عبد الرؤوف
10-23-2008, 06:52 PM
نال جوائز كندية وعالمية ... هاني مصطفى أستاذ جامعي ومصمم محركات للطائرات
هاني مصطفى عالِم متعدّد الجنسية ومتنوّع المواهب. ويرجع ذلك إلى أنه استاذ جامعي وباحث في علم الطيران ومُصمّم لمحركات الطائرات، كما أنه بريطاني المولِد، مصري النشأة وكندي الإقامة. استهل علومه الجامعية في هندسة الطيران في جامعة القاهرة، حيث نال البكالوريوس بتفوّق، فعُيّن معيداً فيها لسنة دراسية. هاجر إلى كندا عام 1972 إثر تلقيه منحة دراسية من جامعة «ماك ماستر» في هاملتون بمقاطعة أونتاريو في كندا. وتخرج فيها بشهادتي الماجستير والدكتوراه، متخصّصاً في الفيزياء الديناميكية للهواء، واختصاراً «ايروديناميكس» Aerodynamics.
طائرات صغيرة
بعد نيله شهادة الدكتوراه، بدأ مصطفى حياته المهنية في العام 1978 بالعمل مهندساً في شركة «برات اند ويتني» Pratt and Whitney، التي تعتبر الثالثة في وضع تصاميم وصنع المحركات للطائرات المدنية، بعد «رولز رويس» و «جنرال الكتريك». ويشكل انتاج «برات اند ويتني» حوالى 40 في المئة من السوق العالمية. وخلال بضع سنوات، أصبح مديراً لفرع الشركة في كندا بأقسامه التي ضمّت هندسة الطيران، وخصوصاً بحوثها عن تصاميم لمحركات الطائرات الصغيرة التي تتسع ما بين 80 و90 راكباً. وتبلغ موازنة ذلك الفرع قرابة نصف بليون دولار.
هيأت هذه المسؤوليات له إدخال تعديلات تكنولوجية على محركات الطائرات. ووصفت الشركة هذه التعديلات بأنها «جذرية وذات كفاءة عالية من الدقة والجودة». وسجل 23 براءة اختراع باسمه في الشركة وفي دوائر هندسة الطيران الكندية والعالمية. وأثناء لقائه مع «الحياة»، حاول مصطفى تبسيط نظريته بالقول: «إن الهواء يتدفق بين شفرات محرك الطائرة، فيمتزج بالوقود ثم يحترق ويشتعل ما يؤدي إلى دوران المحرك وجعله أكثر كفاءة وأكثر قدرة على التحمّل وأقل استهلاكاً للوقود، كما يخفض انبعاث الغازات الملوثة للهواء ويُخفّف الضجيج. وأضاف: «هذه المميزات التقنية لا تقل أهمية عن الجانب الاقتصادي، إذ تسمح المحركات المتطورة بزيادة حمولة الطائرة من البضائع والركاب، ما يحقّق مردوداً مالياً عبر خفض سعر تذاكر السفر». وأشار مصطفى إلى انه ينكب راهناً على وضع اللمسات الاخيرة لتصميم نموذج آخر من محركات الطائرات المدنية. واكتفى بوصف مواصفاته بأنها
«مثالية وثورية». ويعني ذلك أن في امكان الطائرة التي تستعمل هذا المحرك السفر لمسافات طويلة باستهلاك كميات أقل من الوقود، «ما يجعل النقل الجوي أرخص واسهل واسرع واقل تلويثاً».
ويبدو ان تعدّد مسؤوليات مصطفى التقنية والمالية والادارية في شركة «برات اند ويتني»، التي يعمل فيها منذ ثلاثين عاماً، اتاحت له فرصاً ثمينة لبناء شبكة واسعة من العلاقات المهنية والمعارف والاصدقاء من المؤسسات والشركات والجامعات ومراكز البحوث المعنية بهندسة الطيران وتصميمه وصناعته.
