المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مهندسة عراقية تشارك في تصميم منزل المستقبل



عبد الرؤوف
11-07-2008, 05:19 PM
«دوبون» في تفاصيل معرض «عيش الغد 3» للآتي من الزمن التكنولوجي... «منزل المستقبل» تديره لوحة الكترونية ومهندسة عراقية شاركت في تصميمه


تعتبر المخيلة السبيل الوحيد إلى بناء «أحلام» تحقق كل ما يأمله المرء. وتشطح هذه المخيلة أحياناً لترسم أموراً تؤمن راحة أكبر وتنفذ في وقت أقل. كم مرة في اليوم يأمل المرء لو أن بإمكانه تطبيق أمر ما بكبسة زر؟ ومن جهة ثانية، كثيراً ما نبني آمالاً على الأشياء الجديدة التي يمكن أن نملكها في يوم من الأيام، في محاولة لتوفير جزء مما نرغب. ومما لا شك فيه أن المنزل الحديث يعتبر جزءاً لا يتجزأ من الأحلام التي نسعى إلى تطبيقها. هناك من يحلم بمساحة أكبر أو في تقنيات تؤمن حماية ما للأطفال، أو طريقة تسهل إجراء الأمور الأساسية وتؤمن «ملاذاً» آخر ليوم غالباً ما يكون شاقاً. وتكبر الأحلام. وتتوسع إلى درجة تقرب إلى مشهديات «عالم المستقبل» الذي يُذكّر بالسينما وأفلامها.

وترتسم في الأخيلة صور لسيارات تطير من أجل تجنب ازدحام السير، آلات تعمل بهدف تسريع وتيرة العمل، ارتباط وثيق بين الكومبيوتر والتفاصيل اليومية بحيث يمكن التحكم من بعد بكل ما يحيط بك أو يبعد عنك ساعات وغيرها.

وإذا كانت الأفلام ترتكز على سيناريوات من صنع مخيلة الإنسان، فإن الدخول إلى «منزل المستقبل» («فيوتشر هاوس» future house) ممكن راهناً في معرض «ليفنغ تومورو 3» living tomorrow 3، وترجمتها «عيش الغد 3». ويعتبر المعرض الدائم فرصة استثنائية للاقتراب مما يمكن أن يكون عليه «بيت المستقبل» وملامسته. ويحمل المعرض الذي تستضيفه العاصمة البلجيكية بروكسيل الرقم ثلاثة لأنه الثالث من نوعه. وافتُتِح في آذار (مارس) 2007. ويحتوي على نماذج من شركات الغد وسياراته وطبه وتفاصيل حياته اليومية وغيرها.

«فيوتشر هاوس» والحوسبة الكليّة

يؤدي الدخول إلى أي قسم من الأقسام «العملية» في معرض «عيش الغد 3» إلى التعامل مع كثير من التفاصيل التقنية. ويعتبر «منزل الغد» أحد أكثر الأقسام إثارة.

ويشبه ظاهرياً الكثير من أقسام المعارض التقليدية، إلاّ أن العبور من الباب الثاني يدخلك إلى عالم مختلف كلياً، كما أنه يذكر بتلك الأفلام التي تصوّر الحياة اليومية التي يعيشها الانسان ما هي إلاّ جزء من «اختبارات» مستمرة، من أجل الوصول إلى «الأحدث».

إن «منزل المستقبل» هو خلاصة مجموعة أبحاث ودراسات وابتكارات علمية، تنهض بها مجموعة كبيرة من الشركات، من أبرزها «دوبون» DuPont. وتعرض هذه الشركة مجموعة من تقنياتها ومنتجاتها المبتكرة في هذا المنزل، الذي يُجسّد رؤية «دوبون» المتمثلة بتوفير مجموعة من الحلول التي تجعل الحياة أفضل وأكثر أماناً وصحة، بحسب طوني عزام، المدير الإقليمي للأعمال التجارية، في قسم حلول المباني لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا وباكستان.

تقف في «منزل المستقبل» حائراً إذا ما كنت تقف على الأرض أم في واحدة من المركبات الفضائية. يطغى اللون الأبيض على المطبخ، ما يجعل عينيك مفتوحتين على احتمالات شتى. وتتوسط لوحة كبيرة الحائط، وتحوي ضروباً من المُتخيّل وحتى ما يعصى على الخيال.

