الليل نسلخ منه النهار
قال الله تعالى في كتابه العزيز : ((وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون ))
الشمس تولد الحرارة والضوء والأرض تتلقى ذلك الضوء,فالأرض بذاتها عاتمة مظلمة , والليل و النهار آياتان من آيات الله عز وجل لا مجال للخلاف في ذلك و لكن هل هناك فرق بين الليل و النهار من حيث المبدأ و أيهما هو الأصل وأيهما هو الفرع ؟
الواقع أن الحقائق العلمية تشير بوضوح الى أن الأساس في الكون هو الظلام وأن العتمة تشكل أكثر من 90 %
من الفضاء الكوني المعروف على الرغم من وجود مئات المليارات من المجرات التي تحتوي على مئات المليارات من النجوم فاتساع الفضاء الهائل جعل من النور لا يسيطر إلا على أقل من 10% من الفضاء و رواد الفضاء عندما يبلغون ارتفاع 110 كم تقريبا يرون النجوم تتلألأ على خلفية فضائية سوداء قاتمة (الزرقة تنجم عن هواء الغلاف الأرضي) .
فالمناطق التي أراد الله لها النور جعل فيها نجوما تولد الضوء بتفاعلاتها النووية . وقرب الشمس من الأرض جعل نصل الأرض منارا بشكل دائم أثناء دورانها حول نفسها فالأرض لو وجدت مكان كوكب بلوتو لكانت شبه مظلمة في النهار و قاتمة سوداء في الليل . و هذه الاستعارة القرآنية الجميلة تؤكد ذلك بصريح العبارة فالجلد هو الذي يسلخ عن الشاة وليست الشاة هي التي تسلخ عن الجلد فالشاة هي الأصل و الجلد هو الفرع .إذا فالعتمة هي الأساس و النور هو الفرع و الليل هو الأساس والنهار هو الفرع وهو الذي يسلخ فعلا لتعود الأرض إلى حالتها الأساسية و هي حالة الليل و الظلام .
(( وجعلناها سراجاً وهّاجاً )) النبأ 13
