جميل جدًا هذا التساؤل ..
كل ما ذكرناه سيدي هو في حالة إهمال تأثير الهواء علي الجسم الساقط نحو الأرض ..
لكن عند الأخذ في الاعتبار مقاومة الهواء بالطبع فإن النتائج تحيد تمامًا عن قوانين الحركة والسقوط الحر .. لأن الجسم الساقط نحو الأرض في الهواء لا يقع تحت تأثير قوة الجاذبية وحسب .. بل يقع تحت تأثير مقاومة الهواء التي يكون اتجاه عملها عكس الجاذبية الأرضية ..
وفي كل الأحول عند تكرار التجربة في نفس المكان ولنفس الشخص ومن نفس الارتفاع فإن قيم النتائج تختلف بسبب اختلاف أحوال الطقس .. من كثافة الهواء والضغط الجوي واتجاه الرياح ..
كما أن وضعية السقوط المشار إليها هنا تتعلق بانسيابية الشخص الساقط بالنسبة للهواء .. فكلما كان الشخص أكثر إنسيابية كان أقل مقاومة للهواء وبالتالي يصل إلي سرعات سقوط أكبر ..وتلك الحالات تحدث عندما يسقط الشخص بشكل رأسي تمامًا رأسه إلي أسفل ويضم كل من أرجله وذراعيه إلي جسده .. بينما تكون الشخص أقل انسيابية عندما يسقط بشكل أفقي بمعني أن يهبط علي بطنه ويفرد كل من ذراعيه وأرجله .. ويستخدم هواة الهبوط بالمظلات هذه الوضعية حتي يقضوا أكثر وقت ممكن في الهواء .. وتكون سرعة هبوطهم أقل بطريقة تمكنها من فتح المظلة دون مشاكل ..
والمشكلة في مقاومة الهواء أن تتناسب في السرعات المنخفضة مع سرعة السقوط .. ثم تتحول في سرعات أعلي إلي تناسب مع مربع السرعة .. ثم في سرعات أعلي مع مكعب السرعة .. وتقريبًا عند سرعة أربعة أضعاف سرعة الصوت تتناسب مع السرعة مرفوعة للأس الرابع .. وبالتالي فإن عند سرعة هبوط معينة فإن القوة المؤثرة بها مقاومة الهواء على الشخص الساقط تكون كبيرة بدرجة تعادل تمامًا قوة الجاذبية الأرضية فيسقط الشخص سقوطًا حرًا بسرعة ثابتة ولا تخضع سرعته لأي تسارع بسبب وقوعه تحت تأثير قوتان متساويتان في المقدار ومتضادتان في الاتجاه هما الجاذبية لأسفل ومقاومة الهواء لأعلي ..
مع وافر احترامي وتقديري
مواقع النشر (المفضلة)