وكذلك وفرت له مكانة علمية واكاديمية رفيعة داخل كندا وخارجها. وتكشف بعض الوثائق التي بحوزته عما يمتلك من رصيد مهني ومعنوي عالميين. فمثلاً، عمل مصطفى مديراً للبرامج التكنولوجية والتدريب التقني في «برات اند ويتني»، كما يتولى مسؤولية الاتصال والتعاون التكنولوجي مع الجامعات ومراكز البحوث الكندية، ويتحمل مسوؤلية تنسيق العلاقات بين وكالات الفضاء الكندية والاميركية والاوروربية في صناعة محركات الطائرات. وكذلك يعمل في إدارة «معهد التصاميم الفضائية والاختراعات» في «معهد كونكورديا للتكنولوجيا العالية» (كندا) ويرأس المجلس الاستشاري في جامعتي «بوليتكنيك - مونتريال» و«ريرسون لبحوث الفضاء» (أوتاوا). كما يشغل منصب نائب رئيس «كونسرتيوم البحوث والاختراعات» في علوم الفضاء في مقاطعة «كيبيك» الكندية.
ويتولى مصطفى تمثيل «برات اند ويتني» في لجنة متخصّصة تابعة لـ «حلف دول شمال الاطلسي»، وكذلك الأمر في «جمعية تصاميم محركات الطيران العالمية» في كندا.
30 جائزة و3 كُتُب
خلال مسيرته المديدة، حاز مصطفى أكثر من ثلاثين جائزة كندية وعالمية كتلك التي منحتها له «ريرسون» (عام )2005، «اللجنة الاميركية لتصميم المحركات»، «الجمعية الكندية للعلوم الميكانيكية الرفيعة» و «التفوّق الصناعي» في «كيبك» (2007).
وبالنسبة للجائزة الأخيرة، فإن مصطفى كان أول عربي ينالها.
وكذلك كُرّمَ أكاديمياً بدكتواره الشرف من جامعة «كونكورديا» الكندية عام 2002، ودرجة الاستاذية في التعليم الاكاديمي والمهني عام 1999.
وفي رصيده الاكاديمي أيضاً أنه أسس، بمساعدة شركة «برات اند ويتني»، معهداً لبحوث الطيران في جامعة كونكورديا في مونتريال، عام 1998. ولا يزال يتولى ادارته. ويضم قرابة 150 طالباً في الدراسات العليا.
وتحدّث مصطفى عن أهمية المعهد بقوله: «انه نموذج متقدم من الدراسة الاكاديمية... فنحن نشجع الطلاب (20 في المئة منهم من العرب) على تقديم البحوث والتصاميم المتعلقة بهندسة الطيران إلى جانب الدراسة المنهجية. وندفع لهم بدل اتعابهم مبالغ تتراوح بين 10و20 ألف دولار في السنة... وحين يتخرجون يجدون عملا بسهولة كبيرة... ونحن نوفر لهم دورات تدريبية في الشركات العالمية المُصَنّعة للطائرات في أميركا واوروبا فضلاً عن فروع شركتنا في الصين واليابان والهند وأميركا الجنوبية». وأشار أيضاً إلى أن هذه التجربة الناجحة «شجعتنا على تأسيس 4 معاهد مماثلة في مونتريال وتورونتو والمكسيك».
والجدير ذكره أن مصطفى استاذ غير متفرغ ومحاضر في جامعات «كونكورديا» و «ماكغيل» و«بوليتكنيك» و «كارلتون» (تورونتو) و «مدرسة العلوم العالية» (مونتريال)، إضافة الى بعض الجامعات الأميركية. ويشرف حاليا على أكثر من 80 طالباً في هندسة طيران، كما تخرج على يديه مئات طلاب الدراسات العليا. وأثرى مصطفى خزانة الطيران العالمي بعشرات البحوث. وترأس العديد من المؤتمرات والندوات العلمية الدولية.
وألّف ثلاثة كتب باللغتين الانكليزية والفرنسية، من أهمها كتاب «التوربينات المولّدة للطاقة». وتعتبر كتُبُه مصادر عالمية للطلاب والباحثين في هندسة الطيران والعلوم المتفرعة منها.
يشار اخيراً إلى ان مصطفى شارك في اعمال «منتدى العلماء العرب» (2006) في قطر، الذي حضره قرابة 150 عالِماً عربياً ممن يعملون في كندا والولايات المتحدة. وعلّق مصطفى على هذه المبادرة بقوله: «ان العديد من هؤلاء العلماء متعطش للعودة إلى الوطن، وكذلك لخدمة اي بلد عربي اذا توافرت فرص العمل اللائقة في التعليم الأكاديمي والبحوث».
