الأمل في عودة السمع لفاقديه





المركز العلمي للترجمة – الاقتراب من اكتشاف علاج لفاقدي السمع، يقوم حالياً فريق من العلماء لإنتاج خلايا سمعية في فئران التجارب ولأول مرة تم التحقق من فعالية هذه الخلايا الصناعية والتأكد من إنها تعمل بنفس الطريقة للخلايا الطبيعية.



الأذن الداخلية تقوم بتحويل الأمواج الصوتية إلى إشارات كهربية عن طريق مجسات حساسة في داخل الأذن الداخلية تعرف باسم Corti organ أو Spiral organ وهي خلايا تشبه الشعيرات المرتبة بشكل منتظم يصل عددها من 15,000 إلى 20,000 خلية. تستجيب هذه الخلايا إلى الاهتزازات وتحولها إلى نبضات كهربية تنتقل عبر العصب السمعي ومنه إلى الدماغ. هذه الخلايا هشة جدا لدرجة إن الأصوات الصاخبة قد تسبب في تلفها وكذلك التقدم في العمر يؤدي إلى استنفاذها، مما يؤدي في نهاية الأمر إلى فقدان السمع. توقع الباحثون انه إذا ما تم ترميم هذه الخلايا فان حاسية السمع يمكن أن تعود لمن فقدها وذلك عن طريق زراعة خلايا بديلة لها مكان تلك التي تلفت. أبحاث سابقة تمكنت من عزل البروتين Atoh1 المسئول عن نمو هذه الخلايا. ولكن لم يكن واضحاً أن الخلايا الصناعية البديلة من الممكن أن يكون لها نفس الخصائص الميكانيكية والكهربية التي تمتلكها الخلايا الطبيعية.







الأذن الداخلية لفأر استقبل جرعة إضافية من البروتين عندما كان جنينا ويظهر في الصورة العلوية خلايا سمعية أكثر من الفأر العادي في الصورة في الأسفل






ولتبديد هذه المخاوف والشكوك قام العالم John Brigande في جامعة العلوم والصحة في بورتلاند وزملائه بحقن جنين فأر بـ DNA يحتوي على بروتين Atoh1 صناعي. تمت عملية الحقن قبل أسبوع من ولادة الفأر – أي قبل أن تتكون الخلايا الطبيعية المسئولة عن تحويل الإشارات الصوتية إلى كهربية. بعد أربعة أيام ولد الفأر وتم فحص قدرته السمعية.



تبين أن الفأر الذي يحتوي على Atoh1 إضافية يمتلك خلايا سمعية أكثر بمرتين من غيره، وقد نشرت اليوم مجلة Nature نتائج الفحوصات التي تمت باستخدام الميكروسكوب الالكتروني والتي كشفت عن إن الخلايا السمعية الإضافية تتكون من نوعين احدهما داخلي والأخر خارجي تماما مثل الخلايا الطبيعية وتتكون من نفس البروتين. وبالفعل تحقق الباحثون من أن الخلايا السمعية الصناعية تستجيب للموجات الصوتية وتحولها إلى إشارات كهربية.



هذا الاكتشاف وضح أن البروتين Atoh1 المستبدل من الممكن أن ينتج خلايا سمعية في الحيوانات، وذكر العالم Brigande "هذا مدهش لان بهذه الطريقة هناك فرصة كبيرة لاستعادة السمع لفاقديه"



وعلق Matthew Kelley في المعهد الوطني للدفاع انه يتفق تماما مع تلك النتائج وان حقن الجنين بالبروتين Atoh1 يعمل على زيادة نمو الخلايا السمعية وأضاف إن هذه تقنية جديدة وقد كانت تحدي صعب يواجه البحث العلمي.



وأضاف Yehoash Raphael في جامعة ميتشيغن إن هذا الاكتشاف يوفر نموذجا علميا للباحثين في مجال تطوير علاج جيني لاستعادة السمع. والسؤال الأهم والذي يواجه العلماء قبل أن يتم تطبيق ذلك على الإنسان هو كم هي الكمية أو العدد اللازم من البروتين المطلوب لاستحثاث نمو الخلايا السمعية وما هي أفضل الطرق لإدخالها في داخل الـ Corti organ في الأذن الداخلية للإنسان.







Source: ScienceNOW

http://sciencenow.sciencemag.org/cgi...ull/2008/827/2