عبد الرؤوف
12-16-2008, 10:17 PM
زكي الخباب يحقق المعادلة الصعبة ويرى بنور البصيرة ويحقق مالم يحققه ملايين من المبصرين السائرين على أقدامهم.
عندما التقيت بهذا الشاب عجزت كل حروف اللغة عن التعبير عما جاش بوجدانى وأنا أقف أمام هذه المعجزة الإنسانية التي سمت فوق كل المشاعر، وشدت كل أحاسيس التقدير والفخر والإعزاز والإعجاب ورسخت الإيمان بأن الإرادة الإنسانية المؤمنة بالله قادرة على الانتصار لعجزها لتصنع ما نتصوره مستحيلا.
الشاب زكي محمد أحمد عثمان الخباب (46 سنة) ابن قرية أولاد الشيخ مركز أرمنت محافظة قنا، حرمته الطبيعة من نعمة البصر وحرمته من القدرة على المشي، فقد ولد كفيفا كسيحا حتى أن والديه قبل أن يتلقيا التهنئة بقدومه، تلقا الرثاء على حالته التي أكد الجميع أنه ليس هناك أمل من الممكن أن يشرق في حياته.
لكن الظلام لم يعجزه عن أن ينير قلبه بحفظ القرآن الكريم، ويضىء عالمه المحدود الكالح بنور آيات الذكر الحكيم، فقد استطاع أن يختم القرآن الكريم في سن الحادية عشرة.
كان يذهب لكتاب القرية محمولا ويعود محمولا في عناء للحامل والمحمول على حد سواء حتى أنه يقول إنه لم يشعر بفترة الطفولة، ولم يحس بها ولكن القرآن الكريم أكسبه حب الناس بلا حدود حتى أولئك الذين كان مسار سخريتهم والذين كانوا يؤكدون أن لافائدة من تعلمه لأنه لا يصلح لشيء.
ولكنه أكد إصراره على التحدي والانتصار على عجزه، فالتحق بالإعدادي الأزهري في سن متأخرة (16 سنة) واجتاز المرحلة الإعدادية بتفوق مما أكسبه ثقة في النفس، وقدرة على مواجهة الناس كانت فترة من أخصب فترات حياته إذ استطاع بعدها أن ينطلق من قمقم العجز إلى ساحة الحياة وبدا يداعبه الأمل فى تحقيق ذاته.
لقد منحه الله طلاوة في الصوت جعلته يقرأ القرآن في المحافل. كان في صوته موسيقى الشيخ عبدالباسط عبد الصمد، وعمق الشيخ محمد صديق المنشاوي. وحققت له القراءة موردا يعينه على تحقيق طموحاته العلمية فحصل على الثانوية الأزهرية بتفوق أيضا، والتحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وناهيك عن المعاناة التي واجهها هذا الجنوبي رهين المحبسين في مدينة بلا قلب كالقاهرة، وهو الذي لايتحرك إلا محمولا أو على كرسي متحرك، وإذا تحرك يتلمس طريقه بأذنيه لأنه لايرى، ولكنه كان صاحب رسالة ساعيا لتحقيق هدف تهون أمامه المصاعب.
وفي الجامعة أثرى وعمق قدراته العلمية ووجد ضالته في البحث والتحصيل، فتفوق فلاقى الحب والتشجيع والتقدير خاصة من أساتذته.
كانت رحلته نضالا شاقا أصعب من الحفر على الصخور الصماء بين يأس وخوف وفرح وسعادة حتى حصل على الليسانس في التفسير وليسانس الدعوة بتقدير جيد جدا.
كانت ثقته في نفسه تزداد ومفاتيح شخصيته تتفتح كان يطرح في كل مرحلة العجز والمعاناة وكان في كل خطوة في رعاية كتاب الله ونور آياته والثقة في الخالق القادر العظيم فهو نفسه إحدى آيات الخلاق العظيم.
وبعد حصوله على الليسانس وتعيينه إماما لمسجد السويفي بالقاهرة لم يتوقف عن مواصلة المسيرة فحصل على الماجستير في رسالة الدعوة وكان موضوع رسالته "منهج الإسلام في التنمية الاقتصادية"، وحصل بعد ذلك على الدكتوراه في الدعـوة، وعين مدرسا مساعدا فأستاذا بجامعة الأزهر.
وهو من الباحثين الثقاة ومن المتمكنين فى اللغة الإنجليزية، وله مقالات تنشر في الصحف الإسلامية في كل العالم الإسلامي ويجيد اللغة الإندونيسية.
إنها قصة نضال حقيقية شاقة وشيقة بطلها إنسان بسيط وسيم الطلعة عميق الفكر تشعر أنه جامعة على كرسي متحرك.
لقد حقق المعادلة الصعبة رأى بنور البصيرة، وسار على درب العلم، وهو الذي لم تحتمله قدماه.
