عبد الرؤوف
11-24-2008, 10:49 PM
غينيس» سجّلت رقماً في إصلاح الساعات بالرجلين ... رجب عبد المقصود يخترع دراجة بخارية للمعَوّقين
القاهرة - نادية برسوم الحياة - 23/11/08//
بينما يقف بعض الشباب عاجزاً أمام ظروف يصفها بـ «الصعبة» وينهار تحت وطأتها متعلّلاً بحجَج كثيرة، مُهملاً ما أعطاه الله من قُدرات مختلفة وإمكانات لم يحاول استغلالها ، وقد يؤدي به اليأس الذي أوقع به نفسه، إلى شكل من أشكال الانحراف، وجد الشاب رَجَب عبد المقصود طرقاً كثيرة لتحدي الإعاقة التي حاقت به منذ ولادته، وتزايدت وطأتها مع الفقر والحرمان من التعليم النظامي فركب الصعاب وتعدى حدود الاعتماد على نفسه وإيجاد مصدر للرزق الشريف إلى دخول موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، بعد أن سجّل رقماً قياسياً في إصلاح الساعات مستخدماً قدميه بديلاً من يديه المشلولتين. وأخيراً، ابتكر عبد المقصود دراجة بخارية للمُعَوّقين مطبقاً المثل القائل «الحاجة أُمّ الإختراع
البداية: شَلل اليدين
وُلِدَ رَجَب لأسرة مصرية مُعدمة مُعَوّقاً بذراعين مشلولتين لم يفلح معهما العلاج. وعندما تقدم للمدرسة رُفِض طلبه لأنه تجاوز السن القانونية، إذ عجز والده عن تدبير مصاريف المدرسة عندما كان صغيراً، وكذلك فشل في الحصول على عمل في الحكومة كان خيار العمل الحر في غاية الصعوبة. لكن رَجَب تدرّب منذ طفولته المبكرة على استخدام رجليه في إنجاز أعماله. وفي لقاء مع «الحياة»، أكّد أن الله يعوض المُعَوّق عن إعاقته بقدرات فائقة في أعضاء وحواس أخرى. وعند بلوغه سن الثانية عشرة، تأقلم مع ظروفه الصحية واعتمد على رجله اليمنى في أعمال مثل ارتداء الملابس وتشغيل جهاز التلفزيون وإغلاق الباب وفتحه وتناول الطعام وكي الملابس وإخراج النقود من جيبه وغيرها. وهكذا حلّت رجلاه محلّ يديه في البداية، تبادر إلى ذهنه أن يعمل «مكوجيا» داخل منزل أسرته، واستخدم «المكواة الرجل» أي التي تعتمد على القدم. وظن المحيطون به أنها العمل المناسب لقدراته بينما شعر رَجَب بإنها لا تشبع طموحاته. وبعد فترة ترك هذا العمل واتجه إلى العمل في إصلاح التلفزيونات! إلا انه اكتشف أنه في حاجة لمن يساعده في حمل الأجهزة، فقرر الاتجاه لعمل جديد. وسرعان ما فكر في العمل في مهنة والده، إصلاح الساعات، الأمر الذي أثار استغراب الكثيرين، خصوصاً أن تلك المهنة تعتمد على حركات متناهية في الدقة باليدين والأصابع. إلا أنه قرر أن يمارسها ولكن بأصابع القدمين. وتحدث رَجَب عن ذلك الخيار قائلاً :«بدأت التدرّب فعلياً على هذا العمل في سن 15سنة حتى أتقنتها. وصارت مهنتي التي أتكسب منها». وهو تعلم هذه المهنة وبسرعة كانت مفتاح النجاح والشهرة وتفوق فيها. ويقول :«تملكني إحساس كبير ودائم بأنني سأقهر المستحيل وأُحقّق أحلامي. وخلال فترة قصيرة، صار لي متجر لإصلاح الساعات. وبدأ الزبائن يتهافتون علي، وأذهلتهم الطريقة التي أعمل بها. وحرص كثير منهم على مشاهدتي أثناء العمل. أربكني ذلك في البداية إلا إنني سعدت بعد ذلك بتقديرهم ومديحهم وثقتهم بمهارتي. وتغيرت حياتي. واستطعت أن أتزوج وأنجب طفلاً ووصف اختياره في موسوعة «غينيس» بأنه «المفاجأة الكبرى... اختاروني كأول «ساعاتي» مُعَوّق» وأثناء عمله في إصلاح الساعات، استطاع محو أميته. ويراوده الآن حلم استكمال تعليمه الثانوي. وليس ذلك نهاية أحلامه التي لم يضع لها سقفاً. فتطلعت عيناه إلى لغة العصر وجهاز الكومبيوتر. ولم يتردد في أخذ دورات تدريبية في صيانتها. ولم يعد مستخدماً للكومبيوتر مثل أقرانه بل خبيراً في صيانته وأخيراً راودته فكرة الابتكار. فصمّم «دراجة نارية» يمكن قيادتها باستخدام القدمين في إدارة مفتاح التشغيل، وفي توجيهها في الطريق لتسهل لمن هم في مثل ظروفه الانتقال بمرونة من مكان الى آخر، من دون معاناة التزاحم في الأوتوبيسات أو الاعتماد على المرافقين