بالاختصار، بإمكانك إدخال معلومات إلى تلك اللوحة فتتولى إنجاز ما يلزم. بداية يمكنك اختيار «المزاج» الذي تريد أن يسود المنزل، فتعمل واللوحة على وضع ما يلائمه من الموسيقى والاضاءة. وتتحكم اللوحة بكل شيء. إن جهلتِ الطهو، فلا بأس. اكتبي اسم الأكلة أو مرّري صورتها على اللوحة. وقبل أن تدركي ماذا يحصل، ينطلق جهاز التلفزيون ليُظهر شريطاً لطاهٍ ويعطيك طريقة تحضير هذه الطبخة أو تلك. وتملك اللوحة استخدامات متعددة أيضاً مثل برمجة الفواتير، كتابة لوائح المشتريات، مراقبة كمية المياه والغاز والاوكسجين في المطبخ والمنزل، تنظيم مواعيدك وغيرها. فمثلاً، تخبرين زوجك أثناء حلاقته صباحاً في الحمام أن الطعام جاهز. وبالمصطلح التقني، يُسمى ما تنجزه لوحة التحكّم المركزية بـ «الحوسبة الكليّة القدرة» أي «أوبيكويتوس كومبيوتنغ» Ubiquitus Computing.

وتسعى «دوبون» إلى تقديم حلول قادرة على تلبية احتياجات المجتمع والتعامل مع تحدياته. وتركز بحوثها على قضايا رئيسية تهم المجتمع مثل المناخ واستخدام الوقود الحيوي، «نظراً الى كونها نقاطاً مهمة في الحفاظ على موارد هذا الكوكب بما يمكِّن الأجيال المقبلة من الاستمرار بالعيش عليه».

منزل متطوّر للجدّين

اللافت أن «دوبون» موجودة في أدق تفاصيل «منزل المستقبل» مثل المطبخ المتعدد الاستخدامات الذي يعمل بجهاز استشعار. وقد صُمّمته المهندسة العراقية المعروفة زهاء حديد، بالتعاون مع شركة «إرنستوميدا» Ernestomeda، المتخصصة في صناعة المطابخ الإيطالية. وكذلك تجد بصمات «دوبون» في «جزيرة الطبخ»، «زد-آيلاند» Z-island المصنعة من «دوبون كوريان» Corian.

وتعرض «دوبون» في «عيش الغد 3» منتجاتها وتقنياتها الخاصة بقطاع البناء والمصنعة وفق أُسس علمية، وضمنها تصاميم زجاج الابنية الذي يقدر على تنظيف نفسه بنفسه. وتهدف هذه العروض إلى تحسين شروط السكن من خلال زيادة الراحة والحد من استهلاك الطاقة. وتتضمن قائمة منتجات «دوبون» أنظمة مناخية تعتبر بمثابة فتحات للتنفس تحدّ من مستويات الرطوبة وتحسّن إمكانات العزل الحراري. من جهة أخرى، تحدد جدران «إنرجين» Energain من المعدلات العالية لاستهلاك الطاقة ومن درجات الحرارة العالية في الأبنية. وتوفر مواد الطلاء التي تنتجها الشركة الحماية ضد التآكل وتأثير العوامل الجوية.

ويأخذ «منزل المستقبل» في الحسبان معايير الحياة العصرية، إضافة إلى تطور المجتمع، والدراسات الديموغرافية التي تشير إلى الارتفاع المضطرد لمتوسط عمر الإنسان والمتوقع وصوله إلى 89 عاماً في العام 2040، في البلاد المتطورة على الأقل، ما يؤدي إلى جيل «عجوز». ولكي لا يتحول هذا الجيل عالة على من يحيط به، ولكي يستطيع أن يعيش مكرّماً في منزله، يقدم له «منزل المستقبل» أدوات الراحة والمراقبة الصحية كافة. وتشمل تلك الأدوات توصيل الإشارات الحيوية للجسم، مثل معدل الضغط وضربات قلبه وكمية الأدوية التي يتناولها، إلى رقاقة كومبيوتر مثبتة في سوار يزين الرسغ أو في ثنايا فرشاة أسنان. وتنقل هذه المعلومات مباشرة إلى الطبيب الذي يمكنه أن يراقب المسن، من بعد وأن يتدخل عندما تدعو الحاجة. ومثلاً أيضاً تعطي سجادة في أرض غرفته إشارات ضوئية إلى الحائط، لتُخبر بأنه يمشي، ولكنها تسطع بنورها على الحائط بأكمله إذا وقع على الأرض. ويُصنع مطبخ «الجدة أو الجد» بطريقة مريحة تمكنهما من عمل أي شيء جلوساً، كما يقدم أي معلومات عن طريقة الطهو. وجُهّز الحمام في منزل «الجدين» بحيث يستطيعان دخوله على كرسي متحرك، وضُبِطت درجة الحرارة بحيث لا تتجاوز 38 درجة مئوية لكي تجنبهما الحروق.