مونتريال - علي حويلي الحياة - 14/10/2008
هاني مصطفى عالِم متعدّد الجنسية ومتنوّع المواهب. ويرجع ذلك إلى أنه استاذ جامعي وباحث في علم الطيران ومُصمّم لمحركات الطائرات، كما أنه بريطاني المولِد، مصري النشأة وكندي الإقامة. استهل علومه الجامعية في هندسة الطيران في جامعة القاهرة، حيث نال البكالوريوس بتفوّق، فعُيّن معيداً فيها لسنة دراسية. هاجر إلى كندا عام 1972 إثر تلقيه منحة دراسية من جامعة «ماك ماستر» في هاملتون بمقاطعة أونتاريو في كندا. وتخرج فيها بشهادتي الماجستير والدكتوراه، متخصّصاً في الفيزياء الديناميكية للهواء، واختصاراً «ايروديناميكس» Aerodynamics.
طائرات صغيرة
بعد نيله شهادة الدكتوراه، بدأ مصطفى حياته المهنية في العام 1978 بالعمل مهندساً في شركة «برات اند ويتني» Pratt and Whitney، التي تعتبر الثالثة في وضع تصاميم وصنع المحركات للطائرات المدنية، بعد «رولز رويس» و «جنرال الكتريك». ويشكل انتاج «برات اند ويتني» حوالى 40 في المئة من السوق العالمية. وخلال بضع سنوات، أصبح مديراً لفرع الشركة في كندا بأقسامه التي ضمّت هندسة الطيران، وخصوصاً بحوثها عن تصاميم لمحركات الطائرات الصغيرة التي تتسع ما بين 80 و90 راكباً. وتبلغ موازنة ذلك الفرع قرابة نصف بليون دولار.
هيأت هذه المسؤوليات له إدخال تعديلات تكنولوجية على محركات الطائرات. ووصفت الشركة هذه التعديلات بأنها «جذرية وذات كفاءة عالية من الدقة والجودة». وسجل 23 براءة اختراع باسمه في الشركة وفي دوائر هندسة الطيران الكندية والعالمية. وأثناء لقائه مع «الحياة»، حاول مصطفى تبسيط نظريته بالقول: «إن الهواء يتدفق بين شفرات محرك الطائرة، فيمتزج بالوقود ثم يحترق ويشتعل ما يؤدي إلى دوران المحرك وجعله أكثر كفاءة وأكثر قدرة على التحمّل وأقل استهلاكاً للوقود، كما يخفض انبعاث الغازات الملوثة للهواء ويُخفّف الضجيج. وأضاف: «هذه المميزات التقنية لا تقل أهمية عن الجانب الاقتصادي، إذ تسمح المحركات المتطورة بزيادة حمولة الطائرة من البضائع والركاب، ما يحقّق مردوداً مالياً عبر خفض سعر تذاكر السفر». وأشار مصطفى إلى انه ينكب راهناً على وضع اللمسات الاخيرة لتصميم نموذج آخر من محركات الطائرات المدنية. واكتفى بوصف مواصفاته بأنها
«مثالية وثورية». ويعني ذلك أن في امكان الطائرة التي تستعمل هذا المحرك السفر لمسافات طويلة باستهلاك كميات أقل من الوقود، «ما يجعل النقل الجوي أرخص واسهل واسرع واقل تلويثاً».
ويبدو ان تعدّد مسؤوليات مصطفى التقنية والمالية والادارية في شركة «برات اند ويتني»، التي يعمل فيها منذ ثلاثين عاماً، اتاحت له فرصاً ثمينة لبناء شبكة واسعة من العلاقات المهنية والمعارف والاصدقاء من المؤسسات والشركات والجامعات ومراكز البحوث المعنية بهندسة الطيران وتصميمه وصناعته.
