نهى.نانو
12-11-2008, 05:45 AM
تقنية النانو في خدمة ضيوف الرحمن
السبت, 6 ديسمبر 2008
د. سامي سعيد حبيب
يشكل البحث التجريبي لاستخدامات النانو سيلفر في الحج الذي تضطلع به أمانة العاصمة المقدسة خطوة نوعية في جهود توفير المزيد من العناية الصحية بالحاج تشكر عليه الأمانة ومعالي أمينها.
د. سامي سعيد حبيب
لم تزل المملكة العربية السعودية ماضية بتوفيق من الله وعلى مدى عقود متتابعة في توجهاتها المشكورة في تطوير خدمات الحج بما يضمن مزيداً من الراحة والسلامة والحفاظ على الصحة العامة وسلاسة أداء المناسك للحجاج والمعتمرين كي يتسنى لهم التركيز على روحانيات العبادة وتزكية النفس والارتقاء الروحاني ، يشمل هذا التطوير العديد من جوانب خدمات الحج ومن أهمها الجانب الصحي. من أكبر وأهم المعضلات الصحية التي تواجه الحجاج انتقال عدوى الإنفلونزا وسواها من الأمراض المعدية التي تنتشر في بيئة الازدحام الإنساني الكثيف. وتقوم أمانة العاصمة هذا العام بتجربة صحية تعتمد على الاستفادة من تقنية النانو للتحكم ولو جزئياً في انتشار البكتيريا والفطريات والفيروسات التي تتسبب في انتشار العدوى في بيئة الحج انتشار النار في الهشيم باستخدام مادة الفضة المصنعة بمقياس النانو أو ما يعرف اصطلاحاً لدى المتخصصين بالنانو سيلفر.
استخدم العرب الأقدمون كما استخدمت الحضارة الرومانية الفضة بشكلها المعدني المعروف لتنقية المياه ، كما استخدمها أوائل المهاجرين الأمريكيين في حفظ اللبن طازجاً لفترات أطول وذلك بمجرد وضع قطعة نقدية من الفضة في إناء اللبن فيطول عمره. كما استخدمت الفضة على مدى المائة عام الماضية على شكل محلول كيمائي يحتوى على مركبات الفضة بحجم المايكرو متر ( 10 -6 مترات ) كعلاج يؤخد داخلياً لعدد من الأمراض على مدى المائة عام الماضية نظراً لخاصية الفضة القاتلة للبكتيريا والفطريات ، إلا أن هذه الطريقة كانت تؤدي إلى نوع من السمية بالجسم من بين أعراضها تغير لون الجلد للأزرق.
النقلة الكبرى في استخدام الفضة في التطبيقات الصحية جاءت مع ثورة تقنية النانو حيث أمكن تصنيع الفضة حالياً بحجم متناهي الصغر المعروف اصطلاحاً بالنانو سيلفر ، ومقياس النانو كما أصبح معلوماً لدى الكثيرين هو جزء من مليار جزء من المتر ( 10 -9 من المتر ). تعتبر تقنية النانو سيلفر حقاً بمثابة فتح طبي جديد إذ تستطيع الفضة المصنعة عند هذا الحجم بالغ الصغر أن تقضي على أكثر من 630 نوعاً من البكتريا بتحطيم جدران الخلية البكتيرية ، وعلى العديد من الفطريات ، كما تستطيع – وهذا بيت القصيد في استخداماتها لخدمة ضيوف الرحمن – أن تقضي حتى على الفيروسات. وأصبحت تستخدم في تعقيم أدوات الجراحة مثلاً ، كما تساعد على التئام الجروح بشكل سريع ، لا بل إن ثمة دراسة علمية نشرت في مجلة تقنية النانو الأمريكية عام 2005 م أجراها باحثون من جامعتي تكساس ومكسيكو الأمريكيتيين تؤكد بأن النانو سيلفر عند مقياس 1 – 10 نانو متر قادرة على القضاء على أحد أخطر الفيروسات إطلاقاً على صحة الإنسان ألا وهو فيروس الأيدز HIV-1 ، وطبقاً لما جاء في البحث المشار إليه فإن النانو سيلفر قد قضى على 100% من فيروسات الأيدز خلال 3 ساعات فقط من بدء التجربة عند درجة حرارة 37 درجة مئوية أي درجة حرارة جسم الإنسان. وأن النانو سيلفر والحال كذلك قد يصبح العلاج البديل لأوبئة بالغة الخطورة تهدد سكان العالم ككل كمثل إنفلونزا الطيور. ويبقى أن يشار إلى أن مثل تلك الفتوحات العلمية لم تأخذ ما تستحقه من التغطيات الإعلامية لأن ذلك قد يتعارض مع مكاسب شركات تصنيع الأدوية العالمية الكبرى.