والمعلوم أن «دوبون» تأسست في العام 1802. وتمارس نشاطها راهناً في أكثر من 70 دولة. تعمل في مشروع «منزل المستقبل» على توفير حياة أفضل وأكثر أماناً وصحة للناس في كل مكان. وفي إطار ذلك المنزل، تعرض منتجات مثل «سنتري غلاس بلاس» Sentry Glass Plus التي تتألف من شريحة زجاجية مزودة بطبقة شفافة، ما يتيح للمهندسين المعمارين استخدامها للزينة واستعمالها في المباني العصرية. وتعتبر المقاطع الزجاجية شريحة شفافة متعددة الطبقات، ما يعطيها القدرة على توفير حماية طويلة الأمد. وعلى رغم رقّتها، تتسم بدرجة مقاومة عالية للكسر، الأمر الذي يوفر درجة عالية من الحماية نتيجة بقاء القطع المكسورة ملتصقة بالطبقة الشفافة.

وتتضمن قائمة المعروضات المبتكرة الأخرى التي تقدمها «دوبون» في «منزل المستقبل»، منتجات تتيح التخلص من الأعشاب المضرة، من دون استخدام المبيدات الحشرية. كما أنها تقدم نظام تدفئة للغرف يمر تحت الأرض، ويقاوم الاهتراء بفضل تقنية «تيفزيل» Tefzel التي تستخدم في عزل الكابلات.

ويعرض «منزل المستقبل» أيضاً أنواعاً مختلفة من الابتكارات العلمية والعملية، مثل جدار مطلي باللون الأسود المصنوع من مادة أنتجت من خلال «إعادة تصنيع الإطارات». ولم يهمل الباحثون شق «الترف والفخامة». فيظهر جدار آخر، عاجي اللون، يسرق النظر ببريقه الذي يأتي من طلاء مصنوع من كريستال «تشواروفسكي».

ويؤمن «منزل المستقبل» درجة عالية من الراحة والحماية لساكنيه. ويحتوي «صندوق بريد» متطوّراً يقدر على التعرف إذا ما كان الطرد البريدي يصل إلى المنزل الصحيح، وكذلك إذا كان يحتوي على «المطلوب». ويقدم «منزل المستقبل» أدوات كثيرة للراحة بالنسبة للجيل الحالي، وكذلك ما يمكن أن يسهل حياة الشيخوخة. ولا يعني ذلك أنه يهمل حياة «جيل المستقبل». وينال الأطفال حصة كبيرة من هذا المنزل، وإن كانت حصتهم لا تزال غير «قابلة للتطبيق». وفي غرفة الطفل يمكنك التحكم بمدى نقاوة الاوكسجين، من أجل تجنب مخاطر تلوث البيئة، فضلاً عن تأمين جميع أدوات الراحة والألعاب الالكترونية ما يجعله غير مضطر للخروج من غرفته.

وهذا ما يمكن أن تتوصل إليه البحوث التي بدأت في مشروع «منزل العام 2012»، والتي ترمي لجعل غرفة الأطفال المتطورة أمراً فعلياً، مع ما يمكن أن ينتجه ذلك من جيل «معلّب» في غرفه.

تنتهي «مدة صلاحية» منزل المستقبل» الحالي في آذار (مارس) 2012! والحال أن «منزل المستقبل» يجب أن يتغير كل خمسة أعوام كي يستطيع أن يجاري الثورة التكنولوجية والتقنية، ولكي يستطيع أن يراعي متطلبات الحياة «الحديثة». وبذا، يكون العام 2012 أيضاً موعد ولادة «منزل جديد»، يحمل الرقم أربعة ويكمل مسيرة «عيش الغد 3» التي تحمل شعار where visions meet وترجمتها «حيث تلتقي الرؤى».بروكسيل - فاطمة رضا الحياة - 04/11/08//

mylove
11-08-2008, 12:08 AM
حلووووووووووووووووووووووووووووووووو وو جدا جدا وشي بديع وشكرا على هالموضوع الجيد