وكذلك وفرت له مكانة علمية واكاديمية رفيعة داخل كندا وخارجها. وتكشف بعض الوثائق التي بحوزته عما يمتلك من رصيد مهني ومعنوي عالميين. فمثلاً، عمل مصطفى مديراً للبرامج التكنولوجية والتدريب التقني في «برات اند ويتني»، كما يتولى مسؤولية الاتصال والتعاون التكنولوجي مع الجامعات ومراكز البحوث الكندية، ويتحمل مسوؤلية تنسيق العلاقات بين وكالات الفضاء الكندية والاميركية والاوروربية في صناعة محركات الطائرات. وكذلك يعمل في إدارة «معهد التصاميم الفضائية والاختراعات» في «معهد كونكورديا للتكنولوجيا العالية» (كندا) ويرأس المجلس الاستشاري في جامعتي «بوليتكنيك - مونتريال» و«ريرسون لبحوث الفضاء» (أوتاوا). كما يشغل منصب نائب رئيس «كونسرتيوم البحوث والاختراعات» في علوم الفضاء في مقاطعة «كيبيك» الكندية.
ويتولى مصطفى تمثيل «برات اند ويتني» في لجنة متخصّصة تابعة لـ «حلف دول شمال الاطلسي»، وكذلك الأمر في «جمعية تصاميم محركات الطيران العالمية» في كندا.
30 جائزة و3 كُتُب
خلال مسيرته المديدة، حاز مصطفى أكثر من ثلاثين جائزة كندية وعالمية كتلك التي منحتها له «ريرسون» (عام )2005، «اللجنة الاميركية لتصميم المحركات»، «الجمعية الكندية للعلوم الميكانيكية الرفيعة» و «التفوّق الصناعي» في «كيبك» (2007).
وبالنسبة للجائزة الأخيرة، فإن مصطفى كان أول عربي ينالها.
وكذلك كُرّمَ أكاديمياً بدكتواره الشرف من جامعة «كونكورديا» الكندية عام 2002، ودرجة الاستاذية في التعليم الاكاديمي والمهني عام 1999.
وفي رصيده الاكاديمي أيضاً أنه أسس، بمساعدة شركة «برات اند ويتني»، معهداً لبحوث الطيران في جامعة كونكورديا في مونتريال، عام 1998. ولا يزال يتولى ادارته. ويضم قرابة 150 طالباً في الدراسات العليا.
وتحدّث مصطفى عن أهمية المعهد بقوله: «انه نموذج متقدم من الدراسة الاكاديمية... فنحن نشجع الطلاب (20 في المئة منهم من العرب) على تقديم البحوث والتصاميم المتعلقة بهندسة الطيران إلى جانب الدراسة المنهجية. وندفع لهم بدل اتعابهم مبالغ تتراوح بين 10و20 ألف دولار في السنة... وحين يتخرجون يجدون عملا بسهولة كبيرة... ونحن نوفر لهم دورات تدريبية في الشركات العالمية المُصَنّعة للطائرات في أميركا واوروبا فضلاً عن فروع شركتنا في الصين واليابان والهند وأميركا الجنوبية». وأشار أيضاً إلى أن هذه التجربة الناجحة «شجعتنا على تأسيس 4 معاهد مماثلة في مونتريال وتورونتو والمكسيك».
والجدير ذكره أن مصطفى استاذ غير متفرغ ومحاضر في جامعات «كونكورديا» و «ماكغيل» و«بوليتكنيك» و «كارلتون» (تورونتو) و «مدرسة العلوم العالية» (مونتريال)، إضافة الى بعض الجامعات الأميركية. ويشرف حاليا على أكثر من 80 طالباً في هندسة طيران، كما تخرج على يديه مئات طلاب الدراسات العليا. وأثرى مصطفى خزانة الطيران العالمي بعشرات البحوث. وترأس العديد من المؤتمرات والندوات العلمية الدولية.
وألّف ثلاثة كتب باللغتين الانكليزية والفرنسية، من أهمها كتاب «التوربينات المولّدة للطاقة». وتعتبر كتُبُه مصادر عالمية للطلاب والباحثين في هندسة الطيران والعلوم المتفرعة منها.
يشار اخيراً إلى ان مصطفى شارك في اعمال «منتدى العلماء العرب» (2006) في قطر، الذي حضره قرابة 150 عالِماً عربياً ممن يعملون في كندا والولايات المتحدة. وعلّق مصطفى على هذه المبادرة بقوله: «ان العديد من هؤلاء العلماء متعطش للعودة إلى الوطن، وكذلك لخدمة اي بلد عربي اذا توافرت فرص العمل اللائقة في التعليم الأكاديمي والبحوث».
مونتريال - علي حويلي الحياة - 14/10/2008