ومع ذلك فقد دخلت تطبيقات النانو سيلفر حياة الناس دون كثير ضجة فثمة اليوم مثلاً ثلاجات منزلية وغسالات ملابس تستخدم هذه التقنية في إطالة عمر الطعام في الثلاجات وفي تعقيم الملابس وإزالة الروائح الكريهة منها.كما تستخدم هذه التقنية في تنقية مياه الشرب وغيرها من المياه كالمياه الغازية وحتى المياه للاستخدامات الصناعية على أن لا تزيد نسبتها عن 100 جزء من مليار جزء من الماء حسب الأنظمة المرعية بأمريكا ، كما تستخدم النانو سيلفر كمادة حافظة في عدد من مستحضرات التجميل ، وقريباً ستدخل في المنسوجات كالجوارب وأغطية المخدات والسرر .... الخ. والعديد من الاستخدامات المنزلية وفي المرافق الصناعية والعامة.
عوداً على بدء يشكل البحث التجريبي لاستخدامات النانو سيلفر في الحج الذي تضطلع به أمانة العاصمة المقدسة خطوة نوعية في جهود توفير المزيد من العناية الصحية بالحاج تشكر عليه الأمانة ومعالي أمينها ، وتتلخص التجربة في رش النانو سيلفر على سجاد الصلاة بالحرمين الشريفين ومقارنتها بالسجاد الذي ينال العناية العادية بمساحيق الغسيل التقليدية. وكلي يقين سلفاً بأن النتائج ستكون أكثر من مشجعة ، غير أن ذلك لا يمنع من الإشارة للنقطتين التاليتين :
1. ضرورة إجراء دراسات مصاحبة لتحديد نسبة انتقال العدوى للحجاج والمعتمرين جراء السجود المتعاقب من قبل الأشخاص المصابين ثم الأصحاء على السجاد مقارنة بنسبة الانتقال بواسطة الهواء كما في حالات العطاس.
2.إجراء الأبحاث المعمقة عن ما هو الأثر طويل المدى على البيئة بسبب الاستخدام المكثف للنانو سيلفر ضمن إطار جغرافي محدود ، ويقع هذا ضمن مفهوم ما يعرف بالاستخدامات الرشيدة لتقنية النانو التي تعرّف بأنها طيبة الأثر على صحة الإنسان وحميدة التأثير في البيئة.
ثمة تجارب عالمية تستخدم النانو سيلفر على شكل رش في الأماكن شديدة الازدحام للتخفيف من انتقال العدوى كما في محطات قطارات تحت الأرض «أندر قراوند» في هونغ كونغ ، كما يرى بعض الخبراء أنه من المفيد أيضاً أن تدهن المباني التي تستضيف الحشود الكثيفة بطلاءات تحتوي على النانو سيلفر للتقليص من العدوى. بالنسبة لبيئة الحج أقترح أيضاً أن تتم السيطرة على الجزء المنتقل من العدوى هوائياً بواسطة النفايات وذلك برش مواضع جمع النفايات بشكل دوري بالنانو سيلفر.
ربما مما يثلج الصدر بأن المملكة لم تعد مجرد مستفيد من تقنيات النانو في الحج وغيره من الاستخدامات بل تخطت ذلك لكونها قادرة على نقل وتوطين واستنبات تقنية النانو من خلال العديد من مراكز التقنيات متناهية الصغر المنتشرة في عدد من جامعات المملكة ومن بينها مركز التقنيات متناهية الصغر بجامعة الملك عبد العزيز الذي تضم مختبراته بكل فخر الأجهزة والمعدات التي أمنها من الهبة الملكية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله مما يمكن المركز من إنتاج النانو سيلفر بكميات مناسبة لإجراء التجارب العلمية للحج وغيره من الاحتياجات المحلية ، وكل عام وأمة الإسلام بألف خير وحظوظها الحضارية في صعد.
