الكفاءة المتواضعة لهذا الجهاز، إلا أن «مركز سوزان مبارك الاستكشافي للعلوم» أعجب به، فتبناه وكرّم صاحبه. وفي سن الـ18 شارك في «مسابقة صغار المخترعين» التي نظمتها «أكاديمية البحث العلمي» في مصر. وحينها، قدّم جهازاً لقراءة اهتزاز الأجسام عن بُعْد باستخدام الليزر. واجتاز هيثم كل مراحل المسابقة التي حكّم فيها مجموعة من الأساتذة من كليات الهندسة في مصر. وتحت رعاية الأكاديمية، سافر مع ثلاثة من المخترعين إلى طوكيو، فشارك في «المعرض العالمي لصغار المخترعين» الذي صادف مرور مئة عام على إنشاء «المعهد الياباني للابتكار والاختراع».
وكذلك شارك في «المعرض الدولي للاختراعات والابتكارات» في الكويت، حيث حصل على المركز الأول بفضل اختراعين مهمين. أطلق الدسوقي على الاختراع الأول اسم «فأرة الكومبيوتر الرهيبة» («هولي ماوس» holly mouse )، إذ تنهض بمهمات الفأرة الإلكترونية التقليدية، لكنها تتفوق عليها لأنها تشبه الخاتم شكلاً وحجماً فتوضع في الإصبع، وكذلك فإنها تقدر على التحكّم بالكومبيوتر من بُعد.
وجاء الاختراع الثاني على شكل جهاز ينتج جزيئات الأوزون، بحيث يقدر على تعقيم المياه وتنقيتها بدقة.
ومن المستطاع استخدام المياه المُعقمة بالأوزون في غسيل الملابس والأطباق من دون إضافة مساحيق للتنظيف، إذ انها تقدر بنفسها على إزالة البقع والدهون. وقد ثبتت فاعلية ذلك بإجراء مجموعة من التجارب على البقع الصعبة، التي تلاشت تماماً من دون أدنى تأثير في لون المادة المُبَقّعة أو تركيبتها. وكذلك يمكن استخدام المياه التي يُنقّيها ذلك الجهاز في القضاء على الحبوب التي تظهر على الوجه أو بعض أجزاء الجسم الأخرى. وتستطيع تلك المياه أيضاً أن تحفظ بعض أنواع الطعام، من دون الحاجة الى التبريد.
وإثر ذلك، دُعي لحضور «المعرض العلمي للإبداع والاختراع» في السودان، حيث حصل على درع المعرض فضلاً عن ميدالية ذهبية وشهادة تقدير.
الاستثمار في إبداع الشباب
يعكف الدسوقي راهناً على ابتكار حلول للكشف عن الألغام. ومن المعلوم أن أرض الكنانة ما زالت تحوي أعداداً هائلة من الألغام تحت ترابها، خصوصاً في منطقة الصحراء الغربية التي كانت مسرحاً لعمليات عسكرية ضخمة أثناء الحرب العالمية الثانية.
ومن ابتكاراته الأخيرة، جهاز «بروجكتور ماوس كاميرا»، وهو كاميرا رقمية تُسهل عروض الضوء التي يُستعمل فيها البروجكتور.
ويؤدي ذلك الى التحكّم بالعروض من خلال مزايا مثل تكبير أجزاء من الصور أو رسم خطوط حول النقاط المهمة والتنقل من ملفات العرض بسهولة، بحيث لا يحتاج العارض الى الرجوع إلى الكومبيوتر كلما أراد تعديل العرض وتبديله.
ويرى الدسوقي أن الهمّ الأساس الذي يشغل المبتكر عربياً ومصرياً يتمثّل في الحصول على تمويل مناسب، خصوصاً أن نتائج البحوث غير مؤكدة، وكذلك فإن المدة الزمنية التي تتطلبها الابتكارات العلمية قد تطول أو تقصر بحسب الفكرة الأساسية التي يشتغل عليها الباحث. «في المرحلة الجامعية، تبدو المشكلة أقل نسبياً، نظراً لتكفّل «نادي العلوم» في كلية الهندسة في جامعة الأزهر به». والمعلوم أن الدسوقي ما زال طالباً في السنة الثالثة في تلك الكلية.
واستطراداً، يُزمع الدسوقي على استثمار الجائزة التي فاز بها من الدولة أخيراً، والتي تقدر بـ 10 آلاف دولار، في استكمال مشواره العلمي ومواصلة ابتكاراته إشباعاً لرغبته العلمية. كما يأمل أن تدخل بحوثه حيز التطبيق، مؤكداً أن التكلفة الاقتصادية لتصنيع جهاز الأوزون مثلاً متدنية. فقد صنع الجهاز الأول بتكلفة 200 جنيه، وبدهي أن تنخفض تلك التكلفة إذا أُنتج ذلك الجهاز بكميات كبيرة، فلا تزيد على 50 جنيهاً مصرياً.
وتناول الدسوقي أثر الأسرة والتربية في رعاية موهبته. «كانت بدايتي في هذا الطريق أنني كنت أمتلك لعبتين، ففككتهما وصنعت منهما لعبة ثالثة. وكنت أفكك الأجهزة لكي أعرف كيف تعمل ثم أُركبها مرةً أخرى من دون تلف. ولم يحاربني أهلي وما أهملوني، بل كانوا يساعدونني وهم أول مَن حرص على اكتشاف موهبتي. فقد أرسلني والدي الى مراكز الاستكشاف على أمل أن تنضج أفكاري ومعلوماتي على أساسٍ سليم. وكانت لي غرفتي الخاصة. وكنتُ أجلس فيها طويلاً لأنهي أي اكتشافٍ أو مشروع بدأتُ به. ثم أخبر أسرتي به، فكانوا يسعدون بذلك. وكذلك جهد والديّ في توفير المال لمساعدتي في تنفيذ ابتكاراتي».