مولي بنتلي
سان فرانسيسكو


كان العلماء على علم منذ فترة ما بأن المجال المغناطيسي للأرض يتلاشى كما أن قوة الجذب المغناطيسية لها تضعف مع مرور الزمن مما يجعل بعض أجزائها عرضة للاشعاعات من الفضاء الخارجي.

وقد تأثرت بعض الأقمار الصناعية بذلك.

ولكن الشيء غير المعروف حتى الآن هو ما إذا كان ذلك سيستمر إلى أن يحدث انقلاب في قطبي الأرض. وبدلا من أن يتجه مؤشر البوصلة إلى الشمال سيتجه إلى الجنوب.

ويقول العلماء ان السؤال ليس هل سيحدث ذلك ولكن متى؟

وعرض العلماء نتائج أبحاثهم خلال مؤتمر الاتحاد الامريكي للجيزفيزياء في سان فرانسيسكو.

ولكن تحديد موعد الانقلاب القطبي أمر صعب.

ويوضح ايف جاليه من المعهد الفيزيائي للأرض في باريس بفرنسا أن الأمر محير بالفعل حيث من الممكن أن تمر ملايين السنين بدون أن يحدث تحول في القطبية فيما يمكن أن تشهد الأرض أربعة أو خمسة تحولات خلال مليون عام فقط.

ودرس جاليه التاريخ المغناطيسي للأرض ويقول ان التحول في القطبية بدأ منذ ألفي عام تقريبا.

ومنذ أن بدأت مراقبة المجال المغناطيسي للأرض منذ قرن ونصف لاحظ العلماء تحول القطبية المغناطيسية بنسبة 10%.

وطبقا للنسبة الحالية سيستغرق الأمر ما بين 15 قرنا و20 قرنا حتى الإختفاء التام.

ولاحظ العلماء وجود ضعف بشكل واضح في الحقل المغناطيسي بالقرب من ساحل البرازيل حيث يزيد الضعف في تلك المنطقة بنسبة 30% عن باقي المجال المغناطيسي للأرض.

وقد تسببت جرعات الإشعاع الزائدة في حدوث مشاكل في الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية التي تطير خلالهان وحتى تليسكوب هابل تأثر بهذا.

ويقول الدكتور جاليه ان التحول عادة ما يسبقه بضعف الحقول المغناطيسية، ولكن حدوث ضعف في الحقول المغناطيسية لا يعني ضرورة حدوث التحول.

ويقول جيرمي بلوكسهام عالم الفيزياء من جامعة هارفارد إن من الممكن أن تعود القوة للمجال المغناطيسي للأرض وبعدها، ربما بعد عشرة آلاف عام من الآن، ربما يضعف المجال المغناطيسي ويحدث التحول.

وقد تم تناول هذه القضية في أحد أفلام هوليوود. ويقول العلماء إن كل ما ورد في الفيلم هراء ماعدا إن المجال المغناطيسي للأرض جاء نتيجة لنشاط في باطنها.

السجل الحديدي
حيث أن حرارة باطن الأرض الداخلي يحافظ على بقاء غليان الخليط المكون من معدني النيكل والحديد المنصهرين في القلب الخارجي للأرض مما يولد المجال المغناطيسي للأرض.

ومن غير المعروف على وجه الدقة الطريقة التي تعمل بها النواة، لكن العلماء لديهم فهم عام عن كيفية تفاعل التيارات السائلة والالكترونية والخطوط المغناطيسية مما يؤدي في النهاية إلى وجود المجال المغناطيسي للأرض.

ويقول بيتر اولسون استاذ الجيوفيزياء في جامعة جونز هوبكنز ان الخطوط المغناطيسية داخل نواة الأرض تشبه معكرونة "الاسباجيتي" وبناء على احتكاكها والتفافها حول بعضها البعض يولد المجال المغناطيسي أو يضعف.

وكانت المرة الأخيرة التي حدث فيها تحول للقطبية منذ 780 ألف عام.