[email protected]
-------------
جريدة المدينة
http://al-madina.com/node/80273
السبت, 6 ديسمبر 2008
د. سامي سعيد حبيب
يشكل البحث التجريبي لاستخدامات النانو سيلفر في الحج الذي تضطلع به أمانة العاصمة المقدسة خطوة نوعية في جهود توفير المزيد من العناية الصحية بالحاج تشكر عليه الأمانة ومعالي أمينها.
د. سامي سعيد حبيب
لم تزل المملكة العربية السعودية ماضية بتوفيق من الله وعلى مدى عقود متتابعة في توجهاتها المشكورة في تطوير خدمات الحج بما يضمن مزيداً من الراحة والسلامة والحفاظ على الصحة العامة وسلاسة أداء المناسك للحجاج والمعتمرين كي يتسنى لهم التركيز على روحانيات العبادة وتزكية النفس والارتقاء الروحاني ، يشمل هذا التطوير العديد من جوانب خدمات الحج ومن أهمها الجانب الصحي. من أكبر وأهم المعضلات الصحية التي تواجه الحجاج انتقال عدوى الإنفلونزا وسواها من الأمراض المعدية التي تنتشر في بيئة الازدحام الإنساني الكثيف. وتقوم أمانة العاصمة هذا العام بتجربة صحية تعتمد على الاستفادة من تقنية النانو للتحكم ولو جزئياً في انتشار البكتيريا والفطريات والفيروسات التي تتسبب في انتشار العدوى في بيئة الحج انتشار النار في الهشيم باستخدام مادة الفضة المصنعة بمقياس النانو أو ما يعرف اصطلاحاً لدى المتخصصين بالنانو سيلفر.
استخدم العرب الأقدمون كما استخدمت الحضارة الرومانية الفضة بشكلها المعدني المعروف لتنقية المياه ، كما استخدمها أوائل المهاجرين الأمريكيين في حفظ اللبن طازجاً لفترات أطول وذلك بمجرد وضع قطعة نقدية من الفضة في إناء اللبن فيطول عمره. كما استخدمت الفضة على مدى المائة عام الماضية على شكل محلول كيمائي يحتوى على مركبات الفضة بحجم المايكرو متر ( 10 -6 مترات ) كعلاج يؤخد داخلياً لعدد من الأمراض على مدى المائة عام الماضية نظراً لخاصية الفضة القاتلة للبكتيريا والفطريات ، إلا أن هذه الطريقة كانت تؤدي إلى نوع من السمية بالجسم من بين أعراضها تغير لون الجلد للأزرق.
النقلة الكبرى في استخدام الفضة في التطبيقات الصحية جاءت مع ثورة تقنية النانو حيث أمكن تصنيع الفضة حالياً بحجم متناهي الصغر المعروف اصطلاحاً بالنانو سيلفر ، ومقياس النانو كما أصبح معلوماً لدى الكثيرين هو جزء من مليار جزء من المتر ( 10 -9 من المتر ). تعتبر تقنية النانو سيلفر حقاً بمثابة فتح طبي جديد إذ تستطيع الفضة المصنعة عند هذا الحجم بالغ الصغر أن تقضي على أكثر من 630 نوعاً من البكتريا بتحطيم جدران الخلية البكتيرية ، وعلى العديد من الفطريات ، كما تستطيع – وهذا بيت القصيد في استخداماتها لخدمة ضيوف الرحمن – أن تقضي حتى على الفيروسات. وأصبحت تستخدم في تعقيم أدوات الجراحة مثلاً ، كما تساعد على التئام الجروح بشكل سريع ، لا بل إن ثمة دراسة علمية نشرت في مجلة تقنية النانو الأمريكية عام 2005 م أجراها باحثون من جامعتي تكساس ومكسيكو الأمريكيتيين تؤكد بأن النانو سيلفر عند مقياس 1 – 10 نانو متر قادرة على القضاء على أحد أخطر الفيروسات إطلاقاً على صحة الإنسان ألا وهو فيروس الأيدز HIV-1 ، وطبقاً لما جاء في البحث المشار إليه فإن النانو سيلفر قد قضى على 100% من فيروسات الأيدز خلال 3 ساعات فقط من بدء التجربة عند درجة حرارة 37 درجة مئوية أي درجة حرارة جسم الإنسان. وأن النانو سيلفر والحال كذلك قد يصبح العلاج البديل لأوبئة بالغة الخطورة تهدد سكان العالم ككل كمثل إنفلونزا الطيور. ويبقى أن يشار إلى أن مثل تلك الفتوحات العلمية لم تأخذ ما تستحقه من التغطيات الإعلامية لأن ذلك قد يتعارض مع مكاسب شركات تصنيع الأدوية العالمية الكبرى.