لقد حقق مالم يحققه ملايين من المبصرين السائرين على أقدامهم. الشرق الاوسط اون لاين
عندما التقيت بهذا الشاب عجزت كل حروف اللغة عن التعبير عما جاش بوجدانى وأنا أقف أمام هذه المعجزة الإنسانية التي سمت فوق كل المشاعر، وشدت كل أحاسيس التقدير والفخر والإعزاز والإعجاب ورسخت الإيمان بأن الإرادة الإنسانية المؤمنة بالله قادرة على الانتصار لعجزها لتصنع ما نتصوره مستحيلا.
الشاب زكي محمد أحمد عثمان الخباب (46 سنة) ابن قرية أولاد الشيخ مركز أرمنت محافظة قنا، حرمته الطبيعة من نعمة البصر وحرمته من القدرة على المشي، فقد ولد كفيفا كسيحا حتى أن والديه قبل أن يتلقيا التهنئة بقدومه، تلقا الرثاء على حالته التي أكد الجميع أنه ليس هناك أمل من الممكن أن يشرق في حياته.
لكن الظلام لم يعجزه عن أن ينير قلبه بحفظ القرآن الكريم، ويضىء عالمه المحدود الكالح بنور آيات الذكر الحكيم، فقد استطاع أن يختم القرآن الكريم في سن الحادية عشرة.
كان يذهب لكتاب القرية محمولا ويعود محمولا في عناء للحامل والمحمول على حد سواء حتى أنه يقول إنه لم يشعر بفترة الطفولة، ولم يحس بها ولكن القرآن الكريم أكسبه حب الناس بلا حدود حتى أولئك الذين كان مسار سخريتهم والذين كانوا يؤكدون أن لافائدة من تعلمه لأنه لا يصلح لشيء.
ولكنه أكد إصراره على التحدي والانتصار على عجزه، فالتحق بالإعدادي الأزهري في سن متأخرة (16 سنة) واجتاز المرحلة الإعدادية بتفوق مما أكسبه ثقة في النفس، وقدرة على مواجهة الناس كانت فترة من أخصب فترات حياته إذ استطاع بعدها أن ينطلق من قمقم العجز إلى ساحة الحياة وبدا يداعبه الأمل فى تحقيق ذاته.
لقد منحه الله طلاوة في الصوت جعلته يقرأ القرآن في المحافل. كان في صوته موسيقى الشيخ عبدالباسط عبد الصمد، وعمق الشيخ محمد صديق المنشاوي. وحققت له القراءة موردا يعينه على تحقيق طموحاته العلمية فحصل على الثانوية الأزهرية بتفوق أيضا، والتحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وناهيك عن المعاناة التي واجهها هذا الجنوبي رهين المحبسين في مدينة بلا قلب كالقاهرة، وهو الذي لايتحرك إلا محمولا أو على كرسي متحرك، وإذا تحرك يتلمس طريقه بأذنيه لأنه لايرى، ولكنه كان صاحب رسالة ساعيا لتحقيق هدف تهون أمامه المصاعب.
وفي الجامعة أثرى وعمق قدراته العلمية ووجد ضالته في البحث والتحصيل، فتفوق فلاقى الحب والتشجيع والتقدير خاصة من أساتذته.
كانت رحلته نضالا شاقا أصعب من الحفر على الصخور الصماء بين يأس وخوف وفرح وسعادة حتى حصل على الليسانس في التفسير وليسانس الدعوة بتقدير جيد جدا.
كانت ثقته في نفسه تزداد ومفاتيح شخصيته تتفتح كان يطرح في كل مرحلة العجز والمعاناة وكان في كل خطوة في رعاية كتاب الله ونور آياته والثقة في الخالق القادر العظيم فهو نفسه إحدى آيات الخلاق العظيم.
وبعد حصوله على الليسانس وتعيينه إماما لمسجد السويفي بالقاهرة لم يتوقف عن مواصلة المسيرة فحصل على الماجستير في رسالة الدعوة وكان موضوع رسالته "منهج الإسلام في التنمية الاقتصادية"، وحصل بعد ذلك على الدكتوراه في الدعـوة، وعين مدرسا مساعدا فأستاذا بجامعة الأزهر.
وهو من الباحثين الثقاة ومن المتمكنين فى اللغة الإنجليزية، وله مقالات تنشر في الصحف الإسلامية في كل العالم الإسلامي ويجيد اللغة الإندونيسية.
إنها قصة نضال حقيقية شاقة وشيقة بطلها إنسان بسيط وسيم الطلعة عميق الفكر تشعر أنه جامعة على كرسي متحرك.
لقد حقق المعادلة الصعبة رأى بنور البصيرة، وسار على درب العلم، وهو الذي لم تحتمله قدماه.
لقد حقق مالم يحققه ملايين من المبصرين السائرين على أقدامهم. الشرق الاوسط اون لاين