القاهرة - نادية برسوم الحياة - 23/11/08//
بينما يقف بعض الشباب عاجزاً أمام ظروف يصفها بـ «الصعبة» وينهار تحت وطأتها متعلّلاً بحجَج كثيرة، مُهملاً ما أعطاه الله من قُدرات مختلفة وإمكانات لم يحاول استغلالها ، وقد يؤدي به اليأس الذي أوقع به نفسه، إلى شكل من أشكال الانحراف، وجد الشاب رَجَب عبد المقصود طرقاً كثيرة لتحدي الإعاقة التي حاقت به منذ ولادته، وتزايدت وطأتها مع الفقر والحرمان من التعليم النظامي فركب الصعاب وتعدى حدود الاعتماد على نفسه وإيجاد مصدر للرزق الشريف إلى دخول موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، بعد أن سجّل رقماً قياسياً في إصلاح الساعات مستخدماً قدميه بديلاً من يديه المشلولتين. وأخيراً، ابتكر عبد المقصود دراجة بخارية للمُعَوّقين مطبقاً المثل القائل «الحاجة أُمّ الإختراع
البداية: شَلل اليدين
وُلِدَ رَجَب لأسرة مصرية مُعدمة مُعَوّقاً بذراعين مشلولتين لم يفلح معهما العلاج. وعندما تقدم للمدرسة رُفِض طلبه لأنه تجاوز السن القانونية، إذ عجز والده عن تدبير مصاريف المدرسة عندما كان صغيراً، وكذلك فشل في الحصول على عمل في الحكومة كان خيار العمل الحر في غاية الصعوبة. لكن رَجَب تدرّب منذ طفولته المبكرة على استخدام رجليه في إنجاز أعماله. وفي لقاء مع «الحياة»، أكّد أن الله يعوض المُعَوّق عن إعاقته بقدرات فائقة في أعضاء وحواس أخرى. وعند بلوغه سن الثانية عشرة، تأقلم مع ظروفه الصحية واعتمد على رجله اليمنى في أعمال مثل ارتداء الملابس وتشغيل جهاز التلفزيون وإغلاق الباب وفتحه وتناول الطعام وكي الملابس وإخراج النقود من جيبه وغيرها. وهكذا حلّت رجلاه محلّ يديه في البداية، تبادر إلى ذهنه أن يعمل «مكوجيا» داخل منزل أسرته، واستخدم «المكواة الرجل» أي التي تعتمد على القدم. وظن المحيطون به أنها العمل المناسب لقدراته بينما شعر رَجَب بإنها لا تشبع طموحاته. وبعد فترة ترك هذا العمل واتجه إلى العمل في إصلاح التلفزيونات! إلا انه اكتشف أنه في حاجة لمن يساعده في حمل الأجهزة، فقرر الاتجاه لعمل جديد. وسرعان ما فكر في العمل في مهنة والده، إصلاح الساعات، الأمر الذي أثار استغراب الكثيرين، خصوصاً أن تلك المهنة تعتمد على حركات متناهية في الدقة باليدين والأصابع. إلا أنه قرر أن يمارسها ولكن بأصابع القدمين. وتحدث رَجَب عن ذلك الخيار قائلاً :«بدأت التدرّب فعلياً على هذا العمل في سن 15سنة حتى أتقنتها. وصارت مهنتي التي أتكسب منها». وهو تعلم هذه المهنة وبسرعة كانت مفتاح النجاح والشهرة وتفوق فيها. ويقول :«تملكني إحساس كبير ودائم بأنني سأقهر المستحيل وأُحقّق أحلامي. وخلال فترة قصيرة، صار لي متجر لإصلاح الساعات. وبدأ الزبائن يتهافتون علي، وأذهلتهم الطريقة التي أعمل بها. وحرص كثير منهم على مشاهدتي أثناء العمل. أربكني ذلك في البداية إلا إنني سعدت بعد ذلك بتقديرهم ومديحهم وثقتهم بمهارتي. وتغيرت حياتي. واستطعت أن أتزوج وأنجب طفلاً ووصف اختياره في موسوعة «غينيس» بأنه «المفاجأة الكبرى... اختاروني كأول «ساعاتي» مُعَوّق» وأثناء عمله في إصلاح الساعات، استطاع محو أميته. ويراوده الآن حلم استكمال تعليمه الثانوي. وليس ذلك نهاية أحلامه التي لم يضع لها سقفاً. فتطلعت عيناه إلى لغة العصر وجهاز الكومبيوتر. ولم يتردد في أخذ دورات تدريبية في صيانتها. ولم يعد مستخدماً للكومبيوتر مثل أقرانه بل خبيراً في صيانته وأخيراً راودته فكرة الابتكار. فصمّم «دراجة نارية» يمكن قيادتها باستخدام القدمين في إدارة مفتاح التشغيل، وفي توجيهها في الطريق لتسهل لمن هم في مثل ظروفه الانتقال بمرونة من مكان الى آخر، من دون معاناة التزاحم في الأوتوبيسات أو الاعتماد على المرافقين