ومع ذلك فقد دخلت تطبيقات النانو سيلفر حياة الناس دون كثير ضجة فثمة اليوم مثلاً ثلاجات منزلية وغسالات ملابس تستخدم هذه التقنية في إطالة عمر الطعام في الثلاجات وفي تعقيم الملابس وإزالة الروائح الكريهة منها.كما تستخدم هذه التقنية في تنقية مياه الشرب وغيرها من المياه كالمياه الغازية وحتى المياه للاستخدامات الصناعية على أن لا تزيد نسبتها عن 100 جزء من مليار جزء من الماء حسب الأنظمة المرعية بأمريكا ، كما تستخدم النانو سيلفر كمادة حافظة في عدد من مستحضرات التجميل ، وقريباً ستدخل في المنسوجات كالجوارب وأغطية المخدات والسرر .... الخ. والعديد من الاستخدامات المنزلية وفي المرافق الصناعية والعامة.
عوداً على بدء يشكل البحث التجريبي لاستخدامات النانو سيلفر في الحج الذي تضطلع به أمانة العاصمة المقدسة خطوة نوعية في جهود توفير المزيد من العناية الصحية بالحاج تشكر عليه الأمانة ومعالي أمينها ، وتتلخص التجربة في رش النانو سيلفر على سجاد الصلاة بالحرمين الشريفين ومقارنتها بالسجاد الذي ينال العناية العادية بمساحيق الغسيل التقليدية. وكلي يقين سلفاً بأن النتائج ستكون أكثر من مشجعة ، غير أن ذلك لا يمنع من الإشارة للنقطتين التاليتين :
1. ضرورة إجراء دراسات مصاحبة لتحديد نسبة انتقال العدوى للحجاج والمعتمرين جراء السجود المتعاقب من قبل الأشخاص المصابين ثم الأصحاء على السجاد مقارنة بنسبة الانتقال بواسطة الهواء كما في حالات العطاس.
2.إجراء الأبحاث المعمقة عن ما هو الأثر طويل المدى على البيئة بسبب الاستخدام المكثف للنانو سيلفر ضمن إطار جغرافي محدود ، ويقع هذا ضمن مفهوم ما يعرف بالاستخدامات الرشيدة لتقنية النانو التي تعرّف بأنها طيبة الأثر على صحة الإنسان وحميدة التأثير في البيئة.
ثمة تجارب عالمية تستخدم النانو سيلفر على شكل رش في الأماكن شديدة الازدحام للتخفيف من انتقال العدوى كما في محطات قطارات تحت الأرض «أندر قراوند» في هونغ كونغ ، كما يرى بعض الخبراء أنه من المفيد أيضاً أن تدهن المباني التي تستضيف الحشود الكثيفة بطلاءات تحتوي على النانو سيلفر للتقليص من العدوى. بالنسبة لبيئة الحج أقترح أيضاً أن تتم السيطرة على الجزء المنتقل من العدوى هوائياً بواسطة النفايات وذلك برش مواضع جمع النفايات بشكل دوري بالنانو سيلفر.
ربما مما يثلج الصدر بأن المملكة لم تعد مجرد مستفيد من تقنيات النانو في الحج وغيره من الاستخدامات بل تخطت ذلك لكونها قادرة على نقل وتوطين واستنبات تقنية النانو من خلال العديد من مراكز التقنيات متناهية الصغر المنتشرة في عدد من جامعات المملكة ومن بينها مركز التقنيات متناهية الصغر بجامعة الملك عبد العزيز الذي تضم مختبراته بكل فخر الأجهزة والمعدات التي أمنها من الهبة الملكية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله مما يمكن المركز من إنتاج النانو سيلفر بكميات مناسبة لإجراء التجارب العلمية للحج وغيره من الاحتياجات المحلية ، وكل عام وأمة الإسلام بألف خير وحظوظها الحضارية في صعد.
[email protected]
-------------
جريدة المدينة
http://al-madina.com/node/80273